إلا السقيفة هذه لا تقبل الغش والتّزوير

[سالم علي الجرو]

أمانة التراث

ـ 1 ـ

التراث عند بعض الشعوب مخزون مقدّس وعند بعض الأقلام في ديارنا وسيلة للإبتزاز ولدى البعض كلمة أو جملة أو نص قابل للتحوير لخدمة الذّات أو" الأنا " .

من واقع التجربة والخبرة ولعلّها قراءة والحديث ذو صلة .........

[سالم علي الجرو]

ـ 2 ـ
الشعر الشعبي من التّراث ويظلّ حيّا متجددا إذا ما وجد الشاعر الحي المتجدد ، ولن يكون شاعرا متجددا مجددا من يوظّف الموهبة والكلمة الشعريّة لنزواته .

[سالم علي الجرو]

ـ 3 ـ
من يوظّف موهبته وشعره لذاته ليس أمين ، وكلّ من يستغلّ نزوة شاعر إستعبدته الأهواء ليرضيه كي يرضي نزواته هو شريك في الخيانة .

[سالم علي الجرو]

ـ 4 ـ
رحم الله الشاعر البدوي: سالم عمر باتيس " المكنّى : أبوراضي " ، هذا الذي وقعت قصائده بين يدي من لدن حفيده " طالب " .
قرأتها مرّات ومرّات حتى شعرت بأنّي أعيش عصره العذري ، ولم يقف شعوري هنا بل شعرت أنّي أسمع صوته وأشاهد طرق الجبال التي قطعها ومجتمعه البدائي البسيط وصلابة رجاله وقوّة بأسهم .

إلى الآن تتماثل الصورة أمامي كلّما قرأت له قصيدة

[سالم علي الجرو]

ـ 5 ـ
قد يتّهمني قائل بالمبالغة والإنشاء وردّي: ما الذي سيدفعني إلى المبالغة؟ وماذا أرتجي منه وهو عظام رميم ، أنا الذي أتّجنّب مجالس الولائم والمديح ، لكنّني أقرأ تراث مهاب ، له قداسة ، وسؤالي إلى الذين يسخفّون التراث ويطوّعونه لأهوائهم:
هل تجرّدتم من إحساس الإنتماء وشرف الأمانة؟

[سالم علي الجرو]

الحديث عن التراث متعة
ـ 1 ـ

مناسبة وقصيدة

المناسبة: زيارة المشهد
فيما مضى من سالف الدّهر تجتمع عشائر الوديان حوليّا وتتوجّه نحو المشهد في مواكب " مداخل " مهيبة . المهابة قدمت من هنا:
1- كلّ قبيلة تجتمع حول شيخها وهو الرأس والسيّد المطاع " قويّة " .
2- كلّ قبيلة يتقدّمها شيخها " المرجع الرّوحي " .
3- يصطفّون ويطلقون لأصواتهم العنان مرددين قصيدة الزّامل لشاعر من عدد في مقدمة الصّفوف .

[سالم علي الجرو]

ـ 2 ـ
مبادىء وسلوك

كمثال نأخذ موكب الشيخ المنصب با وزير في مقدمة موكب " مدخل " قبيلة العوابثة .
ينظرون إلى الشيخ كشعلة وقدوة ونقطة التقاء جميع العشائر ، مهمته الإصلاح والتوفيق بين القبائل عند نشوء أيّ خلاف .

[سالم علي الجرو]

ـ 3 ـ
القصيدة

في زامل قبيلة العوابثة ، قال الشاعر مشيدا بالموكب وبالشيخ المنصب:

مرْكبي صبّح عاللوالب والعجلْ=والحمل من دلهي وشي من بونه
وامّا المراكب واجدة وسط الغببْ=لكنّه في الحمل قصرن دونه

الشاعر يصف الموكب بشيء من تعالي وتفاخر ، وكان الأجدى أن تطول الأعناق لاسيّما وأن شعر الفخر سمة من سمات الثقافة العشائرية غير أنّ صفة التّواضع غلبت. أين هم منا وأين صفاتهم؟

[سالم علي الجرو]

ـ 4 ـ
إلتفت الشيخ المنصب إلى الشاعر ابن سلطان وقال له: ( إسْترحم أو استغفر ) وطلب من الشاعر عمر بن صالح باوزير ( ابن الدّيدو ) قصيدة أخرى .

[سالم علي الجرو]

ـ 5 ـ
دلالات القصيدة المرفوضة
المناسبة عباديّة في اعتقادهم والجو روحاني لا يتناسب مع عصبية التفاخر والإستعلاء فأمر المنصب بإلغائها أو أنّها صفات النبل والإخلاق العالية لدى من تأمّلوا خيرا في جيل يحفظ تراثهم ، وطلب من الشاعر العودة إلى إلى ربّه طلبا للرحمة والغفران ، وهذه إشارة إلى أدب وسلوك ما أحوجنا إلى الإقتداء به ونحن أمام التّراث وقبل ذاك الإقتداء بسيّد العباد محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلّم .
هل نتاول التّراث بهذه الرؤية؟