يريدون عدن وعدن عصية عليهم

[بن هاشم العطاس]

هل الانفصال ممكن لربما يطرحة الكثير من الناس والبعض الاخر يسال لماذامايحدث يحدث فقط في مديريات معينة ولماذا الضالع وردفان والحبيلين وماجورهماء

وقبل الإجابة على هذه الأسئلة، لا بد من قراءة جدية حول واقع المحافظات الجنوبية قبل قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، وخاصة في الفترة التي حكم فيها الحزب الاشتراكي اليمني هذه المحافظات وقبله التنظيم السياسي الموحد، من 30 نوفمبر 1967 إلى 22 مايو 1990..
خلال هذه الفترة سجل التاريخ مرحلة سوداء عانى منها أبناء المحافظات الجنوبية شتى أنواع الذل والاستبداد والقهر، إلى جانب الحروب الأهلية والتصفيات التي بدأت في 22 يونيو 1968 وتوجت بالحرب الابادية في 13 يناير 1986 والذي راح ضحيتها آلاف من المواطنين الشرفاء، منهم من قتل والبعض الأخر ما زال مفقود حتى اليوم، وللتذكير فقط في هذه الحرب الأهلية أستعمل فيها كل أنواع الجريمة والتنكيل، قتلت الأنفس بالغدر وبالهوية، وقطعت الأذان ورمي الأشخاص من أعلى...
وإذا نظرنا اليوم فيما يجري في هذه المديريات، من تقطع للطريق واعتداء على الآخرين بما فيهم الأطفال الأبرياء الذين اختطفوا وطعنوا بدون ذنب، سوف نجد ان الماضي يعيد نفسه، وان الأيادي التي اغتالت وسحلت في السابق، هي نفسها اليوم الذي تكشف عن قناعها، كذلك لو تمعنا في الرموز التي تختفي وراء المغرر بهم من أبناء هذه المديريات، فسوف نجدها هي نفسها الرموز التي تسعى للعودة إلى كراسي الحكم، والى إعادة العجلة للوراء، وكأنها بذلك تريد أن تعيد عدن إلى سابق عهدها، ساحة حمراء للصراعات والتصفيات..
وفي ظني ان هناك من يحلم بالعودة إلى العاصمة الاقتصادية والوجهة السياحية الأولى مدينة عدن، بعد أن عادت لها بهجتها وفرحتها واشراقاتها من بعد 22 مايو 1990، ولذلك نقول يريدون عدن.. وعدن عصية عليهم..!
لقد جرب أبناء هذه المدينة المسالمة، حكامها السابقين وشعروا بمدى المعاناة التي عانوها طوال فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني، ولذلك ليس هناك من يتمنى عودة تلك الحقبة السوداء، فالوحدة وجدت لتوحد كل أراضي وجبال وسهول اليمن، ونقول للذين ينادون بالانفصال، والمغرر بهم من المواطنين الشرفاء..
ان اليمن بوحدته كبير فأكبروا مع هذا الوطن الشامخ، أما دعاة الانفصال والمختبئين في جحور العمالة وعباد المال، والذين يتاجرون اليوم بفئات قليلة من البشر، نقول لهم اتقوا الله بالوطن ودعوا عجلة التنمية تعم كل المدن والأرياف، ولا تعتقدون إنكم راجعون للسلطة والحكم من جديد، أو ان عدن الأبية، سوف تفتح لكم ذراعيها، هذا حلم لن يتحقق أبدأ..!!
عدن اليوم مصونة بوحدتها ومحروسة با أبنائها، لم تعد عدن تلك المدينة التي تستباح، من قبل جهل الحكام والمتعطشين للدماء، ولكنها اليوم مدينة للحب والسلام، للمودة والوئام.. مدينة تنبذ ثقافة الكراهية.. وتقول لا و ألف لا، لمن ينادي بالانفصال أو حتى يحلم بعودة الماضي.. فالوحدة وجدت لتبقى للأبد، وسوف يحرسها أبنائها الشرفاء من كل مناطق اليمن.