الهدف السّامي له وسائل سامية

[سالم علي الجرو]

الهدف السّامي له وسائل سامية
القصة التي نالت شهرة من قصص الكاتب الإنجليزي: ستيفنسن [ Stevenson ] ، هي قصة: ماركيم: [ Maricheim ] .
رغب ماركيم في حياة كريمة ، لكنه مفلس ولا يمكنه تحقيق أمنيته ، فقرر أن يحصل على المال أوّلا حتى يصبح قادرا على أن يعيش حياة طيّبة كريمة، فأقدم على قتل صاحب دكان مع شديد النّدم لاعتقاده ، أن قتل التاجر عمل لا بدّ منه .
لم يحمل كيم ذرّة من حقد أو كراهيّة أو بغض للتاجر الذي قتله وإنما هي رغبة في تحقيق هدف سامي .
تمثّل له الضّمير في شكل إنسان وأخذ يحرّضه على قتل خادمة التاجر حتى لا يفتضح أمره إلا أن كيم رفض ، قائلا: لقد قتلت التاجر للضرورة ، لكن لماذا أقتل الخادمة؟ . إن عملية القتل التي قمت بها كريهة بكل المقاييس غير أنني لم أفقد في نفسي كلّ أحاسيس الشّرف وعواطف الخير!!! ( إنني لا يمكنني أن أمدّ يدي بسوء إلى هذه البريئة ). فيذكّره ضميره بماضيه ، قائلا:
ـ تذكّر وقت كنت تنفر من الكذب ، ثمّ بدأت تكذب ، وبعدها بدأت تسرق ، والآن ارتكبت فعلا منكرا بقتل التاجر ، وكنت قبل سنوات يقشعرّ بدنك من مجرّد رؤية القاتل.
هذا هو طريق انحطاطك .

العبرة: لا يمكن تحقيق الأهداف السّامية إلاّ عندما تكون الوسائل سامية أيضاً.
والآن: ينادي الغرب بالأخوّة والحرّية والمساواة كأهداف سامية ، وهم الذين دمّروا شعوب الشرق , ولم يكتفوا بنهب ثرواته بل يسعون إلى مصادرة هويتهم وثقافتهم .
بالضّبط ، كهدف كيم ووسيلته لتحقيق الهدف .
سؤال: أهداف عظيمة يدعو إليها الغرب ، فلماذا لم تتحقق؟.