سألني من نافذة الحالة:
ماذا يجري؟ . أجبته: من أنت حقيقة ، حتى أجيبك؟
أنا الفيس بوك ، قرّبت المسافات بين البشر فتواصلوا وكأنما هم في قاعة واحدة . قلت له: لكنك اطلعت على أسرارهم ومخزونات ما تخفي الصدور بما يشبه الاستطلاع والاستبيان حتى تقرر يا الفيس: أيّ خطّة صالحة للاستعمال مع الرّعاع ومن لفّ لفيفهم .. عموما سأجيبك على سؤالك حسب فهمي ولكلٍّ نظر وبصيرة:
الذي يجري يا الفيس ، حفنة قليلة تلعب بمقدرات أمم الأرض . هنيئا لهم ... هكذا يقول لسان حال الأمم ، بس لا يقتلون أطفالنا ونساءنا ورجالنا ويحرقون مزارعنا ويوقعون بيننا وبين بعضنا .
سألني ( بغضب ) من هؤلاء؟ . قال لي حدسي: إنه من الحفنة أو أنه أحد العيون المستأجرة .
أجبته: إنّهم يا .... يا سيّدى ، تجار المخدرات ( قاطعني ): هل فيهم سياسي: أجبت: كلا ... كلا ... كلا ... ( اعترض ضميري ) ، قلت في صمت: يا أيها الضمير ، أعرف أن فيهم السياسي لكنني خفت من الأمن السياسي .......
رأيته مجسما يشبه الإنسان:
اسمع يا أيّها الفيس:
أقرأ فيك الحداثة في نظام الاتصال ووسيلة ناجحة جدا في نظام التواصل لها منافع ومضار وأخاف أن يكون ضرّها أكثر من نفعها ... ( قرن الأصبع السباب مع الوسطى ومررهما على الشّق الغربي من شاربه الطويل ثم انتقل إلى الشق الغربي وعيناه محدقتان في وجهي يقرأ القسمات ولغة العيون ) . واصلت:
المضار تحددت في الإعياء والإرهاق وآلام الظهر والفيسبوكي مدمن عليه ، أما المنافع ففي بعض الصور الجميلة (..................................... )
ابتسم ابتسامة صفراء وعلامات الشك بادئة على محيّاه واستدار قليلا واستقر وجهه تجاه الشرق ، فارتسمت لي خارطة الأرض واستقريت في القارة السوداء مختلسا عبر الخيال النظر إلى القارة الصفراء أو البيضاء أو الحمراء وغبت قليلا ولم استوعب سؤاله فطلبت منه الإعادة ، فقال:
الفيس بوك خدمة جليلة قدمها للإنسانية رجال لا يهدرون الوقت ، وإن أكلوا ، أكلوا قليل ، وإن شربوا من كأس مذهّب شربوا القليل ( قاطعته ):
وإن قتلوا ، قتلوا كثير، وإن جوّعوا ، جوعوا الأكثر ، وإن حاصروا ، حاصروا الجميع .
ساد الصمت قليلا ثم قال:
يا صديقي ... تابع الفيس بوك وستستفيد ، هل أنت من منسوبي الساحات ( الربيع العربي )؟
هنا عرفت سرّ سؤاله حسب فهمي ـ كما تقدم . طلبت منه السماح لي بالانصراف ....................