رجال من الأمن أشداء على المؤمنين أذلاء على الكافرين"المستفيدون من حمام الدم

[حد من الوادي]

المستفيدون من حمام الدم

المكلا اليوم / كتب: الدكتور عبد الرحمن بلخير

2009/7/24

مظاهرة، اعتصام، مهرجان، مفردات متداولة كثيرا في اليمن وخصوصا في جنوبه القاسم المشترك بينها ان الأمن يتدخل بقوة إما لمنع إقامتها، أو لتفريقها إذا بدأت، أو قمعها ان استمرت.. رجال من الأمن أشداء على المؤمنين أذلاء على الكافرين.. وياله من عار سيلاحق قيادتنا التي تصمت عن إيقاف من يطلق الرصاص على مسلم أعزل، أو حتى محاولة إيقافه

مصادمات في معظم اليمن لغتها الرصاص وسيد الحسم فيها الطقم، ومصمم اللوحة ومخرجها يتفرج على الدم المراق وكأنه لمواطنين لادولة لهم!! فهل من حق المواطن أن يتساءل أين دولتنا؟ من المستفيد من إراقة الدماء؟؟ من المستفيد من حملة الملاحقات؟؟ من المستفيد من تحويل البلد إلى كتلة من اللهب والدم؟؟ من المستفيد من هذا الصمت الرهيب؟؟

يلفت الانتباه مايحصل في البلد، اتفقنا معه أو اختلفنا.. مع طرف الحكومة كنا أم مع معارضيها.. مع إبقاء الوحدة أو فك الارتباط.. كائن من كنا يجب أن يعنينا عدم الصمت على قتل الناس وأول من يعنيه الأمر الرئيس..لأن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل مسلم..وهذا توجيه نبوي كريم.. لاأدري هل سمع به العسكر أم لم يدخل قاموسهم بعد.. وهم يضغطون الزناد، أو يعطون الأوامر بالضرب؟؟

هدم الكعبة وما أدراك مع الكعبة، أشرف بناء على وجه الأرض، وفي أشرف بقعة.. تهون على الله، إذا تعلق الأمر بدم مسلم.. لأن دم المسلم غالي وثمين عند خالقه، فكيف هان علينا نحن المخلوقين!! نحن أمام حالين أما أن كلام سيد البشر لايعني الأجهزة الأمنية، أو أن من يقتلون في ربوع اليمن هم غير مسلمين.. وبالتالي فهم غير داخلين في هذا الحظر الذي تهون دونه أحجار الكعبة المشرفة حجراً حجراً

من الطبيعي أن يكون هناك حمران عيون يهمهم أن تعيش اليمن فوق صفيح ساخن طول الوقت، لأن الوطن عندهم لايتجاوز فتحة الجيب.. و حبه بنظرهم لايتجاوز حجم مايدخل هذا الجيبد

ان الحملات العسكرية وعسكرة الحياة المدنية وإطلاق يد قادة الأجهزة الأمنية بحكم الثقافة السائدة في المحافظات الشمالية، وبقوة نتائج حرب 94 في المحافظات الجنوبية_الذي نبهانا وحذرنا من سوق البلد إليه منذ مايزيد على 14 عاماً، بقدر مايخرب الحياة المدنية ويدمر معالمها، فانه يعود بالمنافع على قطاع واسع من المستفيدين وإن بدرجات متفاوتة..وبالتالي يصبح السعي لإشعال الحرائق بل ومحاولة استمرارها، وظيفة مجزية

في الأحوال المدنية تكون السلطة بيد محافظ ومجلس محلي، لكن في حالة عسكرة الحياة المدنية، تتركز القبضة بيد قائد المنطقة ومن يتبعه من قادة الأجهزة الأمنية.. وتصبح حتى توجيهات المحافظ ووكلائه يرمى بها عرض الحائط.. فالجنود لايأتمرون إلا بأمر القائد.. فمن يكون المحافظ.. الذي لايعرفون حتى شكله ولارسمه!! وهذا ماحصل للأستاذ عوض حاتم وكيل محافظة حضرموت لشؤون الساحل

في حال إطلاق اليد للحلول الأمنية يصبح بيد العسكر حرية التصرف بحركة السيارات وما يتبعها من التصرف المباح بالبنزين وعلى الواسع
في حال إطلاق اليد للحلول الأمنية يصبح بيد العسكر حرية التصرف بالذخيرة وحجمها.. فكله لتفريق المتظاهرين!! فمن يقدر على منع تهريب الذخيرة أو بيعها؟؟

في حال إطلاق اليد للحلول الأمنية يصبح بيد العسكر حرية التصرف بالمواد الغذائية والمؤن المختلفة
في حال إطلاق اليد للحلول الأمنية يصبح بيد العسكر حرية الصرف على الحلول التي يرونها من موازنة مفتوحة لمواجهة وإيقاف الأعداء الوهميين

في حال إطلاق اليد للحلول الأمنية يصبح بيد العسكر حرية التوصية بالترقية أو المنع منها لمن يظهر الكفاءة والولاء، أو العصيان والتمرد

في حال إطلاق اليد للحلول الأمنية يصبح المخبرون من جميع الأحجام محور الحل والربط وبإشارة من لسان أصغرهم قد تطير رقاب.. وبالتالي تزدهر تجارة المشي بالنميمة ويفرح المشاءون بها فرحا كبيراًً..وتجري في جيوبهم الأموال.. وتمتلئ أشداقهم بأوراق القات

في حال إطلاق اليد للحلول الأمنية يصبح بيد العسكر حرية التصرف بحركة السيارات وما يتبعها من التصرف المباح بالبنزين وعلى الواسع
ان قائمة المستفيدين من الحلول الأمنية طويلة طويلة.. وبيد الرئيس أن يعيد الحياة إلى الحياة.. فمتى يفعلها؟؟