02-23-2010, 07:42 AM | #1 | ||||||
حال نشيط
|
قصيدة ليس الغريب من روائع شعر الزهد
القصيدة للتابعي الجليل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
يصف فيها حال الإنسان عند الموت وقد أجاد في وصفه حتى أبكى المتلقي رحم الله الطيب ابن الطيبين زين العابدين علي بن الحسين فلازالت الناس تترحم عليه كلما سمعوا أو قرأوا رائعته هذه وهذا هو النص لقصيدة التابعي الزاهد علي بن الحسين لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَــنِ ... إِنَّ الغَريبَ غَــــريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ إِنَّ الغَريِبَ لَـــــهُ حَــقٌّ لِغُــــــرْبَتِهِ ... على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ لا تَنْهَـــرنَّ غريبــاً حَـــــالَ غُربتهِ ... الدَّهْــــرُ يَنْهْــــرُه بالــــذُّلِ والمِحَنِ سَفَــــــري بَعيدٌ وَزادي لا يُبَلِّغَنــي ... وَقُــــــوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني وَلــي بَقايا ذُنـــــوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها ... الله يَعْلَمُهــــــا فــــــي السِّرِ والعَلَنِ مَـــا أَحْلَمَ اللهَ عَنــــي حَيْثُ أَمْهَلَني ... و قَدْ تَمادَيْتُ فـــــي ذَنْبي ويَسْتُرُنِي تَمُرُّ ساعـــاتُ أَيَّامـــي بِــــــلا نَدَمٍ ... ولا بُكـــــــــــاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حَزَنِ أَنَا الَّــذِي أُغْلِقُ الأَبْــــوابَ مُجْتَهِداً ... عَلـــى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني يَا زَلَّــــــةً كُتِبَتْ فــــي غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ ... يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ فـــي القَلبِ تُحْرِقُني دَعْ عَنْكَ عَذْلي يَا مَــنْ كــان يَعْذِلُني ... لَـــوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَــا بي كُنْت تَعْذُرُني دَعْني أَسِحُّ دُمُوعــاً لا انْقِطَاعَ لَهَــا ... فَهَــلْ عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَــــا تُخَلِّصُني دَعْني أَنُـــــوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها ... وَأَقْطَعُ الدَّهْـــرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَـــــزَنِ كَـــأَنَّني بَينَ تلك الأَهـــــلِ مُنطَرِحَاً ... عَلـــى الفِـــــــراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني كَأَنَني وَحَــوْلي مَــــنْ يَنُوحُ ومَـــنْ ... يَبْكِي عَلَـــــيَّ ويَنْعَانـــــي وَيَنْدُبُني وَقد أَتَــــوْا بِطَبيبٍ كَـــــيْ يُعالِجَني ... وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هــــــذا اليــومَ يَنْفَعُني واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها ... مِــن كُلِّ عِرْقٍ بِــــلا رِفقٍ ولا هَوَنِ واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها ... وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُــلُّ وانْصَرَفوا ... بَعْدَ الإِياسِ وَجَـــدُّوا في شِرَا الكَفَنِ وَقامَ مَـــنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ ... نَحْـــــوَ المُغَسِّلِ يَـــــأْتيني يُغَسِّلُني وَقالَ يا قَــــــــوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً ... حُـــــراً أَرِيباً لَبِيباً عَــــــارِفاً فَطِنِ فَجــاءَني رَجُـــــــــلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني ... مِـــــنَ الثِّيابِ وَأَعْــرَاني وأَفْرَدَني وَأَوْدَعوني عَلـــى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً ... وَصَارَ فَوْقي خَـــرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني وَأَسْكَبَ الماءَ مِـــنْ فَوقي وَغَسَّلَني ... غُسْلاً ثَلاثاً وَنَــــادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ وَأَلْبَسُوني ثِيابـــــــــــاً لا كِمامَ لها ... وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني وأَخْرَجوني مِـــــنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً ... عَلـــــــى رَحِيلٍ بِــــلا زادٍ يُبَلِّغُني وَحَمَّلوني علـــــــى الأْكتافِ أَربَعَةٌ ... مِـــــنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني وَقَدَّموني إِلـى المحرابِ وانصَرَفوا ... خَلْفَ الإِمَـــــــامِ فَصَلَّى ثمّ وَدَّعَني صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكــــــوعَ لها ... ولا سُجودَ لَعَــــــــــلَّ اللهَ يَرْحَمُني وَأَنْزَلوني إلــــــى قَبري على مَهَلٍ ... وَقَدَّمُــوا واحِــــــــداً مِنهم يُلَحِّدُني وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني ... وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِـنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني فَقــــــامَ مُحتَرِمــــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً ... وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِـنْ فَوْقِي وفارَقَني وقَـــالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا ... حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ فـــــــي ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا ... أَبٌ شَفيـــــــــقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنـــي وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ ... مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ مــا قَدْ كان أَدهَشَني مِـــــنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـــا أَقولُ لهم ... قَدْ هَالَني أَمْــــــــرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا فـــــــي سُؤالِهِمُ ... مَالِي سِوَاكَ إِلهي مَــــــنْ يُخَلِّصُنِي فَامْنُنْ عَلَــــــيَّ بِعَفْوٍ مِنك يا أَمَلي ... فَــإِنَّنــــي مُـــــوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهَنِ تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا ... وَصَارَ وِزْرِي عَلـى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْــــلاً لهـــــا ... بَدَلي وَحَكَّمَتْهُ فِــي الأَمْوَالِ والسَّكَنِ وَصَيَّرَتْ وَلَــــــدي عَبْداً لِيَخْدُمَها ... وَصَارَ مَــــــــالي لهم حِلاً بِلا ثَمَنِ فَــــــــــــلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها ... وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها... هَـلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ خُذِ القَنَاعَةَ مِـنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها ... لَـــوْ لــــم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْـــدَهُ ثَمَراً ... يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي...فِعْـــــلاً جميلاً لَعَــــــلَّ اللهَ يَرحَمُني يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً ...عَسى تُجازَيْنَ بَعْـدَ الموتِ بِالحَسَنِ ثمَّ الصلاةُ علـــــــى الْمُختارِ سَيِّدِنا ... مَا وَصَّا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ والحمدُ لله مُمْسِينَـــــا وَمُصْبِحِنَــــا ... بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَنِ |
||||||
02-23-2010, 05:48 PM | #2 | |||||
شاعر السقيفه
|
شكرا لك اخي احمد على النقل
جعلها الله في ميزان حسناتك هذه القصيدة كثير من الناس لما سمعها استقام لانها مؤثرة جدا مرة ثانية شكرا لك |
|||||
02-23-2010, 09:03 PM | #3 | |||||||
شاعر السقيفه
|
شكراااااااا على النقل المميز أخي احمد شهاب احسنت الاختيار وبارك الله فيك |
|||||||
02-23-2010, 09:53 PM | #4 | ||||||
بــــوجــــمــــعـــــان
|
شكرا جزيلا على هذا النقل الجيد وبارك الله فيك يالطيب احمد بن شهاب الله يحفظك
تقبل تحياتي ووافر تقديري واحترامي |
||||||
02-23-2010, 09:59 PM | #5 | ||||||
حال نشيط
|
تحياتى لجميع الزملاء
|
||||||
02-25-2010, 07:35 AM | #6 | |||||
حال نشيط
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|