المنقولات السياسية

[يماني وشامخ كياني]

بيان حزب الاصلاح !

محمد عايش


هل احتاج التجمع اليمني للإصلاح إلى 24 ساعة كاملة ليعرف
أن ما فعله الحوثيون "انقلاب مرفوض" كما قال بيانه؟

بالتأكيد لا ولكن الإصلاح " أخوان اليمن " كان ينتظر صدور موقف خارجي خليجي تحديدا
كي يصدر بدوره موقفه الخاص وفي ضوء مضامين موقف الخارج وهذا ما حدث فبعد صدور بيان
دول مجلس التعاون الخليجي من ماوراء الحدود صدر بيان الإصلاح " اخوان اليمن "
من جوار القصر الجمهوري الذي انطلق منه اعلان الحوثيين الدستوري.

موقف الإصلاح غير وطني، فـ"الوطن" اضطر البارحة للسهر مطولاً يترقب صدور موقف إصلاحي
(ومؤتمري واشتراكي) كان حتى الطفل يتوقع ما ينبغي أن يكون عليه ذلك الموقف
الذي لم يصدر إلا بعد بيان "طويل العمر" في نهاية اليوم التالي.

هذا تحديدا ما يجعل ما ورد في خطاب زعيم الحوثيين من تهدئة مع "الخارج" و تصعيد مع الداخل (الحزبي)
أمرا منطقيا فعبد الملك الحوثي يعرف جيدا كما يعرف أحدنا أن الأحزاب لدينا
لا شيء تراعيه في ضعفها أو قوتها، غير "الخارج"..

جاء موقف الإصلاح حادا، لأن الخليجي كان كذلك، ولو كان الأخير مهادنا لهادن الإصلاح.

وجاء موقف المؤتمر متأخراً وهو الذي يخشى العقوبات الدولية وسطوة بن عمر ويعرف جيداًَ
المؤتمر الشعبي العام ان الحوثي ذراع إمريكا وبإن الاخيرة راضية عنه كل الرضى
خاصة بعد شرعنة الدول العشر الانقلاب الحوثي .

هكذا يجد الحوثي نفسه مفضلا خيار دغدغة الخارج وإن نجحت الدغدغة مع السعودية وقطر
فسيسمع الضحكة فورا قادمة من الإصلاح في صنعاء.

إن جاء الخارج ولو ببطئ فسيأتي اليدومي سعيا على الراس أو مشيا على القدمِ..
لذلك لا تعويل على أحزاب مستلبة..

ومالم تكن المعركة السياسية والمدنية مع أنصار الله وتفردهم في وضع اليد على السلطة
معركة "وطنية" مائة بالمائة، فإنها لن تكون إلا معركة
لإغراق البلد وليس لإجهاض سلطة الحوثيين.