03-11-2008, 12:39 PM | #1 | |||||
حال قيادي
|
شجرة البن وأخواتها بلّغوا عنّا اليمنيين !!!صور بالداخل
كان " اليمن" قديما اسما يعرف بالحضارة والتاريخ وبلد المحصول النقدي الرابح " البن " ، أما اليوم فلم تذكر اليمن إلا ويذكر للأسف " القات " حليفا لها وتابعا لأوصالها.
البن محصول نباتي يتراوح طول أشجاره من (4.5 - 6) أمتار تقريباً، أوراقه خضراء ناعمة تحتضن تحتها أزهارا بيضاء نجمية، وساق خشبي وجذور غارقة في الأرض، وهو محصول نقدي عرفت اليمن بتجارته منذ القدم. وقد حمل البن منذ أوائل القرن السادس الميلادي وحتى منتصف القرن التاسع عشر اسم ساحل اليمن" المخا" دلالة على وحدانية المكان المصدّر والكمية الكبيرة الصادرة من ذلك الساحل إلى شتى أنحاء العالم، واستمر هذا النبات في عطاءه الطيب لليمنيين وبلادهم حتى ظهور شجرة القات الخبيثة الوافدة من القرن الإفريقي لتجد لها قلوبا فسيحة وصدورا رحبة وأياد راعية فانتشرت بسرعة فائقة كانتشار النار في الهشيم، وساعدها على الانتشار أكثر سهولة زراعته والمناخ المناسب وهو نفس مناخ البن.. و للبن اليمني عدة أصناف هي: التفاحي والعديني والدوائري والبرعي، وهي الأكثر انتشارا في البلد، كما أن هناك أنواعا أخرى تحمل أسماء مختلفة نسبت إلى المناطق التي تزرع فيها كاليافعي والحمادي، والحيمي والبرعي والحرازي، والمطري وهو أفضلها. غير أن هذا المحصول انتكس وقل الاهتمام به بشكل ملحوظ بعد ظهور القات الذي اكتسح (70%) تقريبا من الأراضي التي كان يزرع فيها البن، وقد وصلت نسبة زراعة القات حاليا إلى (33%) من إجمالي الأراضي اليمنية الصالحة للزراعة، كما يتم إنفاق أكثر من مليار ريال يوميا، وبهذا التهافت القاتل والإهدار المالي الكبير ارتفع عدد أشجار القات إلى ما يقارب(260) مليون شجرة، وبهذا الاكتساح الجائر نادى الكثير من الكتاب والمزارعين من السكان بوجوب عودة زراعة البن والنظر في أمره لما آل إليه هذا المحصول اليمني، فتحركت بعض الجهات المعنية بالأمر ولكن لم يصل دورهم إلى ما هو مطلوب من تقلص انتشار القات. ولسوء شجرة القات تم التحذير منها من قبل الكثير من الأطباء وذوي العقول الواعية لما تحمله من أمراض جسدية واقتصادية ومجتمعية معقدة ونادرة المعالجة وخطيرة التفشي كالتهاب اللثة المزمنة المهددة للحياة بوصولها إلى سرطان باطن الفم بسبب الإستخدام الهائل للمواد الكيماوية المحظورة عالميا، وتخلخل الأسنان نتيجة الضغط عليها، وانقباض اللثة وانكماشها المؤدي للانكشاف المسبب لحساسية الأسنان والألم والتسوس، أيضا مسبب رئيسي لعسر الهضم وفقدان الشهية، كما يشتت شمل الأسرة الواحدة ويجعلها مفرقة، وإضاعة ساعات طويلة من الوقت، ويهلك ميزانية الأسرة حيث وصل الإنفاق إلى حوالي(60%) من الميزانية، هذا على المستوى الصحي والمجتمعي أما على المستوى الاقتصادي فهي سيئة للغاية، فتقليص المزارعين ـ وخاصة في المناطق المرتفعة المناسبة لمناخ القات ـ من زراعة الحبوب والفواكه والمحاصيل ذات القيمة الغذائية والاقتصادية يجعل البلد يتأئر بكل ما هو بسيط من ارتفاع لأسعار مواد الغذاء أو انقطاع الواردات من الدول الأخرى، والدخول ضمن المجتمعات القائمة على الغير لا على الاعتماد النفسي والاكتفاء الذاتي، وقس على ذلك الجفاف الذي يهدد بعض المناطق الزارعة للقات ومنها صنعاء، فقد قدرت كمية المياه المستهلكة إلى(70%) من الموارد المائية. وللخروج من هذه الأزمة القاتلة وضع العديد من الكتاب والمحللين مخارج وحلول تؤدي إلى تقليص هذا المحصول كتشجيع المزارعين بإعطائهم قروضا وتوفير الإمكانات اللازمة لزراعة المحاصيل ذات النفع الطيب والمردود المربح، وإقامة الندوات الثقافية التوعوية بمخاطر هذه الشجرة وسلبياتها على المواطن والدولة، أيضا الرجوع إلى العقل والتفكير بجدية وعمق واستنباط المحاسن والمساوئ والحكم لأقوى الحكمين. وأخيرا لنلتفت أيها اليمنيين ولعلها المرة المجدية وليرق حالنا على حالنا ولننظر إلى عهدنا وما كان فيه من محصول نباتي مثمر، فهو ينادي ومازال ينادي منذ حوالي (400) سنة وهو عمر ظهور القات تقريبا.[] الكاتب / عبدالله سالم سعيد / اليمن الجزيره توك |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة غالي الأثمان ; 03-11-2008 الساعة 12:45 PM |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|