اسرار هجرة الطيور

[فراشة المستقبل]

اسرار هجرة الطيور
هل لاحظتم ظاهرة مدهشة ومذهلة تحدث في كل عام ..
نعم, انه وقت الهجرة حيث ان ملايين الطيور تسافر الى مواطنها الصيفية و الربيعية في نصف الكرة الارضية الشمالي (او مواطنها الخريفية والشتائية في النصف الجنوبي من العالم.)
الطيور التي تتكاثر في نصف الكرة الارضية الشمالي, خاصة تلك التي تعيش في مناطق ذات اختلافات موسمية محدودة تميل الى الهجرة, حتى يمكن ان تهاجر جنوبا الى نصف الكرة الجنوبي. طائر خطاف البحر الذي يعيش في القطب الشمالي يقوم بأطول رحلة, حيث يهاجر من القطب الشمالي خلال فصل الخريف الى القطب الجنوبي ثم يعود من جديد خلال فصل الربيع. الطيور التي تتكاثر في النصف الجنوبي من الكرة تهاجر ايضا. لكن قليلة جدا, ربما بأستثناء الطيور البحرية, تسافر من النصف الجنوبي الى النصف الشمالي من الكرة الارضية. درجات الحرارة الدافئة قرب خط الاستواء تشكل موطنا شتويا للكثير من الطيور على الرغم من ان العديد منها سوف يختار مكانا ابعد لكنه دافئ ولكن يتواجد فيه الغذاء اكثر من المكان الذي تركوه.
ما الذي يدفع الطيور الى الانطلاق في رحلتهم؟ كيف يمكنهم قطع هذه المسافات الطويلة؟ كيف يعرفون الى اين يذهبون؟
هذه الاسئلة حيرت الناس منذ قديم الزمان. حتى يمكنك ان تجد اشارات اليها في كتابات ارسطو و هومر وكذلك الاشارات الواردة في الانجيل. ورغم اننا تعلمنا الكثير, فما زال هناك الكثير جدا مما يمكن أن نتعلمه في كل موسم للهجره.
هجرة الخريف تسمح للطيور بالانتقال الى مكان آخر لذلك فإنها ستظل قادرة على الحصول على الغذاء. وفي الربيع يعودون الى الاماكن التي يتكاثرون فيها ويربون صغارهم. وقد يكون ميل اشعه الشمس ، والتغيرات الهرمونيه ، تغير الطقس او عوامل اخرى تؤثر في رغبة الطيور في الهجره الى موطن آخر.
الطيور الجائعة, على اي حال, لا تنطلق في هجرتها. اذا نقصت امداداتهم الغذائية في المنطقة, يمكن ان ينتقلوا لأيجاد مصدر افضل لفطورهم, غدائهم, عشائهم, ووجباتهم الخفيفة. لكنه ليس نقص الغذاء الوقتي هو الذي يدفعم للانطلاق في هجرتهم الموسمية. الطائر بحاجة الى احتياطي من الدهون داخل جسمه ليتمكن من السفر لمسافات طويلة, وخاصة بالنسبة للطيور التي تحاول عدم التوقف او الذهاب في رحلات طويلة جدا. هذه الودائع الدهنية جزئيا ناتجة عن التغيرات الهرمونيه التي تقوم بتخزين الغذاء اللازم لبقاء الطيور اثناء الهجرة. تلك التي تهاجر في رحلات أقصر الى وجهتها النهائية هي اقل اعتمادا على وفرة وكفاية الغذاء قبل السفر, ولا تحتاج الى تخزين احتياطي كبير من الدهون.
متى تكون الظروف ملائمة للهجرة؟
يجب ان تهب الرياح في نفس الاتجاه الذي تريد الطيور الذهاب فيه. الطيور عادة تنتظر الاحوال الجوية الاكثر ملائمة, بعدها تنطلق في رحلتها. علماء الطيور يراقبون الطقس ليساعدهم في التنبأ بالوقت الذي ستمر به اكبر اعداد من الطيور في مناطقهم. الرياح القوية في الاتجاه الصحيح تزيد من سرعة الطيور في طريقهم. اذا كانت هناك رياح قوية معاكسة بالاتجاه, فان سرعة الطيور ستقل بشكل كبير, وبذلك ستحتاج الى احتياطي دهون اكبر لقطع نفس المسافة. كثير من الطيور التي تواجه العواصف والرياح القوية المعاكسة في الاتجاه تهلك حيث تسقط في البحار. اذا كانت هذه الطيور المرهقة فوق الارض, فسوف تهبط على الأرض للحصول على الغذاء والراحة قبل ان تواصل رحلتها.
الطريق الذي تأخذه بعض الطيور بصورة غريزية قد يبدو غريبا الى ان تنظروا الى الرياح. على سبيل المثال, الكثير من الطيور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة تتوجه الى الاطلسي اثناء مقدمة الخريف الباردة. الرياح الشمالية الغربية تأخذهم في طريق جنوبي شرقي فوق برمودا و خلفها. ثم يلاقون الرياح التجارية الشمالية الشرقية التي تحول طريقهم الى امريكا الجنوبية. هذه الرحلة التي لا تصدق تأخذهم أكثر من 1,800 ميلا فوق المياه وتستغرق اكثر من ثمانين ساعة. لكنه في الواقع اسهل لهم من الطريق البري بموازاة الساحل, متجهين جنوبا خلال امريكا الوسطى, ثم الى وجهتهم المقصودة امريكا الجنوبية. الرياح هي العامل الرئيسي هنا.
رفرفة الاجنحة تستخدم كمية لا بأس بها من طاقتهم المخزونة. وبالتالي فأن الكثير من الطيور, وخاصة الكبرى منها, ترتفع وتنزلق قدر الامكان, باستخدام الرياح والتيارات الحرارية. بيد ان الرحله ستستغرق وقتا اطول مما لو كانت الهجرة بأستخدام رفرفة الاجنحة. اسراب مدهشة من الصقور يمكن رؤيتها في اماكن مختلفة حيث الالاف منها ترتفع الى اقصى ارتفاع ممكن ثم تنزلق و تركب التيارات الحرارية, ترتفع بدون رفرفة اجنحتها لمسافات طويلة.
الى اي ارتفاع تصل الطيور خلال هجرتها؟ الطيارون ابلغوا عن رؤية الطيور على ارتفاع 26,000 قدما! رئتي الطير تختلف عن رئتي الانسان لذلك فان برودة الجو في هذه المناطق المرتفعة في الحقيقة تساعد الطيور. الا ان معظم الطيور تطير على ارتفاع اقل من 3،000 قدم في الهواء.
كثير من الناس لا يعلمون بالآلاف الطيور التي تمر في السماء بالقرب منهم. جزء من السبب هو ان الكثير من الطيور تسافر ليلا. الكثير من مراقبي الطيور يشاهدون الاقمار الكاملة و يحصون الطيور التي تمر من امامها. هذه الطيور قد تتملص من مفترسيها عبر سفرها ليلا. تلك الطيور التي لا تطير بدون توقف, سوف تهبط عادة في ساعات الصباح المبكرة, لأيجاد مكان آمن للراحة ولتتمكن من ايجاد الطعام خلال ساعات النهار. مهاجري الليل هم الطيور الاكلة للحشرات, طيور الماء, العصافير, الطيور المغردة, طيور الوقواق, طيور الدخلة, والطيور الصائدة للذباب. اما الذين يفضلون الهجرة خلال النهار فهم الصقور, النسور, البجعات, اللقالق, طيور السمامة, طيور السنونو, طيور الصرد, وبعض طيور البرقش.
مسار هجرتهم, سرعتهم, وغيرها الكثير الذي يمكن جمعه عبر الرادار.
مماتصفحت