الحضـارم وموسم الامتحانات ........!!

[أبوعوض الشبامي]

.

يعترف الحضارم بالمواسم ...!!

نعم موسم السيول ، وموسم الصراب والحصاد ، موسم الخريف ، ومواسم البر والذرة ....الخ

كل شئ له موسم في حياتهم حتى الهجرة لها مواسمها عندهم ولكن ليس من بينها (( موسم الهجرة للشمال )) لأن موسم الهجرة للشمال هي رواية من تأليف الأديب السوداني الراحل (( الطيب صالح )) ...!!

كل شئ له موسم إلا الامتحانات فإنهم لايعترفون بموسمها ... !!

من المعروف أنه حين يقترب موسم الامتحانات السنوية في مثل هذه الأيام تصبح الشغل الشاغل والهم الأكبر في أوساط الأسر العربية ، و لايخلو بيت في العالم العربي ، من اعلان الطوارئ في هذه الظروف الاستثنائية وربما تتبدل فيها طريقة حياى ونظام الاسر استعدادا لموسم الامتحانات ، ومع هذا الحدث الذي يتعامل معه الأباء والأمهات على أنه رسم الطريق للمستقبل القادم لأبناءهم خاصة حين يكون من في البيت طالب أو طالبة بأحدى الشهادات العامة . يشعر الجميع برهبة الامتحانات واهمية الدراسة والمذاكرة .

ولكن من خلال متابعتي لأحوال كثير من الأسر الحضرمية التمست أنها لا تعترف بحلول موسم الإمتحانات ، فالأسر الحضرمية تقابل اقتراب موعد الامتحانات بسلبية وبرود مطلق ، وربما بأقل استعداد لهذا الحدث القادم (( الامتحانات )) وكأن الإمتحان شأن يعني ابنهم وحده ، ولازالت كثير من الاسر الحضرمية تعيش في غفلة من الزمن ، ولاتعترف أن الامتحانات في الشهادات العامة تحدد مسار مستقبل الأبناء ، لهذا لابد وأن تكون هذه الفترة فترة استثنائية للأسرة لمساعدة ابناءهم وبناتهم من الطلبة والطالبات، وتوفير المزيد من الأجواء الايجابية لمساعدة ابناءهم في خلق اجواء نفسية مستقرة ومتابعة ابناءهم وحضهم على المذاكرة وتوفير مستلزمات وعوامل المساعدة على النجاح والتفوق.

من المؤسف حين يصل الى علمي ان اسرة (( آل فلان )) كانت عندهم البارحة جلسة للنساء (( ترويحه )) استمرت حتى منتصف الليل وصرفت هذه الاسرة مايقارب من 500 ريال مقابل تقديم المأكولات وغيرها للمجتمعات من النساء الفاضيات ... !!

هل يكون هذا التصرف مقبولا خاصة في هذه الايام والطلاب مقبلين على الامتحانات وكما علمت أن بين هذه الاسرة طلاب وطالبات في مراحل دراسية نهائية ؟؟؟.

أنه أمر محزن ومخزي في نفس الوقت وأنا على يقين لو أن أحد ابناء هذه الاسرة طلب منهم 500 ريال لقاء دراسة خصوصية لتقوية ضعفه في مادة الرياضيات او اللغة الانجليزية أو غيرها لرفض الأهل صرفها له . ناهيك عن التجمع النسائي المزعج والمقلق في هذه الايام .

متى تتوعى اسرنا الحضرمية لأهمية موسم الامتحانات وتساهم في توفير المزيد من عوامل النجاح لأبناءها حتى يشفوا طريقهم نحو مستقبل يتطلب الصبر والجد والتسلح بالعلوم ...!!



.