المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الطب والأسره > سقيفة الأسره
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


واجبنا في بناء الذكاء العاطفي عند أبنائنا

سقيفة الأسره


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-28-2006, 12:13 AM   #1
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي واجبنا في بناء الذكاء العاطفي عند أبنائنا

كتبت في مثل هذا الشهر من عام 1999م مقالين بعنوان "الذكاء العاطفي"، أوضحت فيهما كيف أن الذكاء العاطفي - بناءً على دراسات عديدة - يُعتقد بأنه أهم بكثير من الذكاء المتعارف عليه الذي يحدده اختبار الذكاء “IQ” بل ويُعتقد بأن الذكاء العاطفي يساهم بأكثر من 80% من تحديد احتمالية نجاح الشخص أو فشله في الحياة العملية، في حين أن الذكاء التقليدي “IQ” يساهم بنسبة 20% فقط, وعرَّفنا الذكاء العاطفي بناءً على كتاب الذكاء العاطفي للدكتور دانييل غولمن “Daniel Golman” وهو من أهم وأوائل المراجع التي تبحرت في هذا الموضوع والتي يمكن تلخيصها بقدرات خمس هامة وهي:

1. قدرة الشخص على معرفة وفهم مشاعره الخاصة.

2. المقدرة على السيطرة والتحكم في المشاعر النفسية.

3. المقدرة على حفز النفس على العمل.

4. القدرة على ملاحظة وفهم وإدراك العواطف والمشاعر الإنسانية لدى الآخرين.

5. القدرة على التعامل مع العلاقات الشخصية والتحكم فيها.

ومن أراد تفصيلاً كاملاً فليعد إلى المقالين المنشورين في كتابي "آفاق من الحياة" بعنوان "الذكاء العاطفي". وقد أكدنا نقطة مهمة وخطيرة للغاية وهي أن كثيرين من الآباء والأمهات لا يدركون أن الذكاء العاطفي يتشكل ويتكون في السنوات الأولى من حياة الطفل، وعلى مدى نجاح الآباء في بناء هذا النوع من الذكاء عند الطفل، يكون احتمال نجاحه في الحياة، فالدماغ يستمر في النمو بعد ولادة الطفل ويبلغ ذروته في السنوات الأولى من حياته، ويقوم المناخ المحيط بالطفل بحفز الخلايا العصبية في الدماغ على العمل خلال السنوات الأولى من العمر. وبذلك يحدد قدرة الشخص المستقبلية لتلقي المعلومات وتحليلها والتعامل معها.

وعلى حسب نوعية البيئة المحيطة والتفاعلات التي يعيشها الطفل تنشط أجزاء معينة من الدماغ وتقوى فيها الإشارات والاتصالات العصبية.

والأهم من ذلك أن الدماغ لا يحتفظ ويخزن المعلومات فقط أو يحدد قدرة الطفل المستقبلية على التحليل العقلي فحسب، بل ويخزن كذلك جميع العواطف والأحاسيس التي تكون القدرة على التفاعل والتعامل معها والتحكم فيها في جزء من الدماغ يسمى أميجدلا “Amygdala” .

وتشير الدراسات العلمية إلى أن مجموعة التفاعلات والمشاعر التي يعايشها الطفل في أيامه الأولى وسنواته الأولى تؤسس وتؤصل لديه مجموعة دروس عاطفية تبقى مدى حياته كمرجعية قوية وثابتة وراسخة للتعامل مع محيطه والبشر من حوله، وعلى الرغم من أهميتها وقوة تأثيرها ومدى تأصلها، إلا أنه من الصعب على صاحبها أن يفهمها أو يحللها إذ أنها قد خزنت في الدماغ في مرحلة مبكرة من العمر بطريقة بدائية، عندما كان لا يستطيع الكلام أو التحليل.

وقد وجد أن هذه الغدة تنمو سريعاً في مراحل تكوين دماغ الجنين حتى أنها تكاد تكون كاملة عند الولادة بخلاف باقي الدماغ، وعملها أشبه ما يكون بالكاميرا أو الفيديو التي تسجل كل ما تقع عليه العين وتخزنه ليشكل المرجعية النفسية لطفل اليوم ورجل الغد أو امرأة الغد، ولذلك فإن عالم النفس يقول أعطني الخمس الأولى من حياة الطفل أعطك رجلاً. أي أن الذي يحدد شخصينتا وقدراتنا هو ما نعايشه في سنوات حياتنا الأولى.

إن المجتمعات التي لم تحظ بنصيب كاف من العلم ينظر فيها إلى الطفل نظرة الجاهل الذي لا يدرك ولا يفقه. علما بأن الطفل يفهم آلاف الكلمات قبل أن يصل إلى الخامسة من عمره. وإن كان لا يستطيع استعمال إلا جزء بسيط منها.

في أمريكا وكما في دول كثيرة أخرى أماكن مخصصة وبرامج محددة للأطفال بين عمر الستة أشهر والخمس سنوات، وغالباً ما تتضمن هذه الأماكن قاعات وصالات متعددة الأغراض وتحوى مئات الألعاب والأنشطة الجماعية والفردية المدروسة، ولكل لعبة أو نشاط غرض وهدف في تنمية حواس الطفل وقدراته العقلية والنفسية والاجتماعية، عن طريق التفاعل واللعب الجماعي مع أطفالٍ في عمر مشابه أومع والديه. وفي مشاركة الوالدين للطفل فوائد جمة تعين على تعميق العلاقة النفسية بين الطفل ووالديه، وتعميق فهم الوالدين للطفل وطبيعته وكما ذكرنا سابقاً فإن مجموعة هذه التفاعلات والمشاعر التي يعايشها الطفل في سنواته الخمس الأولى مع والديه تؤصل لديه مجموعة دروس عاطفية وعقلية تبقى مدى الحياة، كمرجعية قوية وثابتة وراسخة للتعامل مع محيطه ووالديه والبشر من حوله، وتكمن أهميتها وقوة تأثيرها ومدى تأصلها في أنها خُزِّنت في الدماغ في مرحلة مبكرة من العُمر بطريقة بدائية، عندما كان الطفل لا يستطيع التحليل وبذلك تكون مجموعة هذه الدروس والتفاعلات بمثابة النقش على الحجر.

ومثال لأهم الدروس التي تَهدف إليها مثل هذه البرامج الترفيهية الهادفة هو زرع روح العمل الجماعي والمشاركة بين الأطفال وفهم دور الفرد كجزء من منظومة اجتماعية متكاملة.

عندما كنا في امريكا كانت زوجتي جزاها الله خيراً تحرص على أن تأخذ أطفالنا عدة مرات في الأسبوع لأحد هذه البرامج، وكنت أرافقها في أيام عطلة الأسبوع وقد سعدت عندما سمعت بأن هناك نشاطاً مماثلاً بدأ في مدينة جدة بشكل مبسط للأطفال وأمهاتهم، ولكنني تألمت عندما أخبرتني زوجة أحد زملاء المهنة بأنها عندما ذهبت مع طفلتها وجدت بأن الأغلبية العظمى من الأطفال كانوا بصحبة الخادمات دون الأمهات ورأت كثيراً مما أحبطها وآلمها من إهمال الخادمات للأطفال وليس في ذلك إهدار لأي فائدة مرجوة فحسب بل وقد يكون في ذلك نتائج سيئة على المدى البعيد.

إنه لمن المؤسف حقاً أننا نقلد الغرب في الأشياء السيئة أكثر مما نقلدهم في الأشياء الجيدة، ويغيب عنا تطبيق حكمة أن "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها".

إننا في حاجة ماسة إلى إعادة المفهوم الصحيح للأسرة، وإيجاد التفاعل الصحي الأمثل للأطفال مع والديهم، خاصة في السنوات الأولى من العُمر فالسنوات الخمس الأولى في حياة كل إنسان لا تعوض، وأكثر الناس تأثيراً على الطفل هما والداه، فهما مرآته ونافذته على الدنيا، فإن فتحا له نافذة مشرقة أشرقت الدنيا في قلبه، وإن أغلقا عليه نوافذها لم ير من الدنيا إلاَّ جداراً وظلمة، قد تستمر طوال حياته وتشكل لديه أسس التعامل المستقبلية وتحدد كذلك مستوى ذكاءه العاطفي.

إن أطفالنا أمانة في أعناقنا وهم أرض خصبة بْين أيدينا وما نزرعه اليوم نحصده نحن ومجتمعاتنا في الغد، وإننا لمحاسبون على ما نزرع.



د. وليدأحمد فتيحي
 
قديم 11-04-2006, 02:36 AM   #2
آمال
حال نشيط
 
الصورة الرمزية آمال

افتراضي

كلام نفيس جدا

وياليت الناس يستخدمونه فعلا في تربية اطفالنا

لكن للاسف اذا كان الكبار يعيشون في غباء عاطفي

فكيف يعطون للصغار الرعاية العاطفية

ان مشاكلنا النفسية ومشاكلنا مع الاخرين هي السبب الرئيسي للفشل في جميع مناحي الحياة

فلنربي ابناءنا على الاستقرار العاطفي ولنخلقه اولا في نفوسنا لنسعد في حياتنا

ومشكور يا دكتور على النقل
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(نار العصبية في حضرموت)بحث ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 1 09-02-2016 10:26 PM
الضيافه عند البدو الدمعه الحزينه الســقيفه العـامه 10 06-27-2011 11:16 PM
النجوم ومطالعها قائد المحمدي سقيفـــــــــة التمـــــيّز 33 04-20-2011 12:43 AM
(نار العصبية في حضرموت)بحث ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 02-09-2011 01:34 PM
صنعاء" للأسف الشديد لم ننجح في اليمن في بناء وطن حقيقي! حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 12-09-2010 12:12 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas