دعوة الى تجاوز الفهوم المغلوطة بالحراك وحول الحراك - بقلم : أبوحضرموت الكثيري

[ابوحضرموت الكثيري]

دعوة الى تجاوز الفهوم المغلوطة بالحراك وحول الحراك - بقلم : أبوحضرموت الكثيري

أبوحضرموت الكثيري - 03-03-2011


دعونا نبدأ بماجرى بالأمس في وادي حضرموت حيث خرجت جموع من شباب القبائل للتظاهر في الشارع العام (الخط السريع) الواصل بين مدينة سيؤن وشبام وبدأت بنصب الخيام للإعتصام مع الرئيس ومشروع الوحدة اليمنية .. كيف وقد تمكنا في محاولات لإقناعهم أو على الأقل التجميد لتمثيلهم للمؤتمر الشعبي العام والتحييد لمواقفهم ؟؟! وهو مادعانا للسعي في التفاهم مع البعض من قياداتهم ولمسنا إمتعاضهم وشرر العداء في وجوههم وخطابهم ضد الحراك الجنوبي لاسيما فيما أشاروا وكانوا يحتجون به في وجوهنا بخروج بعض الجموع من أبناء المناطق المحيطة بمدينة شبام قبل يومين يدعون بشعارات لفك الإرتباط المعهودة برع برع يا استعمار وما اليها غير انه قد زادهم شعار غريب وحقير بالطبع ألا وهو (ياقبائل يايهود حزبنا بايعود) ..

وبصريح العبارة وإختصار الحديث دون المقدمات دعونا ندخل لصلب الموضوع مباشرة والوقوف على القصور الصارخ والخطأ الجسيم الذي يبدو جلياً في خطى وتوجهات قادة وناشطي مجلس الحراك في بعض المحافظات وما أتخذ من حضرموت إلا إنموذجاً لهذا العجز في جمع صف الجنوبيين حول الحراك والمنطق يدعونا الى ان نعتب على نشطاء وقيادات الحراك طالما وأنها قد تكفلت بتمثيل هذا العبئ والأمانة لتمثيل الحراك حيث يُلمس عليها مركزياً الفشل في صياغة الخطاب الذي ينجح في توحد الجنوبيين إجتماعياً أولاً وجمع شمل توجههم السياسي ثانياً وعموماً ترونا نرى فيما نرى وكأن قياداتنا تتجاهل ان الجنوب فئات وتمايزات إجتماعية تقليدية حالة كحال غالبية المجتمعات العربية ، فما بالها تتجاهل هذا الأمر وقد مرت على الجنوب عهدين سياسيين قد عبثا أيما عبث في إطار هذه التمايزات الفئوية بالمجتمع الجنوبي بحسب المشاريع السياسية لكلي العهدين فكلنا يعرف ان هذا العهد يبدو متقوقعاً في فئات القبائل والمشائخ والتجار ورجال الأعمال والعهد الإشتراكي السلف كان يبدو متقوقع في فئات أخرى تحت شعار (حزب العامل والفلاح ) وفي الحقيقة ليس لكليهما خير يُذكر للفئات التي يبديا بالتقوقع والإنتساب إليها بل لكليهما زرع للشر والشرر لدواعي الفتن والتحاقد فيما بينهما .

وترونا هنا مُجبرين للعودة الى الأساس للإنطلاق نحو التشخيص السليم حتى نتمكن من إستدراك بعض الحلول والمخارج الناجعة ومن ذلك الاساس ترونا نرتكز على العهد الإشتراكي السلف إذ كان أول العهود العابثه في هذا الوتر الفئوي والتمايزات الإجتماعية حيث كان مُستغرقاً بالتوجه بالعداء الى فئات ومنها القبائل والمشائخ والعلماء والتجار ورجال الاعمال وما اليها من الفئات ولاتزال تلك الفئات لديها الفهوم المغلوطة حول اهداف ومسيرة الحراك الجنوبي ولايزال شائع لديها أن الحراك داعياً الى إعادة العهد الإشتراكي البائد وكما يعلم الجميع مابين هذا الإشتراكي وهذه الفئات الجنوبية عامة وتتعزز هذا الشيوع الخاطئة لديها بكون معظم قيادات الحراك الجنوبي في معظمها كانت في الأصل محسوبة قيادات للحزب الإشتراكي قبل الوحدة هذا من جانب ومن جانب آخر ان بعض ناشطي الحراك بحضرموت اليوم يُلحظ عليهم الحرص على إستقطاب أعضاء لفئات من فئاتهم فحسب .

وقد كانت محسوبة على الحزب الإشتراكي بالمديريات والمراكز ، ومن جانب ثالث وهذا قد نلمسه جميعاً ألا وهو سلوك التعالي الذي تبديه معظم قيادات مجلس الحراك التي تم رفدها بهذه الصفه أو المنصب من قيادات اعلى منها لتمثيل مجلس الحراك الجنوبي بمديرياتها ومناطقها وبدت تستخدم هذه المنزلة أوالمنصب في مجلس الحراك إستخدام إحتكارياً لها ولفئاتها وتتصرف وكأنها قاب قوسين أو أدنى من التحرر والإستقلال والعودة الى تولي زمام السلطة والتحكم بمصير الناس في هذه المديريات والمراكز ولهذا تراها اي هذه القيادات والقيادات الفرعية عازفه عن التوجه الى جمع شمل الناس في وادي حضرموت خاصة وبالتالي فهي عاجزة عن تحريك الناس والحراك في وجه المحتلين بل ويبدو لي شخصياً ان هذه القيادات تسير بالحراك الى حراك لفئات في وجه فئات أخرى هذا كما أسلفت على حسب ماهو سائداً بحضرموت والمهرة وأعتقد في شبوه ايضاً وهو ما يجعل الحال متأزماً ومُعقد للغاية .

فالعهد المدني المنشود هو التوجه الذي يحترم الحقوق والحريات المدنية والإجتماعية والسياسية ومنها الحق في تشكيل الأحزاب والتنظيمات والجمعيات والتجمعات السياسية والإجتماعية والأهلية كافة فما بال والقبيلة هذا البناء أو التجمع الأهلي بل وهو التجمع الفطري والتقليدي ، فالعهد المدني ليس ضد القبيلة بل يدعمها ويُقلل عليها الكثير من الأعباء وعلى سبيل المثال لا الحصر تراه يأخذ عن كاحلها عناء ومساوئ الثارات .

وتروني شخصياً بحسب متابعاتي أرمي بالعيب على هذه القيادات ومن فُرض ان يكونوا قيادات أو نشطاء للحراك بمناطق ومديريات حضرموت كون هؤلاء يُفترض منهم ان يتحلوا بروح الساسة وقادة الثورات والتي لا تقوى ولاتستقيم فعالياتها ولاتتفعل مسيرتها الا بتعبئة الناس الناس أجمعين ، فالجميع ينبذ الإحتلال غير ان للكل توجس من الآخر ومشروع آخر وصراحة تبدو الصورة قاتمه وعزوف مقبع أو عجز في مسالك التوفيق بين الشتات الإجتماعي أولاً والبلوغ بالإجتماع ولم الشتات السياسي الجنوبي ثانياً .

وإذن فالمخارج من هذه المعضلات المُعقدة تكمن في ان تتبرأ ثورة الجنوب عن النزعات الإحتكارية والإنتساب الى توجهات أو ماكانت معروفة عن التوجهات لصفة الأشخاص في قياداتها وتتوجه الى التشبث بالطابع الجماهيري الشبابي دون إحتكاريات في أشخاص أو فئات من دون فئات ، وعلى هذا الأساس ترون الجنوب بحاجة الى قوى شبابية متجردة من رواسب وعبثيات العهدين الباليين عهد جديد العهد المدني وترونا نقف برهة عند معاني العهد ( المدني ) إذ ان البعض يُخطئ في تفسير ( المدني ) ذاهباً الى تأويله على أنه معاداة للقبيلة وأمثال هؤلاء في تأويلاتهم تلك ليس منهم دعاة لعهد جديد عهد الحقوق والحريات والفعاليات المدنية بل وما تأويلاتهم تلك إلا تجسيداً لضغائن مكبوته في صدورهم ضد فئات ،

فيما العهد المدني برئ من هذه التأويلات ولاشك وما توجهاتهم تلك إلا شيئاً من التوجهات اليسارية المنبوذة عالمياً وعربياً بشكل خاص وكما بريئ منها الحراك الجنوبي ومسيرة التحرير الجنوبية المباركة وبرئ من تلك الرؤى والضغائن المريضة .. غير أنه متى تتجسد هذا الدواعي واقعاً ملموساً ويزال مع تجسدها أي فهوم مغلوطة وبدوري سوف أبذل قصارى جهدي في ذلك السبيل ميدانياً ومن الميدان بإذن الله تعالى سنتفق ونتوجه بالبيانات بذلك الصدد وبإذن الله لن تبقى أي دواعي للإلتباسات تماماً كما جرى وتجسد بالفعاليات الإحتجاجية السلمية التي شهدتها مدينة سيؤن يوم الثلاثاء المنصرم 01-03-2011 وإن كانت قد بدأت بشعار إسقاط النظام إلا أنها قد نجحت في جمع قلوب الجميع وتوحيد شعاراتهم التي إنتهت بالرفع مجتمعين برع برع يا إستعمار وشعارات الحراك المعهودة .