مختارات من تقبيح الحسن وتحسين القبيح...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.
بين تراثنا وموروثنا الحضرمي وبين التراث العربي وشائج وتلاحم في الوعي الثقافي قرأت لكم كتابا اسمه (( تقبيح الحسن وتحسين القبيح /للثعالبي )) وهذه مختارات منه في مايراه من الناس قبحا ويراه غيرهم حسنا، ونحاول أن نربط ما جاء في هذا الكتاب ببعض من موروثنا الشعبي الحضرمي .
فكثير منكم يعلم أن الفقر من القبائح، ولكن هناك من يحسن صورته تعالوا نقرأ ما قيل في تحسين الفقر: كان يقال: الفقر شعار الأنبياء والصالحين، وكذلك قال البحتري

فقـر كفقـر الأنبيـاء وغربـة
وصبابة، ليس البلاء بواحد

وقال بعض الحكماء: الفقير مخف آمن ولا عدو له، والغني مثقل خائف ولا تحصى أعداؤه. ومن أحسن ما قيل في هذاالباب قول أبي العتاهية:

ألم تر أن الفقر يرجى لـه الغنـى
وأن الغنى يخشى عليه من الفقر

وقول محمود الوراق:

يــا عـائـب الفـقـر أمــا تنـزجـر
عيـب الغـنـى أكـبـر لــو تعتـبـر
من شـرف الفقـر، ومـن فضلـه
على الغنى، لو صح منك النظر
أنـك تعـصـي الله تبـغـي الغـنـى
ولسـت تعصـي الله كـي تفتـقـر

المرض قبيح ومن ذا الذي يقول أن المرض فيه حسن ؟؟ ولكن تعالوا نقرأ لمن يريد تحسين صورة المرض..
حدث الصولي: أن أبا ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العباس يصف الفضل بن سهل ذا الرئاستين ويقدمه، ويصف علمه وكرمه. وكان فيما حدثني به أن قال: برأ الفضل من علة كان قد وجد بها، فجلس للناس، فهنئوه بالعافية. فلما فرغوا من كلامهم قال لهم إن في العلل نعماً لا ينبغي للعقلاء أن يجهلوها، فمنها تمحيص الذنوب، والتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، واذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للمثوبة، وحض على الصدقة، وفيء قضاء الله وقدره بعد الخيرة. فحفظ الناس كلامه، ونسوا ما قال غيره.
وكان يقال: بمرارة السقم توجدحلاوة الصحة. وقال بعض العلماء البلغاء: رب مرض يكون تمحيصاً لا تنغيصاً،وتذكيراً لا تنكيراً، وأدباً لا غصباً. وقال ابن المعتز: قلت لبعض فقهائنا،وأنا مريض وقد سألني عائد بحضرته عن حالي : أتراني إن قلت أنا في عافية كاذباً? فقال: لا، إذا أعلك الله في جسمك، فقد أصحك من عيوبك.
كلنا يعلم أن للخط وللقلم حسن مرغوب ولكن هناك من يقبح الخط والقلم ، تعالوا نقرأ ما قيل في تقبيح الخط والقلم:
نظر المأمون يوماً في خط أحمد بن يوسف، وهو يكتب بين يديه، فقال: وهو ينتفس الصعداء: يا أحمد أود لو أن خطك لي بنصف ملكي. فقال: يا أمير المؤمنين لو أن في الخط فضيلة لما حرمهالله أعز خلقه وأجل رسله محمداً صلى الله عليه وسلم. فقال: قد سليتني مما كنت أجديا أحمد.

من ذا الذي يرى في الشجاعة قبحا ؟؟ إن الشجاعة تعد من محاسن خصال الرجال وأفضلها ، ولكن تعالوا نقرأ ما قيل في تقبيح الشجاعة:

قال بعضهم: الشجاعة تغرير بالنفس. والتغرير مفتاح الهلكة.
وكان بعضهم يقول: الفرار في وقته ظفر. وقال محمد بن أبي حمزة العقيلي مولى الأنصار:

قامـت تشجّعنـي هنـد، وقــد علـمـت
أن الشجاعـة مـقـرون بـهـا العـطـب
يـا هنـد لا والـذي حـج الحجيـج لــه
ما يشتهي الموت عندي من له أدب

.

[وادي بن علي]

تسلم اخوي وجزاك اللة الخير وكل عام وانت بخير

[شيخ القبايل.]

من العايدين والفايزين يا عمنا بو عوض

وشكرا على الموضوع

احمد بركات الله يرحمه كان يقول : حمدت الله على فقري


وما شي احسن من الوسط .. لا فقر مدقع ولا غنى فاحش .. سد ومد لا فيه منية ولا حسد

الله يعود العواد

[إحساس حضرمية]

أشكرك أستاذنا الكريم * أبو عوض الشبامي* على هذا الموضوع الرائع"
"تقبل تحياتي وكل تقديري واحترامي"

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وادي بن علي [ مشاهدة المشاركة ]

تسلم اخوي وجزاك اللة الخير وكل عام وانت بخير

شكرا على مرورك وكل عام وأنت بخير




.

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد باذيب [ مشاهدة المشاركة ]

من العايدين والفايزين يا عمنا بو عوض وشكرا على الموضوع احمد بركات الله يرحمه كان يقول : حمدت الله على فقري وما شي احسن من الوسط .. لا فقر مدقع ولا غنى فاحش .. سد ومد لا فيه منية ولا حسد الله يعود العواد

من العايدين وعسى عياده على خير والجميع بصحة وعافية...
في موروثنا الشعبي هناك ايضا (( التحسين والتقبيح )) ..واختلاف الناس في مدح الأشياء متعارف عليها وذمها في نفس الشيء، فمثلا (( الفقر )) إذا كان أحمد بركات حسن صورته وقال (( حمدت الله على فقري )) فإن من قبله قالوا (( فقير في القافله مستريح أو مستامن )) ، وقالوا (( فقر بلا دين هو الغنى كله )) .
لكن هناك في المقابل اختلاف مع من يقبح الفقر فقد قالوا : (( الفقر ماهو بضاعه )) و(( الفقر أقوى من بدر )) و (( فقر وكشافه )) و (( الفقر يعلمك الحيله ))...!!!




.

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إحساس حضرمية [ مشاهدة المشاركة ]

أشكرك أستاذنا الكريم * أبو عوض الشبامي* على هذا الموضوع الرائع" "تقبل تحياتي وكل تقديري واحترامي"

شكرا على مرورك وكل عام وانت بخير وقيل في تحسين (( أمر البنات ))

دخل عمرو بن العاص يوماً على معاوية، وعنده ابنته عائشة، فقال: من هذه يا أمير المؤمنين? فقال: هذه تفاحة القلب، فقال: انبذها عنك. قال: ولم? قال: لأنهن يلدن الأعداء، ويقربن البعداء، ويورثن الضغائن. قال: لا تقل ذلك يا أبا عبد الله، فوالله ما مرض المرضى، ولا ندب الموتى، ولا أعان على الأحزان مثلهن، وإنك لواجد خالً قد نفعه بنو أخته. فقال: يا أمير المؤمنين قد حببتهن إليّ.

وقال معن بن آوس المزني:

رأيت رجالاً يكرهون بناتـهـم .... وفيهن لا تكذب نساء صوالح
وفيهن، والأيام يعثرن بالفتـى ...,.خوادم لا يمللـنـه،ونـوائـــــح

وقال العلوي الحماني في صديق له رزق ابنة فسخطها:

قالوا لـه مـاذا رزقـتـا .... فأصاخ، ثمّت قال: بنتـا
وأجل من ولـد الـبـنـات .... أبو البنات، فلم جزعتا
إن الـذين تــودّهـــم .......بين الخلائق ما استطعتـا
نالوا بفضل البـنـت مـا .......كبتوا به الأعداء كبـتـا

وهذه نسخة رقعة لابن عباد في التهنئة بابنة: أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء، وأم الأبناء، وجالبة الأصهار، والأولاد الأطهار، والمبشرة بأخوة يتناسقون، ونجباء يتلاحقون:

فلو كان النساء كمثل هـذي ... لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ....ولا التذكير فخرللـهـلال

والله يعرفك يا مولاي البركة في مطلعها، والسعادة بموقعها، فادرع اغتباطاً، واستأنف نشاطاً )فالدنيا مؤنثة والرجال يخدمونها )والنار مؤنثة( والذكور يعبدونها(، والأرض مؤنثة ومنها خلقت البرية، وفيها كثرت الذرية، والسماء مؤنثة وقد زينت بالكواكب، وحليت بالنجم الثاقب، والنفس مؤنثة وهي قوام الأبدان وملاك الحيوان، والحياة مؤنثة وبها وعد المتقون، وفيها يتنعم المرسلون. فهنيئاً لك ما أوتيت، وأوزعك الله شكر ما أعطيت.
ونسخة رقعة لأبي الفرج الببغاء: اتصل بي خبر المولود المسعود، كرم الله غرتها، وأنبتها نباتاً حسناً، وما كان من تغيرك عند اتضاح الخبر، وإنكارك ما اختاره الله لك في سابق القدر. وقد علمت أنهن أقرب إلى القلوب، وأن الله بدأ بهن في الترتيب، فقال تعالى: "يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور"، وما سماه الله هبة فهو بالشكر أولى، وبحسن التقبل أحرى. فهنّاك الله بورود الكريمة عليك، وثمر بها أعداد النسل الطيب لديك. والسلام.

.

[أبوعوض الشبامي]

الكذب كما هو معروف من قبائح الصفات والإنسان الكاذب فيه صفة من صفات النفاق ، ولكن هناك من يرسم صورة لتحسين الكذب فقيل : الكذب في مواطنه كالصدق في مواضعه، ولكن الشأن فيمن يحسنه ويعرف مداخله ومخارجه، ولا يجهل تزاويقه ومضايقه، ولا ينساه بل يحفظه. ومعلوم أن من أجل الأمور في الدنيا الحرب والصلح، ولا بد فيهما من الكذب. أما الحرب فهي خدعة كما قال عليه الصلاة والسلام. وأما إصلاح ذات البين فالكذب فيه محمود، لما فيه من الصلاح، وقد رخص فيه السلف. ولا خلاف في أن الشعر ديوان العرب ولسان الزمان، وأحسنه أكذبه. وكذلك الكتابة لا تحسن إلا بشيء منه. وقد جاء في المثل "أظرف من كذوب". قال الأعشى:
فصدقتها وكذبتها .... والمرء ينفعه كذابه

وكان العتبي يقول: إني لأكذب في كبار ما ينفعني، لأصدق في صغار ما يضرني. وقيل لجعفر الصادق رضي الله عنه: ربما نكذب الظلمة مخافة شرهم أفنأثم فيه? فقال: بل يثيبكم الله تعالى عليه. هذا ما جاء في كتاب الثعالبي (( تقبيح الحسن وتحسين القبيح )).
أما في الموروث الحضرمي فقد قيل في تحسين الكذب (( كذب ملتلت خير من صدق مجعوث )) و (( كذب أرض لا تكذب سماء )).



.

[أبوعوض الشبامي]

من المعروف أن الحقد من قبائح الصفات في الانسان وجاء في ذم الحقد كثيرا من الأقوال والمأثورات منها:
الحقد خلق دني و مرض مردي ، والحقد داء دوي و مرض موبئ ، الحقد نار لا تطفئ إلا بالظفر، أو لا يطفئها إلا موت أو ظفر .
وقيل أيضا الحقد من طبائع الأشرار ، ألأم الخلق الحقد ، و أشد القلوب غلا قلب الحقود ، و رأس العيوب الحقد، و سلاح الشر الحقد ، و شر ما سكن القلب الحقد، وقيل طهروا قلوبكم من الحقد فإنه داء موبئ ، من اطرح الحقد استراح قلبه و لبه. ومن أمثالتا (( عضة أسد ولا نظرة حسد )) فهل قرأتم أو سمعتم في من كتب في تحسين الحقد.
تحسين الحقد
لم يزل الحقد مذموماً بكل لسان، مقبحاً عند كل إنسان، ولكن الثعالبي يذكر في كتابه ( تقبيح الحسن وتحسين القبيح )) قصة تحسن الحقد لك أنه جرى بين يحيى بن خالد البرمكي وبين عبد الملك بن صالح الهاشمي كلام يؤذي، إلى أن قال له يحيى: لله درك أي رجل أنت، لولا أنك حقود. فقال عبد الملك: إن كنت تريد بقاء الخير والشر عندي فإني كذلك . ويروى أنه قال له: أنا خزانة تحفظ الخير والشر. فقال يحيى: هذا جبل قريش، ووالله ما رأيت أحداً احتج للحقد، حتى حسّنه وظرّفه غيره.

وقد نظم ابن الرومي هذا المعنى، فقال وزاد في التحسين:

وما الحقد إلا توأم الشكر لـلـفـتـى ...... وبعض السجايا ينتسبن إلى بـعـض
فحيث ترى حقداً عـلـى ذي إسـاءة ....فثم ترى شكراً على حسن القـرض
إذا الأرض أدت ريع ما أنـت زارع ....من البذر فيها، فهي ناهيك من أرض

.

[عضو سابق]

ليست كل جميلة ومنظر حسن جميلة اذا لم تسمع للمخلصين والمحافظين عليها من الضياع وتكون مع ذئاب بشرية.