"الأمناء" تستطلع وجهات نظر نخب سياسية واعلامية حول محاولات مليشيا الحوثي إعادة السيطرة على شبوة

[حد من الوادي]

2021-11-09 21:20:58

"الأمناء" تستطلع وجهات نظر نخب سياسية واعلامية حول محاولات مليشيا الحوثي إعادة السيطرة على شبوة

ما يجري في محافظة شبوة صار همّا جنوبيا وليس شبوانيا، فشبوة قلب الجنوب النابض وخاصرته القاتلة, وما يجري فيها ستصل آثاره على الجنوب وبالذات مشروع استقلال الجنوب، فشبوة تعاني حربا متعددة الأذرع حرب نفط وحرب تمكين إخواني يمني وتخادم إخواني حوثي وتحفّز حوثي لاجتياحها وصولًا لاجتياح الجنوب.

كل هذا في ظل تجريف إخواني لأي قوة في شبوة لمواجهة الحوثي بل وإصرار على أن حربهم ضد القوى الشبوانية هو الأهم من مواجهة مليشيا الحوثي.

ويؤكد مراقبون ومحللون سياسيون أن الهدف الرئيسي لمليشيا الحوثي من إعادة السيطرة على شبوة, استخدامها كقاعدة لوجستية في حربها على الجنوب.

ويرى المواطن الشبواني أن الإخوان يكررون نفس ما كرروه, حين وصل الحوثي عقبة القندع وظل أكثر من شهر يحشد وأسقِطت بيحان في بضع يوم وهم مشغولون بقمع قبيلة بلحارث ببيحان, وحاليًا يحشد في بيحان وهم مشغولون بدفع قواتهم لشقرة بأبين, ويمنعون قوات العمالقة أن تتجه لشبوة لصد مليشيا الحوثي.

ولتسليط الأضواء على ما يدور فيها منذ إسقاط بيحان, التقينا نخبة من شخصيات شبوة؛ لمعرفة الترتيبات الدفاعية عن شبوة أو الهجومية لطرد الحوثي من بيحان، وكيف يمكن للمراقب أن يفسر إجراءات سلطة شبوة بترك الجبهة مع الحوثي فارغة والاتجاه بمليشياتها باتجاه أبين، وكيف ذابت ألويتهم في اجتياح بيحان وعادت لها الحياة بالاتجاه إلى أبين، وما أثر ما يحدث بشبوة من تخاذل الإخوان وتسليم الجبهات في الجنوب والمنطقة، وما الطريقة الأمثل والعوامل اللازمة لتحرير مديريات بيحان ودحر مليشيا الحوثي.



عدو الإخوان ليس الحوثي بل الجنوب

البداية كانت مع الكاتب والمحلل السياسي عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي صالح علي الدويل باراس الذي قال: "ليس مهمًا ما يجري في بيحان، فبيحان أسقطها الحوثي بعملية عسكرية هي استلام وتسليم لم يعد بالإمكان حجب ما تم، إذ يؤكده ما جرى بعد ذلك من اقتحام لمعسكر النخبة الشبوانية في العلم وهو أشبه بالحامية لحماية خط الأنبوب ثم التجهيزات لغزو السوط منطقة بشبوة على حدود حضرموت، والآن تجهيزات باتجاه أبين، كل ذلك يكشف أن عدو الإخوان ليس الحوثي بل الجنوب".

ويضيف: "من اتصالاتنا بإخواننا ببيحان يؤكدون أن الحوثي يحشد حشودا كبيرة باتجاه عتق في منطقة السليم في بيحان؛ لكن لا توجد أية حشود لصده بل إن حشود الإخوان تتجه إلى أبين أو يعدون عدتهم إلى منطقة السوط بينما لا يوجد في السوط أي تهديد لهم, فقط يصنعون أعداء لهم كي يبرروا فشلهم في الدفاع عن شبوة". مؤكدًا بأنه لا يوجد أي تفسير إلا أن هناك تخادم حوثي إخواني فلا يمكن لعاقل أن يقبل أن تترك جبهة العدو فارغة من أي دفاعات تصده وتتجه بقواتك إلى أبين أو السوط, إلا في حالة واحدة أن هناك اتفاق بين الإخوان والحوثي أن لا يهاجمهم أو أن هناك اتفاق بأن يتركوا الجبهة فارغة له ويفرضون على التحالف والجنوب إما نحن في شبوة أو الحوثي يحتلها.

وحول كيف ذابت ألويتهم في اجتياح بيحان وعادت لها الحياة بأبين يقول الدويل: "هذا السؤال الذي يفضح الإخوان ولن يجدوا إجابة عليه إلا التبرير، ويؤكد أنهم مثل الحوثي يهمهم إخضاع الجنوب لصنعاء. فتلك الألوية التي سلمت بيحان في بضع يوم تتحرك إلى أبين بشكل جماعات متفرقة على أساس أنها لا تنتمي لتلك الألوية, وهذا يؤكد أنهم يريدون أن يتجهوا بثقلهم العسكري إلى أبين".

ويرى أنه من خلال إعادة تموضع قواتهم وتفريغ الجبهة مع الحوثي من أي دفاعات جدية فإن ذلك يؤكد أنهم يريدون تسليم شبوة وستكون قواتهم الممتدة إلى أبين هي قوة لكسر أي مقاومة تمهيدا ثم ستذوب ألويتهم لدخول الحوثي إلى أبين ثم عدن.



شبوة وأثرها على الجنوب

ويؤكد الناشط الحقوقي أبوبكر سالم بافقيرأن ما يجري بشبوة من أحداث وإرهاصات خطير جدًا ليس منذ تسليم بيحان بل منذ سيطرة سلطات شبوة الحزبية على المحافظة في أغسطس 2019م. تمثلت في استهداف النسيج الاجتماعي بشبوة من خلال الانتهاكات والقمع والاعتقالات والمداهمات والقتل خارج إطار القانون كل ذلك كان يستهدف إرادة المواطن في شبوة وإذعانه على اتباع أجندات حزبية مسيطرة على سلطات شبوة.

ويضيف: "لم نسمع عن أي ترتيبات دفاعية ولا هجومية لطرد الحوثي من بيحان, بل بالعكس في الوقت الذي تتمدد فيه قوات الحوثي ببيحان يتفاجأ المواطنون بشبوة بمحاصرة معسكر العلم, الذي تتواجد فيه قوات رمزية تابعه للنخبة الشبوانية مطالبين الجنود بتسليم السلاح وخروجهم من المعسكر. إذا كانت سلطة شبوة تترك ظهرها مكشوفا للحوثي وتتجه بقواتها وعتادها لمحاصرة معسكر يتواجد فيه أبناء شبوة ماذا يعني ذلك؟ هل يعني أن لديهم ترتيبات دفاعية؟ حتى الدعوات التي أطلقها قيادات جنوبية من أبناء المحافظة للوقوف صفا واحدا مع سلطات شبوة للدفاع عن شبوة لم تلق أي اجابة منهم, بل إن أفعالهم ترفضها".

وأردف: "ألويتهم ذابت في كثير من الجبهات ليس في بيحان فقط، هؤلاء يتبادلون الأدوار لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية واجتياح الجنوب والسيطرة عليه. ونرى كيف يتم تسليم معسكرات ومناطق عسكرية بعتادها للحوثيين, ثم تتوجه قواتهم الأخرى للقتال واجتياح العاصمة عدن! تخادم واضح وجلي فهم وجهان لعملة واحدة".

وأشار إلى أن ما يحدث بشبوة له أثر كبير على الجنوب خاصة؛ لأن شبوة تعتبر خاصرة الجنوب؛ لما لها من موقع استراتيجي وتركيبة سكانية لها أثرها الكبير على مختلف المستويات، إضافة إلى أهمية الثروات النفطية والغازية والمعدنية الذي تتميز بها شبوة؛ لذلك نجد مدى تمسكهم بالسيطرة على شبوة أو تسليمها لقوة يتفقون معها في الأهداف والغايات.



خراب ودمار واحتلال

ويؤكد عبدالله علي لحقد، عضو هيئة رئاسة التحالف الموحد لأبناء شبوة، أن "شبوة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى. فالانسحاب وتسليم مديريات بيحان للحوثي ترك جرحا غائرا في الجسد الشبواني, وزاده إيلاماً موقف سلطة الإصلاح بشبوة التي تنصلت عن مسؤوليتها الوطنية, ولم تحرك ساكناً لتحرير مديريات بيحان، بل ذهبت إلى ما هو أفظع من ذلك وهو سحب القوات التي يفترض أن تتوجه لبيحان واتجهت بها صوب معسكر العلم التابع للنخبة الشبوانية ومستعينة بمجاميع من المليشيا الإصلاحية من مأرب والجوف وبمشاركة عناصر إرهابية, ثم تعيد انتشار تلك القوات لتتجه نحو شقرة وتعطي ظهرها للعدو الغاصب لبيحان".

ويضيف: "حرف مسار المعركة أوجد حالة من الاستياء بل والغضب لدى المواطن الشبواني إلى جانب ما يعانيه من تفاقم الأزمات في المواد التموينية وهبوط سعر العملة المحلية وارتفاع الأسعار. وكان أبلغ تعبير شعبي تلك الوقفات الشعبية السلمية في عدد كبير من مديريات شبوة والتي لا تزال مستمرة ترفع مطالبها بوقفات مسؤولة وجادة تجاه ما يجري على أرض شبوة".

وأشار إلى أن شبوة تنتظر الخيرين من أبنائها على مختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية ليقفوا يدا بيد وقفة رجل واحد وتغليب مصلحة المحافظة على كل المصالح الضيقة وخلق وحدة صلبة تبدأ برفض استمرارية التسلط الإصلاحي الذي أثبت فشله وسوء إدارته، والاتجاه مع كل القوى الوطنية ورجال المقاومة الصادقة والقوات الجنوبية والنخبة الشبوانية لتحرير مديريات بيحان.



لن يحرر بيحان إلا أبناء شبوة

ويقول مدير حقوق الإنسان في انتقالي شبوة حسن ناصر بلقار: "صدمنا بسقوط بيحان المفاجئ وغير المتوقع؛ كوننا قدمنا فاتورة باهظة في تحرير مديريات بيحان، والصدمة الأكبر كانت في طريقة إسقاطها والغموض الذي لم يتم تفسيره إلى يومنا هذا؛ مما جعل المواطن بشبوة يقف خائفا أمام مشهد مماثل لسقوط مديريات شبوة الأخرى, وفقد الثقة في سلطة شبوة والقوات التي تسمي نفسها الجيش الوطني".

وأضاف: "ذاب محور كامل بساعتين ونستغرب أن تعود الحياة في ألوية الشرعية باتجاه أبين, ورأينا في غزوة العلم أسلحة نوعية لم نرها في يوم اجتياح الحوثي لبيحان!". مؤكدًا أن سلطة شبوة والحوثي في مسار واحد والدليل أن السلطة تدفع بقوات إلى شقرة وايضا تدفع لهم صرفيات من حصة المحافظة وضرائب عتق.

ويضيف: "بيحان لن تتحرر إلا بدفع قوات المقاومة الجنوبية والنخبة الشبوانية, وباختصار شديد: لن يحرر بيحان إلا أبناء شبوة أما جيش الشرعية الذي قيادتهم زيديه فأعتقد أنها لن يكون لديهم الجدية في دحر الزيدي الآخر (الحوثي) عن شبوة".



حرب طويلة الأمد

ويضيف مدير الإدارة السياسية بالمجلس الانتقالي بشبوة عبدالله ناصر المركدة: "سخط شعبي متزايد يجتاح الشارع الشبواني بسبب أداء جماعة الإخوان المتخاذل بشبوة وهذا السخط يعبر عنه المواطنون من خلال اعتصامات سلمية وحراك قبلي واسع, رفضا لما حدث جراء سياسة التخاذل والتخادم وحتى داخل بنية ما يسمى جيش الشرعية كثير منهم أعربوا عن رفضهم لتسليم بيحان, فاليوم الدعوات ومختلف الجهود تؤكد ضرورة تحرير بيحان وتطهيرها من مليشيا الحوثي".

ويرى أن تخاذل الإخوان وتسليم الجبهات للحوثي له تداعيات خطيرة فهو ينذر بسقوط شبوة ومن بعدها صحراء ووادي حضرموت؛ ما يعني سيطرة الحوثي على منابع النفط والغاز وساحل يمتد مئات الكيلومترات فذلك سيمكن الآلة الحربية الحوثية التزود بموارد جديدة تسمح لها بحرب طويلة الأمد تهدد الجنوب والإقليم والأمن القومي العربي وهو ما يخدم إيران وأطماعها بكل تأكيد، موضحًا أن اتفاق الرياض جاء لتوحيد الجهود ضد الخطر الحوثي من خلال وضع حد للصراعات الجانبية ونقل القوات إلى الجبهات وينبغي على رعاة الاتفاق ممارسة الضغط باتجاه تنفيذه على وجه السرعة, وبالذات ما يخص شبوة.



تقسيم محافظتي شبوة وأبين

ويرى الشيخ لحمر بن لسود العولقي وهو شيخ قبلي وسياسي جنوبي أن الاحتلال الحوثي الإخواني بات يخدم بعضه البعض بمحاولة تقسيم شبوة، وحان الوقت أن يرحل مهزوما من كل شبر في أرض الجنوب وليس شبوة وحدها، وما يحدث بشبوة يحدث في كل الجنوب، أنها انتفاضة أهل الأرض في مواجهة المحتلين، موضحًا أن الجنوب كله يستعد لمواجهة الاحتلال الحوثي الإخواني ودحره من كل شبر من أرض الجنوب الحر. وهناك تخادم بين قوى الاحتلال الحوثية والإخوانية من خلال محاولة تقسيم شبوة وأبين، على اعتبار أن المحافظتين المتجاورتين من أهم المحافظات في الترابط القبلي, فالاحتلال يريد عزل قبائل شبوة عن بعضها البعض، وما يحصل في أبين هو ذات المخطط، بعد أن نجحت القبائل في شل حركة الاحتلال الإخواني بعمليات نوعية منذ أغسطس 2019م، مؤكدًا أن شبوة محتلة وتعرضت لاحتلال عسكري.

http://alomana.net/details.php?id=161614