حضرموت من 20مارس 68 الى 22يونيو69

[ابوحضرم]

حضرموت من 20مارس 68 الى يونيو 69
==========================

في ضوء الاحداث التي شهدتها بلادنا في فترة ما بعد المؤتمرالعام الرابع للجبهة القومية الذي انعقد في زنجبار عاصمة المحافظة الثالثة آنذاك وماترتب عليه من انقسام بين قيادات التنظيم الى يمين ويسار حسب مفهوم كل طرف لادارة البلد مما اوصل الطرف الاقوى بدعم الجيش للاستيلاء على السلطه وهروب الطرف الاخر الى الجبال ومن ثم الى اليمن وايداع بعضهم السجن في ال20من مارس 69م
هنا تداعى الضباط الحضارم من كل القطاعات المسلحة الموجوده حينذاك (جيش البادية والأمن العام (جيش النظام والشرطة المسلحة) تداعوا مجتمعين لحفظ النظام في المحافظة واضطروا لاعتقال بعض الاشخاص الذين رأوا انهم قد يتسببون بخلق بعض المشاكل والقلاقل وتحفظوا عليهم حتى تستقر الاوضاع وتعود المياه الى مجاريها دافعهم الأول والأخير مصلحة المحافظة وليست هناك اي مصالح شخصية لهم والذي يؤكد ذالك أنهم لم يرتهنوا الى اي قوى اقليمية ولا حتى للتشاور
كانت هناك طبخة سياسية في العاصمة عدن بين قيادات الجبهة القومية لاعادة المياة الى مجاريها بينهم وهدفهم اعادة اللحمة الى هذا الكيان الوليد( خاصة بعد معركة كور العوالق وبالتحديد بعد (معركة السوداء)التي انهزمت فيها قبائل العوالق لعدم تكافؤ القوى ولعدم وجود امتداد جغرافي يلجئون اليه ويمدهم بما يحتاجون اليه من عتاد)
اتصل الرئيس قحطان الشعبي بالقيادات العسكرية الحضرمية مستفسرا عن موقفهم هل هم مع أو ضد الوضع فردوا عليه انهم مع الجمهورية ومعه كرئيس للبلاد فرد عليهم أنه سياتيهم بطائره خاصة لتسوية الأمر معهم فرحبوا به
وفعلا خرجوا الى المطار لاستقباله الا انهم فوجئوا بأن الطائره لا تحمل الرئيس بل كان على متنها وزيري الدفاع والداخلية آنذاك محمد صالح عولقي ومحمد علي هيثم فاستقبلوهم بما يليق بهم
(وبالمصادفة كان هناك بالمطار الأخ علي سالم البيض بمعية الملازم محمد سعيد باعباد كمرافق عسكري لتوصيله الى عدن شبه مخفور حسب اتفاقهم مع القيادة في عدن حيث توجه الى عدن على نفس الطائره التي جاء عليها الوزراء)
اجتمع الوزراء بالضباط الحضارمه اجتماعا مطولا طالب فيها الوزراء اطلاق سراح المعتقلين فاجابوهم الى البعض الذين لا يشكلون خطرا على النظام أما البعض فطلبوا منهم بعض الوقت ليستوثقوا منهم .
وبعد أخذ ورد واصرار من الجانبين كل منهم ثابت على موقفه سأل الوزيرين محاوريهم هل أنتم معترفين بنا كوزيري دفاع وداخلية فردا عليهما بالايجاب فقالا لهم اننا نأمركم امر ان تطلقوا سراح كل المعتقلين وانسحبا من الحوار وتوجها الى المطار
بقي الموقف متذبذب الضباط مسيطرين على الوضع في حضرموت سيطره تامة الا انه سيطره عسكريه فقط اما السيطره السياسية فهي بيد الكندي وبعض السياسيين الذين كان موقفهم فيه الكثير من الليونه للمركز ولو أنهم وقفوا موقف أخوانهم العسكريين لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن .
طلبت القيادة في عدن من العسكرين المجئ الى عدن لمزيد من التشاور الا أنهم عرفوا ان هذا التشاور ماهو الا استفراداً بهم واعتقالهم فما كان منهم الا أن فروا الى خارج البلاد كل بطريقته , واستقر الوضع للمركز وصار ماصار من سيطرة اليساريين على السلطة في الثاني والعشرين من يونيو 69.

بتصرف من مقابلة مع أحد العسكرين