عاشوا قبلنا وشافوا وعشنا وشفنا ............

[سالم علي الجرو]

معذرة يا شيخنا الفاضل

عاشوا قبلنا وشافوا وعشنا وشفنا ............

ـ 1 ـ
حينما واجه ابن عبدات جبروت الإنجليز وعداء السيد الوزير تركوه بمفرده يواجه مصيره وهو يحمل لهم مشروعا ، وحينما أطاحت حركة 22 يونيو بالرئيس قحطان محمد الشعبي تركوه بمفرده وهو يحمل لهم مشروعا ، وحينما شرع التنظيم السياسي ـ الجبهة القومية في سجن واختطاف بعض رؤوس القبائل وسحل بعضهم وترويع الآمنين ومصادرة ممتلكاتهم تركوه يعبث حتى بالفكر والثقافة وربما الهويّة ، وحينما قاوم بعض رجال حضرموت منهم الشيخ: صالح عبد الحميد بن علي جابر تركوه يواجه مصيره .

ـ 2 ـ
سيقال دفاعا عن العجز وإيجاد تبرير لحال الضّعف: إنّها الحكومة المتهورة المدعومة بالقوة ، ومن يقوى على مقاومة حكومة؟ . كيف قاومها شيخ هرم ببنادق مع أولاده الثلاثة لأيّام ثلاثة ونجا؟

ـ 3 ـ
وتحققت الوحدة وبعدها كثر اللغط والغلط ولا من إقدام لتصحيح الغلط ، ولو قبلنا بالجمود والتخاذل فكيف نقبل بالإنشقاقات بين الصفوف عشائريا ومذهبيّا ومناطقيّا ومواقف. هل من جهل؟ لا ، كيف والقصيد يعبّر عن الحال بما يؤكّد الفهم الذي توزّح بين مديح دون رمزية وبين نقد في رمزية؟ . النفاق وعرفناه فهل ستحلّ الرمزية والإيماءات والإشارة مصائب قوم تتراكم وهم يهمسون . كيف والوعي الجمعي يعي سلبيات ويعرف عن الخطايا التي تدور ، وحسبه: ( أنا قلت وأقول في بالي ) .

ـ 4 ـ
لئن عشنا وشفنا كذلك قرأنا وأحسسنا ولا نحسب أنفسنا إلا قرّاء لأحوال بائسة تتوالى ......

ـ 5 ـ
وماذا يفعل الشباب الآن؟

هذا بعض مما نعايش ونشوف

يا شيخنا الفاضل سالم با عبّاد: لا نحتاج إلى تشخيص لأحوال فهي واضحة في هزالنا وتشرّدنا وضياع أجيالنا ، ولا نحتاج إلى توصيف فالمشهد واضح وقد بلغت الصور البائسة أوج كمالها ، لكننا نحتاج إلى نقد الذّات والوقوف أمام المرآة وبعدها نسأل أنفسنا:

كيف نعيش؟
ماذا ينبغي علينا أن نغيّره في المشهد لنراه بصورة أخرى؟

ـ 6 ـ
لا زلت صريع عنوان موضوع لامس المواجع التاريخية والجروح الغائرة وبات علينا الخروج من حال التشخيص والوصف وردّات الفعل إلى مباشرة العلاج وإلى الفعل .

حضرموت الكبيرة العملاقة في ذاكرة الغرباء أبدت ردّات فعل والساحات تغلي ، منها تشكيل مجلس أهلي يطالب بحقوق كتبت على ورق وقلوبهم شتّى .

هل علمت يا شيخنا أن حقوق أعطيت؟ .
فيما عدا العهود اللامعة ، عهود الأنبياء والصالحين لم نعلم عن حق جاء إلى صاحبه وإنما يؤخذ ولا يعطى ، فما فائدة النصوص؟ . بدلا من القول في البال صار القول على السطور . هذا الذي نعايش ونشوف في اللحظة الحاسمة والمفصلية في تاريخ بلادنا المخطوف .

ـ 7 ـ
عنوان موضوعك دراسة لمرحلة تاريخية من كافّة الجوانب والحيثيات ولا تريد أن يكون طويلا أو مفصلا إبتعادا عن الملل ... لا يمكن وإلا ستكون الدراسة ناقصة وسنخي بعض ما شفنا وعايشن وقرأنا وأحسسنا إتّقاء للملل ، ثمّ إنّ الملل من قراءة كلّ الصفحة ليس من صفات القارىء ، وإنّما هي حالات خاصّة ، فلا ينبغي أخذ مزاج الحالات الخاصّة على حساب التاريخ وحقائقه .

ـ 8 ـ
أعجب من جملة أو فقرة تخرج عن صلب الموضوع ولا يوجّه إلى صاحب نقد ، ويحصل على نقد من أخذ الموضوع باهتمام الدارس ومن يبحث عن كامل عناوين مرحلة تاريخية تفصل كامل الحيثيات .

ـ 9 ـ
معذرة شيخنا الفاضل ، لقد شرّعت الأبواب طلب للإثراء فكيف تقيّد من يظنّ أنّه يثري؟ .

ـ 10 ـ
إلى الآن لم نتاول المرحلة من وجهة الأعراف والتقاليد والثقافة الشعبية الحضرميّة ، المعروف عنها: الصّدق والنقاء والبراءة والأمانة فشطح بعضنا في ذمّها والطّعن في أمانتها وتشويه صورتها وتخوين ثقافتها في حين أنّ الأمم الأخرى تحترم موروثها ولا تأخذه بالإنتقائيّة والمزاج .