المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي


الأقوال المليحة في الأشعار العامية والفصيحة

سقيفة عذب القوافي


إضافة رد
قديم 10-03-2013, 05:53 AM   #11
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الثالثة:
مع السيد المحضار وما أدراك ما المحضار وهو:
حسين أبوبكر المحضار المولود في مدينة الشحر عام 1350هـ الموافق 1930م،
وهو حفيد الشاعر الشعبي المعروف " حسين بن حامد المحضار " وجده لأمه الشاعر الشعبي المعروف أيضا صالح بن أحمد خمور.
تلقى تعليمه الأول في مدرسة مكارم الأخلاق في الشحر ، ثم انتقل إلى رباط الشحر وأتم تعليمه هناك دارسا القرآن الكريم وعلومه والفقه والتوحيد وآداب اللغة والنقد..
نظم الشعر في سن مبكر وشارك في مجالس الدان الحضرمي، وفي الرابعة عشر من عمره بدأ المحضار كتابة الشعر، وفي السادسة عشر من عمره أصبح الناس يرددون كلماته ويغنون ألحانه.
ولقد تميز شعر المحضار بعدم التكلف لأنه كان يقوله عفوي.
ولقد توفي الشاعر يوم السبت 29/10/1420هـ الموافق 5/2/2000م وذلك في مدينة الشحر مسقط رأسه.
رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه الفردوس الأعلى.
يمر علي البيت والبيتان, والقصيدة والقصيدتان من شعر ( أبو محضار ) ولكن الذي لفت نظري وأوقفني حائرًا منبهراً التعبير الذي لا يخطر علي بالي وليس صعباً ولا غريبا على شاعرٍ مثل المحضار:
لابد من ساعة بها تعرف قدر حبي
وتعرف انك لم تكن معشوق الا بي
شقيت لك نصفين من روحي ومن قلبي
واخترت ما تختار نار بعدك يا حبيبي نار والله نار

والقول المعجز والتعبير البليغ في قوله:
( شقيت لك نصفين من روحي ومن قلبي )
حاولت أن أجد تعبيراً أجمل أو أشبه له فما وجدت لماذا؟ لأن المحضار جعل محبوبه قسيمه في أجمل ما يملك, بل في التكوين الآدمي الذي هو ( روح وجسد ) وقاسمه في روحه وفي جسده الذي ملكه الله اياهما.
فما أجملها من عبارة وما أملحه وأصدقه من تعبير
.
  رد مع اقتباس
قديم 10-04-2013, 09:29 AM   #12
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الرابعة:
يتميَّز المديح النبوي بصِدق المشاعر، ونبل الأحاسيس، ورقة الوجدان، وحب الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم؛ طمعًا في شفاعته ووساطته يومَ الحساب، وما حب الرسول في القصيدة المدحية إلا تعبيراً عن حب ذاته صلى الله عليه وسلم وحب صفاته وحب أفعاله.
ومن أملح وأجمل ما قيل في مدحه عليه وعلى آله الصلاة والسلام:

ما كتبه الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي ومنه:
هــــذا مـحـمــد يـاقـريــش كـأنـكــم *** لــــــم تــعــرفــوه بــعــفــة ووقــــــارِ
هـــذا الأمــيــن أتـجـهـلـون نــقــاؤه *** وصــــفــــاؤه ووفــــــــاؤه لـــلـــجـــارِ
هـــذا الـصــدوق تـطـهـرت أعـمـاقـه *** فــأتــى ليـرفـعـكـم عــــن الأقـــــذارِ
طـــب يـا حــراء فـأنــت أول سـاحــة *** ستـلـيـن فـيـهـا قـســوة الأحــجــارِ

وقلت في مدحه عليه وعلى آله الصلاة والسلام:
الحمد لك ياعظيم الشأن يا واحد
ثم الصلاة على الهادي ولد عدنان
محمد المصطفى لي عا البشر شاهد
رسول رب البرية صفوة الرحمن
صلوا على المصطفى عد مارعد رعد
وعد جميع الخلائق إنسهم والجان
وعد من قام يمشي أو قعد قاعد
وعد لنفاس لي تجري في الإنسان
ما ضركم يا حبيبي قول كل حاسد
يخسا الشواني ويخسا الحاقد الفتان
أنت زعيم البشر عا رغم كل حاقد
وأنت الشجاع البطل في ساحة الميدان
لجلك انشق القمر آية لكل جاحد
وتكلم الضب شاهد صدق بالإيمان
وسبح الماء وحن الجذع لي جامد
سمعوه يبكي كما ما تبكي الولدان
وشكا إليك الجمل من جور ماكابد
يا رحمة الله يا قاضي على الأوثان
نفديك بالروح يا مختار يا ماجد
ذكرك مخلد ملأ الآفاق والوجدان
ما حد مثيلك ولاقط في البشر واحد
وأنت المبرأ من الآثام والأدران
ذكرك في الأرض لا بل في السماء خالد
إسمك محمد مدحك الواحد الديان
حببينا أنت بل وحدك لنا القايد
واحنا جميعاً على هديك نضل إخوان
عفواً حبيبي وإن جاءْ قولنا زايد
ما با يوفيك وأنت صفوة المنان
  رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 05:57 AM   #13
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الخامسة:
هذا الشعر للجعيدي:
ويؤسفني عدم معرفة الاسم الكامل للشاعر لذا لا أستطيع كتابة نبذة عن حياته, وأرجو ممن وقف على هذه الأبيات أن يكتب ما يعرفه عن الشاعر, لأن هدفي هو قراءة الأبيات وكشف مافيها من معان جميلة.
وهذه القصيدة مليئة بالأقوال المليحة المعبرة عن الشخصية الحضرمية المتميزة, المتميزة بلسانها الفصيح عموماً, الشخصية التي تحب أرضها وتحبها أرضها وهنا يوجد التصاق الروحين مع بعضهما البعض, روح الإنسان وروح المكان فيشكلان وحدة واحدة هي الحب والبقاء والعطاء, الحب المتجدد الذي لا يغيره الزمان ولا المكان:

مكن من طين جدرانه في الأرض الأبية
يعادل في ثمنه المملكة والفيصلية

على القلب المنازل غالية في حضرموت
فالحضرمي مها ابتعد ومهما اغترب فإن حضرموت لا تغادره أبداً في قلبه ووجدانه. لذا معظم الحضارم يحتفظون بلهجتهم اينما حلوا واينما رحلوا.
لساني حضرمي و أبيات شعري حضرمية
وجدي حضرمي والده وأمه حضرمية
وقلبي في شرايينه جرا حب حضرموت
إذا سافرت منها حطت الدنيا عليه
وقضّي وقت في غربتي مجهول الهوية
معذب كل من ودّع وفارق حضرموت

نعم إن الجاذبية لأرض حضرموت تختلف تماما, لاحظت شاعرا من ( الحبايب ) من تريم صاحب قصيدة ( الشوق آه الشوق لك يا خل عندي قد بلغ حده )الذي غادر حضرموت منذ زمن بعيد وحن الى والدته التي كانت تعيش في تريم عندما سمع الآبيات ملحنة بكى وعاد سريعاً الى حضرموت,
/////////////////////////ها لها من حيث ولّي جاذبيه
ترجعني لها وترجّع البسمات ليه
وتمسح دمع يجري فوق خدي حضرموت

وهنا يوجه الشاعر النداء الى حضارمة المهجر , فهل آن لهم أن يسمعوا فيعوا؟؟
متى يا من ملكتوا في دبي والخاسكية
تحطون النقط فوق الحروف الأبجدية
وتلتفتوا الي نبع الأصالة حضرموت

لها حان الوفاء ارض الوعول المربعية
عطت وانتوا من الواجب تردون العطية
وتعطوها كما ماهي عطتكم حضرموت.
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2013, 06:47 AM   #14
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة السادسة
منقول من منتديات الوادي للشعر الشعبي ( بتصرف )

بن زامل العاشق الشاعر :.
وهو علي بن زامل باجري الكثيري من قرية بور* بحضرموت وقد كان شاعراً رقيقاً حكيماً عاش حياة النبلاء وصارع صراع الأشداء كثير الترحال كأي شاعر آخر لا تفوته المناسبات وله قصة يتداولها الحضارمة جيلا بعد جيل.
قصه حبــــــــــــــــــــه :

في قرية تريس التي تبعد عن بور عشرة أميال كانت بداية التعلق والوجدان، لم يكن غريباً على هذه القرية ، فقد دخلها مررا ولكن عينه لم تصادف أو لم تقع على فتاة الحسن والجمال إلا هذه المرة عندما وجه نظره بالصدفة إليها وهي تمشي ألهوينا فتوافقت النظرات وخاطبت عيناها في لغة الهوى عينيه، غير أنها وكعادة البنت الحضرمية أسرعت الخطى إلى دارها في وجل وخجل عندما رأته يرشقها بسهام عينيه, تعقبها في حذر وكبرياء كي لا يقال عنه ما يشينه في نظر الآخرين وهو معروف بالنخوة والعفة, رآها تدخل بيتا بجوار حانوت....... وعندها كوّن صحبة مع صاحب الحانوت, الذي اخبره عن الفتاه وأمها القادمتين من قرية أخرى بعد وفاة الأب وأنهما يقيمان بجوار شقيق الأم (الخال) وأخبره عن أخلاقها وعفتها وأدبها.
صارت تريس بعد ذلك وجهته المحببة فصار لا يغيب عنها كثيرا، ومن اجلها أحب الديار وأحب صاحب الحانوت الذي كان كطالع السعد , وتعرف على خال الفتاه الذي يعتبر وصياً عليها بحكم القرابة والعرف, وصار كثير الزيارات له تمهيدا لغايته ,فبعد زوال الكلفة وزيادة الألفة أفضى إلى الخال رغبته بالزواج من أبنت أخته وطلب منه الرد خلال أيام, بعد ثلاثة أيام عاد بن زامل ووجد الخال بانتظاره ومعه النبأ السار, وبعد مده قصيرة قدم عم الفتاه مع ابنه لخطبتها فوجداها مخطوبة.
لكن الذين يحترقون كمداً وغيظاً عند رؤية روحين متحابتين راحوا يناصرون بعضهم, فجاءت مكائدهم على قدر حقدهم, واستقر الرأي على فعل لا يليق إلا بالوشاة, فعل رسموه وخططوا له بدقة, وهكذا كانت الوشوشه بالسوء حول الفتاة والنيل من سمعتها بحيث يسمع الفتى ما يقولون فيكره ويبتعد ويهجر..
حسدوه وتواصوا عليه فجاء فعلهم قبيحاً وعند رؤيتهم بن زامل في تريس يقولون ما ينفره من الفتاة بطريقة غير مباشرة, كأن يدّعون بأنها ليست إلا من بقايا قوم موسى, يقول احدهم وذاك يسمع ( انظر إلى المتيم الولهان يخطو وكأنه العشيق الوحيد ولا يدري عن المتيمين غيره.!!..) وآخر يقول اليوم عندك دلها وخبرها وغدا لغيرك كفها والمعصم. وليس ذلك فحسب بل نشروا نفايات التبغ المحروق الناتج عن الارجيله (الشيشة) حول دارها كي يوهموه ان المتعة للجميع في هذا المنزل.
بلغ إلى مسمعه ما قالوه ورأت عيناه ما فعلوه, فبدا الشك يحل محل اليقين وبات صاحبنا في ليل من الشك مظلم , لدرجة انه صرف النظر عن منزلها فغير اتجاهه الى منزل خالها, رأته بينما كانت تترقب وصوله كعادته , رأته والعبرات تخنقها لا لشيء فقط إلا لأنها تحبه, وطال الانتظار وزاد الشوق فذهبت لمنزل خالها , وعندما سلمت عليهما ذهب الخال ليترك المجال لهما, غير انه لم يجدهما بعد عودته فأيقن أنهما ذهبا لمنزل أخته , لكنه علم فيما بعد ان بن زامل غادر ممتعضاً .
مرت اسابيع ولم يظهر بن زامل مما يدل على القطيعة وتبدل الرأي والموقف .
خطوة فيها الكثير من القسوة على إنسانة بريئة لا تدري عن شي .... فقط انها كانت تحــــبه ولا تزال تحبـــــه.
ليس هناك شك لدى الفتاة بأنها والحال هذه ستكون حديث الناس الذي يغلب عليه القسوة, لذلك طلبت من أمها مغادرة تريس دون رجعة , استأذنت إلام من الخال للمغادرة الى الشحر.
واصطحبتا قافلة وبعد اثني عشر يوماً وصلتا الشحر ففرح العم بقدوم ابنة أخيه وأمها , وبعد أيام عاود طلب ابنة أخيه لابنه, وعندما علمت الفتاة طلبت مده لتفكر وبعد شهر وافقت على الزواج من ابن عمها المحظـــــــــــوظ..
لا يزال الخال في حيرة من أمره لسببين أولهما تبدل رأي بن زامل والثاني سفر أخته مع ابنتها للشحر. اما بن زامل فقد زار صديقه الحانوتي بعد شهر من القطيعة وفضفض له بما كان من أمره وعلم من صديقه الحانوتي الصدق واليقين(الفتاة شريفة ذات عفة وحياء ... ليتك اخبرتني قبل ان تظلمها وتظلم نفسك) ضاق بن زامل وأحس بأن مكيدة قد دبرت فتوجه لمنزل خالها , والذي بدوره أكد ما قاله الحانوتي.
في اليوم التالي قرر ابن زامل التوجه للشحر وبعد عشرة أيام وصل. سأل بخفية وتنكر, فوجد الجواب سهلا وواضحاً, اذ رأى منزل العريس مزداناً بالزينة والاستعدادات للمناسبة التي سوف تحزنه وتبكيه, فأصبح لا يرى بالشحر غير هذا البيت يدور حوله متنكرا ومعه تدور الخواطر والهواجس حتى اهتدى إلى منفذ . فاستأجر غرفة مقابلة لغرفة العريس , يفصلهما زقاق صغير. أسبوع وتزف العروس للعريس وبن زامل في غرفته يراقب الموقف عن كثب بحسرة وكمد ووجد.
كانت الزغاريد ليلة الزفاف مصدر فرح وسعادة للعريس, ولم يدر أحد بحال العروس المسيكينة, غير أنها من المؤكد ان الذي تتقطع أحشاؤه ويتعذب ويرسلها زفرات حرى عند سماع كل زغرودة هو بن زامل.
وفي الليلة الظلماء زفت العروسة الى منزل العريس , واخذ ابن زامل عوده والقلب يرفرف بجنبه كالذبيح , وما ان دخلت الغرفة حتى سارع العريس إلى إغلاق الباب خلف المزينة وجلس الى جانب عروسه(ما أجمل هذه اللحظة) وعندما اقترب منها كان بن زامل قد بدا في الغناء , خوفا وغيرة ونفاد صبر وشرع يقول ..


يقول بن زامل مساك الخير يا امير الملاح
يافائق الغزلان يانعسان يا نجم الصباح
يا مشفي المتعوب يا خرعوب يا نوب اللحاح
سلبت حالي هشت عقلي يا مترف بالمساح
غليت وايش القيت بك ذا البعد يا حلو المزاح
ايش ذا جرى طال البرا ما حد سعى لي بالصلاح
او ماتخاف الله في بن زامل المسكين راح
غريب مستوحش اذا الليل اعتدل غفل وصاح
يعجبك في بيت الظليمي لا نغم بالصوت ناح
اصوات بعد اصوات فيها الموت ماقط استراح
ارحم علي ياعيطلي خل القواسة والمزاح
شفني تركت اهلي وخلاني وهاجمت الرياح
لجلك نويت العزم والله ما على ايديها سماح
ما زلت منك يا ابلج الغرة ولو دونك رماح
والقصيدة طويلة اكتفيت منها بالأبيات السابقة .

اهتزت الفتاه لذلك الصوت وتاثرت لذاك الذي اسعدها وابكاها , وفي لمح البصر عاد شريط الماضي , فنهضت نحو الشباك , لم تر احد لكنها سمعت صوته من غرفة مجاورة مظلمة , يغني بصوته العذب وكلماته النفاذة المؤثرة حتى انتهى.
صمت بن زامل وبقيت العروس متشبثة بالشباك... لم يحتمل العريس الانتظار وهو ينظر لذلك الجسم الغض الذي طالما حلم بضمه فضاق صدره ونهض ليجذبها نحوه في دعابة , فكانت الصدمة!!!! لم يعد عريسا!!!! . ياللهول !! ياللفاجعة !!

سقطت العروس جثة هامدة لا حراك بها.. اطبق عينيها وسارع الى ابيه ليخبره بما جرى . عادوا وراوا جثمانها مسجي في ثوب زفافها, وفي لحظة انقلبت الأفراح الى أتراح وخيم الحزن على مدينة الشحر.
في اليوم التالي شيعت الجنازة, وكان من بين المشيعين رجل واقف عند قبرها هو اكثر المودعين حزناً, ذهب الى امها معزياً , وما ان رأته الأم الباكية حتى سألته منذ متى وانت هنا فاجابها وصلت للتو......... انتهى كل شي........بعد ايام عاد الى تريس بصحبة امها يحمل الذكريات المرة وبين الحين والأخر يمسح دموعه المنهمرة بغزارة
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2013, 08:29 AM   #15
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبارك بوشندل [ مشاهدة المشاركة ]
الوقفة السادسة
منقول من منتديات الوادي للشعر الشعبي ( بتصرف )

بن زامل العاشق الشاعر :.
وهو علي بن زامل باجري الكثيري من قرية بور* بحضرموت وقد كان شاعراً رقيقاً حكيماً عاش حياة النبلاء وصارع صراع الأشداء كثير الترحال كأي شاعر آخر لا تفوته المناسبات وله قصة يتداولها الحضارمة جيلا بعد جيل.
قصه حبــــــــــــــــــــه :

في قرية تريس التي تبعد عن بور عشرة أميال كانت بداية التعلق والوجدان، لم يكن غريباً على هذه القرية ، فقد دخلها مررا ولكن عينه لم تصادف أو لم تقع على فتاة الحسن والجمال إلا هذه المرة عندما وجه نظره بالصدفة إليها وهي تمشي ألهوينا فتوافقت النظرات وخاطبت عيناها في لغة الهوى عينيه، غير أنها وكعادة البنت الحضرمية أسرعت الخطى إلى دارها في وجل وخجل عندما رأته يرشقها بسهام عينيه, تعقبها في حذر وكبرياء كي لا يقال عنه ما يشينه في نظر الآخرين وهو معروف بالنخوة والعفة, رآها تدخل بيتا بجوار حانوت....... وعندها كوّن صحبة مع صاحب الحانوت, الذي اخبره عن الفتاه وأمها القادمتين من قرية أخرى بعد وفاة الأب وأنهما يقيمان بجوار شقيق الأم (الخال) وأخبره عن أخلاقها وعفتها وأدبها.
صارت تريس بعد ذلك وجهته المحببة فصار لا يغيب عنها كثيرا، ومن اجلها أحب الديار وأحب صاحب الحانوت الذي كان كطالع السعد , وتعرف على خال الفتاه الذي يعتبر وصياً عليها بحكم القرابة والعرف, وصار كثير الزيارات له تمهيدا لغايته ,فبعد زوال الكلفة وزيادة الألفة أفضى إلى الخال رغبته بالزواج من أبنت أخته وطلب منه الرد خلال أيام, بعد ثلاثة أيام عاد بن زامل ووجد الخال بانتظاره ومعه النبأ السار, وبعد مده قصيرة قدم عم الفتاه مع ابنه لخطبتها فوجداها مخطوبة.
لكن الذين يحترقون كمداً وغيظاً عند رؤية روحين متحابتين راحوا يناصرون بعضهم, فجاءت مكائدهم على قدر حقدهم, واستقر الرأي على فعل لا يليق إلا بالوشاة, فعل رسموه وخططوا له بدقة, وهكذا كانت الوشوشه بالسوء حول الفتاة والنيل من سمعتها بحيث يسمع الفتى ما يقولون فيكره ويبتعد ويهجر..
حسدوه وتواصوا عليه فجاء فعلهم قبيحاً وعند رؤيتهم بن زامل في تريس يقولون ما ينفره من الفتاة بطريقة غير مباشرة, كأن يدّعون بأنها ليست إلا من بقايا قوم موسى, يقول احدهم وذاك يسمع ( انظر إلى المتيم الولهان يخطو وكأنه العشيق الوحيد ولا يدري عن المتيمين غيره.!!..) وآخر يقول اليوم عندك دلها وخبرها وغدا لغيرك كفها والمعصم. وليس ذلك فحسب بل نشروا نفايات التبغ المحروق الناتج عن الارجيله (الشيشة) حول دارها كي يوهموه ان المتعة للجميع في هذا المنزل.
بلغ إلى مسمعه ما قالوه ورأت عيناه ما فعلوه, فبدا الشك يحل محل اليقين وبات صاحبنا في ليل من الشك مظلم , لدرجة انه صرف النظر عن منزلها فغير اتجاهه الى منزل خالها, رأته بينما كانت تترقب وصوله كعادته , رأته والعبرات تخنقها لا لشيء فقط إلا لأنها تحبه, وطال الانتظار وزاد الشوق فذهبت لمنزل خالها , وعندما سلمت عليهما ذهب الخال ليترك المجال لهما, غير انه لم يجدهما بعد عودته فأيقن أنهما ذهبا لمنزل أخته , لكنه علم فيما بعد ان بن زامل غادر ممتعضاً .
مرت اسابيع ولم يظهر بن زامل مما يدل على القطيعة وتبدل الرأي والموقف .
خطوة فيها الكثير من القسوة على إنسانة بريئة لا تدري عن شي .... فقط انها كانت تحــــبه ولا تزال تحبـــــه.
ليس هناك شك لدى الفتاة بأنها والحال هذه ستكون حديث الناس الذي يغلب عليه القسوة, لذلك طلبت من أمها مغادرة تريس دون رجعة , استأذنت إلام من الخال للمغادرة الى الشحر.
واصطحبتا قافلة وبعد اثني عشر يوماً وصلتا الشحر ففرح العم بقدوم ابنة أخيه وأمها , وبعد أيام عاود طلب ابنة أخيه لابنه, وعندما علمت الفتاة طلبت مده لتفكر وبعد شهر وافقت على الزواج من ابن عمها المحظـــــــــــوظ..
لا يزال الخال في حيرة من أمره لسببين أولهما تبدل رأي بن زامل والثاني سفر أخته مع ابنتها للشحر. اما بن زامل فقد زار صديقه الحانوتي بعد شهر من القطيعة وفضفض له بما كان من أمره وعلم من صديقه الحانوتي الصدق واليقين(الفتاة شريفة ذات عفة وحياء ... ليتك اخبرتني قبل ان تظلمها وتظلم نفسك) ضاق بن زامل وأحس بأن مكيدة قد دبرت فتوجه لمنزل خالها , والذي بدوره أكد ما قاله الحانوتي.
في اليوم التالي قرر ابن زامل التوجه للشحر وبعد عشرة أيام وصل. سأل بخفية وتنكر, فوجد الجواب سهلا وواضحاً, اذ رأى منزل العريس مزداناً بالزينة والاستعدادات للمناسبة التي سوف تحزنه وتبكيه, فأصبح لا يرى بالشحر غير هذا البيت يدور حوله متنكرا ومعه تدور الخواطر والهواجس حتى اهتدى إلى منفذ . فاستأجر غرفة مقابلة لغرفة العريس , يفصلهما زقاق صغير. أسبوع وتزف العروس للعريس وبن زامل في غرفته يراقب الموقف عن كثب بحسرة وكمد ووجد.
كانت الزغاريد ليلة الزفاف مصدر فرح وسعادة للعريس, ولم يدر أحد بحال العروس المسيكينة, غير أنها من المؤكد ان الذي تتقطع أحشاؤه ويتعذب ويرسلها زفرات حرى عند سماع كل زغرودة هو بن زامل.
وفي الليلة الظلماء زفت العروسة الى منزل العريس , واخذ ابن زامل عوده والقلب يرفرف بجنبه كالذبيح , وما ان دخلت الغرفة حتى سارع العريس إلى إغلاق الباب خلف المزينة وجلس الى جانب عروسه(ما أجمل هذه اللحظة) وعندما اقترب منها كان بن زامل قد بدا في الغناء , خوفا وغيرة ونفاد صبر وشرع يقول ..


يقول بن زامل مساك الخير يا امير الملاح
يافائق الغزلان يانعسان يا نجم الصباح
يا مشفي المتعوب يا خرعوب يا نوب اللحاح
سلبت حالي هشت عقلي يا مترف بالمساح
غليت وايش القيت بك ذا البعد يا حلو المزاح
ايش ذا جرى طال البرا ما حد سعى لي بالصلاح
او ماتخاف الله في بن زامل المسكين راح
غريب مستوحش اذا الليل اعتدل غفل وصاح
يعجبك في بيت الظليمي لا نغم بالصوت ناح
اصوات بعد اصوات فيها الموت ماقط استراح
ارحم علي ياعيطلي خل القواسة والمزاح
شفني تركت اهلي وخلاني وهاجمت الرياح
لجلك نويت العزم والله ما على ايديها سماح
ما زلت منك يا ابلج الغرة ولو دونك رماح
والقصيدة طويلة اكتفيت منها بالأبيات السابقة .

اهتزت الفتاه لذلك الصوت وتاثرت لذاك الذي اسعدها وابكاها , وفي لمح البصر عاد شريط الماضي , فنهضت نحو الشباك , لم تر احد لكنها سمعت صوته من غرفة مجاورة مظلمة , يغني بصوته العذب وكلماته النفاذة المؤثرة حتى انتهى.
صمت بن زامل وبقيت العروس متشبثة بالشباك... لم يحتمل العريس الانتظار وهو ينظر لذلك الجسم الغض الذي طالما حلم بضمه فضاق صدره ونهض ليجذبها نحوه في دعابة , فكانت الصدمة!!!! لم يعد عريسا!!!! . ياللهول !! ياللفاجعة !!

سقطت العروس جثة هامدة لا حراك بها.. اطبق عينيها وسارع الى ابيه ليخبره بما جرى . عادوا وراوا جثمانها مسجي في ثوب زفافها, وفي لحظة انقلبت الأفراح الى أتراح وخيم الحزن على مدينة الشحر.
في اليوم التالي شيعت الجنازة, وكان من بين المشيعين رجل واقف عند قبرها هو اكثر المودعين حزناً, ذهب الى امها معزياً , وما ان رأته الأم الباكية حتى سألته منذ متى وانت هنا فاجابها وصلت للتو......... انتهى كل شي........بعد ايام عاد الى تريس بصحبة امها يحمل الذكريات المرة وبين الحين والأخر يمسح دموعه المنهمرة بغزارة

قصة بن زامل هذه احفظها من الشيبان وعادني مراهق صغير وللأسف مع مرور السنيين
لم اعد أحفظ إلا لقليل من القصيدة,والذي لازلت أحفظه كذلك هو أن القصة أنتهت في جده
وليس في الشحر والله أعلم.

تحياتي يابوشندل؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2013, 09:47 PM   #16
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفي الهلالي [ مشاهدة المشاركة ]
قصة بن زامل هذه احفظها من الشيبان وعادني مراهق صغير وللأسف مع مرور السنيين
لم اعد أحفظ إلا لقليل من القصيدة,والذي لازلت أحفظه كذلك هو أن القصة أنتهت في جده
وليس في الشحر والله أعلم.

تحياتي يابوشندل؛؛؛؛؛

أحسنت ايها المشرف المؤقر الخليفي في عهد بن زامل إذا لم اكن مخطئ لا وجود لجدة.
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2013, 06:04 AM   #17
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة السابعة
ولما يعانيه إخواننا في المهجر من ألم الغربة اخترت لكم من شعر الوداع
شاعر غرناطة ابن خاتمة الأنصاري الذي يصور موقف الوداع وأثره في نفسه فيقول:

مَنْ لمْ يُشاهِد مَوْقِفًا لفراقِ
لمْ يَدر كيف توَلُّه العشاق
إنْ لم تكنْ ترَهُ فسائِلْ مَنْ رأى
يُخْبرْكَ عَنْ وَلهي وَهْول سِياقِ
مِنْ حَرِّ أنفا س وخفقِ جَوانح
وَصَدوع أكبادٍ وفيض مآقِ
دُهيَ الفؤادُ فلا لِسانٌ نَاطِق
عِنْدَ الودَاع طايعٌ مُتراقِ

يوضح ابن خاتمة من خلال أبياته معاناته وعذابه بسبب الفراق والوداع، الذي لا يمكن أن يشعر به إلا من جرب مثل هذا الموقف، ويضع من نفسه دليلا على ذلك، فقلبه يفيض بالحب والحنين وهو دائم الخفقان لا يكاد يتوقف ، ودموعه تنهمر باستمرار، بل إن لسانه عاجز عن الكلام عند حصول الوداع فكأنه يفقد كل إرادة في تلك اللحظة. كما يصور الشاعر الأندلسي ابن خاتمة وداعه لحبيب له يرتحل فيقول:
استودع الله حبيبًا نأى
عني وإن ظلَّ الحشا مربعه
أودعَ قلبي يوم ودّعته
من بُرحاءِ الوَجْدِ ما أودعه
يا ربِّ حفظك ترْحَالهِ
ما إنْ يُضَيعُ اللهُ مُسْتَودعَهُ

والبُرَحاءُ الشِّدَّة والمشقة.
يطلب الشاعر من الله حفظ هذا الحبيب برعايته، ذاك الحبيب الذي يحبه حبًا كبيرًا حيث تربع على قلبه، ولن تتغير مكانته في نفسه، ويسأل الله أن يحفظه في حلة وترحاله.
من كتاب ( الحنين والغربة في الشعر الأندلسي )
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2013, 08:07 AM   #18
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبارك بوشندل [ مشاهدة المشاركة ]
أحسنت ايها المشرف المؤقر الخليفي في عهد بن زامل إذا لم اكن مخطئ لا وجود لجدة.

أخي مبارك بوشندل

في قصة بن زامل التي نقلتها لم تذكر أي تاريخ عاش فيه بن زامل وأما مدينة جده فهي قديمة قدم مكه المكرمه

عموماً سامحني لا اريد اخراج الموضوع الجميل عن سياقة ومتابعين للدرر التي تنثرها هنا وبكل الحب والأحترام.

وهذا يعني أنني لست مخطئ..!!؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
قديم 10-08-2013, 06:32 AM   #19
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الثامنة
ومن أجمل وأملح ما كتب السيد المحضار رحمة الله عليه قصيدته المعروفة ( هنا طيبة ) وهي تتحدث في مطلعها عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وان قلبه يطيب بلقائها. وأخذ يشرح أسماء بعض الأمكنة فيها, ويتذكر نزول القرآن على قلبه صلى الله عليه وعلى آله, ويشير إلى زيارة قبره عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم وأخذ يثني عليه وختم يدعو الله أن يحرر فلسطين التي سلبها أعداء الأمة الإسلامية وأعانوا اليهود على احتلالها وهنا ربط المحضار بين القدس والمدينة النبوية مسرى الحبيب صلى الله عليه وعلى آله ومدينته التي انطلقت منها الدعوة إلى ربوع المعمورة وأهم نقطة وآخر ملاحظة التي اشار اليها المحضار هينقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وتـتـلاقـى قـلـوب الـنـاس عـا الـحق لا عالقال والقيل ) والحق في كتاب الله جل جلاله وفي سنة نبيه صلى الله تعالى عليه وعلى آله.
وها هي القصيدة بين أيديكم.

إلـى طـيـبـه ومـافي الكون بقعه مثل طيبه
بها قلبي يطيب
إلـى الـشباك والمحراب والروضه الرحيبه
ومسجدها الرحيب
مـنـازل أنـزل الـقـرآن فـيـهـا وروح الـقدس جبريل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
و وقـفـه يـالـهـا والله مـن وقـفه مهيبه
لدى طه المهيب
قـلـوب الـنـاس مـن خـلاّقها فيها قريبه
وهو منها قريب
عـلـيـهـا تـاج مـن آثـار عـفـوه ومـن رحمته اكليل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
هـنـا تـتـنزل الرحمات كلٍ له نصيبه
عسى حسن النصيب
هـنـا يـرتاح عَرف المصطفى ونشم طيبه
ويا مااحسنه طيب
هـنـا نـور الـسـمـاء لـي تـنـطـفي فيه أنوار القناديل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
إذا نـا عـن حُـمـاه الـيـوم طولت المغيبه
فسره لن يغيب
وحـبـي لـه وذكـره مـنه لساني رطيبه
وغصني به رطيب
ونـوره نـور فـي الـدنـيـا ومـنـه الـكـحـل والميل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
تـشـفع يا رسول الله في دفع المصيبه
عسى المخطي يصيب
وتـتـحـرر مـن الاعداء فلسطين السليبه
و كل موطن سليب
وتـتـلاقـى قـلـوب الـنـاس عـا الـحق لا عالقال والقيل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل

  رد مع اقتباس
قديم 10-08-2013, 06:58 PM   #20
بن احمد
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية بن احمد

افتراضي

شكرا يالحنجري على هذا المجهود الرائع اهلا بعودتك
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas