بحث في الشراحة والنشر والشايم في أسوأ تاريخ حضرموت

[أبو صلاح]

Imported Message:
📚🌴✍️ منشورات وأبحاث في تاريخ وجغرافية حضرموت
*بن عيسى أبوصلاح*
الأستاذ الباحث في تاريخ وجغرافية حضرموت
/ حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان
🌴🌴🌴🌴🌴 –
*بحث في الشراحة والنَّشر* *والشَّايَمْ في أسوأ*تاريخً حضرموت*
https://www.facebook.com/share/1EZKWiHPex/
🌴(الشراحة ) هي حراسة أشجار النخيل خاصة في موسم الخريف، وهو نظام عرفي ، يؤدي إلى سلب القبيلي الذي جاء شارحاً لمال المالك إلى أخذه من صاحبه والسطو عليه بقوة السلاح .
🌴وكانت الشراحة من أهم الأسباب والدوافع لدخول القبائل الناقلة حضرموت ، وتنقلها بين حواضر وقرى ووديان حضرموت كما يذكر علوي بن طاهر الحداد في (في جني الشماريخ )
ثم أنّ أغلب الأموال في حضرموت التي كانت تحت الشُراح مستولى عليها بهذه الطريقة كما ذكره بامطرف في : ( المعلم عبد الحق )، ويطلق عليها أحياناً في بعض المناطق ( باطل ) كما ذكر محمد بن أحمد الشاطري في كتابه ( أدوار التاريخ الحضرمي ) [حضرموت في الدور القبلي ] وقد اشتهرت الشراحة في حضرموت خاصة في مناطق الوادي، نتيجة لاضطراب الأمن والفوضى القبلية والنهب والسرقات ، الذي كان يسود حضرموت في أغلب تاريخها الماضي حتى وقت قريب من القرن الخامس عشر الهجري الحالي ؛ لضعف السلطات الحكومية والقبلية وتعددها ولعدم فرض سيطرتها بشكل قوي رادع .
وبموجب هذا العرف القبلي فرض رجال القبائل على مُلاك النخيل والأراضي الزراعية حول مدن حضرموت والقرى والوديان الحضرية ، البعلية وغير البعلية التي كان يمتلكها بعض المزارعين ومن الأسر المؤسرة الغنية التي كانت تتملك من الأراضي والنخيل في مناطق سكنها أو خارج المدن في القرى والوديان وغيره حماية أو حراسة للنخيل والآبار الزراعية ، والأراضي التي تسقى بمياه السيول خارج سكنها ، فتتفق أحيانا شفهياً مع بعض رجال القبائل التي كانت تحمل السلاح بشرا حة المال خشية السرقة والسطو عليه من آخرين ، و تأتي بهم من البوادي وأطراف حضرموت وخارجها ، ويأتي بعائلته ، ثم أفراداً من قبيلته ويستوطن ؛ فما يلبث هذا المال الذي يشرحه أن يصبح بموجب هذا الاتفاق بين الطرفين من حق القبيلي "الشارح للنخيل والأرض "و يأخذ منه ما يشاء ويأكل ما يشاء، بل وصل أن الشارح يستبد بصاحب المال؛ ويقسو عليه ويضايقه حتى يفر هارباً ، أو يطرده من ماله ومن بلدته ويستأثر هو بالمال من أرض ونخيل ، وساعده في ذلك ضعف حكم السلطنات التي كانت تحكم حضرموت [السلطنة الكثيرية و الإمارات اليافعية السابقة للسلطنة القعيطية والسلطنة نفسها، لقرون مضت حتى بدايات القرن الخامس عشر الهجري الحالي . وهذا العرف القبلي الذي شاع في الماضي، قد عرفه- أي هذا المفهوم – الكاتب والمؤرخ الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف في كتابه " المعلم عبدالحق ص ٢٥ قال 🌴الشراحةحراسة النخيل أيام الخريف، كان أرباب الأموال يجبرون على وضع حراس من القبائل على نخيلهم المثمر الكائن في المناطق ا القبلية،وإلا تعرض التمر للسرقة من قبل القبائل نفسها، ثم يتحكم الشارح[الحارس] في النخلة وثمرتها ولا يستطيع مالكها التصرف فيها إلا بإذن وموافقة الشارح ، وتسمي القبائل هذه الشراحة باطل ... )
ويستنتج من هذا أن أغلب الملاك للنخيل والأراضي الزراعية في القرى والوديان التي تنتشر فيها الزراعة كانوا من قدامى السكان الحضارمة من الحضر .
وفي هذا أن القبائل الناقلة حين تحدث بعض من المؤرخين عن تنقلاتهم من داخل حضرموت أو خارجها أو قدموا من البلدان المجاورة كانوا شُراح قبل توطنهم .
👈🏿[ انظر العدة المفيدة لابن حميد ، و الشامل في تاريخ حضرموت للحداد] 🌴وقد وصف القاضي بن عبيد الله السقاف في إدام القوت الشراحة بأنها من الظلم... [ انظر إدام القوت ص ٦٩ ] وقال - في إدام القوت- حين ذكر بعض أخبار "الشراحة"التي كانت بعض قبائل وادي حضرموت تفرضها عنوة وغصباً للمال تبعاً لهذا العرف القبلي المخالف لشرع الله قال رحمه الله في ص ٥٠٠ من كتابه وهو يتحدث عن مريمة والمنطقة التي سكن بها المشائخ آل الزبيدي ... و للزبدة بلدان كثيرة ذاهبة في الوادي حفافي مسيال عدم ما بين ساه والغرف ومسيلة آل شيخ منها الردود وسونة وتمران وشريوف وللشيخ سعيد بن محمد نهضة أخضع بها آل جابر و آل تميم وحرر بها بيت مسلمه من أخذ الشراحه إلا حيث كانت برضى من أرباب الأموال وكانت نهضته تلك في حدود سنة ١٢٣٠هـ) [ قلت : وآل الزبيدي من قبيلة كندة على الراجح من الأقوال ]
و في موضع آخر ص ٦٩ يعرض بعضا من قضايا الأرض والنخيل التي تملكتها بعض قبائل المنطقة في حضرموت تحت مفهوم" الشراحة"" أو بسط اليد" وكانت إحدى المشاكل الماثلة في المحاكم في حياة القاضي بن عبيد الله السقاف قال رحمه الله) ثم حَكمه وهو واد آخر واعد وأكثر عمارة من سونة لآل جابر ، و للزبدة ، وتصعد من وادي حكمه في عقبتها طريق الى رسب ومنها الى عثه عقبة كأداء ينزل منها الى الارض المتصلة بالساحل على مسافة يوم للراكب المجد وفي…

ثناء عقبة حكمه عين صغير عذبة باردة وفي قطع معينة من شراج كحمه تداع بين الزبدة وابن متيهم وحاصله أن ابن متيهم باسط ذراعيه على تلك القطع منذ نحو من مائة سنة ومعه خط بالقسمة بين الزبدة وبين أبيه فادعى الزبيديون أن يده غاصبة بطريق الشراحة الظالمة )
✍️[قلت : وهذه شهادة من قاضي تولى القضاء وخبر قضايا الأرض في أيام حكم السلطنة الكثيرية ، والقعيطية لحضرموت ]
] وذكر محمد بن هاشم في كتابه (تاريخ الدولة الكثيرية ) في سياق حديثه عن الظروف الصعبة التي كانت تمر بها حضرموت في نهاية القرن الثاني عشر الهجري وبداية القرن الثالث عشر وما بعده، من جهود بعض العلماء والمصلحين كما يقول الذين نادوا بدفع الظلم وإنكار المنكر كالشيخ الإمام طاهر بن الحسين العلوي الذي قام ونصح بعض القبائل في بلدته بترك هذا العمل المشين وعده جريمة وأفتى بعدم جوازه حيث قال : (ثم إن أكبر جريمة وأعظم عظيمة يعلمهم الآن متواطئين عليها حصر الشراحة والبقار في أناس معروفين منهم لا تنتقل إلى سواهم فنهاهم عن ذلك وزجرهم وأمرهم أن ينتهوا عن ذلك وأن يكون أهل الأموال أولياء أموالهم في شارحة وبقار، وغير ذلك يفتون من شاءوا ويشرحون من شاءوا كل قبيلة في محلها)[ أنظر تاريخ الدولة الكثيرية ص ١٧٨ ] .
✍️[قلت : وفي الوقت الذي نادى هذا الإمام من العلويين قبائل حضرموت بترك هذه الأعراف الجاهلية المخالفة للشرع الإسلامي وأنكر على القبائل ؛ فإن من قومه في مناطق مختلفة من قرى ومدن ووديان حضرموت من عمل بحيل ومكائد ، حتى بمساعدة الظلمة من أجل تملك للأرض الوقف والخاص وشواهده لو بحثت في الواقع تجد أمثلة على ذلك .]
🌴🌴🌴🌴أما النِشْر- كسر النون وتسكين الشين-
وهي علاقة تحصل بين من يقوم بزراعة الأرض في أيام مواسم الأمطار والسيول في الوديان ، مقابل أن يكون له الخمس من الريع أي المردود ، وعادة تكون باتفاق غير مكتوب كأن يكون شفهي مع مالك الأرض ؛ أمّا إذا كانت بالسقي والنضح والكلفة فيطلق عليها مخابرة بالعشور أو العُشر كما هو متعارف عليه . والنشير كما يطلق في بعض مناطق حضرموت الغربية سواء كان مخابراً أو غير مخابر بعد سنوات طويلة يطرح يده عليه ولا يؤدي لمالكه المعلوم المتفق عليه ومع طول السنين يعد المال حقه ، فينتقل المال من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء ويعتبرونه حقاً من حقوق لهم ورثوه ولربما كان من أموال الوقف ويعدونه من أملاكهم ولا يملكون في ذلك أي وثائق شراء رسمية .
🌴🌴🌴أما الشَّايم :
فقد أوضحه محمد بن هاشم في المصدر السابق أيضا :أنه جرى العرف على أن لكل قبيلة حق الحماية للأموال التي تشملها منطقتها وتسعى الحماية فيعرفهم (شراحة) والمنطقة التي تحت النفوذ للقبيلة تطلق على هذا النفوذ القبلي بـ (شايم) وليس للملاك حق قط في تحويل الشراحة إلى من يريدون [ أنظر ص ١٦٤ تاريخ الدولة الكثيرية ]
وذكر محمد بن أحمد الشاطري في كتابه ( أدوار التاريخ الحضرمي ) الجزء ٢ ص ٣٤٢ في باب الدور القبلي تحت عنوان :🌴( الشايم والشراحة : وهما من تشريعاتهم ، والشايم هو المقدار الذي يأخذه القبيلي من ملاك النخيل أو غيرها كرهاً ، وغالباً يكون مقدار عشر الحاصل أو نصف عشره ، والشراحة هي الحراسة والسلطة على المال في المنطقة المختصة بالقبيلة وينتقي الشارح التمر الممتاز وقد يزيده كما يشاء ، وبالطريقة التي يريده ويفرضه على كبار الملاك وصغارهم من الكادحين والفلاحين الذين يسقون النخيل والزروع من عرق جباههم ، وكذا أعصابهم وكثيراً ما يطرد المالك من تحت نخله اليانع ثمرها وهو يتضور جوعاً إذا شاء القبيلي ذلك ، وأضافوا إليه شيئاً اسمه الباطل ، وهم يعترفون بأنه على اصطلاحهم باطل ، يضاف إليه باطل الباطل عندهم مما وصل بهم إلى هذا الدرك ، وقد يبيع القبيلي على المالك الأعزل الشايم وحتى الباطل فيأخذ المالك طوعاً أو كرهاً ولا يلبث إلا يسيراً حتى لا يساوي عند القبيلي قيمة القصاصة التي كتب عليها فيلغيه بعد أن يقبض ثمنه ، ويستأنف ظلمه مرة أخرى .) انتهى كلام الشاطري
✍️[قلت : وفي كل الأحوال فإن نعمة الهداية تنزع عن الظالمين كما قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقد كرر الله ذلك في عشر مواضع من كتابه الكريم . علاوة أن المال الحرام يجعل من يأكله يتمادى في الظلم والمعاصي أكثر ولا ينتفع به كما قال صلى الله عليه وسلم كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به )
وهذه العراف القبلية لم تكن بتشريعات حكومية من السلاطين ، إنما سكت عنها الحكام حتى عام ١٩٤٩ م ، ألغت السلطات القعيطية في المناطق التي تسيطر عليها من وادي حضرموت التعامل بهذا كما ذكر الشاطري في أدوار التاريخ الحضرمي . ثم جاءت فترة تاريخية أخرى كما عُرف في بلدان عربية منها مصر ومنها الجنوب اليمني حيث صدرت قوانين تسمى بقوانين الإصلاح الزراعي ، تقوم الدولة بموجبها بتوزيع…

لأراضي الزراعية البور الغير مزروعة لإحيائها ، وتحديد الملكيات الخاصة للأرض، والتنظيم والإشراف على الزراعة واختلف في تطبيقها من بلد عربي إلى آخر ؛ لكن يظل الشرع الإسلامي هو الأكمل حيث بوبت أبواباً عند علماء وفقهاء المسلمين : كالمزارعة وهي : المخابرة تعريفها: معنى المزارعة في اللغة: المعاملة على الارض ببعض مايخرج منها.
ومعناها هنا: إعطاء الارض لمن يزرعها على أن يكون له نصيب مما يخرج منها كالنصف أو الثلث أو الأكثر من ذلك أو الأدنى حسب ما يتفقان عليه.
مشروعيتها: الزراعة نوع من التعاون بين العامل وصاحب الارض، فربما يكون العامل ماهرا في الزراعة وهو لا يملك أرضا.
وربما كان مالك الارض عاجزا عن الزراعة.
فشرعها الإسلام رفقا بالطرفين.
المزارعة عمل بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعمل بها أصحابه من بعده.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من زرع أو ثمر.
كراء الارض بالنقد: تجوز المزارعة بالنقد وبالطعام وبغيرهما مما يعد مالا، فعن حنظلة بن قيس، رضيا لله عنه، قال: سألت رافع ابن خديج عن كراء الارض فقال: نهى رسول الله، صلى عليه وسلم، عنه فقلت: بالذهب والورق؟ فقال: أما بالذهب والورق فلا بأس به.
رواه الخمسة إلا الترمذي، وهذا مذهب أحمد وبعض المالكية والشافعية. قال النووي: وهذا هو الراجح المختار من جميع الأقوال.
والشرع الإسلامي قد حرم الظلم للحيوان فضلاً أن يكون على المسلم من أخيه المسلم ]
المصادر والمراجع في هذا البحث :
١- إدام القوت للقاضي بن عبيد الله السقاف٢- تاريخ الدولة الكثيرية ، محمد بن هاشم
٣- المعلم عبد الحق، محمد عبد القادر بامطرف
٤- الشامل في تاريخ حضرموت علوي بن طاهر الحداد
٥- أدوار التاريخ الحضرمي ، محمد بن أحمد الشاطري
٦- نثر وشعر من حضرموت ، سير جنت المستشرق الإنجليزي
https://www.facebook.com/share/1EZKWiHPex/
https://chat.whatsapp.com/L5eudh8qFe0Lbqw1JGuNki