02-01-2011, 02:10 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
جمهوريات والثورة واحدة
جمهوريات والثورة واحدة 31/01/2011 محمد علي محسن-نيوزيمن: حين أوشك نظام بن علي على السقوط تم إقالة الحكومة وتكليف محمد الغنوشي رئيساً للحكومة ، الرئيس المصري يكرر ذات الفعل إذ قام بإقالة حكومة أحمد نظيف وبتنصيب مستشاره الأمني عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية . الجماهير العربية في تونس أو مصر أو اليمن أو السودان أو الجزائر أو غيرها لم تعد مطالبتها إقالة وزير أو حكومة بل حرية وكرامة ومواطنة وشراكة ، مطالبة الشعوب اليوم أكبر من ذهاب حكومة ومجيء حكومة ، أكبر من مغادرة لواء وقدوم جنرال ، هذه المطالبة الشعبية تجاوزت مقولة (ديمه وقلبنا بابها ) ، تعدت مسألة التوريث والقيادات العسكرية والأمنية ، أنها تتعلق بالدولة وبمنظومة حكم كاملة . الحزب الوطني الديمقراطي في مصر كالتجمع الدستوري الديمقراطي في تونس ومثل المؤتمر الشعبي العام في اليمن وغيرها من الأحزاب الشكلية في الجزائر والسودان ، المشكلة واحده في مصر وتونس واليمن والسودان وغيرها من البلدان العربية ، المعاناة واحده وأن اختلفت أو تعددت نتائجها ، مشكلة هذه الشعوب تكمن في حكامها المستبدين ، وفي سلطتهم المطلقة ، وفي طريقة إدارتهم التي لا تتواءم وابسط قواعد الإدارة العصرية ، وفي مشروعيتهم المفقودة شعبيا ودستوريا وأخلاقيا . أعجب كل العجب حين اسمع الرئيس يقول بان اليمن غير تونس ، أنها ذات العبارة البليدة التي رددتها قيادات الحزب الوطني ( مصر ليست تونس ) ، النظام العربي يكاد واحد ، لا فرق بين جمهوري أو ملكي ، المطالبة واحده من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ، المشكلة واحده والحاكم واحد والاضطهاد واحد والاستبداد واحد ، لا فارق بين بلد وأخر غير أن المواطن في الخليج يأكل من فتات ثروته المهدرة ولا يجد ذاته حراً وكريماً بينما المواطن في مصر والسودان واليمن يتحدث كثيرا في السياسة ولا يجد قوته وحريته وكرامته . ربما اختلفت مسميات الجمهوريات ، ربما تنوعت أشكال التعبير ، ربما تعددت اللهجات ، لكن المطالبة تبقى واحدة ، المشكلة واحده والقضية واحده ، المعالجة واحدة ، فلا فارق بين جمهورية بن علي ومبارك وصالح ، فكل هؤلاء أبدعوا في إحالة الجمهوريات إلى (جملوكيات )لا علاقة لها بشعوبهم ، كل هؤلاء انتهى زمنهم وحُكمهم مذ عقود ، كل هؤلاء فشلوا في بلورة مشروع دولة وطنية ديمقراطية وعصرية من أي نوع ، كل هؤلاء أخفقوا في مسألة الدولة المدنية الحديثة . كل مهارات هؤلاء لا تزيد عن القمع للحريات وتزييف الإرادة الشعبية وقطع الاتصال والانترنت وإخراج قوات الشرطة وبالقتل والسجن وإغلاق الصحف والقنوات وغيرها من أدوات الدولة البوليسية . ما يحدث الآن تأخر كثيراً إذ كان المفروض أن يخرج الناس إلى الشارع قبل هذا التاريخ بزمن طويل ، لا أظن أن الثورة الشعبية المناهضة ستقتصر على بن علي أو مبارك أو صالح بل ستمتد إلى أكثر من بلد عربي ، أننا أمام حقبة تاريخية جديدة تشبه في عنفوانها وتحدياتها وأهدافها مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الفائت ، الفارق بين ثورتي الأمس واليوم هو في الوسيلة والهدف ، التحرر من الاستعمار بالمقاومة المسلحة والتخلص من استبداد الحكام بالتظاهر السلمي . |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|