علي ذمة جريدة الوطن السعوديه (فرص عمل للمواطنات)

[ابونورا]

سنوات من التعلم والسهر والمذاكرة، ومن ثم التخرج للبحث عن فرصة للتنمية الوطنية، سواء من خلال وظيفة، أو إنشاء عمل تجاري خاص تستطيع السيدة به أن توظف نفسها وأخريات من السعوديات من خلال البرامج والصناديق التي أنشئت لهذا الغرض.
قبل أعوام طالعتنا الأخبار بأنباء "مشرحة" عن توظيف السعوديين الذكور من خلال خبر مضمونه أن سوق الخضار يفتح ذراعيه وقلبه مرحبا بالشباب السعودي الطموح، بدلا عن العمالة القادمة من الخارج، والتي يصل راتب الفرد فيها إلى أربعمئة ريال أحيانا، فعليه - أي الشباب السعودي - أن يلتحق بهذه الوظيفة ليفوز بهذه الأربعمئة ريال، ليتزوج منها، ويشتري سيارة، ويستأجر منزلا - طبعا شراؤه حلم لا يرقى إليه - ويؤثثه، ويعيش حياة كريمة، ويدخر الباقي لما قد يمر به من سنوات عجاف سوداء غبراء.
لكن الشاب السعودي يفتقد الطموح!، فقد تلتها أو ربما سبقتها فرص لا تقل رفاهية عن الأولى، وهي سعودة سواقة سيارات الليموزين، ومن ثم بائعين في سوق الذهب، ومع هذا مازالت العمالة تعمل، ومازال الشاب السعودي عاطلا باطلا، لأنه غير طموح، ويرفس النعمة برجليه.

وها قد أتى دور المرأة السعودية لتعمل "مدبرة منزل"، وهذا طبعا مصطلح لا يخفى على الفطن الحصيف، فهو ترجمة مؤدبة لما نستحي أن نطلقه على الخادمات اللاتي نستقدمهن لهذا الغرض تحديدا، واللاتي تفتقر أغلبهن إلى أبسط أبجديات التعلم.
الوظائف المتاحة والمشغولة بمتعاقدين ومتعاقدات في القطاع الخاص لا تحصى ولا تعد، ولم نكلف أنفسنا عناء تدريب السعوديين والسعوديات ليعملوا فيها، ولم نساعد السعوديين الذين أكثرهم من حملة شهادات جامعية، بتشجيعهم على الالتحاق بالتدريب التعاوني، ولم نوجد محفزات "حقيقية" بمنح السعوديين والسعوديات فرص التدرب على أيدي هذه العمالة القادمة، ونشترط ذلك في عقودهم، لنوظف على تلك الوظائف سعوديين نضمن لهم حياة كريمة.
لم نعمل من خلال مقاعد الدراسة على تحفيز الطلاب والطالبات على العمل الحر، وقد وجه الدين الحنيف بذلك "تسعة أعشار الرزق في التجارة". لم نوجد من خلال مقاعد الدراسة مرشدين أو برامج تحث الطلاب والطالبات على الاختيار الدقيق في التخصص الجامعي. ولم نكترث أن نغير في هذه التخصصات والمواد على امتداد عقود من الزمان، لتتواءم مع متطلبات سوق العمل.
ثم نأتي في نهاية سنوات من العلم والتعلم لنقول .. تخصصاتكم يا أبناءنا وبناتنا لا تناسب ما نحتاجه من عمالة، وقد ذهب تعليمنا لكم سدى وهدرا، لكن لا تفقدوا الأمل وسوف نعوضكم!، يمكنكم أن تردوا الجميل لهذا الوطن بأن تكونوا بائعين في سوق الخضار أو سوق الذهب أو سائقي ليموزينات في حال حاجة أخواتكن المواطنات، أما المتعاقدون والمتعاقدات فيملكون السيارات، وأنتن أيتها الفتيات إن كنتن قد حز في أنفسكن هذه الفرص العظيمة المتاحة للرجال، فقد منحناكن فرصة أعظم ..."فاتكلي على الله واشتغلي خدامة"!