غصون من الغصن الطري من حدائق الشاعر حامد السري...!!

[أبوعوض الشبامي]

.
كثير هم شعراء الأغنية في حضرموت حتى يعجز المرء أن يحصيهم عدداً
فمنهم من يمتاز بتنويع الأداء وتغيير أنماط الأساليب المعروفة.. ومنهم من كان
سابق في الإبداع، ومنهم من كان متفردا في عطاءه ومنهم من كان الأقدر على
الغوص في الأعماق فلا يجيء إلا بالدرر الثمينة.. ومنهم الطافي على سطح الماء
لا يقوى على مغالبة أمواج الإبداع ولا مصارعة أعماقها.. ومنهم غزير الإنتاج
ومنهم دون ذلك..

لقد اتخذوا من الشعر أداة يعبرون بها عن ذواتهم الشاعرة. وأحاسيسهم النابضة
وحبهم وشوقهم ومناجاتهم وسكناتهم فمن بين هؤلاء الشعراء من يصوغ الشعر
( بالعربية الفصحى) ويتلهى (بالعامية) مابين آن وآن..

إلا إن الاغلبية من الشعراء اتخذ وا العامية لغة يعبرون بها عن ما يجيش
في أفئدتهم، ويختلج في وجدانهم ولم يكترثوا بسواها وهذا الشعر العامي
أو ( الحميني ) وبغض النظرعن الخلافات التي دارت وتدور حول تسمية «الحميني»
والتي يبدو أنها ستطول إلى مالا نهاية نتيجة عدم العثور على تفسير دقيق لهذه
التسمية من جهة أو الاتفاق على واحد من تأويلاتها من ناحية ثانية.

وحتى يتفق أهل الاختصاص حول إشكالية التسمية بين ( العامي والحميني )
دعونا في هذه السقيفة الشبامية أن نقطف غصون من ديوان ( الغصن الطري
من حدائق الفكر الثري ) للسيد الشاعر حامد بن محمد بن سالم السري جمل الليل.

الغصن الأول : من هو السيد حامد السري؟

هو حامد بن محمد بن سالم بن علوي السري لقب جده علي بن عمر بالسري ولقب
جده محمد بن حسن بجمل الليل وينتهي نسب السيد حامد إلى السيد أحمد
بن عيسى المهاجر ثم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنهم ).
ولد السيد حامد بمدينة سنغفوره وكعادة كثيرين من الحضارم انتقل مع والده
وأفراد أسرته إلى الشحر عام 1310هـ وهو في سن الطفولة المبكرة ومكث
مع والده بالشحر خمس سنوات ثم أرسله والده إلى مدينة تريم ونشأ بها ملازما
ومتتلمذا ودارسا على يدي فطاحلة علمائها وأدبائها.

وبعد أن أبدى نضوجا وفهما أذن له أساتذته بالتدريس والإفتى وهو في العقد
الثالث من عمره فتولى التدريس في حلقات رباط تريم المشهور ثم تولى
التدريس بمدرسة جمعية الحق بتريم وتخرج على يديه كثير من طلبة العلم الذين
أصبحوا من أعيان تريم وعلمائها وقد عده الكثيرون علم من أعلام العلم والأدب
في حضرموت.

سافر السيد حامد السري سنة 1354هـ حاجاً وأدى مناسك الحج والعمرة
والزيارة توجه إلى شرق أفريقيا والتقى هناك بالسيد العلامة عمر بن أحمد
بن سميط ثم توجه الى سنغفوره وواصل رحلته حتى وصل جاوه الشرقية
واستقر به المقام بمدينة الما لا نغ وبها تزوج وأنجب أولادا ذكورا وإناثا ،
وقد طالت مدة إقامته في جاوه ، وسئم الغربة وكثر تأسفه الشديد على فراق تريم
وزاد شوقه إليها وهذا ما نأتي إليه في ( الغصن الثاني من غصون الغصن الطري ) .
في عام 1389هـ سافر من جاوه حاجا ثم عاد إلى جاوه وعاش بها حتى لقي
ربه بمدينة مالانغ بعد مرض ألمّ به في عام 1396هـ ترك من بعده ديوان مطبوع
تحت مسمى ( الغصن الطري من حدائق الفكر الثري ) في دفتيه مجموعة
من الرسائل وقصائد صاغها بالعربية الفصحى والعامية تولى جمعه ونشره
حفيد الشاعر حسن بن علي بن حامد السري وطبع في القاهرة في محرم سنة 1321هـ

لنا لقاء مع الغصن الثاني قريبا انشاء الله...


.