فاروق حمزة :في 67 لم يكن استقلال حقيقي و نحن أردنا تحرير الجنوب، وهم لا يفكرون إلا باحتلال عدن

[حد من الوادي]

فاروق حمزة :في 67 لم يكن استقلال حقيقي و نحن أردنا تحرير الجنوب، وهم لا يفكرون إلا باحتلال عدن

/ الثلاثاء 29 تشرين الثاني /نوفمبر 2011م


عدن(عنا)عشية الاحتفال بالذكرى ال 44 لاستقلال الجنوب 30 نوفمبر وصف القيادي بالحراك الجنوبي الدكتور فاروق حمزة إن الاستقلال الذي تم عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967م حينها لما كان يعرف بجنوب اليمن انه ليس استقلال حقيقي وإنما جرت عملية انسحاب للقوات البريطانية من مستعمرة عدن لأسباب تكتيكية ارتبطت بالإستراتيجية البريطانية، وقد سلمت بريطانيا للجبهة القومية مجرد سلطة وليست دولة، كما لم تسلمهم أية وثيقة خاصة بالاستقلال، على غرار ما تعمله بريطانيا مع كل مستعمراتها في العالم، وسلمتهم مجرد مذكرة تفاهم وقعها قحطان الشعبي باسم الجبهة القومية واللورد شاكلتون الوزير بدون وزارة كممثلاً للحكومة البريطانيا،.

وأضاف حمزة وهو القيادي بالحراك الجنوبي ورئيس تجمع أبناء عدن بالقول في حوار أجراه معه بكري الحريبي وتنشره (عنا) كاملاً:" أما وثيقة الاستقلال وكافة مرفقاتها الخاصة بالاهتمام والرعايا، والتي يفترض أن تسلم لأبناء المستعمرة، لا تزال بحوزة قصر باكنجهام، وهو الأمر الذي يربطنا بها حتى اللحظة، وما قد جعل بلادنا عدن منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا وفقاً للقوانين الدولية منطقة نفوذ بريطانيا، بل ومنطقة تخضع للنفوذ البريطاني المباشر، ونحن نرحب بذلك، ونطالبها علنا أن تستمر بحمايتنا نحن أبناء عدن، أبناء مستعمر التاج البريطاني." وهذا نصه:





*س : ما رأيك بتوقيع الرئيس/ علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية؟

+ج : في الحقيقة أنا شخصياً أكثر من عانى من علي عبدالله صالح، كما أنني من القلائل الذين وقفوا أمامه بصلابة، أما فيما يخص التوقيع على المبادرة فأعتقد إن المسألة برمتها تأتي في إطار إهتمامات الشرعية الدولية، ممثلة بمجلس الأمن، كما أيضاً هناك الكثير من المرفقات والمشاريع المرتبطة بذلك والتي ستنفذ بإشراف دولي مباشر من قبل الدول العظمى.



*س : ما رأيك بما يسمى بيوم الإستقلال؟

+ج : في الواقع لم يكن هناك أي إستقلال حقيقي، بمعنى الإستقلال، وإنما جرت عملية إنسحاب للقوات البريطانيا من مستعمرة عدن لأسباب تكتيكية أرتبطت بالإستراتيجية البريطانيا، وقد سلمت بريطانيا للجبهة القومية مجرد سلطة وليست دولة، كما لم تسلمهم أية وثيقة خاصة بالإستقلال، على غرار ما تعمله بريطانيا مع كل مستعمراتها في العالم، وسلمتهم مجرد مذكرة تفاهم وقعها قحطان الشعبي بإسم الجبهة القومية واللورد شاكلتون الوزير بدون وزارة كممثلاً للحكومة البريطانيا، أما وثيقة الإستقلال وكافة مرفقاتها الخاصة بالإهتمام والرعايا، والتي يفترض أن تسلم لأبناء المستعمرة، لا تزال بحوزة قصر باكنجهام، وهو الأمر الذي يربطنا بها حتى اللحظة، وما قد جعل بلادنا عدن منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا وفقاً للقوانين الدولية منطقة نفوذ بريطانيا، بل ومنطقة تخضع للنفوذ البريطاني المباشر، ونحن نرحب بذلك، ونطالبها علنا أن تستمر بحمايتنا نحن أبناء عدن، أبناء مستعمر التاج البريطاني.



*س : هل أستفادت الجبهة القومية من إستلام هذه السلطة؟

+ج : على العكس أستخدمت سلطتها في تدمير كل ماهو جميل في المستعمرة عدن والجنوب العربي عامة، فدمرت كل شئ جميل في عدن حيث بدأت بإبادة أبناء عدن ودمرت دولة عدن والجنوب العربي كليةً، كما أستبدلت السلاطين والأمراء والمشائخ بالشياطين، وقامت بالزحف على عدن وألغت المدنية والرقي والحضارة فيها وأنشأت دويلة عصابات متكاملة، أسميت مؤخرة بدويلة القبائل الماركسية.



*س : ما رأيك بالحراك؟

+ج : طبعاً أنا من أسست القضية الجنوبية ومن مؤسسي الحراك الجنوبي ورئيس حراك عدن.



*س : ما رأيك فيما وصل إليه الحراك يومنا هذا؟

+ج : سبق وأن أشرنا وقلنا بأنني من مؤسسي القضية الجنوبية والتي وضعناها وبأن تكون من ثلاث مراحل بدأناها بالناحية الفكرية ثم السياسية، حيث بلورت في الواقع والنفوس، وقد تعبنا كثيراً ودفعنا ثمناً باهضاً بذلك، أما المرحلة الأخير والحاسمة فهي كانت ولا زالت وستظل الميدان مع العمل السياسي، كون قضيتنا هي أصلاً قضية سياسية محضة، أما الغرض من الحراك الميداني هو فقط لكسب المشروعية، أي إقرار الشرعية الشعبية ليس إلا.



*س : مقاطعاً الدكتور: حسب مانسمع بأنه كل يوم تطلع فئة أو جماعة أو أفراد تدعي قيادتها للحراك الجنوبي؟

+ج : أجاب مبتسماً ... خلوهم وخلوا لهم حالهم، إن والله بايحررونا نحن معهم وبانمشي خلفهم، لكن صدقني، هذه كلها مجرد محاولات لا لها بجوهر القضية الجنوبية لا ناقة ولا جمل، إنها مجرد محاولات من أفراد معينين، مفتكرين إنهم سيحرروا البلاد وبايطلعوا كلهم رؤساء جمهوريات، ولو لاسمح الله أستلمنا بلادنا ستكون هناك دولة واحدة ورئيس واحد فقط للدولة، في جميع الأحوال أنتم لا تنبهروا بما يجري، وأعتقد إن عملنا كان له سابقاً مردود طيب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وهو الأمر الذي جن جنون كل المؤسسات الأمنية والإستخباراتية وأصحاب المصالح المعادية للقضية الجنوبية، وكلها مجتمعة أستخدمت كافة نفوذها المادية والمعنوية وعملت بكل قواها على إختراقنا ودس الكثير من السموم في كافة مستويات هياكل الحراك، كما إن بعض إخواننا من أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى هم كانوا سبباً في تمزيق الحراك وبالذات في عدن، كون البعض منهم كان يريد أن يكون هو الآمر الناهي وصاحب النفوذ داخل عدن، وهناك أيضاً آخرين وهم قلة أدعوا بأن عدن هي حقهم هم، وما نحن في بلادنا إلا عبارة عن هنود وصومال ويهود وفرس ... ألخ، وكل غرضهم هو الإستحواذ على عدن، والوصايا على عدن وأبنائها، مستفيذين من عملية الإستحواذ السابق على عدن وعملية السب والنهب التي حصلت للأرض والعرض منذ 1967م، والتسهيلات التي زوراً منحت لهم بواقع النظام السابق للجنوب، ناهيك عن الدور الحالي للنهب والسلب الحاصل لأراضي عدن وكافة عقاراتها حتى اللحظة، والذين هم أنفسهم لا يزالون سببه.



*س : مقاطعاً مرة أخرى: هل لك أن توضح أكثر للقارئ الكريم كيف تم ذلك؟

+ج : سأتطرق فيما يخص عدن فقط، أما فيما يخص المحافظات الجنوبية الأخرى فاتركه لقادتهم، كونهم هم الأولى بتوقيف كل أصحابهم عند حدهم، وأنا فقط هنا أنصح إخواني قادة المحافظات الأخرى بأن يكونوا يقظين مما يجري حولهم، كما أشكر البعض منهم ممن قد صحوا ووصلوا لقناعة بأن يعالجوا الأمور بعقلية القرن الواحد والعشرين، ويدركوا حقاً مطالب الألفية الثالثة، والعدول عن عقلية 1967م الذي يحاول البعض من مناطقهم، الزج بها إلى حلبة الحراك ومطامعهم الغير مشروعة وبالإستحواذ على عدن وفرض الوصايا عليها من جديد، وهو ما يسئ لهؤلاء القادة من خلال محاولات هؤلاء الفاسدين البائسة وحشر أنوفهم بشأن عدن.

أما فيما يخص الشأن العدني ومثل ماقد أوضحت بأن هناك ألاعيب كثيرة للأجهزة المختلفة وهي التي تقوم بدس الأفراد في جسم الحراك، وتلعب مع هؤلاء الأفراد بشتى الوسائل والسبل والطرق وتنصيبهم كقيادات داخل عدن، علماً بان هذه القيادات المدسوسة لازالت في مستوي طفولي سياسي تضر بالقضية الجنوبية وبالحراك كثيراً وتدربكه كونها لم تصل بعد إلى مستوى النضج السياسي المطلوب في نصرة قضيتنا الجنوبية، بل هي التي تضرب الحراك من الداخل وتحول قضية الحراك السياسية وكأن الحراك هو عبارة عن صراع ثيران، الأمر الذي نرفضه نحن ولا يتفق مع المبادئ الذي قامت عليه القضية الجنوبية والحراك الجنوبي.



*س : كيف تتعامل معكم كافة الأجهزة الإعلامية الجنوبية من صحافة ومواقع إلكترونية؟

+ج : نحن أردنا معهم على الدوام تحرير الجنوب، وهم يفكرون بإحتلال عدن مرة اخرى.



*س : ماهو موقف القيادات الجنوبية في الخارج بشكل عام وماهو موقفها من قضية عدن؟.

+ج : القيادات الجنوبية موقفها من قضية عدن نفس موقف جميع المواقع الجنوبية القبلية المناطقية الحزبية، وكلهم يعملون بعقلية 1967م للإستحواذ والوصايا على عدن ليس إلا، وهذا بعدهم ... مع العلم إننا لم نتفرغ لهم بعد، كوننا نحن الآن منهمكين نعمل بقضيتنا، والتي قد أستفذنا بها من كل ممارساتهم وهو الأمر الذي جعلنا نضع المحاذير كأولويات في قضيتنا.

كما ننصح البعض منهم بأن يرفع يده عن عدن، وأن يكف عن زرع الفتن والأحقاد في عدن كون ذلك ليس من مصلحتهم التي كشفت عوراتهم.



*س : هل تستلمون دعم مالي، وماهو الدعم المعنوي الذي تحصلون عليه؟

+ج : نحن لا نستلم أي دعم مالي من أحد، لأننا أبناء عدن، وعدن تجيب لهم حساسية مثل البنسلين، وكل المبالغ الذي سرقوها من دولة الجنوب سابقاً، ومن حق أراضي عدن الذي نهبوها، كلها يوزعونها بينهم البين، وهناك مبالغ تدخل وتأتي إلى عدن من خلف ظهرانينا، يستخدمونها فيما بينهم البين ومنها يشترون بها بعض الرخصاء، حيث يعطونهم من عظمة يتسلون بها ويجعلونهم رأس حربة يخترقون بهم عدن ودورها الحقيقي، وأنا هنا لا أتطرق بهذا اللقاء إلى أصحاب الأرصدة المالية الضخمة في البنوك العالمية، والمبالغ أي الأرصدة هي لهم أنفسهم الذين كانوا يناشدون شعبنا بربط الأحزمة على بطونهم وبطون أطفالهم، أما الإعلام حقهم، وهو الذي يصرفون عليه بمن حق دولة الجنوب السابقة، فهو إعلام مناطقي قبلي حزبي، لا يلتزم إطلاقاً بشرف المهنة، وأنه يكره عدن وأبنائها، ويوظف الأمور لصالحهم الحزبي المناطقي .



*س : هل من كلمة أخيرة تقولها مباشرة ودون تحفظ؟

+ج : إن كل مايجري ويدور من حولنا لا يأتي من فراغ فكل شئ يمشي وفقاً لأجندات إقليمية ودولية متفق عليها، وتحت إشراف دولي ممثلاً بمجلس الأمن، وبمراقبة الدول العظمى نفسها والمتفقة بجدولة الأمور وبتنفيذها وفقاً لمشاريع دولية متفق عليها، وستنفذ قريباً إنشاء الله وبكل تأكيد، وهنا أنا أنصح الجميع بان يهدؤون ويعالجوا المواضيع بمسمياتها وأن لا يتقنفزوا كونهم سيكونوا سبباً في ظلم أنفسهم وظلم مناطقهم وتعطيل كل شئ، كما إن الطفولة السياسية هي بداية الهزيمة ولم ولن تقود إلا إلى المزبلة والحسرة والنذم وليس إلى النصر إطلاقاً ، فمتى تكونوا ناضجين سياسيين، ومتى تحترمون عدن وأبنائنا ومتى تناصرون عدن وأبناءها، علماً بأنه لم ولن يكون الشأن والإستحقاق إلإ لعدن وأبنائها، ولم ولن تحقق القضية الجنوبية إلا من خلال عدن، وبقيادات عدنية وفي عدن.



في الأخير يبدو أنها لمناسبة طيبة أستغلها لأبارك للأخ/ محمد سالم باسندوة تكليفه لمنصبه الجديد، وهو بهذا يكون أول رئيس وزراء عدني في منطقتنا، منذ 1967م حتى اللحظة، وكما يقول المثل بداية الغيث قطرات، وأطالبه، بل ومن خلاله أطالب الكل في منطقتنا من شرفاء بإنصاف عدن وأبنائها والوقوف إلى جانب عدن وأبنائها والتعاون معنا نحن أبناء عدن وبرفع الظلم والقهر عنا، وعلينا نحن أبناء عدن وبإسترجاع كل ماقد سلب ونهب من عدن الحبيبة بلادنا نحن. وجعل عدن رقما في كل الموقف وأن يستعاد لها دورها القيادي التاريخي الريادي.

عدن (أجرى المقابلة: بكري الحريبي)