المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب الكلام
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


متاهات الحب ومراتبه: ستون كلمة عربية من أجل قول أحبك !

سقيفة عذب الكلام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-29-2007, 11:35 PM   #1
غالي الأثمان
حال قيادي

متاهات الحب ومراتبه: ستون كلمة عربية من أجل قول أحبك !

لا شيء يحمينا من الموت،
سوي المرأة ...و الكتابة...
((نزار قباني ))


عندما قررت الباحثة فاطمة المرنيسي اصدار كتابها القيم حول الحب ،سنوات الثمانينات (1)، كانت تعرف تمام المعرفة ،أنها تدخل قارة مظلمة تستدعي التبحر وسبر أغوار الكثير من المجالات ،من أجل فهم ماهية الحب ومنعرجاته الاشكالية. فليس من السهل أن ندخل مملكة الحب، فهي المليئة بالمقالب والمتاهات والمنزلقات التي لا حصر لها. فالحب يتجلي في احد أركان ماهيته، في منزلة بين المنزلتين، أي بين حالة وأخري مغايرة، ولا يمكن الوصل بينهما الا تجاوزا أو مغامرة اجرائية أو حبا في التبسيط. فابن حزم يقول عن الحب في كتابة الجميل والمشوّق طوق الحمامة في الألفة والآلاف، الحب ـ أعزك الله ـ أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها الا بالمعاناة. وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، اذ القلوب بيد الله عز وجل . وبين الهزل والجد تكمن روح الحب ومقاطع شطحاته المفتوحة علي أكثر من تأويل.
وللحب معجم وعلامات وكلمات متشابكة المعاني. فلغته الاشكالية تنكشف بمجرد بحثنا في تاريخ العرب مثلا، لنصل الي ابداعاتهم اللغوية المحكومة بثنائية الدلالات والمدلولات. فقد ابتكروا أكثر من ستين كلمة من أجل قول عبارة أحبك . فها هي فاطمة المرنيسي تركب صهوة ابن قيم الجوزية (2) الذي يقول في روضة المحبين ونزهة المشتاقين، ان اللغة العربية تضم ستين كلمة للتعبير عن حالات الحب. ويعلق ابن قيم علي هذا الغني الدلالي، بكون هذا التعدد المرتبط بالمسمي في لغة معينة، يبرهن علي أن الرغبة في الفهم كانت جد قوية. فبغية الاتصال والوصول الي كنه حالات الحب عند العرب، تم افراز هذا الزخم من الكلمات التي نورد أهمها. فجوهر معني الحب يتحقق بالمرور عبر معاني عديدة كالمحبة، العلاقة، الهوي، الغرام، الوجد، الشوق، الاكتئاب، الحزن، الأرق، الاستكانة، الجنون، الهيام، الولع ...الخ. فلو توقفنا عند كلمة واحدة من حجم العشق، لما غرقنا في بحر من المعاني. وفي احدي دلالات هذه الكلمة، يقول الجنيد، بأن معني العشق هو قمة الجبل، ولذلك، لا يمكن أن نستعمل كلمة عشق في حياتنا اليومية الا اذا تطور الاحساس في علاقتنا بالمحبوب، وتحقق بسرعة(3).
وللحب متاهاته الاشكالية، فهو غير واضح المعالم، ان روحه زئبقية. يقول ابن حزم في هذا السياق، لقد اختلف الناس في ماهيته وقالوا وأطالوا، والذي أذهب اليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع . أما علامات الحب فهي لا تخرج عن هذا العالم المبهم. فلو جرب الانسان مرة واحدة أن يقبض بناصية احساس حبيبه، لتوصل الي حقيقة مفادها، أن الجنون أو الولع أو أي اضطراب يسببه داء الحب الجميل ،هو سر يقف وراء سلوكات نقول عنها ملموسة ومحسوسة. فأهم الأشياء لا تراها العين المجردة ،كما يقول أنطوان دي سانت ايكسوبيري. ان علامات الحب بادية في ظواهرها ،خفية في جوهرها. فاذا كان العقل عاجزاً عن فهم النومين (الشيء في ذاته) بلغة الفيلسوف الألماني كنط ،فان الحب يستعصي علينا فهم جوهره عن طريق العقل.
الحب وأنواعه يدعونا الي التوقف مرة أخري، ولا يتركنا رهن لحظات شرودنا. فهناك أنواع كثيرة، حب عذري يستوقفنا مثلا، وقد عرفه العرب في الشعر، باعتبار أن هذا الأخير ديوانهم الأول. فالمرأة التي تكون موضوع الحب العذري كما تقول المرنيسي، هي تلك المرأة المتزوجة بزوج، ليس ككل الأزواج، بل هو ذلك الرجل الثري.
العذرية هي أن نحب امرأة ترتبط برجل آخر، والشاعر العذري حسب تصور عالم الاجتماع التونسي طاهر لبيب جديدي، كانت له ميولات مازوشية ،أي أن ما يثيره هو رفض المرأة المحبوبة(4).
واذا استمرت مغامرتنا داخل ملكة الحب والمحبين، سنتوصل الي نوع مغاير من الحب. والأمر يتعلق بالحب الالهي الذي له مكانة في تاريخ الانسان. ولعل أبرز مثال نجده مع المتصوفة الذين عبروا عن هذا النوع من الحب. فالقطب الصوفيّ محي الدين بن عربيّ يقول:
أدينُ بدينِ الحبّ أنّي توجهتْ
ركائبُهُ، فالحبُّ ديني وايماني
أما رابعة العدوية فصرختها وعشقها الالهي ما زال حاضرا، وكأنها نحتت بحروف من ذهب تلك الأشعار التي تقول فيها:

أحبك حبين ،حب الهوي
وحبًّا لأنك أهلٌ لذاكا
فأمَّا الذي هو حبُّ الهوي
فشُغلِي بذكرك عمَّن سواكا
وأمَّا الذي أنت أهلٌ له
فكشفُك لي الحُجبَ حتَّي أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
ورابعة العدوية خاطبت الذات الالهية قائلة:
عرفت الهوي مذ عرفت هواك
وأغلقت قلبي عمن عداك
وقمت أناجيك يا من تري
خفايا القلوب ولسنا نراك

واذا تطرقنا الي لعبة المزج بين أنوع الحب، فنستشف أنها حاضرة بقوة في تاريخ الممارسة اليومية. فالفصل بين لغة تهدف الي وصف الجسد، واحساس يتوخي الامساك بقبضة الروح يظل صعبا. فالتداخل وارد ويشكل نقطة أساسية في سلم درجات الحب. فالوجه المشرق كالصبح، والمشية المثيرة، والشعر الأسود الفاحم كالليل، والجبين الناصع كالبدر، والعينين الواسعتين الكحيلتين، والجيد الذي يضاهي جيد الغزالة، والصدر الناهد النافر وكلّ رعشة من رعشات الشفتين المكتنزتَين،كلها لا ينفصل فيها الجسدي عن كل من الرمزي والروحي. ولعل ما قاله لنا أمير الشعراء في العصر الجاهلي، امرؤ القيس، يعكس بجلاء صورة حية عن الحب في دلالاته المختلفة. ففي معلقته الشهيرة يرد امرؤ القيس:
ومثلـكِ حُبلي قد طرقتُ ومُرضعٍ
فألهيتُها عن ذي تمائمَ محولِ
اذا ما بكي من خلفها انصرفت لهُ
بشِـقٍّ وتحتي شقُّها لم يُحوَّلِ


وبين حب الجسد الذي يدقق فيه الحبيب في مفاتن ومحاسن المرأة الجسدية ،وحب الذات الالهية مرورا بدرجات وأبعاد الحب اللامتناهية، يكمن سر وجود لغة الحب، القابع وراء الكلمات والصور والممارسة التي يطوقها اليومي بانكساراته وآهاته الواقعية.
يسبب الحب الكثير من الزوابع، حيث تظهر عدة حالات بشـــــرية متنــــــوّعة، من شوق واستعطاف، وغضب، وغِيرة، وحنان وغيرها من الهواجس والأحاسيس العابرة، التي لا تُقاوم لعنة الزمن بأي حال من الأحوال. انها تنحل لتقوم مقامها زوابع أخري الي أن ينتهي سفر الحياة.
أن نتطرق الي مفهوم الحب ومتاهاته ،معناه ولوج عالم الاثارة. السؤال هو: هل الاثارة فطرية طبيعية أم مكتسبة ؟ سؤال حاولت الباحثة فاطمة المرنيسي الاجابة عنه. فهي تقول: ان معني الاثارة ـ بناء علي تجربتها الشخصية ـ هو الانتباه الي الآخر (5) فالاثارة تنقسم الي ما هو بيولوجي، نفسي وسوسيولوجي، الا أنها تناثر بثقافة المجتمع وشروطه وخطوطه الحمراء. فحسب ابن خلدون، لا يجب علينا أن ننسي دور المناخ في تحديد مكانة وطبيعة الاثارة في مجتمع من المجتمعات. فما يثير الانسان الصحراوي لا يمكن أن يثير من يعيش في شمال القارة الأوروبية. وفهم الاثارة يستدعي حسب المرنيسي البحث في جذوره. فالاثارة في رأي الباحثة بمثابة لعبة تشبه تلك اللعبة التي تربط الحياة والموت مع الرغبة.
الحب والجمال

الحب والجمال يشبهان الأختين الرضيعتين. فعلاقتهما كانت في صلب اهتمام الكتاب والفلاسفة منذ زمن بعيد. فتطور علم الجمال منذ عهد الاغريق حتي اليوم، بدأ في اللغات الأوروبية Esthetic (استيك) وهي مشتقة من الكلمة اليونانية asthesis وتعني الشعور أو الحس. ويعد علم الجمال من أقدم العلوم التي تطرق لها الفلاسفة والمهتمون بشؤون الفن والفكر والأدب. ولذلك، لا مناص من استحضار أحد ركائز الكلام الفلسفي عن الجمال والحب. واقصد بذلك، الفيلسوف اليوناني أفلاطون من خلال محاورة المأدبة أو في الحب (6) فهو يبيِّن في هذا المحاورة، التي جري تأليفها في العام 384 ق م، كيف أن الوصول الي الحقيقة يمكن أن يتحقق بطرق أخري غير العقل، لأن هناك الـقلب، الذي يسمح لنا بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي الي مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.
والمحاورة تختزل في قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة قام سقراط، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متحاشيا الوقوع في شرك الجدال، متمسِّكًا فقط بالحقيقة. فيستعيد كلمات ديوتيما، كاهنة مانتيني، للتأكيد علي أن الحب هو عبارة عن شيطان وسيط بين البشر وبين الآلهة. فالحبُّ الأرضي يقودنا الي الحبِّ السماوي. وهذا هو معني ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي.
فاذا كانت محاورة المأدبة تعلمنا كيف نرتقي من حبِّ الجسد الي حبِّ النفوس الجميلة، فان الفيلسوف الألماني فريديريش هيغل يضع الفن ومن خلاله الجمال في صف واحد مع الدين والفلسفة، ويصبح الفن بذلك أحد الطرق لمعرفة حقائق الروح الكلية. فهو يعتبر أن الجمال الذي نبدعه بوعي منا كأعلي أشكال المطلق أو الروح ،و لهذا فانه يضع جمال الطبيعة خارج اطار جمالياته: يقول هيغل، اننا محقون في افتراضاتنا أن جمال الفن هو أعلي من الطبيعة ،فجمال الفن جمال مبدع، مولود جديد للعقل، وبمقدار ما يبدو الروح ونتاجه أعلي من الطبيعة وظواهرها، كذلك يبدو الفن أعلي من جمال الطبيعة .
معايير ومقاييس الجمال ترتبط باختلاف البيئة والثقافات والمحيط العائلي. فالجميل في مجتمع ما يعد قبيحا في بيئة مغايرة. وبالتالي، يسقط البعد الجمالي في نزعات ذاتية لا يمكن أن توحدها قواعد معينة. أما علاقة الرجل بالمرأة فتظل بؤرة أساسية ،لكنها مطوقة بخصائص اليومي ورهاناته المتعددة. أما ما يتجاوز ذلك، فهو في ارتباط بالجميل في ذاته أو الجمال الطبيعي الذي لا يخرج عن منطق الموضوعية النسبية أو الذاتية المطلقة. لقد حاول الفلاسفة طرح السؤال حول ما اذا كان الشيء جميلاً لأنّه يتوفَّر علي خصائص الجمال وصفاته فيراه كلُّ انسان جميلاً، أم أنّ الحكم علي الجمال ذاتيّ يختلف من فرد الي آخر طبقاً لخلفيّاته وميوله وذوقه؟ تتعدد الاجابات مما يفتح أمامنا نافذة فلسفية واجتماعية ،تؤسس لمقدمات تدور حول البحث والتنقيب في خفايا الجمال وعلاقته بمتاهات الحب.

خلاصة أولية:

اذا كان للحب متاهاته المختلفة، ولممارساته الاجتماعية خصائصها الزئبقية التي تظل نصا مفتوحا علي القراءة والبحث، فان لعبة المغامرة لفهم ما لا يفهم في الحب، تظل رهينة الرغبة في الامساك بالمجرد، ورهان علي الحقيقة، حقيقة الحب المفقود.

ہ صحافي وكاتب مقيم بموسكو/محمد نبيل
[email protected]
هوامش:
1ـ L'amour dans les pays musulmans, ژditions Magrژbines, 1986, Casablanca, Maroc.
2ـ ورد في كتاب فاطمة المرنيسي، مذكور سابقا، ص 23
3ـ فاطمة المرنيسي، مذكور سابقا، ص 25
4ـ فاطمة المرنيسي، مذكور سابقا، ص 37
5ـ فاطمة المرنيسي، مذكور سابقا، ص 45
6ـ الموسوعة الحرة وكيبيديا.
QMK
0
التوقيع :
أغنية حيا ليالي جميلة ( ان جئت با آخذك حيلة ! مانا من أهل الحِيَلْ )

http://www.youtube.com/watch?v=ujEJu...eature=related

التعديل الأخير تم بواسطة غالي الأثمان ; 09-29-2007 الساعة 11:37 PM
  رد مع اقتباس
قديم 09-30-2007, 12:08 AM   #2
عبدالقادر صالح فدعق
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية عبدالقادر صالح فدعق

افتراضي

خليك في هذي الروائع اللي تفتح النفس وتخلي ينبض أضعاف نبضه الإعتيادي وتجري الدورة الدموية ..

دمت غالي وحبيب
  رد مع اقتباس
قديم 09-30-2007, 03:05 AM   #3
غالي الأثمان
حال قيادي

افتراضي

حاضر اخوي ههههههههههههههههههههههههههه

يضرب الحب شو بيذل .
  رد مع اقتباس
قديم 10-24-2007, 01:37 AM   #4
وضحة
حال جديد

افتراضي

واالله انه بيذل

تسلم اخوي
  رد مع اقتباس
قديم 10-24-2007, 02:11 AM   #5
غالي الأثمان
حال قيادي

افتراضي

الله يسلمك اختي .

صدقتي .

مرورك اسعدني وجددتي الموضوع الذي كان نسيا منسيا ودخل ركام المواضيع المنسيّة .
  رد مع اقتباس
قديم 10-25-2007, 02:22 AM   #6
وضحة
حال جديد

افتراضي

ماأنا إلاعضوة جديدة في السقيفة وقريت الموضوع وعجبني
وماحبيت اقرأالموضوع بدون ماأرد واشكرك على الكلام الرائع
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-2007, 06:12 PM   #7
aljohery.com
حال جديد

افتراضي

يسلمووووووووووووووونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أجمل ماقيل عن الحب نديم سقيفة عذب الكلام 10 12-03-2009 09:55 AM
حديث الخميس الحلقة الثانية عشر (( كلمات دخيلة على لغتنا الحضرمية )) ...!!! أبوعوض الشبامي تاريخ وتراث 15 10-24-2009 01:11 PM
الحب بئر عميق اشرب منها واحترس منه ابوبروج الســقيفه العـامه 0 10-22-2009 07:17 AM
اذا اردت ان تعرف انك فى دولة عربية عدن الام الســقيفه العـامه 2 10-16-2009 12:05 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas