الشوق أعيانـــــــــــــــــــــــــي !!!!!

[مسرور]

الشوق أعياني = ياقرّة الأعيان ***
والبين أوطاني (1) = مواطىء الأشجان
فدمع أجفاني = من فرقتك ألوان
أضحى بأوجاني = كالدر والمرجان
ابكي إذا غرّد = طائر على الأشجار
وأقول إن ردد = وباح بالأسرار
كأنه معبد = قد حرّك الأوتار
هيّجت أشجاني = ياطائر الأشجان
هيّجت ياقمري = بصوتك الملحون (2)
ما كان في صدري = من سري المكنون
حتى مضى دهري = وخاطري مفتون
هائم شجي عاني = لا يعرف السلوان
طيري الف طيرك = ياقرّة الناظر
ولا ألف غيرك = غائب ولا حاضر
كثّر كثر خيرك = من الوفا الوافر
وليس لي ثاني = يستوجب الإحسان
مالذ لي بعدك = مشرب ولا مطعم
فقد ترك بعدك = جوانحي تضرم
فأذكر سقى عهدك = حبيبك الأحوم (3)
وبدرك الغاني = وظبيك الفتّان
أخّرت في كتبك = أيّام بل أشهر
ما أنت في حبّك = صادق كما تذكر
لو كنت في قلبك = وخاطرك أخطر
وكنت تهواني = ما كان ما قد كان
قد صار مثل الآل (4) = حبّك لمن يهواك
فياسليل الآل (5) = ماذا الذي أنساك
قوامي العسّال = وناظري الفتّاك
وخدّي القاني = ولحظي الفتّان
فأكتب بما يشفي = فؤآدي الخفّاق
فإنه يطفي = لواعج الأشواق
وضمّنه وصفي = ووصف ما تشتاق
من وصف أعياني = وقدّي الريّان
محبّتك دعوى = ما ان لها برهان
فإن من يهوى = يقول يافتان
ياجنّة المأوى = للعاشق الولهان
أنظر إلى شاني (6) = فما رقى لي شان (7)

تنسب القصيدة إلى الشاعر يحيى بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم جحّاف المتوفي عام 1117 هجرية / 1705 ميلادية وكان شاعرا متفوقا في الشعر الحكمي والحميني .


تعد قصيدته هذه من عيون الشعر التراثي الغنائي الصنعاني وشدى بها أكثر من مطرب .


أطرب ( أنا ) لسماعها بصوت محمد سعد عبد الله وبصوت جميله سعد كـــ صوت نسائي .










سأنقل إلى هذه الصفحة ( لاحقا ) كل ما أحتفظ به من قصائد حمينية صنعانية عن الشوق والحنين إلى مراتع الصبا ومدارج الطفولة .



سلام .


(1) أوطاني : مخففة من أوطأني
(2) الملحون : من لحن
(3) أحوم : الوجه الدارج لكلمة أحوى ومعناها الأحمر أو الأخضر حين يكون داكنا ، وتستعمل هنا للدلالة على ما للمحبوب من بشرة أو سحنة داكنة .
(4) الآل : يقصد بها السراب ... وحسب ظني أنها فارسية وتعد من الألفاظ الدارجة في منطقة الخليج العربي .
(5) الآل : يقصد بها آل النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
(6) شاني : يقصد بها الحال
(7) شان : يقصد بها الدمع



***شعر الغناء الصنعاني الدكتور محمد عبده غانم