نياط القلب

[توام الحزن]

اما انَ للايام ان تتبسمَ= اما انَ للاحلام ان تترسمَ
وان ينطق الصمت البهيج =يرى لنا بصيص من الامال ان يتجسمَِِِِ
وان شخصت ابصارنا=نحو بلده تراقصت العيِِِِِِِنان واليد والفمَ
وان رمدت احدقنا من تحمس=ِِِِِِِِِِفقدنا الدواء ولم يفدنا مرهمَ
اطلي علينا وبسمي=ازيحي ستار الحزن والهم والغمَ
لعلى عليل يشفى من بعد عله=اصابت نياط القلب حتى تهدمَ
قتيل جريح القلب حيرانَ لم انم=اقلب طرفي في الروى متكمَ
فهل ياترنا نلتقي بعد فرقه=لعمري فقدنا ادعج العين ادهمَ
فلا لاتلمني انما الحزن هاله= هجوم ونار في الحشاء تتضرمَ
ولا عيشه احلى وانقى من التقى=وزاد من الصبر الجميل مقدمَ
يعيش فتى الفتيان في ضل نهجها=يعيش عزيز شامخ الانف معدمَ

[manar]

قصيدة ممتازة في اهدافها والفاظها ، رغم ان الوزن مختل في بعض مقاطعها مثل

( اطلي علينا وبسمي

ازيحي ستار الحزن والهم والغم )

انا من رائي لو ك ( اطلي علينا مهجة القلب وابسمي

ازيحي ستارالحزن والهم والغم )


هذا اضبط من وجهة نظري 0
عموما اتمنى لك التوفيق والنجاح في مسيرة الشعر الهادفة

[أميرة الوادي]

إن سروري بتوأم الحزن لا يعادله سرور ، لأني أخيراً وجدت من يكتب بالفصحى هنا ، فيشاركني هوايتي الممتعة .

والجميل في توأم الحزن هو أن موسيقاه مضبوطة، فيما عدا ملاحظة ma) ) السابقة ، وأيضاً كسر الوزن هنا :
لعلى عليل يشفى من بعد عله ، وإصلاحه يكون (لعلَّ عليلاً يشفَ من بعد عله) بجزم ( يشفَ ) من قبيل الضرورة الشعرية .

و ملاحظة هينة أخرى هي أن القصيدة من بحر الطويل . وأنه التزم في ضربها تفعيلة (مفاعِلن) ما عدا في بيت واحد استعمل فيه (مفاعيلن ) هو:
اطلي علينا (مهجةالقلب )وابسمي=ازيحي ستار الحزن والهم والغمَ

وملاحظة أهون هو أنه كان عليه استعمال ألف الإطلاق في القصيدة فيكتب ( تتبسما ، تترسما ، والغمّا ، ...) لأنه إذا كانت الفتحة هي حركة الروي فإننا نستعمل ألف الإطلاق.

و لغة الشاعر تكاد تكون سليمة ، وإنما قلت تكاد ولم أقل إنها سليمة لأخطاء في النحو من حيث نصب القوافي ، وبعضها حقه الرفع (والفمَ،مرهمَ، تتضرمَ، أدهم) .. ولإصلاحها ينبغي المجازفة بتغيير بضع كلمات في القصيدة. وهناك كلمة عامية ( فقدنا ) والصواب (فإني )، وأخيراً إعراب ( لعلى عليل ) ينبغي (لعلّ عليلاً ) (يعيش عزيز ) ينبغي (يعيش عزيزاً) . ومع ذلك فهي هنات ، لم تضر بالقصيدة كثيراً . ويسهل إصلاحها !

أما المفردات فغزيرة ، وهذا يبرهن أنه يقرأ كثيراً من الشعر الفصيح . وأن له خبرة لا بأس بها، تجعله ينهل من محيط مفرداته بلا تكلف ، فتصل إلى أذهاننا كالسلسبيل العذب تجلو ما بها من صدأ . وفي هذا المضمار فإنني لم أجد مفردة في غير موضعها ، او تمنيت لو تحل اخرى محلها إلا في آخر بيت :
يعيش فتى الفتيان في ضل نهجها=يعيش عزيز شامخ الانف معدمَ
وددت لو جعل بدل تكرار ( يعيش ) الثانية كلمة ( أبيّاً ).

وفيما يختص بالأخطاء الإملائية أو الطباعية ، فهي نادرة ، إذ لم أجد سوى احدقنا= أحداقنا، ياترنا = يا ترانا ، لعلى = لعلَّ ، الحشاء = الحشا) .

إذا تناولت موضوع القصيدة فهو في الشوق ، وهو موضوع قديم متجدد .. وما جعله متجدداً أسلوب الاستهلال فقد عبر عن جو الحزن المحيط بالشاعر .. ثم دعوة الحبيبة إلى المجيء في صورة ذات قدسية .. إذ لم يجسّدها بل اكتفى بشرح الأثر الذي تخلفه في نفسه ( إزاحة الحزن، شفاء العليل ) مما يجعلني أحس أنها محبوبة متصوّف ، أي: أنها الذات الإلهية .. ومما يؤكد زعمي هذا أنه ختم القصيدة بألفاظ تعبر عن الوازع الديني ( التقى ، الصبر ، فتى الفتيان، النهج) ..

وإذا انتقلنا إلى براعة التصوير فإننا سنجد أنفسنا أمام قائمة طويلة من الصور البلاغية المتفردة في جدتها ، منها:
(تراقصت العيِِِِِِِنان واليد والفمَ ) وهي استعارة مكنية ،العجيب فيها ليس تراقص العينين ولا اليد، بل تراقص الفم !
(رمدت احدقنا من تحمس) صورة عجيبة لأن الرمد أو القذى في العين عند الشعراء رمز للأذى . لكنه هنا يجعله دليلاً على التحمس أو التشوق . وهذا أمر فريد وجديد .. ولكنه واقع .. تخيل أن تفتح عينيك في تحمس ولهفة لترى محبوبك ، فلا تغلقهما .. في هذه الحالة ستمتلئان بالأتربة . ومن ثمَّ الرمد !

وأخيراً فإنني ألتمس من توأم الحزن ألا يبخل علينا بشعره ، وألا يستاء من بعض ملاحظاتي التي قصدت بوساطتها التعبير عن إعجابي وتشجيعي له ، لأن العيوب إذا أمكن عدّها فإنها يسيرة .