المآزق تطارد المصابين من الجنود الأمريكان 22الف مصاب حالة 8000 منهم خطيره!!!

[الشبامي]

لاحظ أحد المعلقين أن قلة من الأمريكيين بدأت تكتشف العدد الكبير للمصابين من الجنود في العراق، ولا زال أغلب الرأي العام الأمريكي يعتقد أن الجرحى من قواته المسلحة لا يتجاوز عددهم المئات


العصر / لم يعد يخفى على المراقبين أن إدارة بوش تحجب عمدا عن الشعب الأمريكي العدد الحقيقي لخسائر قواتها وخاصة عدد وحالات الجنود العسكريين الذين جُرحوا في العراق.
وإن التقديرات حول عدد القوات المسلحة وجنود البحرية الذين تم إجلاؤهم طبيا من العراق في نهاية 2003 بسبب جروح "ميدان القتال" والأمراض أو لأسباب أخرى يتراوح من 11,000 إلى 22,000, شكلت صدمة بكل المقاييس، والآلاف من هؤلاء تعرضوا للتلف الجسدي أو النفسي لمدى الحياة, يحدث كل هذا خلال أشهر، حيث إن الحرب على العراق لم يمر عليها حتى الآن سنة!.
ولاحظ أحد المعلقين أن قلة من الأمريكيين بدأت تكتشف العدد الكبير للمصابين من الجنود في العراق، ولا زال أغلب الرأي العام الأمريكي يعتقد أن الجرحى من قواته المسلحة لا يتجاوز عددهم المئات. وعندما اتصل هذا المعلق بالمكاتب العسكرية والحكومية لمعرفة العدد الفعلي، أخبره متحدث باسم وزير الدفاع دونالد رمسفلد أن يتّصل بالقيادة الأمريكية المركزية في تامبا, فلوريدا، وهناك أبلغوه بأن عدد الجنود المصابين بخطورة والذين أُجلوا من العراق في نهاية 2003، يقدر بـ 8,848 ، لكن لم يكن لديهم أي رقم محدد عن جنود البحرية, جنود القوات الخاصة أو القوات الأخرى.
وقد شرح السيناتور تشاك هيجل - Chuck Hagel- ( جمهوري من ولاية نبراسكا), وكان محاربا قديما في فيتنام ونائب مدير سابق لإدارة قدماء المحاربين، كيف أنه حاول الحصول على معلومات معينة من وزير الدفاع رامسفلد, بما في ذلك إجمالي "ضحايا" الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق، وعن تعريف البنتاجون الرسمي للمصاب أثناء العمل؟ وكذا الإجراءات المتخذة لنشر هذه المعلومات؟، وبعد ستة أسابيع, تلقى هيجل الإجابة المثيرة : لا يتوفر لدى وزارة الدفاع المعلومات المطلوبة.
وقد لاحظ معلقون آخرون الاختلاف المفضوح بين عدد المصابين في المعارك، الذين أحصتهم القوات المسلحة وبين العدد الكبير من جنود الخدمة المجلين من العراق، فعلى سبيل المثال, أفاد تقرير نشرته مجلة ستارز آند سترايبز (Stars and Stripes ) الطبعة الأوروبية في 5 نوفمبر أن مستشفى لاندستهل العسكري في ألمانيا قد عالج أكثر من 7,000 جنديا أمريكا مصابا في العراق، هذا في الوقت الذي اعترفت فيه القوات المسلحة وسجَلت 2000 مصاب فقط!. وأخبر مستشفى لاندستهل (Landstuhl), الواقع قرب القاعدة الجوية الأمريكية رامشتاين الكبيرة, في 23 يناير الماضي أن مجموع الجنود الأمريكان الذين أُجلوا طبيا من العراق إلى ألمانيا في نهاية 2003 كان 9,433، بينما لم يتجاوز عدد المصابين الذين سجلهم الجيش في تلك الفترة 2750 تقريبا!. وفي حين ارتفع عدد المصابين خلال الصيف الماضي, فإن المسئولين العسكريين الأمريكيين بذلوا أقصى جهد لقمع أي مناقشة لمجموع الجرحى. واعتمدت القيادة العسكرية العليا في حجب حجم الخسائر الحقيقية عن الجمهور, على الإعلام الأمريكي. ولاحظت إديتور آند ببليشر على الشبكة (Editor & Publisher Online) في يوليو أنه بينما كان يُبلغ عن قتلى الحرب، فإنه تم تجاهل الكثير من الوفيات غير العسكرية وأعداد المصابين داخل وخارج المعارك. وأعلن السيناتور الديمقراطي بوب جراهام عن ولاية فلوريدا, عضو لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ, أنه حاول معرفة عدد الجنود الأمريكيين الذين جُرحوا في العراق, لكنه لم يتمكن من ذلك، "لأن الإدارة لن تنشر المعلومات"!. وقد وبخ كبار موظفي البنتاجون مسئولي الشؤون العامة الذين ينشرون أعداد الضحايا. ويبقى أن عدد إصابات المعركة بعيد عن الأرقام التي تُسرب.
وأكدت جريدة "أوبزرفر" (Observer ) البريطانية في 14 سبتمبر أن :"المقياس الحقيقي للضحايا الأمريكيين في العراق يُكشف اليوم بأرقام جديدة تظهر أن أكثر من 6,000 جندي أمريكي قد أُجلوا لأسباب طبية منذ بداية الحرب, بما في ذلك أكثر من 1,500 جندي أمريكي جُرحوا وحالتهم خطيرة, وستصدم هذه الأرقام أمريكيين كثيرين يعتقدون أن عدد الضحايا في الحرب في العراق محدود". ويُعد مارك بنيامين من المنظمة الدولية للصحافة (UPI) أحد أكثر الصحفيين اجتهادا في متابعة مجموع من أُجلوا من العراق بدقة. وفي 19 ديسمبر, أفاد بنيامين أن ردا على طلب من يو بي آي، كشف البنتاجون أن 11,000 أمريكيا مصابا تم إجلاؤهم من العراق. واعترف سكوت دي . روس (عقيد في قيادة نقل القوات المسلحة الأمريكية) بأنه تم إجلاء 3,255 مصابا أمريكيا في المعارك و18,717 إصابة في غيرها, ومجموع 21,972 جنديا.
وما إن يعودوا إلى الولايات المتحدة، حتى يُخزن المصابون في العشرات من المرافق الطبية العسكرية في جميع أنحاء أمريكا، وسط تجاهل الإدارة والإعلام، فالمآزق تطاردهم في العراق وفي بلدهم!.