في الماضي كانت طفولتنا لعلبة الألوان وكراسة الرسم
متعة ما بعدها متعة
فالرسم كان بمثابة الكمبيوتر والنت والبليستيشن
وفي طفولتنا كانت القنوات التلفزيونية مدرسة
من مدارس الحياة وكانت هناك ثوابت لا تتغير بها
كان البث التلفزيوني يبدأ بالسلام الوطني
ثم القرآن الكريم
ويليه الحديث الشريف
ثم أفلام الكرتون التي كنا نطلق عليها
رسوم متحركة الأخت سالي وبيل وسبستيان
ثم المسلسلات العربية المحترمة
والتي كان لا يصلنا منها إلا الصالح لان رقابة التلفزيون
في ذلك الوقت كانت لاتتجاوز الخطوط الحمراء
كان كل شئ يحذف من عري وقبل والألفاظ البديئة
لكن اليوم مسلسل واحد كفيل بان ينسف بنا من
الأخلاق الكثير؟؟
وأصبح التناقض يسري مسرى الدم بنا
ففي الوقت الذي نربي فيه فلذاتنا على الفضيلة
والأخلاق ننسف هذه الفضيلة وهذه الأخلاق
أمامهم في جلسة واحدة
لمتابعة مسلسل تركي بطلته حامل من صديقها البطل
ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي وننتظر ولادتها بفارغ الصبر
فضاعت هنا معالم الدين بإنتهاء العادات والتقاليد
هنا ممكن أقول لكم أعزائي بسقيفة الشبامي
في الماضي الرائع
كان ابن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتتح البلدان
ويتحدى البحر في زمن الغوص من أجل لقمة العيش
وابنة الخامسة عشر في الماضي كانت أما تربي أجيالا
والدليل أمي التي تزوجت في سن 13 سنة
وخلفت 12 من إخوتي وربتنا أحسن تربية وأحسن علام
كانت الأم المثالية التي تشتغل في بلد بربرية بين الجبال في خدمة حماتها وحمها
بعيدة عن أهلها وأمها وأبيها لخدمة عائلة زوجها
بين الحقول وتربية المواشي وكنس وطبيخ وهذا لحالها
بينما أبي كان يحمي البلد والوطن والشعب وهنا أفتخر كوني أبنتهما
أما اليوم نحن نعيش آخر الزمن الماضي الجميل
بكل ما فيه رحل و حل محله حاضر تغيرت فيه كل مصطلحات الماضي
و اصبح شيء اخر للأسف
من عناقيد الروح لكم أيها الغالين
التعديل الأخير تم بواسطة عناقيد الروح ; 08-19-2013 الساعة 05:18 AM