حضرموت رؤية لمستقبل حضرموت 1 الاستقلال .. شرط تحقيق حلم حضرموت

[حد من الوادي]

رؤية لمستقبل حضرموت 1 الاستقلال .. شرط تحقيق حلم حضرموت

المكلا اليوم/كتب/م/ بدر محمد باسلمة22/4/2011

كل أمة بحاجة ماسة الى صياغة رؤية واضحة المعالم لمستقبلها , رؤية تلهم وتفجر طاقات وقدرات ابنائها وتلهب حماستهم لبذل المستحيل لتحقيقها. إنها خطوة اساسية لتوحيد الرؤى والجهود والخطط والاستراتيجيات التنموية ... إنها اساسية لتوحيد وتقوية جبهتها الداخلية .. إنها الحلم المشترك لكل ابنائها. إن الرؤية ... هي حلم كبير للامة تتجاوز المعوقات الانية التي تواجهها ... والرؤية حلم كبير وعدم محاولة تحجيمها عند صياغتها بالمصاعب والظروف الانية. ومن هنا تكمن اهمية صياغة رؤية واضحة لمستقبل حضرموت للإجابة عن السؤال المطروح دائما , ماذا يريد الحضارمة ؟؟

في إحدى اللقاءات عبر رئيس وزراء ماليزيا السابق محاضير محمد لأعضاء حكومته عن رؤيته بان تصبح ماليزيا دولة صناعية متقدمة . ضحك زملائه من رؤيته الحالمة وغير الواقعية , فكيف لماليزيا ان تكون متقدمة ناهيك عن صناعية ونسبة الفقر فيها يتجاوز 65% والامية تزيد عن 70% وهو مجتمع تقليدي زراعي متخلف ؟ .... مستحيل. وبعد فترة قدم محاضير محمد لحكومته مشروع " رؤية ماليزيا 2020م " ... رؤية واضحة ومحددة بان تصبح ماليزيا ضمن قائمة العشرين دولة الاكثر تقدما في الصناعية في العالم بحلول عام 2020م . وقد كان يدرك لجميع الصعوبات والمعوقات التي تعترض تنفيذ الرؤية , وضع استراتيجية وخطة طريق واضحة لتحقيق الرؤية ... واستطاعت ماليزيا تحقيق رؤيتها ليس في عام 2020م بل قبل عام 2000م بفضل القيادة الحكيمة والادارة الكفؤة والتفاف الماليزيين وايمانهم برؤيتهم وقدرتهم على تحقيقها.... والان تعمل ماليزيا على صياغة رؤية جديدة لها لعام 2050م بحلم اكبر .... لم تكن ماليزيا تمتلك تاريخ وانجازات وقدرات مثل الحضارمة التي يشهد لها اقطار العالم ... لم تكن المهمة سهلة لهم ولكن مع وضوح الرؤية وبالإيمان والعزيمة والجهد استطاعوا بلوغ اهدافهم.

" البناء الى الداخل " :

ماذا يريد الحضارمة ؟ ما الذي يحلمون به ؟ وأي أمة يريدون ان يصبحوا ؟ .. لان الحضرمي يمتلك قدرات وطموح وامكانيات كبيرة فكان لهذه الطاقة اما ان تتفجر في حضرموت او في مناطق اخرى من العالم .. ومع الاسف نجدها تفجرت عند الاخرين من كان لديهم حلم وبيئة ساعدت الحضارمة على تفجير طاقاتهم لتحقيق احلامهم.... وحان الوقت الان لإعادة توجيه طاقات الحضارمة الى الموطن الام حضرموت ... كل ما يحتاج اليه الحضارمة هو إعادة توجيه هذه الطاقات الى الداخل.." البناء الى الداخل " وليس الى الخارج من اجل صنع حضارة حضرموت... ومن الطبيعي ان تكون هناك العديد والعديد من الصعوبات والعراقيل التي ستواجه تحقيق الحلم الحضرمي , الا ان التجارب اثبتت ان ليس هناك مستحيل امام الشعوب التواقة الى التقدم والتطور متى ما آمنت برؤيتها وعقدت العزم على تحقيقها .

رؤية حضرموت :

إن صياغة رؤية واضحة لحضرموت ينطلق من قدرات وامكانيات وابداعات الحضارمة في الماضي والبصمات التي تركها اجدادهم , والصفات التي جعلتهم " ماركة " متميزة بين بقية الامم والشعوب إضافة الى الامكانيات والموارد التي تمتلكها حضرموت. وقد ابدع الحضارمة في تاريخهم في مجالات عديدة , الا انهن كانوا اكثر تميزا في ثلاثة مجالات وهي :

نشر الدين الاسلامي : استطاع الحضارمة بخلقهم وعلمهم واعتدالهم نشر الدين الاسلامي الوسط في اقطار العالم

إدارة الاقتصاد والتجارة : ساهم الحضارمة في بناء العديد من الشعوب واصبحوا يتبوؤون المناصب العالية في مجالات الاقتصاد والتنمية كما اصبحوا هامات تجارية كبيرة في العديد من دول العالم.

الابداع الثقافي والفني : تنوعت ابداعات الحضرمي في شتى مجالات الثقافة والادب والفن

وعند رسم ملامح حضرموت المستقبل يجب الانطلاق من مواطن القوة هذه وتعزيزها ,وان تعرضت لبعض الضرر , والامكانيات التي تمتلكها حضرموت ... وبالتالي اصبحت معالمها التميز في المجالات الاربعة , ان تصبح منارة لوسطية الاسلام , مركزا اقتصاديا وتجاريا هاما , منارة للإبداع الثقافي والفني ومركزا مهما للتعليم. وعند وضع الاطار الزمني والهدف القياسي يمكن صياغة الرؤية الحضرمية على النحو التالي :

" بحلول عام 2030م أن تصبح حضرموت إحدى خمسة شعوب في الجزيرة العربية الاكثر تطورا في مجالات العلم والاقتصاد والثقافة "

لا أريد بعد الان ان أحلم للغير ... اريد أن أحلم لحضرموت وأسعى لتحقيق الحلم الحضرمي.

عناصر نجاح تحقيق حلم حضرموت

عند الاتفاق على الرؤية, ستعد الاستراتيجيات والخطط والمشاريع الهادفة الوصول الى رؤية حضرموت .. وهذا سيتم القيام به في وقته وليست بالمهمة المستعجلة الان ...الا ان هناك عناصر رئيسية يجب توفرها لنجاح تحقيق الرؤية وهو ما يجب ان نسعى الى توفيره الان والان لأهميتها القصوى وهي:

توفر القيادة الملهمة التي تستطيع ان تلهب حماس ابناء حضرموت في التحدي لتحقيق رؤيتهم. ليس شرطا ان تكون القيادة في المرحلة الاولى شخصا بل يمكن ان تكون مؤسسة او مجلس يتمكن من تامين التفاف الحضارمة حوله وثقتهم في رؤيته ومواقفه.

تعزيز الجبهة الداخلية لا بناء حضرموت والتفافهم حول مرجعتيهم...

التفاف كافة ابناء حضرموت حول هذه الرؤية , ايمانهم بها وانها ستتحقق يوما .. تعلق الرؤية في جميع المواقع العامة , في المباني الحكومية والخاصة وعلى الصحف ومواقع الانترنت ... يجب ان يشاهدها الحضرمي في كل يوم من الصبح وحتى المساء , يحلم بها في منامه ... تسري في دم الحضارمة لتتجسد مع الايام الى واقع ملموس.

تحقيق الرؤية بحاجة الى ادارة حكومية كفؤة ( سلطة محلية ) , تؤمن اولا بهذه الرؤية وتسعى بكل ما اوتيت من موارد على تحقيقها, حكومة كفاءة حضرمية مرجعتيها حلم حضرموت.

الشرط الرئيسي لتحقيق حلم حضرموت...استقلال ارادة وحكومة وثروة حضرموت


لا يمكن لحضرموت تحقيق هذه الرؤية الا متى ما ملكت زمام امورها وامتلكت الحرية الكاملة في ادارة مواردها وثرواتها . نريد لحضرموت ان تستقل بحلمها وبإرادتها وحكومتها عن الغير ....والظروف والفرصة الان مواتية اكثر من أي وقت آخر لتحقيق هذا المطلب. وفق المرئيات الحالية لمستقبل اليمن يتم الحديث الان عن بدائل ثلاث للمستقبل السياسي لنظام اليمن وعلى حضرموت ان تفكر مليا وبعمق , ما هو افضل بديل لها ؟ اما دولة اتحادية فدرالية ( بين دولتين شمال وجنوب اليمن ) وعلى ان تنشأ اقاليم فدرالية في كل دولة او البديل الثاني دولة فدرالية واحدة وتوزع اليمن الى اقاليم فدرالية ؟ البديل الثالث استمرار الوضع الراهن مع زيادة صلاحيات المحافظات. هذه هي البدائل التي يتم تداولها في الاروقة السياسية ... بينما هناك بديل رابع يغلي في نفوس الحضارمة هو ان تنفصل حضرموت بدولة مستقلة .

البعض يرى ان الحد الأدنى لمطالب حضرموت الممكنة الان هو ان تنفصل الى اقليم او ولاية فدرالية ..... ولكن اين تكمن مصلحة حضرموت ومع أي من البدائل المطروحة أو غير المطروحة ؟ ... من المؤكد ان الآراء ستختلف ولكن وفي هذه المرحلة المصيرية يجب ان نتفق جميعا على افضل البدائل التي تخدم تحقيق الحلم الحضرمي ... حضرموت أولا....
هذا ما سيتم تناوله وتحليله في المقالة القادمة.

[email protected]