كفى هراءً أيها الـــ...( شعر )

[باجرش]

يطالعنا الشعراء الحداثيون كل يوم بكثافة و تعالي ويتابعوننا من كل حدب وصوب بقصائدهم الحداثية التى تهدم كل شي فينا ويغزونا ينظرياتهم في الروايات والمسرحيات والاعمال الادبية الاخرى وحتى افلام الكرتون وما من عمل فني تسمعه او تشاهده او تقرأه من هؤلاء مهما كان بسيطاً هو يحمل نفثه من سموم منهج أوفكر لمدرسة من تلك المدارس الهدامة وفي غياب شبه تام للأدب الرصين وتغييب له واستهجان لقدره مع وجود عدم استشعار منا لاهميته ونحن نمطر بوابل من الافكار التى نظنها جزافاً وهي سهام مسدده لا تخطي سيما ونحن غالباً صدورنا عارية من الدروع الواقية.
تلك محاولة لكشف هؤلاء والمستترين خلفهم و الناعقين بما لا يدرون منهم .

كفى هراءً أيها الحدثاءُ = ما الشعرُ الا حكمةٌ وحداءُ
أفسدتموهُ بزعمِكم تحديثِهِ = فغدا لقيطاً مالهُ آباءُ
ولَويتمُ الأعناقَ في تغريبهِ = وهو الأبيُّ الحرُّ حين يراءُ
وغدا يلف الذُّلُ صفحةَ خدِّه = ويقول قولاً ماله إصغاءُ
هل تعلمون بأن ذلَّه ذلُّكم = وبه عُرفتم أيها الغرماءُ
العُرْبُ أربابُ البيان وسحره = وبه تنزل للعبادِ ضياءُ
فأتاه من قبسِ النبوةِ جذوةٌ = وعلاهُ من نور الالهِ عُلاءُ
وهو الذي للضادِ أنشد حبَّه = وتوردت في روضِهِ الغبراء ُ
رقراقُ فيَّاضُ المعاني نُبْلهُ = وهو لداءٍ بالعقولِ دواء ُ
فكسيتم الانوارَ ظُلمةَ حائرٍ = وطغى على لبسِ الثمينِ عَراءُ
وتفلتتْ حُلو المعانيِ عنكمُ = وتخلفت في رحلكمْ عرجاءُ
أدخلتم الأسماكَ بحرَ قصيدِكم = وتلبستْ أنفَ السديمِ حذاءُ
وغدا جمالُ العقل بعضَ تخلفٍ = وحضارةُ الإنسان فيه غباءُ
فيزيدنا نصُّ الجنون صفاقةً = ويصيبنا من حيرةٍ إغماءُ
فنعيش في (الاّوعي) ما كتبوا لنا = واذا انتبهنا زادنا الإعياءُ
هذا الذي نجنيه من حُدثائنا = مشياً على زلقٍ به ظلماءُ
وتصارعت فيكم مذاهبُ عدةٌ = في الكفرِ يتفقُ بها الفرقاءُ
فلكم من الإغريقِ نفثُ "بوالُوَ" = حين اتبعتم ما روى القدماءُ*
قدستم ُ "فولتيرَ" في مذهبه = في العقل دون الوحي يا سفهاء*
ولكم من المأفون "روسو" آهةٌ = تُلغَى بها الأخلاقُ والفضلاءُ*
وتغيبُ في قعرِ الظلالِ مذاهبٌ = قد أبدعتها "المادةٌ الصماءُ "
رفعوا شعارَ "إلهُنا واقعنُا " = ووجودُنا بوجودنا معطاءُ*
فتنكروا للغيب وهو يحيطهم = وتلفُّهم من فيضه النعماءُ
وتمرد "البرناسي" عن سابقهِ = فأتى بكفرٍ ماله سُبقاءُ*
فشقى واشقى كل من يتبعهُ = عبثيةً تسعى بها الفحشاءُ
قد جُنَّ تاللهِ الملأ من بحثه = وأتاهُ من ذاك الجنونِ خواءُ
وتقيحت في جوفه بُؤرُ الشقا = واحتار هل بعد الهجير إواءُ
صنمٌ أتى وهوى على سابقهِ = وأتى مع الصنم الجديد رُغاءُ
وطَلَوا سمومَ الكُفرِ بعضَ حلاوة = سطحيةٍ يلهو بها السطحاءُ
فأتى مع الرمز السوادُ مقدمٌ = رفُع له بين الظلام لواءُ
عشقوا الظلامَ لأنهم كفتيلةٍ = خجلت لنورِ الشمس حين يضاءُ
فبدا "لبودليرَ" الغموضُ فصاحةً = والسكرُ صحواً ماله إغواءُ*
وهو الذي قد مات شرقةَ سُكره = وهو الذي والعهر منه وباء
وبدا "لفرلينَ" الجنونُ محبباً = كيما تذوب َ بخلطهِ الاشياءُ*
وسعوا الى المجهول بُغيةَ منقذٍٍ = وتطاولوا في الروح وهي براءُ
وتتابعوا في الرمز حتى أغرقوا = وتكسرت في طحنها الأرحاءُ
فأتت من السريال صرخةُ هالكٍ = مطحونةٌُ منثورةٌ وهباءُ
حريةٌ في فكرهم أم كفرهم = أم عينهم عن زيغهم عوراءُ
هم يدَّعون على الجمالِ بحبه = كيف وانتم للجميلِ عِداءُ
أن كان قد غُمَّ الجمالُ بأرضِكم = فهو بروضِ المؤمنين سناءُ
فهو مع الادب الرفيع تألقٌ = وهو مع الشعر البديع بهاءُ
وله مع العقلِ الرشيدِ روائعٌ = وله مع الحقِّ المبينِ جلاءُ
وله مع الاشواقِ زفرةُ عاشق = وله مع القلبِ العليل شفاءُ
وله مع الروح الأمانُ محققٌ = تهجعُ فيه ما يحين نداءُ
هذا هو الاسلام أسعدَ حاملاً = ومجاوراً ما زال عنه غشاءُ
وله مع الايامِ وعدٌ منجزٌ = يأتيهِ حتماً ليس فيه مراءُ
ويزول من رهج الغيوم كذوبُها = ويزول من زبد السيول غثاءُ
فأدم صلاتك ما حييت على الذي = أرواحُنا لثرى حماهُ فداءُ

"بوالُوَ"
هوالفرنسي نقولا بوالوا واضع قواعد المذهب الكلاسيكسي في الادب وأحد رواده الكبار والذي يقوم على تقديس القدماء الأغريق والرومان (الوثنيين ) متجاوزاً حتى المسيحية وخارجاً عليها

"فولتيرَ"
وهو ايضاً من رواد المذهب الكلاسيكي العقلاني والذي ينقض سابقيه في المذهب من تقديس القدماء ولكنه قدس العقل وانكر ماعداه من وحي وموروث وخبرات

"روسّو"
هو الفرنسي جان جاك روسّو رائد من رواد المذهب الرومانسي المثالي والذي ثار على الكلاسيك واطلق للعاطفة والاحاسيس العنان وجعل لها المرجعية في الادب دون اللجو الى عرف او خلق او دين فمهد لظهور المذاهب الاباحية من بعده

"البرناسي"
هو مذهب رفع شعار الفن للفن ولا هدف منشود من الأدب لا دين ولا اخلاق ولا حكمة او وعض لانه هو الهدف وهو ينسب الى جبل برناس جبل آله الشعرعند الوثنيين اليونان وهو بذلك تمرد على كل المذاهب السابقة ووطأ للمذهب الرمزي والسيريالي من بعده

"بودليرَ"
رائد من رواد مذهب الرمزي مع الامريكي" أدجار الان بو" و بودلير هذا عرف عنه السكر الدائم والاغماس في العهر حتى مات متأثراً بمرض الزهري وكان يكتب الشعر للمتعة والعبث وهو في سكر تام متأثراً برواد البرناسي وكذا قلده الكثيرون من المحدثين اليوم فهو الاب الأكبر لكل الحداثيين في العصر الحديث الذين يكتبون للرمز والغموض وبصورة عبثية وفي غياب عن الوعي ويسمونه عندهم عبقرية الاوعي والبحث في المجهول

"فرلينَ"
وهو بول فرلين وهو شاعر رمزي تشرب البرناسية ودعى الى النغمة اليائسة في الشعر وبرمزية مطلقة.



ودمتم أحبة اعزاء

[طالب النعماني]

احسنت
شكرا لك جميل جدا
والجود من الماجود

[الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باجرش

العُرْبُ أربابُ البيان وسحره = وبه تنزل للعبادِ ضياءُ فأتاه من قبسِ النبوةِ جذوةٌ = وعلاهُ من نور الالهِ عُلاءُ وهو الذي للضادِ أنشد حبَّه = وتوردت في روضِهِ الغبراء ُ رقراقُ فيَّاضُ المعاني نُبْلهُ = وهو لداءٍ بالعقولِ دواء ُ

احسنت اخي باجرش
كلمات من ابدع مايكون
اشتقنا لك واشتقنا لأبداعاتك اخي محمد فلاتبخل على السقيفه وحلانها !!

[باجرش]

شكراً لكم ونحن في شوق وحنين تتجدد باللقاء دائماً اخوي الشبامي وبو راضي للسقيفة وحلانها