المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


تفاصيل مثيرة : السلاح السوفيتي في اليمن..القصة منذ عشرينيات القرن الماضي

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-2009, 02:58 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

تفاصيل مثيرة : السلاح السوفيتي في اليمن..القصة منذ عشرينيات القرن الماضي

اليمن زبون دائم في متجر سلاح عتيق
تفاصيل مثيرة : السلاح السوفيتي في اليمن..القصة منذ عشرينيات القرن الماضي


الأربعاء 04 مارس - آذار 2009 الساعة 05 مساءً / محمد العلائي - مأرب برس - المصدر

- الإمام يحيى لم يستورد السلاح السوفيتي خوفا من الانجليز. - ونجله يترك شحنة سلاح روسية في ميناء الحديدة داخل صناديقها حتى تتلف كي لا ترتد إلى نحره
- إبراهيم الحمدي يعيد شحنة سلاح روسية من ميناء الحديدة نزولا عند رغبة السعودية
- الرئيس صالح يفشل في استخدام السلاح الأمريكي فيضعه جانبا ويتصل بموسكو بحثا عن ما هو سهل ومألوف


كلما ذهب الرئيس إلى موسكو، لا أدري لماذا أتذكر جدي وبندقيته الروسية، من طراز AKM ، على ما أظن . لقد كان ذلك الكلاشنكوف المدلل، عزيز على قلبه، وكان جدي العتيد ينهمك بكل جوارحه في تشحيمه، كما لو كان فارسا أصيلا سقط من عوالم ثربانتس ورومانسيي عصر النهضة. نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
"تعجبنا المعدات الروسية"، قال الرئيس لصحيفة روسية، الأسبوع الفائت. من الواضح أن الرجل لم يتلفظ بهذه الجملة من صميم قلبه تلفظه بها على سبيل الإطراء، أو الدماثة على الأرجح، أو مثلما قد يضطر زبون معدم ومتحاذق إلى التظاهر بالدهشة والانبهار عند مصادفته سلعة لا يستطيع شراء ما هو أفضل منها، وهي على أية حال، طريقة جيدة لمنح النفس العزاء المناسب.

وربما أن الرجل بالفعل يعشق السلاح الروسي، على غرار جدي. من يدري. فالجندي الذي كان، ترعرع على آليات عسكرية تحمل الماركة السوفيتية. لننس أن الطائرة التي انتقل على متنها من تعز، غداة مقتل الرئيس الغشمي كانت من طراز داكوتا الأمريكية، وليست من طراز توبوليف الروسية مثلا.
لكن، والحق يقال، فالسلاح الروسي أقوى وأعرق من أن يصبح موضع للسخرية الغبية. ثم إنني لست هنا لقياس المواصفات والجودة، إنما يكفي القول بأن الصناعة الحربية الروسية، والسوفيتية سابقا، ليست رديئة البتة، للانتقال إلى صلب هذا الموضوع رأسا.

للتسلح الحديث في اليمن قصة تبدأ منذ فجر القرن العشرين. وشأن أغلب الدول العربية، ظلت روسيا بالنسبة لليمن بمنزلة المحج الضرورة. أو بتعبير آخر: لم تكن روسيا خيارا قط. إنه نوع من "لقاء الضرورات"، على حد تعبير الصحفي الاستثنائي محمد حسنين هيكل. كان الأخير يتحدث، الخميس الفائت، في برنامجه الأسبوعي "مع هيكل" عبر قناة الجزيرة، عن اللحظة التي اضطر فيها جمال عبدالناصر شراء الأسلحة من السوفييت عام 1965، كرد طبيعي للخذلان الذي قوبل به من الأمريكان. يقول هيكل : "الضرورات والاحتياجات تأخ ذ أص حابها إلى قدر كبير جدا من عدم الفهم. ] لكن [ عندما تنشأ علاقات طبيعية بالاختيار، فالاختيار عادة يكون مبنيا على خلفية سابقة، على استمرار في التجربة، على استخلاص نتائج من هذه التجربة، على اطمئنان من نوع ما لدرجة ما إلى لحظة الاختيار".

إن الروس ليسوا أغبياء بقدر ما نتصور. فهم يدركون، أكثر من غيرهم، اللحظة التي يستبد فيها الحنين بقلب العربي الخاوي، فيندفع إلى الحضن الدافئ بضحكة صغيرة تماثل ضحكة طفل. خذوا أيضا هذه الاقتباس من حديث هيكل، لعله، وهذا مؤكد، يساعدنا عند التعليق على صفقة الأسلحة، التي أبرمها الرئيس صالح، الأسبوع الفائت، مع الروس، وبلغت قيمتها مليار دولار تقريبا. "الزعماء السوفيات اللي شفتهم في ذلك الوقت(الستينيات) وأولهم نيكيتا خروتشوف، وهو شخصية مدهشة، غريبة، هذه الشخصية تستحق fascinating شخصية متنوعة يعني. كان دائما يقول لي إيه؟ دائما يقول لي: نحن نعلم باستمرار أنه إحنا ما كناش اختياركم الأولاني، أنتم أتيتم إلينا إما يأسا من الأميركان، وإما لكي تدفعوهم إلى نوع من المنافسة معنا، ولو حتى بالغيرة. فأنتم استعملتمونا، أو نتصور، إحنا في الأول تصورنا كده وفضل ده معهم لفترة طويلة جدا، يعتقدون أنهم هم الاختيار الثاني، وهو اختيار الضرورة، وأنه عند أول فرصة -من سوء الحظ- إحنا نتصاحب معهم أو بنعمل علاقات معهم، باعتبارهم طريقا دائريا للوصول إلى الأميركان" . هكذا قال هيكل وهو يرسم ابتسامة مريرة.
...
بهذا المزاج أدار الإمام يحيى حميد الدين علاقاته بالدول العظمى آنذاك. ففي عشرينات القرن المنصرم، فرضت السلطات البريطانية، المسيطرة في جنوب اليمن، حصارا مطبقا على دولة المملكة المتوكلية اليمنية. قبل ذلك، كان شيخ قبيلة الزرانيق يخوض تمردا شرسا ضد قوات الإمام، في محاولة لإقامة دولة شافعية في الشمال عاصمتها الحديدة، بتحفيز ودعم من الانجليز، الذين زودوه بشحنة كبيرة من الأسلحة.

نجح الإمام في إخماد التمرد. وكان يعني رمزيا هزيمة البريطانيين. ولا بد أن الانجليز خالجهم شعور بالمهانة والصغار، فسارعوا إلى تأديبه. وفيما كان الإمام يبذل جهده للإفلات من قبضتهم، قرر الايطاليين، المتواجدين في اريتريا، أن الأجواء باتت أكثر ملائمة للوثوب إلى اليمن.

حتما كان الإمام يعرف حجم التناقض القائم بين الدولتين الاستعماريتين. وفي 1924، باشر الايطاليون اتصالاتهم مع الإمام. وفي 1926 وقعت المملكة المتوكلية اتفاقية "الصداقة والتجارة اليمنية الايطالية"، مدتها 10 سنوات. بمقتضى هذه الاتفاقية اعترفت ايطاليا باستقلال اليمن، وتعهدت بتقديم المساعدة العسكرية والاقتصادية، وبالمقابل حصلت ايطاليا على حق استيراد وبيع البن اليمني في الخارج، وتسهيلات في مجال تزويد اليمن بالنفط (الكايروسين) لمدة 5 سنوات.

على أية حال، أدرك الأمام، وهو الفار من نير الانجليز، وضربات النجديين، كم كان الايطاليون مخادعون. مع أن السياسة قد ترتكز على الخديعة أحيانا، ولو شئتم قلنا غالبا، لا سيما في العلاقات الدولية التي تنتفي فيها النزعة الأخلاقية تماما، إلا أن ما ظنه الإمام ضربا من الخداع الماكر، لم يكن سوى حرص الطليان على مصالحهم. ذلك أن دعم الايطاليون لحملاته العسكرية ضد "الأدارسة"، بتلك الحماسة، جاء على خلفية وعد قطعه لهم الإمام بتمكينهم من التنقيب على النفط، في عسير حالما يتسنى له بسط نفوذه هناك، وهذا مفهوم كفاية، وليس فيه من خديعة تذكر. (حصل الإمام على 6 طائرات من ايطاليا بحسب إدجار أوبلانس في كتابه "الحرب في اليمن"، ترجمة عبدالخالق محمد لاشيد).

لكن في الغضون لاحت بوادر تقارب وشيك بين الانجليز والطليان. ولسوف يصيب هذا الإمام بخيبة أمل كبيرة. ليس هذا وحسب، سيكتشف الإمام أن البضائع الايطالية رديئة للغاية، ومعمل الأسلحة الذي أنشء في صنعاء عتيق الطراز، والأسلحة برمتها فاسدة. ثم راح يجرب الفرنسيين. بيد أنهم لم يكونوا أقوياء بالقدر الذي قد يأمله الإمام بحيث يجد المؤازرة التي تحد من تغول الانجليز وضرباتهم الموجعة.

كالعادة، كان السوفييت هم "الصديق" الضرورة. ووفقا لكتاب "تاريخ اليمن المعاصر"، الذي ألفه مجموعة من الباحثين الروس، فإن أمير الحديدة وجه، عام 1927، طلبا رسميا متوددا إلى الممثل السوفيتي في جدة، "يرجوه فيها إقامة علاقات دبلوماسية تجارية بين الدولتين". لكأنه نداء استغاثة أطلق غريق بصوت مخنوق.

بحلول سنة 1928، وصلت ميناء الحديدة أول سفينة سوفيتية على متنها الكيروسين والصابون والسكر والكبريت، وسواها من السلع. وجاء في رسالة الإمام يحيى الموجهة إلى القوميسار الشعبي لخارجية الاتحاد السوفيتي جـ.ف. تشيرن، التأكيد على أن السلع السوفيتية "تحظى بطلب كبير في بلادنا". (هل خطرت ببالكم الآن جملة الرئيس صالح أعلاه "المعدات الروسية تعجبنا").

بدأت علاقة الإمام يحيى بالسوفييت تأخذ منحى أعمق. الأمر الذي أغاظ الانجليز. فحينما انطلقت مفاوضات التعاون، مايو 1928، بين البلدين، المملكة المتوكلية من جهة والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى، كانت القوات الجوية البريطانية تقصف مواقع وقرى على الحدود الجنوبية الشمالية. ومثلما سيحذو حذوه خلفائه حتى الآن، توقف الإمام يحيى مع الروس في منتصف الطريق.


لقد استجاب الرجل للضغوط البريطانية بطريقته الخاصة، بل أذعن لها، إن صح القول. وفي 14 يوليو 1928، بعث الإمام برسالة إلى ج.ف. تشيرن، يشرح فيها التي توشك على إجهاض التقارب بين البلدين، مبررا بأن الأوضاع السائدة "استدعت حصر نطاق الاتفاق، إلا أن الطرفان كانا مقتنعين بتوسيع مضمون الاتفاق في الوقت المناسب، وبحسب الاحتياج". ولسوف يذهب به القلق من الانجليز أبعد من ذلك: تعليق تبادل الممثلين السياسيين، والموانع كانت "تكمن في الظرف الراهن للبلاد، وعند انتفاء الأسباب مستقبلا سوف نعتمد ممثلكم"، طبقا لرسالته. (تم التوقيع النهائي على نص اتفاقية الصداقة والتجارة بين الاتحاد السوفيتي والمملكة المتوكلية في نوفمبر 1928، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا بحلول يوليو 1929، وتعتبر أول معاهدة يعقدها بلد عربي مع السوفييت، على الإطلاق).
...
على هذا المنوال سارت علاقة اليمن بالسوفييت إبان حكم الإمام أحمد حميد الدين. كان هذا الرجل عنيفا حاد الطباع ذو مزاج معتل. وفي الخمسينات أحس بحاجته لتحديث سلاحه. كانت العلاقات اليمنية المصرية متسمة بالفتور، رغم توقيع ميثاق صداقة بين البلدين عام 1947.

بصول عبدالناصر الى الحكم في القاهرة، أخذت العلاقة في أول الأمر تنتعش شيئا فشيا. ولما كانت الدبلوماسية البريطانية تفعل فعلها، في الضغط على الدول الغربية لوقف بيع السلاح لليمن، فقد تطوع عبدالناصر بمساعدة ملك اليمن في البحث عن مصادر أخرى للتسلح. ففي ابريل 1956 عقد الرئيس المصري لقاء في جدة جمعه بالملك سعود بن عبدالعزيز والإمام أحمد، تمكن فيه عبدالناصر من إقناع ملك السعودية بإعطاء الإمام منحة مالية قدرت بـ 5 مليون جنيه استرليني لشراء أسلحة من "مصادر شيوعية". (تمخض عن ذلك اللقاء تشكيل قيادة عسكرية مشتركة بين الدول الثلاث عرف باسم ميثاق جدة).

دائما، لا مناص من الاتجاه شرقا. ففي يونيو 1956 قام ولي العهد محمد البدر بزيارة "عواصم دول الستار الحديدي"، بحسب إدجار أبلانس. كان عبدالرحمن البيضاني عضوا في الوفد. وإذا كان صادقا في مذكراته، فإن خروتشوف أقام مؤدبة عشاء للوفد، وفي الأثناء وقف البدر وألقى كلمة مرتجلة قال فيها "إنه لا يستغرب حفاوة حكومة الاتحاد السوفييتي به والتفاف الشعب السوفييتي حوله حيث تجمع بين اليمن والاتحاد السوفييتي صفات مشتركة فعلم الاتحاد السوفييتي لونه أحمر وعلم اليمن لونه أيضا أحمر، وأكثر من ذلك تقع اليمن على شاطئ البحر الأحمر".

ويزعم البيضاني أنه تولى ترجمة كلمة البدر، مغفلا ما هو مدعاة للخجل فيها. يقول البيضاني: "صفق خروتشوف طويلا، وشد على يدي البدر، مؤكدا له تأييده المطلق، وعلى الجانب الآخر كانت بريطانيا حانقة على مصر، وقام أيدن، رئيس الوزراء البريطاني، بإطلاع السيد حسن إبراهيم، وزير اليمن المفوض في لندن، على نوايا الانجليز بإسقاط نظام ناصر، وفوضه بنقل بشرى إسقاط عبد الناصر إلى الإمام أحمد، وتحذيره من وصول أسلحة سوفييتية إلى اليمن".

في تلك الحقبة، عندما تعترض بريطانيا -مع الأخذ بالاعتبار هشاشة الشيخوخة التي كانت تعتريها- لا يسع أحد تجاهلها. ولطالما قلت أنه حينما يتعلق الآمر بروسيا أو السوفييت، ثمة معترضين لا حصر لهم، متجهمين وشديدي المراس. إذاً، ليس ابتهاجا بسقوط عبدالناصر، ولكن تفاديا لغضبة الانجليز، تدخل الإمام يحيى من صنعاء في توجيه مسار المباحثات التي يجريها نجله في موسكو. وكاد أن يفشل صفقة أسلحة ضخمة.

"تلقى البدر برقية شديدة اللهجة من الإمام أحمد، يستنكر فيها إقدام الوفد على طلب سلاح من الاتحاد السوفييتي"، قال البيضاني. ويتذكر الأخير أنه حاول تهدئة الإمام هكذا: "عندما تصل الأسلحة إلى الشاطئ ستظل مفككة داخل صناديقها، أي مجرد قطع من حديد، وأنها لا تصبح أسلحة إلا بعد إخراجها من صناديقها وتركيبها، ثم تدريب البشر على استخدامها وكل ذلك مرهون بإرادة الإمام".

طبعا تدفقت عقب ذلك الأسلحة السوفيتية إلى اليمن، خصوصا في الأعوام 1956 و 1957. وتفيد كثير من كتب التاريخ، أن معظمها لم يبارح صناديقه، إثر تفريغها في ميناء الحديدة. على أن الإمام أحد تعمد إهمالها حتى تآكلها الصدأ (وهو ما استفز الروس) تحت ضغط الخوف من أن تتحول إلى نحره، رافضا منح الروس أية تسهيلات في هذا المضمار. وفوق كل شيء ماطل في دفع أثمانها.

...
نصل الآن إلى زمن علي عبدالله صالح بالذات. مطلع 1979، بعد مضي 8 أشهر و10 أيام على توليه السلطة، اندلعت المواجهات المسلحة بين شطري اليمن في مناطق التماس الحدودي. ولقد بدا للرئيس صالح رجحان كفة الجبهة الوطنية والقوات الجنوبية. وعندما انعقدت في الكويت ثاني جولات التفاوض بشأن الوحدة، لاحظ أيضا أن موقعه التفاوضي ليس على ما يرام. وما إن حط قدميه في صنعاء أخذ يفكر في أن تعزيز موقعه السياسي يبدأ من بناء ترسانة سلاح تحقق شيء من التوازن.

قبل عشر سنوات، تحدث الرئيس للصحفي اللبناني كما لم يتحدث يوما. إليكم مقتطفات مما كشفه صالح بشأن التسلح في حقبة السبعينات والثمانينات. يذكر الرئيس في سياق حديثه اتفاقية تسمى "جرس السلام"، قال إنها "أبرمت في 1976 أيام حكم الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي من الجانب اليمني، والأمير سلطان بن عبد العزيز من الجانب السعودي. مدة الاتفاق 5 سنوات. وهو ينص على أن يقوم اليمن بموجبه بالتخلي عن التسليح السوفياتي والخبراء السوفيات، مقابل إن تقوم السعودية بتسليح الجيش في الشطر الشمالي بسلاح غربي، واستبدال الخبراء السوفيات بخبراء أميركيين ومن دول إسلامية مثل باكستان والأردن".

شخصيا، على الأقل، لم اسمع بهذا الاتفاق، لكن هذا لا يعني مطلقا عدم حدوثه. "فقمنا بالاتصال بالسعودية فور العودة من الكويت وتم التفاهم على إحياء هذا الاتفاق، وقالت السعودية إن هذا الاتفاق يحتاج إلى موافقة أميركية، وجاءت الموافقة الأميركية. وقدمنا لائحة بالسلاح المطلوب، قيمتها 500 مليون دولار، تدفعها السعودية"، والمتحدث هنا لا يزال الرئيس.

تجاوب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، وشحنت الأسلحة التي تضم طائرات ودبابات وعربات نقل. "وكان الفضل في ذلك للسفير الأميركي الذي ذهب إلى منطقة دمت، وكتب تقريراً عن مخاطر التوغل الشيوعي، مما يهدد مصالح أمريكا في المنطقة"،

يقول.
تفاجأ القوم بأن الكوادر اليمنية ليست مؤهلة لاستخدام السلاح الأمريكي. "وكانت هناك ورطة"، قال الرئيس. على الدوام، في مثل هذه اللحظات، يبدأ العربي يصلي إلى الشرق. "فما هو الحل للخروج من هذه الورطة؟"، يتساءل الرئيس. ثم يتولى الرد على نفسه بنفسه: "لم يكن في وسعي إلا أن أعيد الاتصال بالسوفييت، محاولاً عقد اتفاقيه جديدة معهم لتوريد السلاح. وكان السوفيت مستاءين جداً في حينه مما فعله معهم إبراهيم الحمدي، حين أعاد في العام1976 صفقة دبابات وطائرات سوفيتية وصلت إلى ميناء الحديدة، تحت تأثير اتفاق "جرس السلام" الذي كان قد عقده مع السعودية".

لا أدري، أهي رغبة من الرئيس بالتعريض بسلفه، أم إنه تبجح جائز بتلك الجسارة التي تحلى بها لعصيان المملكة. المهم لنترك لرئيس يكمل حديثه: "واتصلت بموسكو وقلت لهم: نريد شراء أسلحة منكم. فقالوا: لديكم سلاح أمريكي، فلماذا تريدون سلاحاً منا؟ قلت لهم: إننا في وضع عسكري سيئ ونحتاج إلى سلاح فوراً. فقالوا في موسكو: أرسلوا القائمة بالسلاح الذي تريدونه مع سفيرنا في صنعاء ونحن سنوافق. وجاءت موافقتهم من خشية أن يفقدوا علاقتهم مع الشطر الشمالي. فأبلغنا السفير السوفيتي بموافقة بلاده، وأرسلنا مبعوثاً إلى موسكو بالقائمة، وعقدنا صفقة سلاح بقيمة 750 مليون روبل".

غضبت السعودية أشد الغضب. وأكثر من ذلك: طلبت إرجاع الأسلحة. وما يزال صالح يتباهى بكونه لم ينصاع لإرادتها. "كان السعوديون مصرين على أننا إذا أردنا أن نحافظ على علاقات جيدة معهم، فعلينا أن نعيد السلاح السوفياتي، لأنه مخالف للاتفاق معهم. وكنا نقول لهم بإصرار وقناعة: إن أي قطعة سلاح تدخل اليمن، من أي مصدر جاءت، تصبح سلاحاً يمنياً. فنحن لا نستورد أفكاراً ومعتقدات من البلاد المنتجة أو المصدرة للسلاح. وتنويع مصادر السلاح هو حق من حقوق سيادة بلادنا"، (مقتطف من حديث الرئيس، كتاب رياح الجنوب، نجيب رياض الريس).
لم يؤمن الرئيس بمقولة معينة. بيد أن فكرة السلاح السوفيتي في مواجهة السلاح السوفيتي كانت سديدة إلى حد ما. والسؤال هو: الآن لمن يشحذ الرجل سلاحه الروسي العتيق؟
[email protected]





تعليقات: 1)
العنوان: شعبنا الابي
الاسم: ابومحمد النقيب
لين الان ما عرفتو لمن السلاح الروسي

عشان يوزعها بين القبايل للاقتتال فيما بينهم واولها الحينه حرب مراد وقيفه والجاى اعضم

اما الحرس حق الباشا والشاويش احمد خليفته فاسلحته غير عن الكل

افهمو لو تبون تفهمون
2009-03-04 20:18:01
2)
العنوان: قلوا قولتي
الاسم: waled
السلام عليكم يا اخئ كيف تطرحوا هذا الكلام ولم تتاكدوا من الكلام. وهذا الكلام لا يمكن ان احد يفهمه وهو عن@ قلوا قلتي @ ان لم اعرف هل هو يكتب من وجهت نظره او عن الرئيس. الرجئ المتابعه الغويه؟
2009-03-04 21:18:28
3)
الاسم: متفلسف
طيب ايش المطلوب
يعني حراام نشتري سلاح
على الاقل بدل ما يسرقوها المسئولين
نشتري هبا سلاح
احيانا مارب برس بتدي اخبار مالهاش اي معنا
2009-03-04 21:45:00
4)
العنوان: الدب الروسي
الاسم: ليوث الشرق
أخي كاتب المقال أذكرك بأن التوسانه العسكريه الروسيه تعتبر أقوى ترسانه بذلك الوقت ولا زالت كذلك,ألا تعلم أن أكثر من 80%من الميوانيه الروسية مسخر لتصنيع الحربي,ألا تعلم أن هناك مصانع لايزال الشعب الروسي الذي يعيش بجوارهالا يفقه ما تصنع,من أجل السريه,اما سمعت اوشاهت أي شي عن صواريخ الشيطان الروسية والذي من خوفها أمريكاتنشر الدرع الصاروخي في أروبا,,,,ألم تعلم,,ألم تعلم,,ألم تعلم,,,,,,,باستعمال الكلاشينكوف الروسي, كم ظلت المقاومه الفيتنامية أمام السلاح الامريكي الحديث الذي تزعمون..........والوضع يشرح نفسه.....السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
2009-03-04 22:02:44
5)
العنوان: مقالك يذكرني بقصص قديمة جدا
الاسم: خالد
المقال المذكور يتحدث عن صفقات ليس لها اي تأثير في تاريخ الجيش اليمني و لا تكشف اي مما يحدث في صفقات السلاح مقال عادي لا يضيف شيء كنت اظن ان المقال سيتحدث عن تيمور و قصته مع الجيش اليمني و عن تفاصيل صفقات مهمة او عن حسن كوجاك و السماسرة الذي اخترقوا الحواجز في اليمن و كانو اصحاب صفقات لم تتخلص اليمن من تبعاتها الى الان بس عاد الذي كتب هذا المقال صغير من قيامه بكتابات قوية
شكرا
[email protected]
2009-03-05 00:26:37
6)
العنوان: لغاج
الاسم: النقاء
لم نفهم شيء من هذا المقال ولاندري ماهو الهدف -مأرب برس هذا الموقع لديه مجموعة من الكتبه الذين يتصل بهم من وقت لاخر ان يكتبوا عن مواضيع لا يعرفون الهدف منهاالمهم يكتبوا عن الحكومة فقط ووالله لو استوردنا احدث سلاح في العالم لضلوا ينتقدون في الفاضي والمليان
2009-03-05 00:45:30
7)
العنوان: ياعربى ياعدو نفسه
الاسم: عمر حمدى
السلاح الروسى يبيعه للقبائل ليتحاربوا حتى لا يشكلوا خطرا على الدولة وتصبح الدولة هى المرجعية للمتحاربين اثناء الحرب.
بالنسبة للجيش، استبدل الجيش النظامى بما يسمى قوات خاصة وحرس جمهورى والمعدات تقنية امريكية لمواجهة الانتفاضات الشعبية والمظاهرات، اضف الى ذلك معدات حديثة لانتزاع اعترافات اثناء التحقيق مع من يسموهم قادة الشغب. ولعلكم لاحظتم معرض السلاح الامريكى الذى عقد قريبا فى الاردن. هذا الان سائر فى كل دول الاعتدال. الحاكم يحمى نفسه من الداخل وامريكا تحميه من الخارج فلا حاجة لجيش نظامى. هذا كلام موثق ياعربى ياعدو نفسه.
2009-03-05 01:29:06
8)
العنوان: لماذا الجحود على روسيا
الاسم: غالب
لااعلم لماذا الجحود على روسيا التي دعمت اليمن بالمستشفيات والمصانع وبخصم المديونيه اليمنيه والتى كانت تشكل 6 مليار دولار و هل تعلمون ان اغلب كوادر الدوله درسوا في روسيا ببلاش والان ننكر دور روسيا في بناء اليمن والله عيب هل تعلمون ان السلاح الروسي هو الذي تغلب على الجيش الاسرائيلي في حربها ضد حزب الله و ان العالم الغربي في كفه وروسيا في كفه في الدفاع على العالم العربي وان حلف شمال الاطلسي الذي تترئسه امريكا يهاب روسيا ويحسب لها الف حساب والمستقبل واعد لروسيا بكل خير والايام بيننا
2009-03-05 01:31:13
9)
العنوان: عجبتني كلمة الأمام البدر
الاسم: المهند
"تجمع بين اليمن والاتحاد السوفييتي صفات مشتركة فعلم الاتحاد السوفييتي لونه أحمر وعلم اليمن لونه أيضا أحمر، وأكثر من ذلك تقع اليمن على شاطئ البحر الأحمر"

بالله فيه دولة في العالم غير اليمن يحكمها على مدار تاريخها عقليات مثل هذه؟!!
2009-03-05 05:26:57
10)
الاسم: عفوا
معلوماتك عن الدب الروسي و اسلحتة غلط غلط غلط

سلام
2009-03-05 06:26:25

  رد مع اقتباس
قديم 03-10-2009, 03:51 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

اليمن.. المهمل في ما قيل عن حرب صعدة

بقلم/ سامي دورليان
الأحد 08 مارس - آذار 2009 08:21 م


في 17 يناير 2002، دعا حسين الحوثي، أحد قياديي منتدى «الشباب المؤمن» الفكري، أتباعه إلى إطلاق «صرخة في وجه المستكبرين». بذلك، أراد النائب السابق عن حزب الحق الزيدي (1) أن يؤسس لحراك سلمي يكون جامعا لكل اليمنيين على اختلاف مذاهبهم ومناطقهم وأصولهم الاجتماعية. نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لكنه اتخذ لهذا الحراك الموجه ضد الهيمنة الأمريكية على العالم العربي والإسلامي شعارا متطرفا: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».

هذا الشعار أغضب السلطات اليمنية التي كانت قد انخرطت بعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلى جانب الولايات المتحدة في إطار«الحرب العالمية على الإرهاب». لذا، ونتيجة لضغوطات مورست من قبل السفارة الأمريكية على الحكومة اليمنية، قامت الأخيرة باعتقال عدد مهم من الشباب المرددين للشعار المذكور في الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء وفي غيره من الجوامع في عدة مناطق يمنية.

في هذا السياق، اندلعت في 18 يونيو 2004 حرب صعدة (نسبة إلى المدينة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته والتي تقع في شمال غرب اليمن) بعد فشل عملية بوليسية لتوقيف حسين الحوثي؛ فشنت الحكومة حملة عسكرية ضخمة انتهت بالإعلان عن مقتله بجبل مران في 10 سبتمبر من العام نفسه، إلا أن المعارك ما لبثت أن اندلعت مجددا بين الطرفين، وقد قاد العالم بدر الدين الحوثي أتباع ابنه حسين طوال هذه الجولة التي جرت بين أواخر مارس 2005 وبداية يونيو من العام نفسه. أما في الجولات الثلاث التاليات (ديسمبر 2005 - فبراير 2006، يناير - يونيو 2007، مايو - يوليو2008)، فقد أكمل عبد الملك الحوثي مسيرة أخيه وأبيه.

جدير بالذكر أن الجولة الرابعة توقفت بوساطة قطرية أنتجت اتفاقين (يونيو 2007 وفبراير 2008)، إلا أنهما لم يمنعا حدوث جولة خامسة كان من أبرز سماتها أنها تخطت محافظة صعدة لتشمل مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، ولتصل إلى مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء.

ثلاثة ثوابت لتبرير الحرب
قبل متابعة هذا المقال، يجدر بنا توضيح التباس أعاق فهم بعض المراقبين لهذه الحرب: كيف يمكن الحديث عن تمييز ما ضد الزيدية، وأقطاب الحكم هم من أتباع هذا المذهب؟. للتوضيح نقول: الزيدي في اليمن اليوم، وخاصة في ظرف حرب صعدة، هو الذي اختار أن يكون كذلك، وليس من هو زيديا من ناحية الأصل فقط.
وعلى الرغم من التناقضات الفادحة والفاضحة في السياسة المتبعة من قبل السلطة اليمنية، بإمكاننا استخراج ثلاثة ثوابت تم الاعتماد عليها لتبرير هذه الحرب.

على الصعيد المحلي، ونظرا لصعوبة مواجهة عداء أتباع الحوثي لأمريكا، وخاصة أن هذا العداء رائج عند معظم الشعب اليمني، اتهمت السلطة «الحوثيين» بالسعي لإحياء نظام الإمامة الزيدية. هكذا، من خلال «تطييف» (من طائفي) احتجاج سياسي بامتياز، بُررت الحملة العسكرية تحت ذريعة الدفاع عن قيم النظام الجمهوري.

إقليميا، أرادت السلطة اليمنية تصوير هذه الحرب وكأنها معركة ضد أحد أرجل «الأخطبوط الشيعي الإيراني» الذي يهدد الجزيرة العربية برمتها.. بهكذا محاججة يأمل اليمن الرسمي أن يحظى بعضوية كاملة داخل مجلس التعاون الخليجي «السني». هذا، على الرغم من عدم تقديم أي برهان يثبت دعما إيرانيا ماديا أو عسكريا لأتباع الحوثي، وإن تشابه هؤلاء بالفعل في شعارهم مع حزب الله اللبناني ولم يخفوا إعجابهم بأمينه العام السيد حسن نصر الله.

إقليميا أيضا، اتهم المسئولون اليمنيون ليبيا بدعم الحوثيين، آملين إذ ذاك بالحصول على دعم سعودي متين نظرا للعلاقة المتوترة بين القذافي والملك عبد الله، وكانت إحدى أبرز دلالاتها الملاسنة الشهيرة بين الرجلين في قمة شرم الشيخ العربية عام 2003.
على المستوى الدولي، ظنت السلطة اليمنية أنها بتركيزها على حركة محدودة جغرافيا (خلافا لشبكة القاعدة) تستطيع القضاء بسرعة عليها وتكسب بذاك رضا ودعم أمريكيين أكيدين.

في جذور الحرب
لصعدة في التاريخ اليمني أهمية لا يستهان بها. فهذه البقعة من اليمن هي عقر دار تاريخي للزيدية. لذا، لم يكن غريبا أن تصبح إبان الحرب الأهلية بين الجمهوريين والملكيين التي تلت ثورة 26 سبتمبر1962 ودامت ثماني سنوات، معقلا لمناصري بقاء الإمامة. ونتيجة لعدم حدوث فتح عسكري لها من قبل الجمهوريين، لم تنخرط صعدة في المشروع الجمهوري إلا ضمن إطار معاهدة السلام والمصالحة الوطنية عام 1970.

وقد كلفت مقاومة صعدة في وجه القوات الجمهورية الكثير، ?ذ تم إقصاء هذه المحافظة من قبل السلطة المركزية في صنعاء عن معظم برامج التنمية. أدى هذا الأمر إلى تشجيع اقتصاد موازٍ وعابر للحدود يتغذى من تجارة السلاح والمخدرات والقات (2) والأدوية والسيارات... هكذا لم يعد غريبا أن نجد من بين المشايخ والأعيان من هم أقطاب تجارة السلاح في محافظة تضم أكبر سوق للسلاح في اليمن، ألا وهو سوق الطلح. فهذا المعطى كاف لتسهيل وقوع حرب لا بل حروب.

كان من نتائج هذا التهميش أيضا ازدهار عملة غير وطنية في بعض مناطق المحافظة، هذه المحافظة التي تصل مساحتها إلى 10000 كلم² (كلبنان) ويقدر عدد سكانها بنحو 700 ألف نسمة، ولكنها لا تضم سوى مستشفيين يقعان في صعدة المدينة فقط (أهمهما «السلام» وقد بني بتمويل سعودي في بداية الثمانينات من القرن المنصرم) والقليل من المستوصفات والعيادات الطبية. لذلك كله، وفي إطار الحرب الراهنة، يصر أحد الصحافيين المحليين المستقلين على القول بأن صعدة لم تعرف الجمهورية اليمنية وقبلها الجمهورية العربية اليمنية (الاسم الرسمي لليمن الشمالي بين ثورة 1962 والوحدة عام 1990) إلا بالدبابات والصواريخ (3).

إلى جانب البعد الاقتصادي، هناك بعد اجتماعي كامن في جذور هذه الحرب. ويبرز ذلك في دعم السلطة منذ ثمانينيات القرن المنصرم لتواجد السلفيين في هذه المحافظة التي أضحت مركز نشاطهم الرئيسي في اليمن، ألا وهو (دار الحديث في بلدة دماج) وقد أسسه القبيلي مقبل بن هادي الوادعي بعد عودته من الهجرة في السعودية. في كتاباته وخطبه التي يهاجم فيها الفكر الزيدي، يشير مقبل إلى أصله القبلي المضطهد تاريخيا من قبل السادة الهاشميين (من سلالة الحسن والحسين) الذين كانوا يحتكرون الإمامة الزيدية طيلة ألف عام من دون غيرهم من الفئات الاجتماعية الأخرى كالقضاة والمشايخ والقبائل والتجار والفلاحين والمزاينة (اللحامون والحلاقون) والأخدام (المكنسون والموسيقيون) والأقليات الدينية.

إن هذا البعد الاجتماعي الكامن خلف خطاب مقبل الديني، إلى جانب رفضه تعاطي العمل السياسي، دفع السلطة اليمنية إلى إعطاء حركته أهمية كبرى. ولتعذر فتح صعدة عسكريا في فترة الحرب الأهلية (1962-1970) من قبل الجمهوريين، أتيح لثقافة حب أهل البيت أن تستمر في هذه المحافظة، وهي ثقافة ميزت الحكم الإمامي، وبموجبها كان السادة الوافدون تاريخيا من الحجاز «هجرة» بحماية القبائل اليمنية التي اقتنعت بفكرة مفادها أن الإمامة حكر على هؤلاء السادة.

وخلافا لما استطاعوا أن ينجحوا به في سائر المناطق الشمالية، لم يفلح ثوريو سبتمبر في إقناع قبائل صعدة بفكرة مفادها أن الجمهورية هي بمثابة فرصة للتحرر من تبعيتهم التاريخية للسادة. لذا، فقد رأت السلطة في السلفيين فرصة لكسر سطوة السادة على قبائل المحافظة، إلا أن هذه «الإستراتيجية» لم يكتب لها النجاح؛ فلا السجالات الفكرية بين مقبل وبدر الدين الحوثي، ولا المشادات الكلامية بين الشباب المؤمن وطلاب معهد دماج قللت من ولاء أفراد القبائل لعائلات السادة، وعلى رأسها أسرة بدر الدين الحوثي. أمام هذا الأمر، قامت السلطة بشق الصف الزيدي من خلال دعم الشباب المؤمن ماديا أثناء انفصاله عن حزب الحق عام 1997 كما دعمته في وجه الإخوان المسلمين المنضوين داخل التجمع اليمني للإصلاح الذي أصبح في المعارضة غداة انتخابات العام نفسه.

ولما كان معظم المقاتلين إلى جانب الحوثي الابن والأب والأخ من أفراد القبائل وعلى رأسهم عبد الله عيضة الرزامي، ولما استمر ذلك الأمر طوال الجولات الأولى والثانية والثالثة، قامت السلطة أثناء الجولة الرابعة بتجنيد قبائل من خارج المحافظة للمشاركة في القتال. ووجه عبد الله الأحمر، شيخ مشايخ حاشد (أقوى تجمع قبلي في البلاد) نداء إلى بعض قبائل صعدة حضهم فيه على الوقوف إلى جانب الدولة في قتالها للحوثيين الذين يريدون -حسب رأيه- إحياء الإمامة الزيدية التي كانت -في شكل من أشكالها- نظام سيطرة السادة على القبائل قبل أن تكون نظام سيطرة أهل الجبال الزيود على أهل السهول الشافعيين.

إلى جانب آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى، تميزت هذه الحرب بعنف رمزي، أسهمت في الترويج له أقلام بعض الصحافيين المقربين من الحكم، وقد بثوا صورة منمطة عن الزيدية عموما وعن السادة خصوصا. وسط جو مشحون كهذا، لم يكن غريبا أن يتم إغلاق مدارس ومكتبات زيدية، وأن يمنع الاحتفال بمناسبات شيعية كيوم الغدير(4)، وأن يُعيَّن خطباء سلفيون في جوامع زيدية في صعدة.

ختاما، يمكننا القول إن السلطة اليمنية واجهت احتجاجا سياسيا ضد السياسات الأمريكية في المنطقة «بسجن» أصحابه في إطار مذهبي بحت وإبرازهم كدعاة مشروع رجعي، كما أنها حاولت التهرب من واجباتها الاقتصادية التنموية في صعدة بفتح جرح الشرخ الفئوي الاجتماعي في هذه المحافظة المنكوبة.
*باحث في معهد الدراسات السياسية، ٳ كس آن بروفانس، فرنسا.



تعليقات: 1)
العنوان: تسعه وتسعون كذبه وكلمه صحيحه
الاسم: الصارم
نلاحظ أن الكاتب يروج للحوثيين من غير أن يطلع على مراجعهم ولو استطاع ان يحصل على نسخه من كتبهم ومراجعهم لرأى انهم لم يعودو يمتون الى الزيديه بأي صله وليس الشعار الذي يتغنى به الحوثيون هو المشكله فلو كان كلام الباعث وليس باحث لانه يبعث مشاكل يكاد الناس ان ينسوها لوكان كلامه صحيح ان الدوله اختلقت هذه المشاكل والازمات كلها من أجل أمريكا لكانت امريكا صنفت الحوثيون ارهابيين ولكن العكس صحيح فقد احتضنتهم امريكا والمانيا فمن الذي يحول أرضاء امريكا .أما بالنسبه لحب آل بيت رسول الله فلا يحتاج الى تطرف واحياء وضرب وضرب زعطان وضرب فلتان فمن يحب رسول الله يحب آل بيته وقطفوا خبر ومافيش داعيلاثارة الفتن .
2009-03-09 01:22:45 2)
العنوان: مقال لايمت للواقع
الاسم: ابراهيم علي
هذا المقال ملي بالمغالطات للواقع كقولة حب ال البيت والمعروف ان حب ال البيت هو واجب ديني على كل مسلم مهما كان مذهبة والحمد لله نحن اليمنين نحب ال البيت وليس في ذلك خلاف الخلاف هو في المنهج ال البيت بشر وقد ماتوا ام عن الشيعة فبعظهم يعبدونهم من دون الله ويقولون ان ال البيت يعلمون الغيب وينزلون المطر وما الى ذلك وهذا هو موقع خلافنا معهم فلو كان اهل البيت يستطيعون ذلك لما قتل علي وابناءة ولنجو بمعرفتهم للغيب وقدراتهم لكنهم بشر لايملكون من ضر او من نفع لا حد حتى لا نفسهم الا بما يقضية الله.يتبع
2009-03-09 10:52:41 3)
العنوان: ماجبت شى جديد
الاسم: الصريح
ولابه شي جديد ياباحثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثث
2009-03-09 12:09:31 4)
الاسم: مارب
بلا زيدية ولا سادة ولا زبالة مواضيع سخيفة وكاتبها اسخف تخلف وقرف
2009-03-09 14:54:16 5)
العنوان: هبااااااااااله
الاسم: عبد الله
لايمكن القول الا ان المقال يروج لمفاهيم اكل عليها الدهر وشرب ونساها اليمنيين منذ فتره ولكن بداء السلفيين باحيائها لتحقيق مصالحهم ولا ادرى ان كان الكاتب سلفيا!!!!!!!!!!!!!!!
2009-03-10 10:10:45 6)
العنوان: المسيقيون ليسوا من الاخدام
الاسم: محمد العدني
يجهل الكاتب بالمجتمع اليمني ومع ذلك يكتب فالمسيقيون ليسوا من فئة الاخدام وانمامن فئةالمزاينه
2009-03-10 11:42:06
  رد مع اقتباس
قديم 03-10-2009, 03:56 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

في ذكرى مولد الرسول عبد الملك الحوثي يتحدي
توعد بقولة إذا قمتم بأي عدوان جديد فإن خسارتكم وهزيمتكم أكبر مما حصل في الماضي بكثير

الثلاثاء 10 مارس - آذار 2009 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - خاص

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دعا عبد الملك الحوثي أبناء الأمة الإسلامية إلى المشاركة والاهتمام بالحضور أكثر من أي وقت مضى للاحتفال بمناسبة ذكرى مولد الرسول صلى الله علية وسلم خصوصا في ظل ما تعيشه وتشهده الأمة الإسلامية .

هذا وقد توافد الآلاف من شتى في محافظة صعدة وصنعاء والجوف وعمران وحجة ومناطق أخرى ) وبشكل قال عنة مكتب عبد الملك الحوثي أنه لم تشهد له (محافظة صعدة ) مثيلا على امتداد تاريخها المعاصر " بالرغم من العوائق التي مارستها السلطة ضد الوفود القادمة من كافة المناطق بهدف المنع من المشاركة والاحتفال بهذه المناسبة.

و ضاف أ أضاف البلاغ الصادر عن مكتبة حصل موقع مأرب برس على نسخة منه " أنه حصل الكثير من المضايقات التي مارستها السلطة في مناطق مختلفة لثني " المؤمنين " من الاحتفال بذكرى مولد نبيهم محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وفي الحفل ألقى عبد الملك بدر الدين الحوثي كلمة الاحتفال بالمناسبة متحدثا في بداية كلمته تطرق إلى جملة من القضايا الأخلاقية التي كان يتمتع بها الرسول الكريم وربي أمته على أساسها.

مذكراً بالعواقب السيئة التي وصلت إليها الأمة بسبب بعدها عن الله ورسوله ورسالته واصفاً الحالة التي تعيشها الأمة الإسلامية بأنها توحي بحالة عذاب من الله بسبب ذلك الابتعاد والارتباط بالبدائل التي جعلوها بدلا عن الله ورسوله) منتقدا واقع الشعوب العربية تجاه ذلك وارتباطها بحفنة من الزعماء الجهلة الذين يريدون فرض ولاية وطاعة اليهود والنصارى بدلا عن ولاية الله ورسوله .

وأضاف أنه وعلى أساس العلاقة والطاعة لله ورسوله كان تحركنا في هذه المسيرة المباركة فنحن قبل أن نكون تحت أي عنوان آخر أمة محمد لا أمة بوش أو أوباما أو علي عبد الله صالح، وأننا لن نقبل أبدا أن يستعبدنا أحد أو يبعدنا عن القرآن وعن الرسول والإسلام لو فعل ما فعل وحصل ما حصل ، وإذا كان هناك من نخافه فليس سوى الله سبحانه وتعالى وإذا كان لنا أن نرغب إلى أحد فرغبتنا بالتأكيد إلى الله الجبار العظيم مؤكدا أن ذلك هو الشيء الطبيعي.

وعلى صعيد ما تشهده الساحة المحلية والإقليمية من الحشود والأساطيل الأمريكية والأجنبية المتمركزة في البحر الأحمر وخليج عدن أكد أن كل تلك الحشود والأساطيل لا تخيفنا أبدا ونحن مستعدون للمواجهة مع أي أحد في الداخل والخارج .

وأضاف أن تلك الحشود والأساطيل تمثل عارا على السلطة متسائلا : أين السلطة وطائراتها وجيوشها وأين الوطنية والشعارات الوطنية من كل ما يحدث في البحر الأحمر وخليج عدن منتقدا بذلك الموقف الرسمي للسلطة والذي وصفه بأنه موقف مخزٍ يدل على أنها لا تتبنى أي موقف لأجل شعبها ودينها وأمتها .
وعلى صعيد التطورات الحالية للصراع ما بيننا وبين السلطة تحدث قائلا : في صراعنا هذا نؤكد أن صراعنا كان على الحق والقرآن ومنسجما مع القرآن وتعاليمه وخضنا من أجل ذلك خمسة حروب وقدمنا التضحيات والشهداء .

كما تحدث عن إرسال السلطة تهديدات متكررة واستعدادات جارية لشن حرب سادسة وفي مقابل تلك التهديدات قال: " لن يخيفنا أي شيء من قبل أي معتد طاغ ظالم متجبر" محذرا السلطة من شن أي حرب جديدة بقوله : (كما حذرت في العام الماضي من شن أي حرب جديدة وقلنا لهم أنهم إن شنوا حربا جديدة فإن مصيرهم الفشل والهزيمة، أقول لهم هذه المرة إذا قمتم بأي عدوان جديد فإن خسارتكم هذه المرة وهزيمتكم أكبر مما حصل في الماضي بكثير بكثير).

وقال : (ليس لديهم أي مبرر لشن أي حرب جديدة وإنما فقط إرضاء للأمريكيين) ، مؤكدا على أن نصيب المجاهدين سيكون النصر والغلبة ، وقال : (ما قلناه من أن نصيبنا النصر والغلبة هو من منطلق الثقة بالله ووعده الصادق إذ أننا لا نتحرك ظلماً ولا تعدياً ولا تجبراً، وولاؤنا لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله بينما ولاؤهم لأمريكا)).

كما كشف عن خطة جديدة للسلطة في إطار حربها ضد أبناء صعدة وغيرها من المناطق بقوله: (في الآونة الأخيرة عمدت السلطة إلى تجنيد مجندين من خولان ورازح وجماعة وسحار ليتم الزج بهم في مواجهة إخوانهم) ، وأكد أن الهدف من ذلك هو من أجل إيجاد جروحا داخلية داخل المجتمع في تلك المناطق في عملية انتقامية تريدها السلطة ضد أبناء صعدة لخلق ثأراً وقتلاً داخلياً .

ووجه نصيحته إلى أولئك المجندين بقوله : أوجه نصحي وإخلاصي لهم لا تخدعكم السلطة، لا تشتري السلطة منكم مواقفكم وأنفسكم بالمال الرخيص والزهيد فلن تحققوا للسلطة شيئا فالمعسكرات لن تحقق شيئا لأن من يحارب الله ورسول لن يُنتصر وسيكون مصيره الفشل) مذكراً لهم بأنهم إذا كانوا قد فقدوا دينهم فإن عليهم أن لا يفقدوا عامل القبيلة والأخوة، متمنيا أن يتقبلوا نصحه إذ أن السلطة تخطط لأن يكونوا هم أول من يدفع بهم ويزج بهم في هذه المعركة الخاسرة .

وتحدث في كلمته عن الخروقات والانتهاكات التي أقدمت عليها السلطة في فترة الهدنة من الحرب الخامسة إلى اليوم ، والتي تمثلت في إثارة المشاكل القبلية وعمليات القتل والاغتيالات والخروقات الأخرى وأن عدد الشهداء الذين سقطوا أثناء هذه الفترة بلغ خمسة وثمانين شهيدا قتلتهم السلطة بطريقة الغدر والاغتيال، وأضاف أن السلطة لم تفرج إلى الآن عن السجناء وأنها تركت إعمار صعدة وذهبت لتشتري أسلحة لحرب صعدة ، وقال: (أن السلطة كلما استمرت في تعديها وظلمها فإنها تسبب لأن يكون سخط الله أقرب إليها) .

كما جدد تأكيده على أننا كأمة لها هذا الارتباط بالنبي والقرآن، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون إيماننا قائماً على أساس التمسك والإتباع للرسول وتعاليم الإسلام، وقال: ( أثناء العدوان على غزة وإذا بزعيم عربي يقول تجاه إسرائيل نحن لسنا مع الحرب ولا نريد الحرب) متسائلا لماذا لا يقول هذا تجاه شعبه وأبناء أمته .
وفي ختام كلمته شكر المؤمنين على حضور وإحياء هذه المناسبة العظيمة .






تعليقات: 1)
الاسم: من الجوف
عليك غضب الله في اثار الفتنة في اليمن السعيد وفي الجوف
2009-03-10 08:10:37 2)
العنوان: كلام ممتاز ومعقول
الاسم: منصور مرزوق
الواقع أن عبد الملك لديه طرح منطقي وعقلاني وواقعي ونتمنى أن تتعقل سلطة الفساد وتسعى لإصلاح ما أفسدته في صعدة خصوصا وفي اليمن عموما وخاصة في الجنوب
2009-03-10 08:13:05 3)
العنوان: يامؤمن
الاسم: واحد من المؤمنين
من متى اجاز الله ورسوله للمؤمن ان يقاتل اخاة المؤمن بحجج واهية لا برهان عليها ومن سمح لهذا الشخص ان يماثل بين من قول لا اله الا الله ( علي عبدالله صالح) والمشركين الملحدين (بوش واوباما) ويضعهم بنفس المكان ثم ان المجندين الجدد هم لحماية البلد من الاعداءسواء الخارجيين امثال اليهودوالداخليين امثالكم اية الجبناء
فنحن لم يعود علينا من حركاتكم سواء في اليمن او بقية الدول الاسلامية الا الدمار والتخلف
فاذاء كنت تدعي انك على الصراط وانكم فقط المؤمنين فانتضروا النصر بالطرق السلميه الدعوية وليس بالخراب والدماء والقتل
2009-03-10 08:43:01 4)
العنوان: الحوثي صار رئيس ثاني
الاسم: الحوثي صار رئيس ثاني
الحوثي صار رئيس ثاني لليمن ورئيس أول لصعدة ومارب والجوف وحجة ونصف عمران وربع صعدة!!!
2009-03-10 08:45:00 5)
العنوان: سفسطه
الاسم: الاثري
ياسبحان الله الموت لامريكا - وانت تقاتل إخوانك المسلمين من ابنا بلدك ، ثم لي وقفة عند قوله:ووجه نصيحته إلى أولئك المجندين بقوله : مذكراً لهم بأنهم إذا كانوا قد فقدوا دينهم فإن عليهم أن لا يفقدوا عامل القبيلة والأخوة، متمنيا أن يتقبلوا نصحه إذ أن السلطة تخطط لأن يكونوا هم أول من يدفع بهم ويزج بهم في هذه المعركة الخاسرة ؟؟؟؟ في هذا تكفير لمن وقف بجانب ولاة الامر ويستلزم من هذا حل دمائهم وأموالهم كما هو الحال الذي عليه هذه الفرقة المارقة - وانا ادعو كل الغيورين - من كتاب وصحفيين ومسئولين وإعلاممين إلى تجنيب المصلحة الوطنية فوق كلإعتبار ، بعيدا عن المكايدات الحزبية ، والمصالح الشخصية ،فهذا الصنف وان صالحك الييوم " لكنه اذ اختلفت معه في الغد كفرك فقتلك وفجرك .
2009-03-10 08:45:20 6)
العنوان: يا خسارة... فاتني العرض
الاسم: محمد عبد الهادي المساوى
أضحك الله سنك يا حوثي...هل سوف يتم إعادة عرض هذه المسرحية بأي مكان آخرغير صعدة؟؟...وهل سوف تسجل تلفزيونياً مثل مسرحيات عادل إمام ومحمد صحبي؟؟..كون كثر من المؤمنين خيرات عشان يكثر المخزنين اللي واضحين بالصورة وأغلبهم ما يعرف يقرأ أسمه أو حتى يتوضى للصلاة صح
2009-03-10 09:00:25 7)
الاسم: ياسلام
الله اكبر ولله الحمد .
ليس من السهل التجاهل لقضية صعدة الان. ونحن نعرف ان الدولة قويه على الضعيف ولا تحاوره ولا تجلس الى طاولة معه بل تفكر في سحقه وهدا ما لم تحققه .
لدلك نقول ان القوة لا تقابل الا بالقوة ونشد على كل ايدي الوطنيين الشرفاء الدين همهم الحفاظ على ان تزهق روح اوتهدر قطرة من دم اللهم اصلح الامور الى ما فيه عز دينك ونبيك
2009-03-10 09:14:16 8)
الاسم: بكيل إبن خولان
الله ورسوله والمؤمنين ابرياء منك ومن افعالك ايها القاتل اللعين ... وسترى ماسيحدث لك عما قريب ... اما من يقفون بجانبك فنقول لهم الله المستعان على دماء إخوانكم، لايغركم هذا القاتل الحقير،فوالله لو ان الرسول بيننا لكان له فيه شأن ...

وعلى فكرة، البطالة إذا انتشرت، تجمع الناس حول كل من هب ودب

شكراً
2009-03-10 09:52:24 9)
العنوان: النصيحة
الاسم: فهد
اقول لعبدالملك الحوثي مثلكم كقول الله تعالى "الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يظنون أنهم يحسنون صمعاُ"
وأقول للذين يغترون بكلامه ان الذي يسب أمريكا لايدل أنه على الحق .
ياإخواني أفيقوا إن الذي يجيش الجيوش للاحتفال بمولد الرسول الاعظم هو نفسه الشخص الذي يهتك عرض الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم , فلاتغتروا بالكلام المعسل
فالسم مدسوس في العسل
2009-03-10 10:09:35 10)
العنوان: هذا هو الكيد
الاسم: رضوان
هذا هو الكيد وهذه هي أساليب الشيعه قاتلهم الله في إستغلال الشعوب المتخبطه واستغلال الدين لمصالح دنيوية كفى كذبا وشعارات وهميه وخداع أين الأمريكان واليهود منكم واين تقاتلونهم إنما أنتم سلاحهم في بلاد المسلمين تثيرون الفتن وتقتلون الأبرياء من المواطنين والجنود قتلكم الله قاتلكم الله قاتلكم الله فهو الوحيد الذي يعلم نواياكم الخبيثه وأسألهم بأسمائه العلى وصفاته الحسنى أن يفضحكم على رؤوس الأشهاد.
2009-03-10 10:31:11 11)
العنوان: جرلك جر
الاسم: مواطن حر
هات يابي هات ..بهذا يكونوا قد وضعول اللبنة الاولى لتقسيم اليمن نحن معك ياحوثي انفصل وكون دولة في الشمال حتى تعطي الجنوبيين العذر الشرعي للانفصال واليس من حقهم ياسيادة رئيس اليمن المجزء .ونحن ابناء المناطق الوسطى اقصد اب وتعز وربما ستنظم الينا الحديده اليس لنا الحق بان نقيم دولة لنا وصدقني اننا نملك كل مقومات الدولة الحديثة .. مدام الامور ستجري هكذا في صعدة .. ومخضرية يابي علي ..
2009-03-10 10:31:12 12)
العنوان: استغلال المولد النبوي للدعايه
الاسم: عنتر
الحكومه سمحت للفاريلبس جمبيه قال داخلين وخارجين اكذب لك اكذب على المساكين
2009-03-10 10:47:00 13)
العنوان: سوء النظام في صالح الحوثي
الاسم: أحمد العواضي
فساد النظام والسلطة ودعمهم لمليشيات القتل والإجرام وإطلاقهم للصوص والممتنفذين بأن يسعوا في الأرضي فساداً جعل من الحوثي بطلاً بدون منازع وجعل الناس تجنح له وتتبع أفكاره نكالاً بالنظام الفاسد، نحن في إب وتعز سوف نلجى إلى الشيطان ليخلصنا من طغيان النظام ومليشيات القتل المدعومة منه والممثلة بقبيلة الحداء وعائلة المفلحي، نحن معك يا عبدالملك الحوثي في سبيل تخليصنا وإستئصال السرطان الخبيث الذي أصاب الجسد اليمني، لا يسعنا إلا أن نقول وفقك الله لما فيه خير للأمة والبلاد والعباد إنه سميع مجيب.
2009-03-10 11:04:24 14)
العنوان: تجرع تجرع
الاسم: ابن الانسي
تجرع يا علي عبد الله صالح ثمن دعمك لهذا الحتحوت الصغير...والان يهددك الى قعر دارك...

تجرع يا علي عبد الله صالح ثمن سياساتك التآمريه والتي لم تتتغير منذ اول يوم توليك السلطه..

تجرع وتجرع وتجرع...
2009-03-10 11:09:19 15)
الاسم: بكري
خطبة جميلة وواقعية تستحق نقلها الى كل المنتديات اليمنية ليقراها اكبر عدد من ازلام النظام الفاسد.....
ان ينصركم الله فلا غالب لكم
اللهما انصر الحوثي واعوانة المؤمنين.....
2009-03-10 11:41:07 16)
العنوان: هذه نتيجه سياسه فاشله
الاسم: جواد ابن احمد
اخر القفله بشيش ولا بينج علي العموم اقفلو مثل ما تبون الحجره الي في يدكم هي حجره القفله ولا خلوها وصله حره
علي العموم هذه بلادنا مثل لعبه الدمنه الي في يده العب يلعب ويوصل مثل ما بده جنوب وخربوه وفتحت الف جبه منه ضد النضام وحوثي ودمور بلاده وقالو ليه يدافع عن بلاده والحين وين الحوثي كبير والكبير الله قاعده وجت وسكنت اليمن وجعلت اليمن موطن لها فقر وانتشر في كل مكان في اليمن السعيد بطاله حدث ولا حرجأاميه لا تسلني عن عدد الامين فساد لا نهائي كل اوساخ العالم موجود في اليمن من السبب كلكم تعرفون والمستفيد جماعه صغيره ولله الحمد علي كل حال وعاشت اليمن حره ابيه موحده بئذن الله او نسيت اما حال القاء المشترك الي انا منهم فهم ودين امي ما يعرفون شي يعني لا يرون ابعدمن انوفهم ولله في خلقه شئون وانشر يا مارب بسر يا منبر الحق والحياد وسلامي
2009-03-10 12:06:12 17)
العنوان: صور الحوثي تعلق في محافظاته
الاسم: يمني غيور
الحوثي صار حاكما لخمس محافظات تتواجد فيها الدولة شكليا00 وتعلق صور الحوثي في المنازل والمحلات!!

انظروا الى اين وصل هذا المخرب!!
2009-03-10 12:25:27 18)
العنوان: الفتن
الاسم: بشير
كيف يتهم بان امريكا تريد محاربته وهي رفضت طلب الرئيس اتهام الحوثين بالارهاب فرفضت امريكا وهو مايزال يرفع شعار الموت لامريكا واسرائيل يالها من مغالطات يخدع بها فقط الاغبياء اليائسين من الحياة
اما سبب ظهور هذة الجماعة هو بسبب الفقر والجوع الذي يعيشه الشعب اليمني مما اطر بعض الافراد للالتحاق بجماع الحوثي بينما الحكومة تقوم بتوزيع اموال الدولة عن طريق سيارات وفلل لبعض الناس في الدول ثم يسؤلون لماذا تجري هذة الحروب في البلد.
2009-03-10 12:32:28 19)
العنوان: مخزنين
الاسم: علي
هذي نتيجت سياست المداره وهذي ثقا فت الدوله من زمان الذي تعتمده الدوله في كل زمنن ومكان الى الان لم تنهي اي مشكله في اليمن الىبل مسكنات الذي لاتسمن ولاتغني منجوع وهذسماحت الحوثي سيدالناس المغفلين الذي يورا البوئس في وجوههم مخزنين بلقات مع سيدهم وهذي الصورلىتدل على التهذيب الديني ولايوحي لىمنقريب ولىمنبعيد على مشاعردينيه
2009-03-10 12:35:50 20)
الاسم: فاعل خير
اولاًً بل عليكم من اي منطق يتكلم بة الحوثي كقولة ان الحنود يقاتلون اوبمعنى يحاريون الله ورسولةوحديث النبي صلوات الله علية واصح يقول (ماالالتقي المومن بسف واحد فا القاتل والمقتول في النار ) ونحن جميعاً مومنون لاينبغي ان يدخل في يمننا الحبيب اي توجيهات اودعم خاري والهدف من هذة التوجيهات والدعم هو زحوة الامن والاستقرار داخل اليمن
يجب ان ننمي عقولنا با العلم والعرفة لا با الافكار الكاذبة المروجة للشر
واخيراُ اقول اللهم احفظ اليمن واهل اليمن وابنائها يا رب العالمين
2009-03-10 13:07:54 21)
العنوان: الحوثي
الاسم: الحر
اشوف كل المعلقين مستنكرين الحوثي اريد طرح اسئله لكم هل الحوثي راح ايقاتل في صنعاء هل الحوثي اعتدا على المواطنين هل الحوثي هدم المنازل فوق ساكنيها لماذا الجهل فيكم الحوثي يدافع عن شرف هم اتو يقاتلو الحوثي وليس ذهب لهم هدمو منازلهم انهو مزارعهم بلاه غليكم هل هاذا الحوثي مجرم على ماتدعون راجعو حساباتكم قفو قليل مع انفسكم تمتم في رعاية الله
2009-03-10 13:08:50 22)
العنوان: العقل زينه
الاسم: مواطن حر
و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا : هذا سمى جدي قرنان – أي من لا غيرة له - ، و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته ...
انظروا الى غيرة احفاد علي كرم الله وجه وهذا واحد من ابناء زيد بن علي الذي ينتمون الية اصحاب المذهب الزيدي والذين نشهد لهم بالصلاح والتقى .. اما هؤلاء الشيعة الذين يسبون الصحابه ويؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بسب زوجاته امهات المؤمنين .. ويدعون حبه فا والله اننا لم نسمع عن اليهود ولا النصارى ان سبوا انبياهم . فالمصيبة انهم يجمعوا حولهم ويشترون الجهلا بالمال ويغيبون عقولهم فحذروا من قوله تعالى ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل )
2009-03-10 13:11:54 23)
العنوان: صعدة دوما وابدا
الاسم: الحضرمي
ان المتابع لما يجري في صعدة سوف يعرف بان الحوثي قد صار من القوة بمكان انة يهدد بدخول صنعاء وان الحرب السادسة سوف تكون في صنعاء .
ولكن الاغرب من ذلك هو الانكسار الغريب للجيش والذي سببة الاكيد الفساد وعدم رغبة الجيش في القتال وان نظام على صالح اصبح قاب قوسين او ادنى على الانهيار .
والسؤال هو ما مصيرنا نحن ؟؟؟؟
2009-03-10 13:23:00 24)
العنوان: الفتنة نايمه
الاسم: مواطن حر
اللهم اني بلغت ... هذه بعض بنود البيان السري لما يسمى المؤتمر الشيعي العالمي (والاصل فيه فارسي محظ)3. بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق زج أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها لدعم وإسناد إخواننا في السعودية واليمن والأردن.
6. تصفية الرموز والشخصيات الدينية البارزة لأبناء العامة ودس العناصر الأمنية في صفوفهم للإطلاع على خططهم ونواياهم.

ولو يسمح الموقع باعطاءكم الرابط لكي تتطلعون على الوثيقة الاصل وبنودها لما تاخرت .. نعم بدات بنود هذه الوثيقة تنفيذها باليمن .. انها بداية فتنه نسئل الله ان يجنب بلادنا ويلاتها
2009-03-10 13:38:01 25)
العنوان: جهاد في سبيل الله
الاسم: ابو ضياء الدين
ان الله ينصر من ينصره، لذلك من جاهد في سبيل الله في تعليم الناس تعاليم دينهم و امرهم بالمعروف و نهاهم عن المنكر خير من الذي حول الجهاد الى معارك للقتل و السلب و النهب و نسي ان الله فضل المجاهدين على المحاربين فضلاًً كبيراً. لذلك اقول لك مسلم و مسلمه ان لا يدخلوا من ابواب الشيطان الا وهي نشر الكراهية بين الناس و تفريق الناس الى طوائف و عصابات و احزاب كاذبة بالدمقراطية و الحرية و ما هي الااحزاب زرعها اليهود لتفريق المسلمين و اضعافهم و جعلهم متناحرين و هذا مايريده انصار الشياطين، انتبهوا الى مسالة تكفير المسلمين.
2009-03-10 13:53:33
  رد مع اقتباس
قديم 03-19-2009, 01:35 PM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

اليمن واللعب بالنار" التسهيلات العسكرية كبديل جاهز لورقة الإرهاب

التسهيلات العسكرية كبديل جاهز لورقة الإرهاب

بقلم/ عادل امين

الإثنين 16 مارس - آذار 2009 04:13 م



بخلاف زياراته السابقة لروسيا، هذه المرة حملت زيارة الرئيس صالح صفقة عسكرية ضخمة ومزايا مغرية لحث الدب الروسي وتحريضه على العودة إلى المنطقة، وفي الحقيقة الحكومة اليمنية تحاول مساعدته في فتح الأبواب كي يمر إلى حيث كان يؤمل دائماً أن يكون، الصفقة اليمنية جعلت الأبواب مشرعة أمامه والفرصة متاحة بأكثر مما يحلم به، وما لم يبادر إلى اغتنامها فسيعد ذلك كأسوأ قرار يجري اتخاذه عقب سقوط الإتحاد السوفيتي سابقاً، ضخامة الصفقة العسكرية المعروضة(2.5 مليار دولار لشراء أسلحة متطورة، 4 مليار دولارلإعادة تحديث وتطوير بنية الجيش اليمني) والمطعمة بتسهيلات عسكرية من العيار الثقيل تشي بذلك الاستنتاج، أو هكذا يُراد للروس أن يفهموا.


اليمن ألقى بملف الجيش اليمني كاملاً بين يدي الروس جاعلاً منه بوابة عبور لهم لمزاحمة الأمريكان في المنطقة، مقابل مساعدتهم في إعادة صياغة وبناء قواته المسلحة بما يواكب المستجدات والتطورات الأمنية والعسكرية التي طرأت على الساحة المحلية ومحيطها الإقليمي.

على أن ثمة عوامل وظروف داخلية وخارجية لعبت دوراً أساسياً في توجيه حركة الجانب اليمني والدفع بها شرقاً، في محاولة بدت وكأن اليمن يبحث عن حاضنة، أو أنه يحاول الاستعانة بعصا غليظة للتلويح بها في وجوه البعض، لربما اعتقد النظام اليمني أن بمقدوره الإحتماء بتلك العصا، أو هزها لإخافة أولئك البعض، أو على الأقل التلويح بها وتعليقها على عتبة البيت اليمني كأجراء احتياطي لردع أولئك الطامحين ممن يظنون أن من حقهم التجوال في البيت اليمني وأن يسرحوا فيه ويمرحوا كما يشاءوا.

سقوط ورقة الإرهاب

لفترات طويلة أجادت الحكومة اليمنية اللعب بورقة الإرهاب مع شركائها الدوليين والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وبالرغم من إحرازها بعض النجاحات في هذا الجانب إلاّ أن شركائها باتوا على دراية بطبيعة تلك اللعبة وكذا الورقة الأمنية التي غالباً ما يجري تسخينها وإثارتها بشكل مدروس في أوقات معينة بقصد تحقيق أهداف خاصة، ولأن حلفاء اليمن وشركائها في الحرب على الإرهاب متمرسون في هذه اللعبة جيداً ومحترفون لها، لم تعد تنطلي عليهم تلك الأساليب، ولم يعد بالإمكان الاستمرار في خداعهم طوال الوقت، وبعبارة أخرى فإن ورقة الإرهاب فقدت- مع المدى- جاذبيتها وإغرائها بالنسبة لهم حينما تحولت إلى مجرد لعبة وأداة ابتزاز، وغدت ورقة ضغط بأيديهم أكثر مما هي بأيدي النظام، فيما يصر هذا الأخير على اللعب بها بالرغم من تحولها إلى كرت محروق منتهي الصلاحية!!


جميع المؤشرات توحي بأن ورقة الإرهاب أخفقت في ترويض الأمريكيين وابتزازهم كوظيفة أساسية لها، وعلى هذا الأساس جرى فرملتها في الآونة الأخيرة بعدما كانت بلغت ذروة تصعيدها نهاية يناير المنصرم بتشكيل قيادة جديدة لجماعات العنف المسلح في اليمن، وما حدث في الواقع أن عملية تهييج وإثارة ورقة الإرهاب على ذلك النحو ضاعفت من شكوك الأمريكان تجاه الأمر برمته، ونحت بشكوكهم صوب النظام نفسه، إذ تم وضعه في دائرة الشك المثير للتساؤل، والسبب أن جرعات التصعيد والإثارة في ملف الإرهاب زادت عن حدها إلى درجة بعثت على السخرية والرثاء أحياناً، وفي الآونة الأخير حدثت بعض الوقائع، وتكشفت بعض المعلومات التي لاشك أنها عززت من الشكوك الأمريكية تجاه ملف الإرهاب في اليمن، وأظهرت النظام بصورة المتحالف مع الإرهاب بعكس ما كان يؤمل، من ذلك على سبيل المثال:


- معلومات تم الكشف عنها مؤخراً حول عملية الهجوم الأخيرة على السفارة الأمريكية بصنعاء في 17 سبتمبر الماضي 2008م، - إطلاق مئات المعتقلين من المشتبه بانتمائهم للجماعات المتطرفة من سجون الأمن السياسي بصورة مفاجأة، وفي ظروف حرجة كانت تحتم على الأقل تأجيل مثل هذه الخطوة، أو تدع القضاء ليقول كلمته، وكانت مصادر صحفية كشفت أن لجنة وساطة بزعامة قيادي جهادي سابق عضو في اللجنة الدائمة للحزب الحاكم نجحت في إبرام هدنة مؤقتة لمدة عام بين السلطات وقيادة تنظيم القاعدة في اليمن تقضي بوقف كافة عمليات التنظيم القتالية في اليمن مقابل الإفراج عن عناصر التنظيم(صحيفة الغد العدد94، 2/3/2009م)

- لقاء أركان النظام مؤخراً بجماعات العنف المسلحة في بعض المحافظات الجنوبية، وإحياء العلاقة معها من جديد، والتنسيق معها، ومنحها تسهيلات كبيرة، وإتاحة الفرصة أمامها لمعاودة نشاطها، وبناء تشكيلاتها، وترتيب صفوفها وتسوية أوضاعها، وفتح معسكرات التدريب لعناصرها بغرض تحقيق أهداف مرتبطة بالسلطة.


والخلاصة أن مثل تلك الأعمال المشبوهة، بالإضافة إلى تعاظم علاقة السلطة بالجماعات الإرهابية، قدمت النظام بصورة غير مقنعة لشركائه، وبرهنت على عدم جديته في الحرب على الإرهاب، بل ووضعته في دائر شكوكهم وتساؤلاتهم، ما حدا بمسئولي الاستخبارات الأمريكية إلى اتهام الحكومة اليمنية علانية بالتحالف مع تنظيمات إرهابية، وبأن اليمن صار يمثل خطراً على جيرانه باعتباره أصبح ملاذاً للجماعات الإرهابية المسلحة، وصار الأمريكيون يعلنوها صراحة بأن اليمن حليف لا يمكن الوثوق به في الحرب على الإرهاب.


في السياق ذاته من غير المستبعد أن تكون قصة التحاق المدعو محمد العوفي(سعودي الجنسية)بقيادة القاعدة في اليمن، وتسنمه منصب المسئول الميداني للعمليات العسكرية للتنظيم، وإعلانه بعد اقل من شهرين عن استسلامه للسلطات السعودية التي سارعت إلى استلامه من أجهزة الأمن اليمنية، هي عملية استخباراتية بحته تم التنسيق لها بين أجهزة استخبارات خارج اليمن، أو أن الرجل جندته الاستخبارات الأمريكية في وقت سابق في معتقل جوانتانامو بهدف اختراق الجماعات المتطرفة في اليمن ومعرفة قياداتها ومخططاتها وأماكن تواجدها ومصادر قوتها وشبكة علاقاتها، والأهم من كل ذلك معرفة من يقف ورائها ويمولها ويوجه ضرباتها.


ومن المؤكد أن عملية استسلام العوفي على ذلك النحو المثير للاستغراب ستكشف لاحقاً عن معلومات مهمة حول طبيعة العنف المسلح في اليمن وقاعدة تحالفاته، ومصادر تمويله، وحقيقة ارتباطاته الداخلية والخارجية، وهي معلومات من غير المرجح أن تساعد في تحسين وجه النظام بالنظر إلى حاجة الأمريكيين لمزيد من التفاصيل والأدلة حول تلك العلاقة المشبوهة التي ما تزال تجمع بعض أركان السلطة بجماعات العنف في اليمن.


وما نريد أن نخلص إليه من عرضنا السابق هو أن ورقة الإرهاب فشلت في ترويض أو انتزاع مكاسب حقيقية ومواقف تأييد من شركاء النظام في الحرب على الإرهاب سواءً الأوروبيين أو الأمريكيين، بدليل رفض هؤلاء لتلك الخطوات التي قام بها الحزب الحاكم من طرف واحد للتهيئة والتحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة بمعزل عن التوافق مع أحزاب المعارضة(المشترك)، إذ كان يؤمل أن يحصل منهم على الضوء الأخضر للمضي منفرداً على طريق الانتخابات بصرف النظر شارك فيها المشترك أو لم يشارك، ولبلوغ تلك الغاية جرى تهيئة الملعب بطريقة مغايرة، وتم الرمي بورقة الإرهاب في محاولة لخلط الأوراق وإرباك الساحة اليمنية، والعمل على استقطاب اهتمام شركاء الخارج لتستحيل تلك الورقة من ثم إلى أولوية في قائمة اهتماماتهم الأمنية على حساب اهتماماتهم السياسية،


لقد كان الهدف الأهم في عملية تسخين ورقة الإرهاب على ذلك النحو المثير للاهتمام تحويلها إلى أجندة عمل رئيسة في برنامج حلفاء النظام في اليمن وعلى رأسهم الحليف الأمريكي، وتنحية برنامج الإصلاحات السياسية والديمقراطية جانباً، غير أن المُخَطط أخفق في الوصول إلى هدفه بسبب أنه لم يكن مقنعاً بما فيه الكفاية، ولأن معلومات وفيرة باتت في حوزة شركاء النظام تمكنهم من فهم ذلك المخطط بوضوح، وما زاد من حنق النظام إعلان هؤلاء رفضهم المشاركة في عملية الرقابة على الانتخابات فيما لو قاطعها اللقاء المشترك، وهو ما يعني بداهة نزع غطاء المشروعية الدولية عنها.


في الوقت ذاته ألمح الأمريكيون إلى عدم شرعية اللجنة العليا للانتخابات وسجلات الناخبين المنبثقة عنها، وجاء ذلك من خلال التضمينات التي حملها تقرير المعهد الديمقراطي الأمريكي( NDI ) الذي وجه انتقادات حادة إلى عملية تسجيل الناخبين الأخيرة وما شابها من مخالفات وخروقات وصفها بالكبيرة، كتسجيل صغار السن واستغلال أفراد الجيش انتخابياً، ودعا المعهد الأمريكي إلى ضرورة إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات بناء على اتفاق بين المؤتمر والمشترك، وبالتأكيد فإن هذا الموقف لم يكن ليُرضي تطلعات نظام الرئيس صالح.


أضف إلى ذلك أن الرئيس كان قد تقدم بطلب زيارة رسمية لواشنطن منتصف الشهر الماضي، إلاّ أن طلبه قوبل بالرفض من جانب الأمريكيين، وهو ما أدى بالتأكيد إلى زيادة غضب الجانب اليمني وحنقه، بيد أن الأمريكيين لم يكتفوا بذلك، بل زادوا في استفزاز الحكومة اليمنية من خلال تقرير وزارة خارجيتهم(السنوي) عن حقوق الإنسان في العالم واليمن، حيث وجه التقرير انتقادات لاذعة لحكومة صنعاء،


واتهمها بممارسة الفساد على نطاق واسع، وعقد صفقات سرية واختلاس أموال، كما اتهمها بارتكاب حالات قتل اعتباطية أو غير قانونية، وتحدث التقرير عن حالات قتل مدفوعة سياسياً من قبل الحكومة أو وكلائها، كما اعتبر الفساد مشكلة خطيرة في أجهزة الاستخبارات اليمنية، وتحدث عن عوائق تحد من قدرة المواطنين في اليمن على تغيير حكومتهم بسبب الفساد المستشري وسجلات الناخبين المزورة والضعف الادراي، واتهم السلطات بالإفراط في قمع المظاهرات العامة وكذا المظاهرات السياسية في المحافظات الجنوبية، وزيادة القيود على حرية التعبير والصحافة، ومحاولة السيطرة على الجمعيات المهنية من خلال التأثير على انتخاباتها الداخلية، ولذا فقد كان حجم الصفقة العسكرية مع الروس(6.5مليار دولار+ تسهيلات عسكرية) مؤشرعلى مقدار الغضب اليمني تجاه مواقف واشنطن والاتحاد الأوروبي، وحمل دلالة بإمكانية حدوث تحول استراتيجي في علاقات اليمن الخارجية.

الأزمة اليمنية مع حلفائها تبدت أيضاً في تأجيل اجتماع المانحين مع الحكومة اليمنية بسبب فشل الأخيرة في تنفيذ حزمة الإصلاحات التي انبثقت عن مؤتمر المانحين بلندن في نوفمر2006م، وإهمال التزاماتها في وثيقة أجندة الإصلاح الوطني، وتحقيقها نتائج ضعيفة وغير مشجعة في المجالات المرتبطة بإتباع أساليب الحكم الرشيد ومكافحة الفساد.

ورقة التسهيلات العسكرية

وبناء على ما تقدم يمكننا القول أن ورقة الإرهاب لم تعد بتلك الأهمية التي يمكن من خلالها الضغط على حلفاء النظام أو مساومتهم بها لإحراز مكاسب سياسية أو حتى اقتصادية، صحيح أن تلك الورقة ظلت لفترات طويلة كورقة \"جوكر\" بيد النظام لجذب الاهتمام الدولي باليمن، وضخ المساعدات الإقليمية والدولية نحوه، وإتاحة المجال أمامه للعب دور محوري في محيطه الإقليمي، يمكنه من تقديم نفسه خارجياً، ويتيح له الضغط على معارضيه داخلياً، لكن الإخفاقات المتوالية والضربات المتكررة التي مُني بها مشروع الإرهاب في اليمن، وتوجه حلفاء النظام في الخارج نحو تضييق دائرة الإرهاب أكثر فأكثر صوب مركز السلطة، كل ذلك لم يعد يشجع أو يغري بالاستمرار في هذا المشروع، ونتيجة لذلك فقد اقتضت الضرورة البحث عن مشروع جديد يكون أكثر إغراء للدول الكبرى الراغبة في دخول حلبة المنافسة في اليمن، والتي هي على استعداد لتقديم ضمانات لمساعدة النظام سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، والتعهد بتوفير مظلة حماية دولية له تحول دون تعرضه لأية مسائلة في المستقبل حول أي من القضايا التي ربما يفكر معارضوه بطرحها في المحافل الدولية.

وكان المشروع الجديد هو ورقة التسهيلات العسكرية التي أبدا النظام رغبته بتقديمها للروس والفرنسيين، على اعتبار أن هاتين الدولتين هما الأكثر استعداداً لمنافسة الأمريكيين ومزاحمتهم في أي مكان من العالم، بالإضافة إلى أنهما يمتلكان حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وهو ما يمكن التعويل عليه عند الملمات.

أما الغطاء القانوني لدعوة هذه الدول إلى المنطقة(اليمن والقرن الإفريقي) فهو مكافحة أعمال القرصنة في خليج عدن وباب المندب، لكن ماذا سيقول الآن من روجوا لنظرية المؤامرة(من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين وحتى بعض دول المنطقة) القائمة على فكرة وقوف الغرب- وتحديداً الولايات المتحدة- خلف أعمال القرصنة لخلق الذرائع التي تمكنهم من دخول المنطقة، والسيطرة عليها وتهديد أمنها، وممارسة الضغوط على دولها، وتركيع حكوماتها؟! هاهي حكوماتها تستدعي الأساطيل العسكرية من كل حدب وصوب، وتعرض خدماتها بأكثر مما هو مطلوب، وتحفزها للقدوم تحت إغراء التسهيلات والقواعد العسكرية!! فهل ستجيء الأساطيل العسكرية لمكافحة القراصنة أم لدعم الأنظمة في مواجهة مناوئيها لتكريس بقائها السياسي برغم فسادها وفشلها في إدارة شئون بلدانها؟!

فرص النجاح والفشل

يبقى أمر التسهيلات والقواعد العسكرية في نطاق لعبة الشد والجذب بين اليمن والولايات المتحدة، وبالتأكيد ترمي اليمن من خلال ذلك إلى إرسال بضعة رسائل صوب الحليف الأمريكي، وهي بذلك تحثه على إرسال إشارات إيجابية مطمئنة ومشجعه ، خاصة فيما يتصل بقضايا الإصلاحات السياسية والانتخابية والمساعدات الاقتصادية، وتشجيع دول الجوار على ضخ المزيد من الأموال في جانب التأهيل الاقتصادي، بما يساعد على فتح أبواب مجلس التعاون الخليجي مستقبلاً، والأهم من ذلك يريد النظام أن تغض الولايات المتحدة طرفها تجاه ما يجري من إعدادات وترتيبات لنقل السلطة وتهيئة الأوضاع المناسبة لها بالطريقة التي يراها النظام مناسبة، وهذا يتطلب أن تخفف الولايات المتحدة من تدخلاتها في الشأن اليمني وفي العملية الديمقراطية خصوصاً، وتدع النظام ليقوم بتمرير بعض شروطه في العملية الانتخابية، بما يمكنه من سحق المعارضة، والاحتفاظ بالسلطة لفترة أطول.

والسؤال المطروح، هل تنجح الحكومة اليمنية فيما ذهبت إليه؟ وهل يعود الحليف الأمريكي راضخاً للشروط والاملاءات اليمنية؟ وهل ينجح اليمن في توثيق علاقات إستراتيجية متينة مع الروس والفرنسيين بمنحهم بعض الجزر اليمنية ليشكل بذلك جدار واق يصد به الضغوط الأمريكية؟

الملاحظة المهمة هنا هي: أن ورقة الإرهاب حصرت الملعب- بدرجة أساسية- بين اليمن وواشنطن، وتمدد الملعب قليلاً ليشمل الجارة الكبرى، لكن اللاعب الكبير والمؤثر ظل على الدوام هو الولايات المتحدة.

لكن ورقة التسهيلات العسكرية ستعمل على إشراك لاعبين جدد كبار في ساحة المعلب الجديد، صحيح أن هؤلاء اللاعبين ليسو بحجم اللاعب الأمريكي، لكنهم لا يقلون عنه قوة، كما أنهم يمتلكون وسائلهم الخاصة في التأثير على الساحة الدولية، والأهم أنهم متحفزون لمنافسة القطب الأوحد كي يحدوا من استفراده بالنفوذ العالمي، هذا الأمر يجعل من اليمن ساحة صراع أكبر بين أقطاب النفوذ العالمي، ويبقيها بعيداً إلى حد ما عن ضغوط طرف بعينه، ويعطيها مجال أوسع من حرية اتخاذ القرار بمعزل عن تأثيرات مصالح هذا الطرف أو ذاك، وبعبارة أخرى، فقد تمدد الملعب أكثر وزاد عدد لاعبيه، ولم يعد بالإمكان لطرف بعينه أن يفرض شروطه في ظل وجود أكثر من شريك ومنافس في اللعبة.

وهكذا فإن ورقة التسهيلات العسكرية تمنح النظام مساحة حركة أكبر، وأفضلية اختيار بين العروض المقدمة، بالإضافة إلى أنها تتيح له فرص التملص من الالتزامات التي لاتروق له، فيما كانت ورقة الإرهاب محدودة الفرص في فرض الشروط و تحصيل المكاسب، بالنظر إلى محدودية الشركاء وكثرة أعباء الشراكة التي يمليها بالطبع شريك واحد قوي يمسك بيده معظم الأوراق.

لكن وبالرغم من توافر قدر لا بأس به من شروط النجاح بالنسبة للجانب اليمني في توظيف الموقع الاستراتيجي لليمن للحصول على مكاسب، أو الإفلات من ضغوط الأمريكيين، أو في المقابل ممارسة ضغوط عليهم فيما يتعلق بالشأن اليمني، إلاّ أننا لا نستطيع تجاوز حقائق الواقع التي تؤكد بأن مناطحة الولايات المتحدة من قبل دولة صغيرة كاليمن هو ضرب من الخيال، وأمر ربما تكون عواقبه وخيمة أو حتى كارثية، وبالطبع مازالت هذه الدولة تمتلك الكثير من أوراق اللعب بما يمكنها من ترويض شركائها بل وإذلالهم، وفيما يخص اليمن تمتلك واشنطن الأوراق التالية:
1- ورقة حقوق الإنسان
2- ورقة المانحين والمساعدات الدولية
3- ملف الإرهاب واستهداف السفارة الأمريكية بصنعاء
4- ملف القضية الجنوبية وإمكانية تحريض المعارضة في الخارج
5- ملف صعدة مع إمكانية فتح ملف الانتهاكات في الحرب
6- يمكن إعادة فتح ملف كول
7- ملف الإصلاحات السياسية والاقتصادية والانتخابية
8- ملف تهريب السلاح والاتجار فيه في منطقة القرن الإفريقي
9- ملف العضوية في مجلس التعاون الخليجي
كل تلك الأوراق والملفات تستطيع أمريكا اللعب من خلالها بسهولة مع الجانب اليمني لفرض ما تريد، والنظام يعلم ذلك جيداً، لذا من غير المرجح أن يتمادى في مناوراته، أو يستخف بقدرة حليفه، والنتيجة النهائية أنه ليس بالإمكان إخراج هذا اللاعب من دائرة الفعل والتأثير على الساحة اليمنية حتى في ظل وجود منافسين أقوياء له، وبالتالي فإن الجانب اليمني سيجد نفسه مضطراً لتقديم تنازلات حتى في ورقة التسهيلات التي يناور بها اليوم بعض الأطراف الدولية الأخرى، وسيضطر كذلك للعودة إلى ورقة الإرهاب لتأخير سقوطها النهائي ، إلى أن تصبح الأوراق الأخرى جاهزة للعمل، وقادرة على منحه مساحة مناورة أكبر.



تعليقات: 1)
العنوان: اجدت واصبت
الاسم: يوسف علي احمد
تحليل قوي. سبر الاغوار وغير متحيز.

سؤالي
1--هل كان الروس اوفيا ء مع عبدالناصر عام 67م؟
2-- لوفرضنا(مع البون الشاسع) ان اليمن فرعون وهامان امريكا...فهل على هامان يافرعون؟

والحليم تكفيه الاشاره

تحياتي الحاره للاستاذ عادل امين؟
2009-03-16 18:18:10
  رد مع اقتباس
قديم 03-20-2009, 01:14 AM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

الأطراف المعنية بالتغيير في اليمن.. هل يتفقون على إزاحة النظام

بقلم/ علي الجرادي
الخميس 12 مارس - آذار 2009 07:54 م



يمضي الوطن اليمني مترنحاً جراء حالة فقدان التوازن التي أصيب بها منذ نهاية حرب 94م، وبات اليمني يخشى أن يكون السقوط أقرب إلى وطنه.. تعددت أطراف المعارضة، معارضة حزبية منظمة، ومعارضة اتخذت شكل الحراك الجماهيري السلمي مع مخاوف من تغيير أدواتها السلمية، ومعارضة مقاتلة «حركة الحوثي».. وما يبدو للبعض مصدر الأمل، هو ذاته في نظر آخرين مصدر القلق، والعكس صحيح. الصراع محتدم بين الأطراف الفاعلة: النظام، المعارضة، الخارج. والوطن -أرضاً وإنساناً- هو وسيلتهم جميعاً، وهو الهدف في ذات الوقت، وبين وقت وآخر نحتاج لأخذ صورة عامة نلحظ فيها حجم التغير في المواقع والأهداف لهذه الأطراف.

المؤسسة العسكرية والأمنية.. قرابة تحميها من الانقلابات!
يقدر خبراء اقتصاديون مجموع ما ينفق على المؤسسة العسكرية والأمنية بأكثر من 25% من الموازنة العامة للدولة ويقول مسئولون في البنك الدولي إن ما تنفقه اليمن على شراء السلاح يساوي ما تنفقه بعض دول خليجية لذات الغرض!!
وآخر الصفقات التي كشفت «الأهالي» عنها في العدد الماضي صفقة سلاح روسية تقدر بأكثر من مليار دولار بالإضافة إلى صدور تكليف بالأمر المباشر -الأسبوع الماضي- بشراء أسلحة بـ 130 مليون دولار من معارض السلاح المقامة حاليا، وهناك جدل واسع حول الأموال التي تنفق على هذه المؤسسة إذ يسود الاعتقاد بأن بعض كبار القادة والمسئولين يستولون على معظم هذه الأموال عن طريق عمولات الصفقات وما يسمى «بالرديات» وهي مرتبات واستحقاق الغائبين والمنقطعين والوهميين والمزدوجين!!

لقد فقدت المؤسسة العسكرية والأمنية جزء كبيراً من هالة الإكبار التي كانت مرسومة لها في ذهنية المجتمع، بسبب استخدامها كأداة لصالح أشخاص بعيداً عن المصلحة الوطنية، الأمر الذي انعكس على مكانتهم وصورتهم الاجتماعية، على ذلك فإن الزج بهم في حروب داخلية خاسرة وشعورهم باسترخاص حياتهم ودمائهم من قبل صانعي القرار، انعكس سلباً على قناعتهم بسمو مهمتهم، وتضاعف هذا الانعكاس السلبي جراء المنهجية المتبعة في الترقية وفق معايير أسرية ضيقة على حساب المعايير القانونية والعسكرية تحت مبرر الخوف من الانقلابات الذي يستدعي حصر الثقة على المقربين، وهو ما لم يعد خافياً وصرح به الرئيس في أكثر من مناسبة.

ويتم تجاوز القانون العسكري بصورة فجة فيما يخص الترقيات والتعيين في المواقع القيادية ابتداء من «قائد كتيبة» وحتى قائد اللواء والمحاور ويتمتع قادة المحاور العسكرية بنفوذ سياسي واقتصادي يفوق كثيرا صلاحيات محافظي المحافظات والقيادات المدنية وكثيرا ما رفع المستثمرون أصواتهم بالاحتجاج جراء التدخلات والضغوط التي يمارسها بعض قادة المحاور العسكرية بخصوص الملف «الاستثماري».
خلال السنوات الماضية تم تنحية كثير من القيادات العسكرية في المواقع «الوسطى» والتي كانت تنتمي جغرافيا لغير قبيلة الحاكم أو لا ترتبط بولاء شديد لهذه القبيلة وأشخاصها.

كما تم التخطيط بدقة متناهية للأعداد التي يتم قبولها في الكليات العسكرية بحيث يتم تغليب المناطق الجغرافية ذات الولاء للحاكم.
قانون التقاعد تم تطبيقه سياسيا وبطريقة ممنهجة كرست إقصاء الضباط والقياديين المحسوبين على «اليسار» والمحافظات الجنوبية والشرقية والوسطى وأبناء تعز وتهامة وريمة وإب.

وكان من نتائجها الكارثية تصاعد الاحتجاجات في الجنوب وبروز «الحراك الجنوبي» وتطور مطالبه نحو فك الارتباط بالوحدة!!

حاليا يتم تكريس ثنائية ذات خطورة مستقبلية عن طريق دعم أجهزة أمنية ضد أخرى ودعم الجيش والحرس الخاص على حساب ضد الجيش العام وتفعيل قانون التقاعد في الجيش والأمن العام وإنشاء وحدات خاصة عن طريق التجنيد الجديد لضمان ولاء خالص للأشخاص لا للوطن.
يتم ممارسة التحريض على نطاق واسع سواء بخطابات سياسية معلنة أو تلك المنشورات الصادرة عن التوجيه المعنوي والتي تصف أحزاب المعارضة بالحاقدين والخونة والإماميين والانفصاليين والمتآمرين على وحدة البلد واستقراره وأن واجب المؤسسة العسكرية والأمنية هو التصدي لهم والضرب بيد من حديد تجاه كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن (يقصدون بالطبع كل من يعارض الحزب الحاكم).

المعارضة حتى الآن تؤجل الملف السياسي للجيش والأمن ولا تحبذ وضع هذا الملف على طاولتها السياسية لإجراء نقاشات عامة وبحسب بعض المصادر فإن هذا الملف على درجة من الحساسية وربما سيكون من آخر الأوراق التي سيتم تداولها إذ أن الحديث عن قانونية ومشروعية وجود كثير من القيادات العسكرية والأمنية ومدى مطابقتها للقانون والتمثيل الوطني قد يقود باتجاه مفاصلة نهائية ويبدو أن المعارضة لا تتعجل الخوض فيه في هذه المرحلة!!

لا يمكن مقارنة الجيش والأمن اليمني بتلك المؤسسات العريقة التي تلتزم الحياد في الصراعات السياسية إذ أن هذه التقاليد لا زالت بعيدة المنال ويغلب الولاء الشخصي في التعبئة السياسية الموجهة إليها.
وعلى المستوى المنظور فإن المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن ليست قادرة على اتخاذ خطوات بعيدة عن الولاء للحاكم بعد تنحية الكثير من القيادات الوطنية وتلك التي احترفت العمل العسكري والأمني بعيدا عن الولاء الشخصي ولكن المخزون الضخم من القيادات الموجودة الآن على كشوفات المتقاعدين وآخرين «خليك بالبيت» من القطاع العسكري والذين قد يمثلون قوة تملك الرؤية والتجربة والجاهزية لمساندة أي تغيير وفحص ملفات قيادات الحراك الجنوبي سيتضح أن هؤلاء «القادة السياسيين في الميدان» هم دون استثناء «قادة عسكريون» في الأصل وسرعان ما تحولوا إلى حركة سياسية متمرسة ويخشى أن يذهبوا بعيدا عن استخدام التعبير السلمي إلى ضفة أخرى بحكم تكوينهم النفسي والعقلي.

المشائخ.. استقطاب إقليمي ودولي
تعد القبيلة في اليمن من المؤثرات الرئيسية والفاعلة ويذهب الكثير من المحللين إلى كونها هي الحاكم الفعلي -وإن بشقها الأسري- ومن الناحية الثقافية فإن القيم القبلية هي السائدة لدى صناع القرار ومعظم القيادات العسكرية والمدنية إذ تم الإطاحة بطبقة التكنقراط في مواقع القرار منذ سنوات ولم يعد لهم من النفوذ سوى استخدامهم في مهمات مؤقتة تتصل بالقيام بحملة علاقات عامة لصالح النظام أو في مواقع هامشية لا تأثير لها سواء كوظيفة أو أشخاص ويتداول الوسط السياسي عبارات «كوز مركوز» للدلالة على عدد من الشخصيات التكنقراط المحسوبة على غير جغرافية النظام.

وحاليا فإن القبيلة هي قوة الحماية والدرع لمنتسبيها تجاه إساءة استخدام السلطة للمصالح الفردية، واكتسب المشائخ خبرة تراكمية في إطار الصراع السياسي ويتسم معظمهم باحتراف نيل المصالح واستثمار الأوضاع لانتزاع المكاسب الفردية ويتقن الكثير منهم التوازنات الإقليمية ويرتبطون بشبكة علاقات مالية ابتداء من السعودية ومرورا بليبيا وإيران اللتين دخلتا -مؤخرا- على مشهد الخارطة القبلية.

وحتى الولايات المتحدة الأمريكية أولت -مؤخراً- اهتماما خاصا بالمشائخ والخارطة القبلية وبدأت مشاريع تنموية وسياسية لاستقطاب المحافظات الملتهبة والعمل من خلال العمق القبلي لتغيير البيئة التي تزعم الإدارة الأمريكية أنها حاضنة للإرهاب والتطرف وربما خلال السنوات القادمة تبدأ مشروع عمل سياسي منظم في أوساط القبيلة اليمنية.

يتعرض المشائخ للاستنساخ وزرع الأنداد المنافسين من قبل السلطة وكذلك إضعاف القبائل الموحدة وراء مشائخها خدمة للمشروع «العائلي» الحاكم حاليا حسب اعتقاد كثير من مشائخ القبائل اليمنية.
لا يوجد مشروع سياسي محدد ينتظم القبيلة اليمنية وكان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر -رحمه الله- في سنواته الأخيرة بدأ الإعداد لمشروع سياسي حاضن للقبيلة وهو ما تلقفه حسين الأحمر في «ملتقى التضامن» لولا أن هذا الملتقى خلق توأماً مع الخلافات بسبب المزايا المالية وطريقة توزيعها وغياب المؤسسين أو انتظام دورات مؤسساته واستطاع الرئيس تقريب قياداته وإشراكها في ملفات شكلية كان يهدف من ورائها إلى إضعاف الثقة بها من قبل مؤيديها وهو ما حدث بالفعل، وهناك ملتقيات كملتقى مأرب والجوف وعدد آخر من الملتقيات القبلية وإذا توفر مشروع سياسي ودعم مالي فإن القبيلة مؤهلة بشكل كبير لترجيح كفة الصراع السياسي.

حركة الحوثي.. شروط النصر السياسي
كانت البداية في التسعينات بتنظيم الشباب المؤمن كحركة تجديد في إطار المذهب الزيدي ثم تحولت إلى حركة مقاتلة واقتربت كثيرا من الفكر الإيراني، فهي حركة مقاتلة تقوم على فكرة الاصطفاء العرقي ولا تحمل حتى الآن مشروعا وطنيا وهناك مراهنة على أن فترة السلام والهدوء في محافظة صعدة ستحولها إلى حركة مدنية سلمية، تحتفظ لنفسها بحرية الفكر والتنظيم والحماية وتبشر به دون استخدام البندقية فذلك حق شرعي ودستوري لا خلاف عليه ولا يوجب الانتقاص من حقوق المواطنة أو استباحة أيّ من حقوقه لمجرد الاختلاف الفكري أو العقائدي!!
وهناك من يعتقد ولديه قرائن قوية بأن السلطة هي من يتحمل المسئولية كاملة بتغذية صراع الأطراف المتنافسة ثم استخدام القوة في القتل والخراب والتشريد. وأن حركة الحوثي لم يكن أمامها من خيار سوى الدفاع عن نفسها بالقوة في مواجهة قوة أخرى استخدمت خارج إطار المؤسسات ونصوص الدستور.

وبعد خمس جولات من الحروب المدمرة دفعت خلالها السلطة بالجيش والأمن إلى محافظة صعدة، تبدو النتائج سياسيا وعسكريا واجتماعيا لصالح حركة الحوثي التي تلقى تعاطفا من أطراف مؤثرة داخل السلطة وخارجها، وتشكل حاليا رقما في شمال اليمن كقوة على الأرض وامتداد سياسي واجتماعي في بقية المحافظات. وفي تقديري فإن المعارضة التي طالما انتقدت السلطة لاستخدامها القوة كخيار وحيد، تريد أن تقدم نموذجاً مختلفاً في التعامل من خلال إشراك حركة الحوثي في حوار وطني في إطار لجنة التشاور التي يرأسها حميد الأحمر.

تعتقد المعارضة أن السلطة استثارت لدى حركة الحوثي الطاقة القتالية، لتتجه هي -أي المعارضة- لاستثارة الطاقة المدنية البناءة في إحداث تغيير وطني، مع فارق بسيط يتمثل في أن السلطة ظلت طيلة الحروب الخمس تشكو من أطراف إقليمية تساند الحركة، بينما لا ترى المعارضة بأساً في حال التحاور معها من توجيه هذا الدعم الإقليمي في مصب التغيير المنشود، وأتصور -فوق ذلك- أن «التحجر ورفض الآخر» الذي وصمت به حركة الحوثي، كان انعكاساً لطبيعة موقع الحركة في المواجهة القتالية التي تنعدم فيها الخيارات، ما يعني أن هذا الوصف قد لا ينطبق عليها في ظل ظروف أخرى، خاصة وأن حركات مماثلة أثبتت قدرة فائقة في التعامل مع مختلف الأطراف وفق قواعد اللعبة السياسية بعيداً عن قوالب الفكر الجامدة.

ويتوقف مساهمة حركة الحوثي في إنجاز تغيير وطني على مستوى عموم اليمن بالمساهمة مع أحزاب المعارضة يتوقف هذا الدور على قناعة عدد من قياداتها السياسية هنا في صنعاء وتوظيف الأوراق الإقليمية التي بحوزتها لصالح هذا التغيير مقابل ضمان المكاسب التي انتزعتها من السلطة بالسيطرة على محافظة صعدة وامتيازات سياسية أخرى في بعض المحافظات.

تحاول السلطة «بكبرياء المهزوم» استرضاء حركة الحوثي قبيل الانتخابات في الوقت الذي تقوم بعقد صفقة سلاح بمليار دولار وأخرى بالتكليف المباشر بـ 130 مليار دولار ضمنها عدد كبير جدا من الأطقم المدرعة استعدادا لما بعد الانتخابات!!
والسلطة لا تتسامح مع صحفي يكتب مقالا حادا، فكيف ستتسامح مع من أخرجها من محافظة صعدة وأجبرها على إعلان وقف الحرب من طرف واحد!؟

ويقول مقربون من الحركة إنهم تنبهوا مبكراً إلى مخطط سياسي يسعى للإيقاع بين عبدالملك الحوثي وعبدالله عيضة الرزامي وأنهم وفق خبرات سياسية يدركون جيدا سلوك السلطة تجاه خصومها وأعدائها وحتى حلفائها.
ما لم تتقدم الحركة باتجاه الحياة المدنية والتعاطي الإيجابي مع المغاير لها فإنها لن تصمد طويلا أمام المتغيرات المتسارعة وكان لافتا اقترابها من أطروحات المعارضة وتأييدها لمطالبها الانتخابية إلا أن الانتخابات القادمة إذا انفردت الحركة بالمشاركة فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة قد تعني انتكاسة جديدة لمسيرة التقارب الوطني بين أحزاب المعارضة وحركي الحوثي وسيدفعها للتخندق مجددا تحت ظلال البندقية.

الحراك الجنوبي.. القادم أخطر
في عام 1990م غادر علي سالم البيض ورفاقه مدينة عدن بعد ثلاث ساعات من إعلان الوحدة اليمنية المباركة والحدث الأعظم في تاريخ اليمنيين جميعا.
حمل الرئيس علي عبدالله صالح مشروع الوحدة الفورية والاندماجية وكان هناك معارضة في المكتب السياسي باستثناء علي سالم البيض وبعض رفاقه.
بعد عامين من تحقيق الوحدة برزت الخلافات بسبب العقدة المزمنة في دول العالم الثالث «التفرد بالسلطة والثروة» وصولا إلى حرب 94م وانتهاء بيوم 7/7/1994م.
تم إقصاء القيادات المدنية والعسكرية من مواقعها وبرز مصطلح «خليك بالبيت» وتوزيع الأرض كهبات مجانية والاستيلاء على المؤسسات والشركات الاقتصادية، وتوالت الجروح وتضاعفت الآلام وبمجيء عام 1998م تشكلت اللجان الشعبية وملتقى أبناء المحافظات الجنوبية وصار الهمس مسموعا.

غرور القوة يمارس بطشه وأولئك مجرد انفصالين حاقدين موتورين ومنذ عام 2007م بدأ عدد من المسرحين من الجيش والأمن في الجنوب انتفاضات حقوقية تحولت إلى مطالب سياسية كإرث لدولة لم تبارح 18 عاما من عمر الوحدة لأن من يسمون أنفسهم وحدويين استولوا على منزل شقيقهم ومجوهراته وتركوا له وأولاده خيمة يعيش فيها ويرقب حياتهم المترفة، وأولئك المشاركون في السلطة يصرخون في الغرف المغلقة بأكثر مما يطرحه حسن باعوم وناصر النوبة والخبجي وشلال شايع ومحسن باصرة وإنصاف مايو.

المعارضة -من جانبها- حاضرة في الساحة مساندة لمطالب الحراك إلا أنها لم تسع لتصدر الموقف لتتبنى المطالب بالنيابة عن أصحابها الذين أصبحوا يشكلون جزء منها وهي تشكل داعماً لمطالبهم، وتدخلت السلطة كعادتها بأخطائها القاتلة بـ 250 مليار وزعت هنا سيارات «صالون» وهناك «طربال»، وشوالة هنا وشيكا هناك.

تصرفت كالمذنب والخائف وتعاضدت المظلوميات من تيار في السلطة وتيار المبعدين خارج البلد والمعارضة وأخيرا بعض دول الإقليم وأصبحت القضية الجنوبية مدخلا للإصلاحات في برامج المعارضة وقناة تلفزة لمعارضة الخارج ومسيرات واعتصامات واحتجاجات غاضبة لمقهوري الداخل، ورصاص وضحايا كقوة دافعة للمستقبل وما ينتظر «القضية الجنوبية» أخطر مما مضى فالانتخابات من طرف واحد ستضفي مشروعية جديدة للحراك وتنزع عن السلطة ما كانت تواري به سوأتها.

تدرك قيادات الحراك في الداخل والخارج وفي السلطة أيضا استحالة تحقيق مطلب الانفصال وفك الارتباط وجميعهم محترفو سياسية وإذا توافقت المعارضة مع قيادة الحراك على حلول أخرى فإن معادلة التغيير ستكسب بقية مشروعها الوطني ومعادلها الموضوعي الآخر وسيكون التحدي أمام أحزاب المشترك هو أن تستكمل بقية الشعار المطروح فكيف ستكون القضية الجنوبية بوابة الإصلاحات؟

فعليهم إكمال الشطر الآخر المسكوت عنه!!

ليس بوسعنا تحميل المعارضة مهمة إطفاء الحرائق التي تشعلها السلطة، فقط نود الاطمئنان إلى قدرتها على نسج رؤى وتحالفات استراتيجية للمستقبل وندرك في الوقت الراهن أن السلطة لن تتيح فرصة للتحالفات من هذا النوع وأنها إذا اقتضت الضرورة ستقوم بدور الشيطان!!
نحن بانتظار ما تستطيع المعارضة فعله عن طريق التشاور الوطني فأين سيكون موقع القضية الجنوبية منها؟

أحزاب المعارضة، الاتفاق على توزيع الأدوار والمصالح
أحزرت المعارضة بكل أطيافها وتنوعها تكتلا واحدا باسم «اللقاء المشترك» وهي تجربة بنظر الباحثين والمراقبين «رائعة» ومكنت سلسلة الأخطاء الفادحة التي يرتكبها النظام في حق الحياة السياسية والتعددية الحزبية جميع الأطراف من إذابة الجليد وتخطي الحواجز ليلتقي «حزب الإصلاح مع الاشتراكي ويلتقي الناصري مع الحق واتحاد القوى الشعبية والبعث العربي» والقاسم المشترك بين الجميع هو إيقاف عبث السلطة وطغيانها وهي تجربة لم تتمكن الأحزاب العربية من إحرازها رغم تشابه ممارسة الأنظمة العربية تجاه الحياة المدنية والديمقراطية.

غير أن جوهر اللقاء المشترك الذي يرتكز في تنسيقه وتحالفه على «المظلومية» لا يكفي لإنجاز التغيير في اليمن الذي طال انتظاره ومكن السلطة من تدمير مقومات النهوض في البلد، فأحزاب المشترك هي بحسب الكثير من أبناء البلد محطة الرهان وعليها تعلق آمال عريضة لتجاوز مرحلة الانهيار والتصدع كآخر إنجازات السلطة في مراحلها الأخيرة.

ويبقى السؤال الجوهري، ما الذي تحتاجه المعارضة لإنجاز مثل هذا التغيير؟
قد تكون الإجابة مرتدة نحو الذات، وبعبارة أوضح فإن المعارضة تحتاج لقطع أشواط إضافية في بناء الثقة فيما بينها، وهندسة تحالفات حقيقية وفق قاعدة توزيع الأدوار والمصالح المترتبة عليها.

وهناك الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابة في حالة قررت قيادة المعارضة فعليا الشروع بخطوات التغيير، والمفارقة الأهم أن النظام أثبت فشلا في مواجهة أي قوى مسلحة أو مدنية وأثبت أيضا عجزا مستديما عن إحراز نصر في ميادين التنمية والبناء وفقد معظم حلفائه، وأنصاره الذين كانوا رافعات يستمد منها تفوقه، وأخشى أن تكون حسابات المعارضة النهائية تجاه بعضها ترجح استمرار بقاء السلطة التي تعارض نفسها بأخطائها أكثر بكثير من مواجهة المعارضة للسلطة بأخطائها ومثل هذه السياسة التي تتبعها المعارضة

«دعوا السلطة تقتلها أخطاؤها»

قد تفضي إلى تشظّ يصعب على المعارضة تلقف أجزائه مستقبلا، في ظل تسارع الأحداث وبروز قوى اجتماعية وسياسية متعددة وإن كانت لا تحمل مؤهلات وطنية وامتداد اجتماعي وتماسك تنظيمي وخبرة سياسية كما هو شأن أحزاب المشترك حينما تغرق المعارضة في حسابات القوة قد تتحول إلى ضعف وبالضرورة أن يصاحب قرار التغيير شيء من المجازفة وقدر آخر من المغامرة إذ أن توفر معطيات التغيير في الحدود الآمنة ودون مخاطر محدقة ذلك هو عين الاضمحلال والتلاشي الطبيعي الذي لا يحتاج إلى قوة دفع كسنة إلهية «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض»، ويبقى التقدير النهائي باستكمال شروط الجاهزية وبذل الوسع واستيفاء نقاط الضعف التي بذرت في الانتخابات الرئاسية ومثل هذا التقدير منوط بقيادات المعارضة وفق حساباتها المبنية على المعلومات الدقيقة، وما يعيبه البعض على المعارضة -وأنا منهم- باكتمال شروط التغيير وفق الملاحظات المشاهدة وبلوغ ارتخاء القبضة مداها والعجز الدائم للسلطة قد لا يكون صائبا فهناك زوايا أخرى للصورة لا تتوفر معطياتها لدى شخص أو جهة واحدة!!

فعلى الأقل شاهدنا في الانتخابات الرئاسية ذلك الإسناد اللامحدود إقليميا ودوليا لبقاء النظام وسرى الخوف لدى دول الجوار حيث نقلت كاميرات التلفزة الاحتشاد الرائع لمهرجان المهندس بن شملان في ملعب الثورة الرياضي وما حدث في محافظة عمران أفقد السلطة صوابها وبدأت بالإعداد لتفجيرات وإلصاق التهمة بشخص ثم الزج به في حملة بن شملان كمرافق ثم تبرئته فيما بعد ليكون اتهامه السابق فضيحة سياسية وأخلاقية، ثم ينصب العتب على نظيف اليد واللسان فيصل بن شملان لماذا لم يهنئ الرئيس علي عبدالله صالح لفوزه في الانتخابات الرئاسية.

وشاهدنا بعضا من تيار قيادة حزب الإصلاح يؤيدون الرئيس وآخرين يلتزمون الصمت في أغرب واقعة سياسية في العالم تصدر عن أشخاص يتصدرون قيادة حزب معارضة ثم لا يسعهم حتى الاعتذار «رحمهم الله وغفر لنا ولهم»، وحتى أولئك الذين أعلنوا الانفصال عام 94م رأيناهم يعودون بأوامر سعودية على متن طائرة خاصة لتأييد الرئيس وعدد آخر ممن يرتدون العمائم السوداء والبيضاء وآخرون من دعاة «ولي الأمر» ووجوب الطاعة وتحريم المنافسة، إذ التقت كل عوامل مساندة الديكتاتورية والطغيان على مائدة السلطان، وتلك كانت بروفة ليس إلا وأتذكر المهندس فيصل بن شملان حين قطعت حوارا متلفزا معه للاستراحة وسألته: هل تدرك ما تفعله؟ فأجانبي: نعم إني أفتح لليمن ثغرة في الجدار ما أقوم به اليوم سيجنيه اليمن غدا!!

لا ننسى فهناك الكثير من حملة المباخر وغيرهم الكثير الذين هم على استعداد لأن يقفوا مع مصالحهم فقط!!
إذن فالمعارضة لا تتأخر عن التغيير جزافا، وإن كانت هناك وجهات نظر أراها صائبة تقول بأن الوقت لم يعد في صالح اليمن، ومزيد من التأخير قد لا يسعف المعارضة في لملمة أشلاء البلاد المتناثرة، لا سمح الله.

الخارج.. خطوط متعارضة نحو ذات الهدف
الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، بريطانيا، روسيا، قطر، ليبيا، إيران.. الجميع متواجدون بنسب مختلفة في اليمن، والجميع يريدون مصلحة اليمن، وفي خدمة هذا الهدف يبذلون جهودهم الحثيثة منذ عقود، ويبدو أن مصلحة اليمن التي يعملون من أجلها هي أن يبقى اليمن بلا مصلحة!!

السـعودية.. ماذا تزرع في «حديقتها الخلفية»!؟
تعتبر المملكة العربية السعودية أهم المؤثرين إقليميا على الساحة اليمنية بحكم الجوار والقدرة المالية والسياسية وارتباطها بقيادات المجتمع السياسية والاجتماعية.
ومجمل الأهداف السعودية في اليمن تلتقي عند الرغبة في إبقاء اليمن كما هو عليه الآن.. دولة فقيرة وضعيفة إذ ليس من مصالحها نجاح التجربة الديمقراطية اليمنية أو إحراز أي تقدم في المجال الاقتصادي وترى المملكة في محافظة حضرموت جزء من أمنها الاقتصادي ما يتعلق بمنفذ بحري على بحر العرب كأقصر الطرق لتصدير النفط وتحتفظ بعلاقات متداخلة ومتميزة جدا مع كبار التجار الحضارم الحاصلين على جنسيات سعودية.

لا تدعم المملكة العربية السعودية أي جهود للتغيير في اليمن وترى في النظام الحالي مناسبة لاستمرار ضعف البلد وإن كانت أحيانا تقوم بدعم الحراك الجنوبي لتأديب النظام إذا بالغ في ابتزازها وتدفع المملكة مبالغ مقطوعة تحت مسمى دعم الموازنة السنوية ومبالغ أخرى «كمصروف جيب» لعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في السلطة والمعارضة على المستوى الوطني (سبق نشر تفاصيل عن اللجنة الخاصة والمرتبات في اليمن في العدد ؟؟؟؟؟ من الأهالي) وتدعم تكتلات قبلية وترعى جماعات دينية في إطار دعم المذهب الوهابي الذي يبدو أنها تحاول التنصل منه منذ أحداث 11 سبتمبر 2000م.
إيـران.. فرصة التفوق في المنطقة
تمتلك إيران مشروعا مذهبيا «الإثنا عشري» وطموحا فارسيا مدعوما بدولة مؤسسية مستقرة من الناحية السياسية ذات برنامج نووي وتقوم بزرع الجماعات السياسية والدينية الموالية في كل أقطار الوطن العربي ومؤخرا نجحت في الوصول إلى القرن الأفريقي وعقد تحالفات مهمة ورعاية «جمعية النجاشي» في أثيوبيا وتدعم إيران حركات المقاومة التحررية كحزب الله في لبنان، وحركة حماس في فلسطين والحركات المقاتلة كحركة الحوثي «شمال اليمن وجنوب المملكة». فإيران دولة عظمى في الإقليم مقابل فساد بعض الأنظمة العربية والإسلامية ذات المشاريع العائلية سواء كانت ملكية أو جمهورية مما يعطيها فرصة التفوق والريادة في المنطقة وليس واضحا حتى الآن الأهداف السياسية لإيران تجاه النظام اليمني وربما تدعم أي تغيير إذا توافق مع مصالح الحركات القريبة منها.
ليبيا.. حضور بقانون «رد الفعل»!!
تقوم بدعم كل شيخ أو سياسي التقى بالرئيس معمر القذافي.. وتتمحور السياسات الليبية في اليمن بمناكفة تجاه السعودية وخوض حرب باردة على مساحة النفوذ، ويتوازى مع ذلك عدم وجود استراتيجية واضحة لها في اليمن، ولا يبدو أن هناك ما يمكن قوله عن الحضور الليبي سوى أن لكل فعل سعودي رد فعل ليبي مضاد له في الاتجاه وغير مساو له في القوة!!

أمريكا والاتحاد الأوربي..
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من أكبر المؤثرين الدوليين على الوضع السياسي والاقتصادي في اليمن، وتتمحور السياسة الأمريكية في اليمن في مربع مكافحة الإرهاب يليها دعم برامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والهدف الثاني مجرد لافتة لخوض حملة العلاقات العامة وتحسين الصورة ولا تبدي السياسات الأمريكية جدية كافية تجاه نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان إذ تتغاضى كثيرا مقابل خدمات ما تسميه بمكافحة الإرهاب، وكلما حدث انفجار يستهدف المصالح الأمريكية توغلت السياسات الأمنية الأمريكية أكثر في المؤسسات العامة والأمنية وتعاظمت مكاسب النظام اليمني.

ويتقن الجانبان الأمريكي واليمني الكذب المتبادل فالأمريكيون يدركون ماهية العلاقة بين السلطة والقاعدة والحكومة اليمنية تدرك ماذا يريد الأمريكيون فيقدمون لهم أكثر مما يرغبون بينما يفعلون ما يشاءون بقضية الإصلاحات السياسية والاقتصادية!!
لا يتحمس الأمريكيون والأوروبيون لأي تغيير في اليمن فالوضع الحالي يبدو ملائما إلى درجة كبيرة فبإمكانهم أن يحصلوا على جزر لإقامة قواعد عسكرية وبإمكانهم قتل أي يمني بتصريح رسمي واستلام التقرير اليومي من المطارات والجوازات وتحليلها عبر فرقها الأمنية والاستخباراتية في السفارات وبالنظر إلى النتائج النهائية لمثل هذه العلاقة المخادعة فإن النتائج تبدو تدميرية، فمزيد من التغاضي عن سلوك النظام الانحداري سيقود إلى أن تصبح الجمهورية اليمنية أرض الفوضى والاضطرابات، وسيدفع الإقليم والعالم ثمنا باهظا لانتهاج سياسة دعم الأخطاء، ولن تكون درس القرصنة الصومالية سوى نزر يسير إذا ما استفحلت الحالة اليمنية أكثر.



تعليقات: 1)
العنوان: اجلك بيدك
الاسم: ع ع م
اعتقد انك ياأخي الكاتب العيلوم لاتعي مايخطه قلمك فقلمك أنظف من ان يكون كلام رجل مثقف يوصل رسالته ويوصل رآيه الى قراءة بضمير حي غير مضمر الشر للآمة ومؤجج
لفتنة(فالفتنة نائمةً لعن الله من ايقضها)فشخص مثلك قد لعنه الله من سابع سماه
وأعتقد انك تدري ان الشعب اليمني من مدني وعسكري آكبر من ان ينخدع و ليس بالسهل ان ينجر وراءمثل خزعبلاتك وآكاذيبك والحفر التي تحفرونهاانت والبعض من امثالك الذين يريدون إدخال الأجنبي واليهود الى يمن الآيمان والحكمةلأنة شعب عرف بالحكمة فأنت وغيرك مثلكم مثل مقتدى الصدروغيرهم ممن جلبواالمستعمر الى آرض الرافدين ياآدوات العمالة الرخيصة فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها فأنتم أول من سيقع ويدفن بأقدام الشرفاءمن ابناء شعبنا الحر
2009-03-13 01:12:06
2)
العنوان: الى ع ع م
الاسم: ع ع ص
عزيزي الكاتب تماديت شويه في الصراحه فقط والا كلامك كله صح وانا شاهد عليه. اناع ع ص عرفتني ؟ احس كانك تكشف اللثام . انا اتنازل من عليين الان واكلمك مباشره بانه ما فيش داعي لمثل هذا التصريح والكشف. شعبنا( واعي) تماما وانتم تريدون (اميته) شوف هذا التحليل ماحد يقرؤه الا نحن وانتم اما شعبنا العزيز مش فاضي لنا. وانا اذا احتجت له باقومه من المنام جري وبايقع جاك السيل وهارب .... خفف شويه علي نفسك والبس نظاره بيضاء لان السقوط بايقع عليك قبل علينا والشعب هوه معنا والبيس هي معنا والجيش هوه معنا والاعلام هوه معنا والخارج هوه معنا وانتم خراط مراط حراف .ساضل اوعد شعبي بالقطارات والنوويات والغازات واقرح الفقاقيع الى الجو الى ان يكسر شعبي رقابهم من التفراج .وانتم يامحللين حللواونحن بانتزوج .ايش رائيكم والا تشتو قليل بيس تربوا جهالكم؟؟ منتظر الرديامارب برس . واذا ما نشرتم كلامي هذا باتغلقوا بالمغلقه.
2009-03-13 12:49:36
3)
العنوان: هذه هى الحقيقة
الاسم: عربي اصيل
اشكرك اخي على هذا الجهد الذي بذلته وعانيته في هذه المقاله التي هى في الواقع بحث بل تقرير استراتيجي هام لليمن وهي رؤية ومشروع وطني حقيقي لمعالجة الاوضاع اليمنيه المتدهوره والتي اصبحت على شفاحفره من النار اذا ما ادرك اليمن والشعب اليمني خطورته وبذلوا الجهود في محاولة انقاذ اليمن من الوقوع فيه لا سمح الله .
اخي لقد وضعت النقاط على الحروف ، لقد شحصت العله ووصفت العلاج وماعلى المضى الا ان يبدأوا العلاج و.
اشكرك مره اخرى
2009-03-14 11:04:12
4)
العنوان: كلمة حق
الاسم: مراقب
اخي علي لقد كنت موفقا في هذا التحليل المنطقي بالذي يجري بلبلد ولايهمك شتم الحاقدين امثال صاحب التعليق الاول ع ع م فامثالة من الحقراء في هذا المجتمع كثر هؤلا لايخيفون الرجال امثالك نحن نعرف هؤلا تمام المعرفة والحليم تكفية الاشارة ,,,,,,,,,,,,
2009-03-15 00:03:05
5)
العنوان: برافو عليك
الاسم: ميمي
مقالة كملتها لأخر سطر.. أفكار منظمة وكلام محسوب بدقة.. ونظرة بانورامية على الساحة السياسية اليمنية.. تخليك تعرف أنت واقف في أي مساحة..
أنت روعة ومقالتك أروع.. بالتوفيق إنشاء الله..
2009-03-15 15:22:25
6)
العنوان: القضيه الجنوبيه قادمه بقوه
الاسم: بن فريد العدني
لا استطيع ان اتكم عن كل ما جاء بالموضوع اعلاه الا انني سوف اتكم عن القضيه الجنوبيه باعتبارها القضيه الام لشعب الجنوب واريد ان اقول للكاتب كل ما ذكرته وما خفي كان اعضم بشأن ما حدث وما زال يحدت في الجنوب من احتلال هو الذي يؤاكد بان الاستقلال وليسى الانفصال قادم وبقوه لا محاله وشعب الجنوب شعب واعاً ليسى بالشعارات والكلمات كصاحب المثل الايمان يمان والحكمه يمانيه لانه كان يخص زمن غير الزمن وشعب غير الشعب الحالي المهم اننا لسنا بمزايدين والنظام يعلم ذلك بان الجنوب قد خطى الخطوه الاولى نحو بوابة الاستقلال ولنكن واقعيين ان اسباب استمرارية الوحده كلها قد انتهت وسقطت الاقنعه والجنوب قادم بقوه.
وعاش الجنوب حراً ابياً برجاله وشجعانه وعاشت عدن ارض الاجداد والاباء
2009-03-16 11:33:46
7)
الاسم: عبد التواب السامعي
مشكور أخي علي الجرادي محاولة جيدة لرسم خريطة عريضة للواقع اليمني
ما أخالفك فيه هو أن الحراك الجنوبي بات حاليا يسعى للإنفصال وبات الإنفصال لديه هدف رئيسي .
2009-03-16 23:19:20
8)
العنوان: الى بن فريد العدني
الاسم: ابن اليمن
يا بن فريد العدني اول لك والله اني اكره السلطة الضالمة في صنعاء اكثر منك
لكن كلامك سخيف لأنك هندي الاصل لست يمني وكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وحي وانصحك تكلم في المسلسلات الهدار الفاضي واترك الاحاديث لأهل الايمان والحكمة .
وانا واثق انك لا تعي ما تقول وابناء اليمن الاحرار الرجال في شبر من ارض اليمن السعيد حريص على نهضة اليمن واستقرارة

خليك رجال وبطل عماله على اليمن او ارحل بلدك الهند السعيد قدها تنافس الدول العضماء روح شوف اصلك
2009-03-17 08:17:58
9)
العنوان: هكذا فليكتب الأحرار والا بلاش
الاسم: محمد
سلمت بداك يا جرادي على هذا المقال والتحليل الرائع ولا أخفيك سراً بأني معجب بكتابتك الجريئة التي تكشف وتفضح النظام الذي يخافه ويتلزلف إاليه كثير من الكتاب والصحفيين خوفاً على مصالحهم الشخصية ولقمة العيش وفي الأخير لا يجدوها .
فإالى الأمام يا جرادي وادعوا الأخرين لئن يحتذو بك فالرهان عليكم أيها الكتاب والإعلاميون في كشف النظام ونعريته حتى يعرفه الناس ولا بد من تعدي الخط الأحمر الذي وضعه النظام للشعب وكسره.
مشكور مشكور يا جرادي والشعب كله مؤيد لك.
2009-03-19 11:01:13
10)
العنوان: الي من يخفون الحقيقة
الاسم: عبد الالة احمد سعد غالب
كلامك صحيح ياابن ريمة الابية
انت تدلي بالحقيقة وشعبنا اليمني ما بدة الحقيقة
شعبنا اليمني يريد انت تقول لة انت مرتاح ما فيش شعب زيك مرتاح
وهو في اسفل سافلين في الحقيقة نحن نحب ان نقرا مقالاتك التي هي الاقرب الي معناة الشعب اليمني ونعرف انك مثقف والله يزيدك من الثقافة التي تقدر تنقل بها القراء من السبات الذي هم فية الي الحقيقة وكشفها في ايدي الشعب
مثل هذة الكتابات لازم ان كل مواطن
يقرأها كانسان مش كأنتما الي حزب او؟؟؟
انت تستفيد من قرأتك للمواضيع
2009-03-19 12:27:57
  رد مع اقتباس
قديم 04-19-2009, 12:03 AM   #6
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

إنهيار أطلال الدولة اليمانية على جدران بيت مكية - عبدالباسط الحبيشي

السبت - 18/04/2009 - 10:49:09 مساء

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إنهيار أطلال الدولة اليمانية على جدران بيت مكية - عبدالباسط الحبيشي
شبكة شبوة برس – خاص - تم الإعلان عن ذبح الدولة في سنة 1995 على لسان الدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية الذي حضر مراسم الإحتفالية الجنائزية بمناسبة ذبح رؤوس الأبقار أمام بوابة منزل النائب الاول لرئيس الوزراء دكتور حسن محمد مكي إسقاطاً لمحاولة إغتياله وتعويضاً عن قتل جميع مرافقية.
أما اليوم فنعلن عن ألانهيار الرسمي الكامل لوجود ما يسمى ب (الدولة). هدم وإحراق منزل المواطنة مكية صالح النهمي من قبل مئات من المواطنين يوم الاربعاء الموافق 15 إبريل 2009 في حارة العنقاء بالحصبة على إثر إنتشار خبر بقيام إبنها صلاح بتمزيق المصحف الكريم والدوس عليه في أروقة المسجد المجاور هو عمل يثبت بأنه لم يعد هناك وجود أي أثر لإي دولة.
ومن يقول بغير ذلك فهو إما منافق أو مختل عقلياُ.
لا شك بأن تمزيق كتاب ألله والعبث به من الأعمال الساقطة والإجرامية والكفرية لا يرضى بها أي مسلم أين كان وأينما وجد ، لكن عندما يقوم المواطنون بإبلاغ الجهات الرسمية والأمنية لإتخاذ اللازم بحق هذا المجرم ولم تحرك هذه الجهات ساكناً مما يتيح الفرصة لجهات أخرى إستغلال الحدث لمعاقبة الجاني بإسم الدفاع عن الله بالطريقة الهمجية والغوغائية التي تمت بها هو بحد ذاته عمل إجرامي مضاعف ومناف لقيم عقيدنا السمحاء ومدعاة جديدة للتأكد بأنه لا أثر لوجود دولة وقوانين وأنظمة وعدل وشريعة فضلاً عن مؤسسات أمن وقضاء يمكنها القيام بأقل وأدنى واجباتها.
في الماضي القريب كان النظام القبلي يُستبدل في حل قضايا الناس محل نظام الدولة نتيجة الفراغ لغياب النظام والقانون كما جاء في حادثة الإغتيال والقتل آنفة الذكر وقضايا اخرى لاسيما عندما يكون أطراف القضية من كبار موظفي الدولة والأعيان.
لكن في الحاضر نجد أن نظام الغاب هو السائد والمسيطر على المشهد اليمني برمته والكل من لديه صميل يتبعه ، مالم فهو عرضة لكل أعمال البلطلجة من كل البلاطجة والأوغاد.
مع إطلاق أيادي من يعتبرون أنفسهم أوصياء على الإسلام والمسلمين بأخذ القصاص من كل من يعتقدون أنه خرج عن ملتهم دون حكم شرعي أو قضائي ، وهذا الاسلوب الغوغائي يدل دون أدنى شك ان اليمن وقعت فعلاً في الهاوية وما أدراك ماهية.
في الايام القليلة الماضية قتل طفل في طريقه إلى مدرسته برصاص طائش متبادل بين متنازعين على قطعة أرض في نفس المنطقة ولم تحرك الاجهزة الأمنية ساكناً وقبلها بـأيام قتل طالب جامعي في بوابة الجامعة من قبل من يفترض أن يحافظوا على أمنه ، وتطول القائمة التي يعرفها كل يمني ، وسيول الدماء تنزف يومياً في كل أنحاء البلاد بين حرب وقتل وقطع طرق وخطف وإعتداءات وإنتهاكات لكل الحرمات وعبث وفساد وإرهاب بشكل يدل يقينياً على أن الدولة غابت إلى غير رجعة.
لكن الغرابة فعلاً أن الذين يمسكون بخيوط تحريك الأعمال الغوغائية كالحادث أعلاه لا يقومون بمثل هذه الألعاب إلا في إطار الأعمال التخريبية والإرهابية والحروب أما فيما يخص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المستمد من الشريعة السمحاء فهذا ليس من شأنهم لأننا لم نسمع منهم إنتقاداً للوضع العام المتردي في البلاد ومحاولة إصلاحه رغم أنهم يرتدون سروال مشترك مع القوى المتنفذة وبإمكانهم في أسوأ الحالات توجيه غوغائيتهم وديماغوجيتهم التي يجيدونها لإصلاح النظام القائم بدلاً من إستخدامها في أعمال الهدم والتخلف !!
هل أسباب ذلك لأنهم يتربصون عن قرب للإنقضاض على السلطة عندما يحين الآوان ، ولذا فهم يشاركون بقوة على إضعافها ونخرها من الداخل!!؟ أم أنهم جزء لا يتجزاء من هذا العبث المستطير لدفع البلاد إلى قعر الهاوية!!؟
وإذا لم يكن هذا ولا ذاك فلماذا يدسون أنوفهم في كل مايسيء لسمعة الوطن كما هو الحال بالنسبة لهدم منزل المواطنة أعلاه؟؟؟
الذي لا شك بإنه يقدم اليمن للأخرين على أنها تعيش في زمن وعالم الديناصورات.
وبالتالي فإن من يقفون وراء رفض كل الدعوات المطالبة بإقامة دولة بدلاً من هذا التسيب ، هم أنفسهم من يعملون لإعاقة قيام مؤسسات حقيقية وتفعيل الأنظمة والقوانين بدلاً من هذا اليباب؟؟
هل هذا الرفض هو من أجل الحفاظ على السلطة القائمة ام لمواصلة الإسترزاق والنهب بسبب عجزها !!؟ ألا يمكن الحفاظ على السلطة أو الإستيلاء عليها في ظل إستقرار أمني ومعيشي أيضاً!!؟ نعم .. بكل تأكيد .. يمكن العمل على الحفاظ على السلطة في ظل إستقرار أمني ومعيشي .. وتنمية علاوة على ذلك؟ إذاً ماهي المشكلة؟ الجواب هو أنه عندما يكون التدمير ونشرالإنحلال الخلقي وإفساد القيم وإفقار الأمة من مخزونها الثقافي والتاريخي ، هو الدور والمهمة المناطة بالقوى الحاكمة والطفيليات التابعة لها وهو الهدف الأكبر المكلفة بتنفيذه من قبل الخارج مقابل السماح بإستمرار وجودها على سدة الحكم ، فلا غرابة إذاً مما يحدث لليمن وأهله!!.
شبكة شبوة برس
  رد مع اقتباس
قديم 08-11-2009, 04:16 PM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أنت تعلم و العالم يعلم أن إرادة الشعوب هي أقوى من إرادة السلاح

ناب الجبل بن عاطف / 10 اغصطس 2009


انت تعلم و العالم يعلم أن إرادة الشعوب هي أقوى من إرادة السلاح ولك في تشاوشيسكو العظة و العبرة


طالعنا خبر شراء نظام صنعاء لدبابات تي 80 من جمهورية روسيا البيضاء على أحد المواقع الالكترونية , و كم كان جميلاً وجود توصيف كامل للدبابة الذي أعجبنا به . و لكن الشيء الغريب الذي لم نجد فيه مقاربة للواقع هو سبب شراء هذا الطراز . فقد قال الخبر أنها استعداد لحرب سادسة في صعدة و هذا منافي لما صنعت له الدبابات التي لم يستخدمها صناعها في جبال أفغانستان ولا سهولها.

فمن وجهة نظرنا إذا صدق الخبر في لهث النظام لشراء هذا النوع الضارب من الدبابات في أقصى سرعة إنما ينحصر في ثلاثة أهداف هي :

الهدف الأول : بما أن الجميع يعلم أن النظام في صنعاء لا يعيش حالة حرب ولا حالة عداء أو تهديد مع الدول المجاورة لليمن التي يقتات على ما تجود به عليه هذه الدول سواءً المنح الكريمة من الأخوة الأشقاء أو ما يحصل عليه النظام منهم عن طريق سياسات الابتزاز ألا أخلاقي التي يقوم بها النظام و التي يطورها بين فترة و أخرى ولا نعني هنا الأبتزاز بالتهديدات العسكرية لأن النظام أضعف من أن يصمد في مواجهه مع أي دولة أخرى و خير دليل ما حصل مع دولة ارتيريا التي استطاعت السيطرة على الجزر و استطاعت أسر قيادة المحور الغربي بالكامل في أول يوم للمواجهة العسكرية و أدت عملية الأسر لقيادة المحور لأستسلام النظام و قبول المحكمة , فإذا كان هذا حدث مع دولة فقيرة ضعيفة مثل ارتيريا فكيف مع دول شقيقة تمتلك من القوة ما يؤهلها إلى دخول صنعاء خلال 72 ساعة تقريبا .

ولكن السؤال ماذا يحدث لأمن الدول الشقيقة الجارة إذا وقعت مثل هذه الأسلحة المتطورة في أيدي العصابات و القبائل اليمنية الحدودية في حالة انهيار النظام .....؟؟

لذلك فأنا أعتقد أن الهدف الأول و الرئيسي لشراء هذه الأسلحة المتطورة هو ابتزاز الدول الجارة للحفاظ على بقاء النظام بتسخير إمكانياتهم المالية لرفع النظام من حالة الإفلاس و التي لم يعد لديها من الموارد ما يكفي لسد متطلبات أركان النظام لتمويل عصاباتهم التي اتسعت وكبرت أحجامها حتى وصل الأمر إلى أن يقوم كل ركن من أركان النظام إلى تأسيس إدارات للمخابرات و الأمن السياسي و الأمن العام و شؤون القبائل و بذلك أصبح كل ركن من أركان النظام دولة مصغرة داخل الدولة .

و ابتزاز الدول الجارة كذلك لاستخدام مكانتهم الدولية في حماية النظام من أي انتقاد دولي لممارساته العنصرية و القتل الوحشي ضد أبناء الجنوب أو فتح ملف القضية الجنوبية في دوائر الأمم المتحدة .

كذلك ابتزاز الدول الجارة الشقيقة لتسخير مكانتهم الإقليمية و ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي الذي يؤدي إلى تخلص النظام من الشعب و تحمل دول الخليج للملايين من العاطلين عن العمل من أبناء الشعب اليمني الذين لم يوفر لهم النظام الحد الأدنى من أسباب الحياة فأكثر من نصف إيرادات الدولة و المعونات هي حق مكتسب لأركان النظام .

لذلك و بشراء أسلحة متطورة و خوفاً من وقوعها بأيدي القبائل الهمجية الحدودية تكون مهمة الحفاظ على نظام صنعاء جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للدول الجارة الشقيقة . و هذا ما هو حاصل في دولة باكستان الشقيقة التي أرغمت الهند و أمريكا على أن يكون بقاء النظام الباكستاني من أهم مهام الأمن القومي الهندي و الأمريكي و تحولت الهند من خندق الدولة العدوة إلى خندق الدولة الحامية للنظام الباكستاني

الهدف الثاني : أن سلاح الدروع و كما هو متعارف عليه عسكرياً هو سلاح الانقلابات , لذلك و بعد تمكن النظام من تدمير الفرقة الأولى مدرع في حروب صعدة التي ما فتحها النظام إلا لتدمير الجيش بالكامل وليس الفرقة الأولى فقط .

و بسبب تزايد معارضي النظام حتى وصل الأمر ببعض أركانه التخلي عنه و الانضمام إلى صفوف المعارضة و تحميله كل تبعات الوضع المتردي الذي كانوا هم سبباً رئيسيا له.

فأصبح النظام يخشى من انقلاب القصر أو انقلاب الشركاء عليه فبعد أن نجح في تدمير الفرقة الأولى و نجح في أخراج أغلب وحدات الجيش من الجاهزية القتالية اتجه إلى تعزيز الوحدات التابعة له و التي لا تدين بالولاء إلا للرئيس و أبنائه فقط ( الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ), فقام النظام بشراء دبابات تي72 و التي ظهرت في العرض العسكري الأخير و الآن يسعى للحصول على التي80 لنفس الغرض.

الهدف الثالث : كما هو متعارف عليه عسكرياً أن سلاح الدروع يكون أكثر فعالية قتاليه في المناطق المفتوحة و الأرض المنبسطة أكثر منها في الجبال و التي يصل فيها سلاح الدروع إلى أن يصبح هدفاً سهلا للمحارب المبتدئ , و لأن المناطق السيادية في الجنوب هي مناطق سهلة فقد أصبح النظام أكثر حرصاً من سقوطها في أيدي قادة الحراك الجنوبي كما حدث في مدينة الحبيلين التي ضلت لأكثر من أسبوعين تحت سيطرة العميد الركن محمد صالح طماح.

و لأن سلاح الدروع في الجيش الجنوبي السابق و الذي خدم فيه العميد الركن محمد صالح طماح لأكثر من خمسة عشر عاماً كانت لدية الدبابات الروسية طراز تي72 فالنظام يعلم أن العسكريين الجنوبيين يعلمون كل عيوب هذا الطراز و يستطيعون التعامل معها بكل كفائه مهما كانت الظروف أو طبيعة الأرض فكان على النظام تطوير إمكانياته القتالية للدفاع عن نفسه إذا قام الحراك الجنوبي بتطوير أسلوبه من الحراك السلمي إلى شيء آخر.

ختاماً أقول و بالله التوفيق أن هذا مجرد تحليل قد يصيب و قد يخطأ , و لكن ما هو أهم من التحليل هي الرسالة التي أريد أن أوجهها من خلال هذا التحليل فأقول صادقاً و انصح فخامته فأقول له : كان الأجدى بك شراء القمح للشعب وكان عليك أن تبني المصانع و تزرع الأرض وتفتح أبواب العمل للشعب و لو بعت ما تملك من ترسانة عسكرية للقيام بذلك بدل أن تشتري أسلحة جديدة بمليارات الدولارات و أنت تعلم و العالم يعلم أن إرادة الشعوب هي أقوى من إرادة السلاح ولك في تشاويشسكو العظة و العبرة .

و أقول لفخامته لقد تخلى عنك المستفيدون منك و هاهم اليوم على المنابر الإعلامية يتهمونك بالخيانة العظمى , بعد أن اخذوا مغانم السلطة الفاسدة التي أمنتها لهم و تركوك وحدك اليوم تحمل مغارمها و أوزارها فهل لك أن تعود إلى الشعب الذي كلفك بخدمته , فتأمن له سلطة عادلة و تنقلب علي شركائك الفاسدين و تسترد منهم للشعب ماله و كرامته وتعطي كل ذي حق حقة وتفتح باب للحوار مع الجنوب ومهما كانت الحلول قاسية فبها تحفظ الاخوة والجوار وتجنب الامة الحروب والدمار و اعدل فالعدل أساس الملك

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

طالب علم في التحليل الاستراتيجي

ناب الجبل بن عاطف
  رد مع اقتباس
قديم 08-15-2009, 10:21 PM   #8
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


دراسة : الرئيس يعتمد على الجيش .. والشعب ورقة غير مؤثره

بقلم/ متابعات
الخميس 13 أغسطس-آب 2009 06:25 م
--------------------------------------------------------------------------------

خلصت دراسة دولية حديثة إلى أن أزمة المشهد السياسي الذي تعيشه اليمن ناتج إلى عدم وجود قيادة سياسية لديها رؤية ولديها مشروع اقتصادي وتنموي لليمن.مؤكدة أن القيادة السياسية اليمنية شأنها في ذلك شأن أي قيادة سياسية عربية تقليدية، لديها مشروعان: الأول يتمثل في جمع ثروة شخصية لرأس النظام ، والثاني يتمل في توريث السلطة.

وقالت الدراسة التي أعدها مركز الجزيرة للدراسات التابع لقناة الجزيرة " إن وصول الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى السلطة في 17 يوليو 1978 مثل انتصارا لقوى ونفوذ القبيلة " ، مضيفة " أن مركز اتخاذ القرار في اليمن قد استفاد دون أدنى شك من تجربة بيت حميد الدين الذين أبقوا القوات المسلحة في يد عسكريين من أبناء الشعب، فكانت النتيجة أن انقلب هؤلاء القادة وأطاحوا بالأسرة المالكة ".

وأشارت الدراسة التي نتاولت الخلفية الإجتماعية والتاريخية للقوى العسكرية في اليمن – ينشر " موقع مأرب برس " نصها – إلى أن الرئيس صالح " استفاد من تجربة الحمدي الذي راهن كثيراً على شعبيته، والدرس الذي استقاه من هذه التجربة هو: أن الشعب ورقة غير مؤثرة والرهان لا يكون إلا على الآلة العسكرية والنخبة الفاعلة " .

نص الدراسة :

" شكل وصول علي عبد الله صالح إلى السلطة في 17 يوليو/تموز 1978 انتصاراً للقبيلة، فالرجل ينحدر من سنحان، وهي إحدى بطون قبيلة حاشد أقوى القبائل اليمنية وأكثرها تماسكاً ونفوذا، ًفرأى مشايخ حاشد وعلى رأسهم الشيخ عبد الله الأحمر في وصوله تطوراً إيجابياً لصالحهم فانتهت معارضتهم لنظام الحكم.

وفي نفس الوقت عمل علي عبد الله صالح على احتواء بقية المشايخ إذ قام في 8 أبريل/نيسان 1979 برفع عدد أعضاء مجلس الشعب إلى 159 عضواً، وعين كلاً من الشيخ سنان أبو لحوم والشيخ أحمد علي المطري والشيخ صادق أمين أبو رأس أعضاءً فيه. وأوكل إلى آخرين إدارة بعض المؤسسات وغض الطرف عن تجاوزاتهم المالية.

وعمل على استقطاب بعض المشايخ وركزهم في مناصب استشارية صورية بحجة حاجته لمشورتهم، وأغدق عليهم الأموال. كما خلق الأرضية المناسبة لانخراطهم في العمل التجاري بإعفائهم من الالتزامات الضريبية والجمركية، فاندفع البعض في هذا الميدان حتى أصبحوا أصحاب مؤسسات وشركات وبيوت تجارية كبرى تفرغوا لإدارتها، وبقي البعض يجمع بين المنصب الحكومي والعمل السياسي وعمل على دفع أبنائه للانخراط في السلك العسكري والدبلوماسي والابتعاث إلى الخارج، وخصهم بأفضل المنح وابتعثهم إلى أرقى الجامعات بصرف النظر عن أهلية الكثير منهم.

وقام باستقطاب المشايخ والمتنفذين وقادة الرأي في الأرياف وأدرج أسماءهم في سجلات مصلحة شؤون القبائل التي تصرف لهم مرتبات شهرية ثابتة مقابل شراء ولائهم وبذلك ربط مصير كل هؤلاء بمصير النظام.

وبعد أن تمكن من إزاحة أهم منافسيه وهم محسن فلاح قائد الشرطة العسكرية ومحمد خميس وزير الداخلية، قام بإسناد أهم المناصب في قيادة القوات المسلحة والأمن إلى إخوانه وأبناء عشيرته من سنحان وأقصى منافسيهم، وتتكون سنحان من 23 قرية موزعة على أربعة أجزاء هي:

الجزء الشرقي ويشمل قرى: بيت الأحمر، وبيت الضنين، وسيان، ومقولة، وشيعان، والسرين، وشعسان، وذرح، وبيت الشاطبي، ويتركز في هذا الجزء وحده حوالي 70% من المناصب العسكرية، ويمسك بيت الأحمر منهم 40% منها.

والجزء الغربي ويشمل قرى: حزيز، وغمد، والتخراف، والمحاقرة، وسامك، ويحظى بـ 3% فقط من إجمالي المناصب العسكرية.

والجزء الشمالي ويشمل قرى: وادي الأجيار، وريمة حمد، والجرداء، ودار سلم، ويسيطر على 27%.

والجزء الجنوبي ويتكون من قرى: وادي الفردات، ومسعود، والجحشي، والجيرف، والصبر، ولا يحظى بأي منصب قيادي. ولكن توجد إلى جانب المناصب القيادية عشرات المناصب الفنية والإدارية والمالية والعملياتية والتي يغلب عليها سيطرة نفس الفصيل القبلي.

ويمكن أن يوجد قادة معسكرات من خارج سنحان ولكن يشترط فيهم الولاء الشديد، بالإضافة إلى أن تموضعهم لا يكون إلا في المناطق الحدودية والنائية أو في الجزر اليمنية المتناثرة في البحر الأحمر والبحر العربي، حيث يفصلهم عن صنعاء بحر ومئات من الكيلو مترات وعشرات المعسكرات التي تديرها سنحان.

وفي الواقع إن من يمسك بزمام السلطة في اليمن هو على وجه الحصر مركز اتخاذ القرار يليه الرباعي المتنفذ من أبناء الرئيس وإخوانه وأبناء إخوانه، ويتكون من:

قائد الحرس الجمهوري وهو نجل الرئيس الذي يسيطر بقوات الحرس البالغة 30 ألف رجل، وفرق القوات الخاصة على مداخل صنعاء من جهاتها الأربع.

يليه قائد الفرقة الأولى مدرعة ويقودها أخ غير شقيق للرئيس، والتي تتكون من عدة ألوية جيدة التسليح وتسيطر على المحور الغربي، وقد تعمد النظام إضعافها في الآونة الأخيرة بالزج بها في خمسة حروب مع الحوثي.

وقائد وحدات الأمن المركزي وهو ابن أخ الرئيس التي تسيطر على كافة المدن اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء.

وقائد سلاح الطيران، ويقوده أخ الرئيس، الرابض في مطار صنعاء شمال صنعاء وفي كافة المطارات اليمنية.

وبعد هذا الرباعي تأتي بقية القيادات الأدنى نفوذاً والتي تقترب أو تبتعد مواقعها من صنعاء بدرجة اقتراب أو ابتعاد درجة قرابتها من المركب العسكري القبلي.

إن مركز اتخاذ القرار قد استفاد دون أدنى شك من تجربة بيت حميد الدين الذين أبقوا القوات المسلحة في يد عسكريين من أبناء الشعب، فكانت النتيجة أن انقلب هؤلاء القادة وأطاحوا بالأسرة المالكة، كما استفاد من تجربة الحمدي الذي راهن كثيراً على شعبيته، والدرس الذي استقاه من هذه التجربة هو: أن الشعب ورقة غير مؤثرة والرهان لا يكون إلا على الآلة العسكرية والنخبة الفاعلة.

لقد أسس علي عبد الله صالح تركيبة شبه محكمة ولكنها رغم ذلك لا تخلو من ثغرات، فالقيادة العسكرية بهذه التركيبة هي نخبة مغلقة يصعب تجديدها، وإن جددت ففي مواقع هامشية ومن داخل الفصيل القبلي نفسه، فأصبح ينظر إليها على أنها أصبحت عقبة كأداء في طريق تحديث وتطوير المؤسسة العسكرية، وبناء جيش محترف، لاسيما وأن أغلب القيادات وأكثرها نفوذاً شخصيات ليست على الدرجة المطلوبة من التعليم.


ويزيد من صعوبة هذا الوضع سرعة الحراك داخل المؤسسة العسكرية، حيث أن الكليات والمعاهد العسكرية ترفدها سنوياً بآلاف الكوادر، فيجد هؤلاء أنفسهم وقد وضعوا في مواقع هامشية لا تتناسب مع كفاءتهم ومهاراتهم في حين أن قياداتهم هي عناصر شبه أمية ومؤهلها الوحيد هو انتماؤها القبلي.

ومن أبدى تذمراً من هؤلاء أحيل إلى السلك المدني أو إلى التقاعد المبكر حتى ولو كان لا يزال في ريعان الشباب، الأمر الذي يخلق مشاعر عدائية متنامية في أوساط الجيش، ويرسخ قناعة لدى الكثير من ضباطه بأن الجيش قد خرج عن الأهداف المنوطة به وأصبح جيشاً مكرساً لحماية سلطة ونفوذ ومصالح المركب العسكري القبلي.

زد على ذلك أن تفشي الفساد في المؤسسة العسكرية وترهلها بازدياد عدد المنتفعين من المشايخ والوجهاء الذين منحهم النظام الرتب العسكرية الرفيعة والمرتبات الشهرية مقابل ولائهم له، رغم أنه لا صلة لهم بالجيش والعمل العسكري وتقتصر علاقتهم به باستلام مرتباتهم آخر كل شهر، الأمر الذي جعل المؤسسة العسكرية بهذه الصفة ذات أثر سلبي على الاقتصاد الوطني لا سيما وأنها بمنأى عن أي محاسبة.

يضاف إلى ذلك بناءها القائم على أن تكون مؤسسات عسكرية في مواجهة بعضها البعض وليس مؤسسة واحدة، فهي تفتقر إلى العقيدة العسكرية والى وحدة الهدف، كما أن العلاقة داخل الفصيل القبلي الممسك بزمامها ككل وداخل المركب العسكري القبلي على وجه التحديد هي علاقة تصادمية كما برهنت الكثير من الأحداث، ولا يجمعهم سوى الخوف من أن تتفاقم خلافاتهم فيفلت زمام السلطة من بين أيديهم فتكون نهاية الجميع.

ولكن بالمقابل ينبغي ألاّ ننسى أن هذه التركيبة بكل مقوماتها وعللها ونواقصها هي التي أبعدت عن اليمن شبح الانقلابات العسكرية طوال العقود الثلاثة المنصرمة، وأوجدت درجة من الاستقرار لم يعرفها اليمن طوال تاريخه الحديث المتسم بالاضطرب وعدم الاستقرار، وإن كنا سنختلف حول محتوى ومغزى هذا الاستقرار، والنتائج والآثار المترتبة عليه، إلا أنه واقع لا يمكن إنكاره في كل الأحوال.

تكون السلطة جنوبا

وفي الجنوب التي استقلت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، وعقب الاستقلال مباشرة نشب صراع بين قحطان الشعبي رئيس الجمهورية وقادة الميليشيات القبلية التي حاربت الاستعمار حول مسألتين أساسيتين هما:

المسألة الزراعية.

ودمج الميليشيات في قوام الجيش.

وكان الشعبي يرى أن سياسة التأميم التي كان يطالب بها اليسار كفيلة باستعداء السلاطين وكبار الملاك الذين يملكون 75% من الأراضي الزراعية، كما أن استيعاب الميليشيات في الجيش سيؤدي إلى القضاء الجيش المحترف الذي ورثته الدولة عن بريطانيا.

والواقع أن الصراع حول هاتين القضيتين كان يخفي وراءه الصراع على مواقع السلطة والنفوذ، فالشعبي كان يريد استخدام الجيش الإتحادي لتكريس سلطته، بينما كان اليسار المعتمد على الميليشيات يسعى إلى تعزيز مواقع نفوذه داخل الجيش بإدخال الميليشيات القبلية.

وبعد جولة من الصراع رضخ الشعبي للأمر الواقع، وقبل بمطالب اليسار والقوى القبلية، ثم ما لبث الشعبي أن سقط في 22 يونيو/حزيران 1969، ففتح سقوطه الباب على مصراعيه أمام قبائل الضالع وقبائل ردفان، إذ قام قادة تلك الميليشيات القبلية الذين أصبحوا قادة عسكريين بتسريح معظم قادة الجيش النظامي، وإسناد أهم المناصب إلى أبناء الضالع وردفان.


وبعد سقوط على ناصر محمد في يناير/كانون الثاني 1986، تم إبعاد أنصاره من المؤسسة العسكرية فأصبحت مواقعها القيادية حكراً على قبائل الضالع وردفان.

وبناءً على ما سبق فإن الوضع في اليمن قبل الوحدة قد تطور نحو حكم أسري في الشمال ذو منزع وراثي، وحكم قبلي في الجنوب.

صراع القبيلة والأسرة

إن الوحدة هي صناعة الأسرة في الشمال والقبيلة في الجنوب، والمفارقة أن دستورها نص على أنها دولة تعددية وديمقراطية، ولكن الصراع بين مكوني قيادة الوحدة وهما الأسرة والقبيلة ما لبث أن تفجر بعد أشهر قليلة من قيامها كما كان متوقعاً، وانتهى ذلك الصراع في 7 يوليو/تموز 1994، بانتصار الأسرة على القبيلة، وبالتالي سقطت الوحدة في قبضة المشروع الوراثي.

وبما أن المشروع الوراثي يقصي المشروع الوطني، فإن المشكلة اليوم باتت تتركز في عدم وجود قيادة سياسية لديها رؤية ولديها مشروع اقتصادي وتنموي لليمن.

فالقيادة السياسية اليمنية شأنها في ذلك شأن أي قيادة سياسية عربية تقليدية، لديها مشروعان:

الأول يتمثل في جمع ثروة شخصية لرأس النظام.

والثاني يتمل في توريث السلطة.

فالمشروع الوطني هنا مستلب ومغيب لحساب ولمصلحة المشروع الذاتي والأسري "


تعليقات:
1)
العنوان: دراسة عليها ألف علامة استفهام
الاسم: مواطن
دراسة عليها آلاف الملاحظات .. من ضمنها
- من الشخص الذي اعد الدراسة
- من اين استسقى معلوماته
- علي اي اساس بنى استنتاجاته
- القول بأن الوحدة كانت بين القبيلة في الجنوب والأسرة في الشمال كلام فارغ وغير صحيح بالمرة
-
-
-الخ..
بس الجيد في التقرير تعرضة لفضح مسألة انحدار الجمهورية نحو نظام (الجمهورية الملكية الأحمرية اليمنية)
2009-08-13 23:21:38
2)
العنوان: الحساب الاخير
الاسم: الحبيشي
لابدمن تصفية المشايخ والمفسدين الذين اهلكوا الحرث والنسل عاجلا فنحن في العبودية منذعقودوقدحان التحرريارجال...
2009-08-13 23:22:24
3)
الاسم: الدراسة ذكرت المرض بتشخيص دقيق
الدراسة ذكرت المرض بحقيقته وشخصته على طبيعته وهي واقعيه ونرجوا ان يدرك اصحاب القرار ابعاد الدراسه والاستفاده منها
2009-08-14 00:27:35
4)
العنوان: لنا الله يا يمن
الاسم: ابو فانوس
وبما أن المشروع الوراثي يقصي المشروع الوطني، فإن المشكلة اليوم باتت تتركز في عدم وجود قيادة سياسية لديها رؤية ولديها مشروع اقتصادي وتنموي لليمن.

اي والله هذا ما نشهده اليوم انعدام للمشروع الاقتصادي والتنموي.
2009-08-14 09:31:27
5)
العنوان: لا توجد مقارنة إطلاقا بين ذلك
الاسم: عبدربه
لا توجد مقارنة إطلاقا بين الحكم التي كان بالجنوب والحكم التي بالشمال بإختصار شديد وبغض النظر عن الصراعات التي حصلت بالجنوب على السلطة إبتداء من الرئيس قحطان وإنتهاءا بالرئيس البيض تلك الصراعات التي حصلت بالجنوب لم تؤثر إطلاقا على المجتمع بالجنوب ليش لأنها دولة حديثة ودولة نظام وقانون وعدل ومساواة وبسرعة فائقة يتم تثبيت النظام والقانون ويتم تنفيذه على الجميع من دون إستثناء أحد ، ولكن الحكم بالشمال من البداية وإلى هذه اللحظة هو حكم فبلي عفن لاتوجد به عدالة ومساواة وبمعنى عام حكم متخلف جدا يمكن لايقبل حتى بالعصور الجاهلية وتحت ستار الديمظراطية العرجاء الذي صمت أذاننا الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية التابعة لنظام الحكم واللي يسمع ذلك من الخارج يعتقد إنها فعلا ديمقراطية وهي والله سراب وضحك على المساكين.
2009-08-14 13:40:24
6)
العنوان: شجاعة وموضوعية
الاسم: عجيب
قناة الجزيرة دائما تثبت انها الافضل شجاعة في اختيار المواضيع وموضوعية في الطرح و ازالة الرماد من على الجمر هي المرحلة الاولى لاطفاءها
2009-08-14 15:45:16
7)
العنوان: حماقة النظام
الاسم: ابن البلد
خطأء كبير يرتكب من النظام من خلال استحواذه على الحكم وتجاهل الاغلبية ممايقد يدفع بالاغلبية حتما الى ردة فعل غير حميدة ملونه وللاسف بلون الدم
2009-08-14 17:10:59
8)
العنوان: اضرب بيد من حديد
الاسم: وضاح العدني
الى الاخ الرئيس
الى حزب الاصلاح
الى الجماعات السلفية
الى جيش عدن ابين
الى ابناء القبائل سنة وزيدية قحطانية وعدنانية
الى الجبش اليمني
الى ابناء الشعب اليمني
والله العظيم اذا لم تتوحدوا في القضاء على هذا الرافضي المجوسي فان الشعب اليمني منكم بري ولن نسامحكم امام الله بسبب تقاعسكم في الذوذ عن العقيدة وعرض الرسول وشتم الخلفاء الراشدين من قبل عملاء ايران الفارسية الحاقدة على العرب والسنة والزيدية
2009-08-15 11:20:21
  رد مع اقتباس
قديم 08-22-2009, 12:56 AM   #9
عصيده بن حقاله
حال جديد

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
  رد مع اقتباس
قديم 09-15-2009, 01:10 AM   #10
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


نحو قراءة لخلفيات الدور المصري في الثورة اليمنية مصر واليمن..

11/09/2009
لطفي فؤاد أحمد نعمان، نيوزيمن:

اقترن ذكر مصر بثورة 26 سبتمبر 1962م في اليمن، منذ اندلاع الثورة ثم امتزاج أرواح ودماء أبناء مصر بدماء وأرواح الشهداء اليمنيين في معارك الدفاع عن الثورة اليمنية، إثر صدور قرار التدخل العسكري المصري لحماية الثورة اليمنية بدافع عروبي قومي وسياسي.

وحقيقة الأمر، أن هذا الامتزاج التاريخي، زاد روابط البلدين عمقا، وبقدر ما ازداد عمقها، تزايدت الشبهات حولها، وهو ما لا يقف عنده المعنيون بالعلاقات كثيراً، لهذا يتأمل الناس في الجانب النير من هذه العلاقات أكثر مما يعيرون الظلمات التفاتاً.

لم تكن الجمهورية العربية المتحدة، وقواتها العسكرية صاحبة البصمة الوحيدة في تاريخ اليمن المعاصر. بل إن مصر في مختلف مراحلها الليبرالية قبل يوليو 52م، الثورية والقومية، وأخيراً المنفتحة والمعتدلة، أعانت يمنيي القرن العشرين شمالاً وجنوباً على ارتياد آفاق التقدم ومواكبة العصر. لا سيما في الجانب التنويري والتعليمي والثقافي الحديث الذي أبرز كثيراً من أعلام اليمن، سواءً من حط رحاله في مصر لتلقي العلم، أو من تزود بجديد مصر من المطبوعات المتنوعة كالكتب والمجلات والصحف، وحاكى ما احتوته بعد تشبعه وارتوائه من مناهلها الكاسرة لحاجز العزلة المفروضة أيام الإمام يحيى حميد الدين على الشمال المعتل، والرافضة لاستمرار الوجود البريطاني في الجنوب المحتل.

كانت مصر وما تزال، قبلة علم، ووجه حضارة، ومنارة سياسة، من الصعوبة بمكان تجاوزها، ولهذا تفردت في تاريخ اليمن المعاصر بجدل كبير كونها محطة ونقطة بارزة انتقل منها اليمنيون إلى رحاب العصر، محاولين إبراز ذاتهم وطابعهم الخاص، والتصدي خلال فترات حرجة وتحت ظروف حساسة لمن أرادوا إذابة اليمنيين وإلغاء خصوصيتهم.

فكان مسار العلاقات بين مصر واليمن عنوانه “من التنوير إلى التثوير”. وهو مسار يجب درسه وإعادة قراءته وفق المعطيات المتاحة من مذكرات ومراجع بالرجوع إليها لالتقاط الصورة الكاملة للتأثير والدور المصري في اليمن والعلاقات المشتركة خلال القرن العشرين، من عهد الإمام يحيى والملك فؤاد الأول حتى قيام الثورة اليمنية في سبتمبر 1962م. ودعم مصر لمخطط تفجير الثورة بعد انفراط عقد التحالف بين العربية المتحدة والمملكة المتوكلية، وما تخلل فترة التحالف من مواقف، وقرّ من انطباعات مشتركة بين قادة البلدين. وما مثلته مصر 23 يوليو من أمل لأحرار اليمن، مدنيين وعسكريين، في إنقاذ الموقف أو تعديله وإصلاحه أو إصابة اليمن بعدوى التغيير، والتثوير بعدما نال اليمنيون في مصر نصيبهم الوافر من التنوير.


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليمن ، إلى أين ؟ - 4 - التأريخ والجغرافيا .. الإنسان والحضارة (3) حضرموت 2 نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 41 02-22-2010 10:22 PM
سلام لكم من أهل مصر يا اهل اليمن الدور القبلي الســقيفه العـامه 25 10-01-2009 12:39 PM
اتحاد الجنوب العربي" الأنظمة الاتحادية... الإمارات أنموذجاً ... حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 4 08-22-2009 04:47 PM
حملة يمنية على الجنوب وقادتة / علي سالم البيض.. حقائق للتاريخ عن (ثقافة اليمن الجنوبي حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 4 05-25-2009 02:13 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas