شعر بلا ملح

[سالم علي الجرو]

المنتدى لا يدخله إلا هاوٍ للأدب والتراث وكل جديد في عالم المعرفة وتبادل الأفكار النيرة ولكل قاعدة شواذ .
الجميع هنا تحت عنوان واحد:
هواة أدب لا قلّة أدب
عدا من شذّ ولكلّ قاعدة شواذ
من بين سطورك يااليافعي استلهمت العنوان التالي:

ــ1 ــ

ثقافة الشاعر الشعبي

إن موهبة الشعر تطلّب من الشاعر التسلح بقدر واسع من المعارف وأن يكون على تواصل بصنوف الثقافات منها: الثقافة القومية المستحوذة على الفكر في ديارنا الجميلة نظرا للتاريخ والحاضر الاستعماري وتعرض أمننا القومي للأخطار.

ــ 2 ــ

هناك من شعراء الشعر العامي المواظبين على اللياقة العلمية من دخل ساحة الشعر الفصيح من أوسع الأبواب وتألّق ، وبالتأكيد من ارتقى بثقافته سيتألق ويلمع في مضمار الشعر الشعبي والذي يراوح نفسه سيظلم موهبته ، والجدير بقوله أن البعض يتقمص الغرور ولا يرضى بغير قبول نظمه ومن لا يقبل به فهو عدوّ له مبين . مثل هذا يحرق نفسه وموهبته مع شديد الأسف .

ــ 3 ــ

كيف سيعطي الجديد في مضمار ثقافي من لم يختزن رصيد من ثقافة؟ وكيف سيوسع ويخصب خياله.؟ . سوف يظلّ حبيس ذاته يعيش في المياه الراكدة .

ــ 4 ــ

ولعل قصة علي بن الجهم تغني عن الشرح والتطويل:
هذا الشاعر البدوي الخشن مدح الخليفة العباسي بقوله:

أنت كالكلب في حفاظـك للـود =و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً =من كبار الدلا كثيـر الذنـوب

قرأ الخليفة ذكاء البدوي ومقصده فطلب منه أن يقيم وسط حديقة غناء قريبة من جسر الرصافة وبعد أشهر قدم إلى صالون الملك وقال مادحاً:

عيون المها بين الرصافـة والجسـر=جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـره=أعرفنـي بالحلـو منـه وبالـمـرَّ !
كفى بالهوى شغلاً وبالشيـب زاجـراً=لو أن الهوى ممـا ينهنـه بالزجـر

.......... الخ آخر القصيد التي تقطر عذوبة