المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


اليمن" عبد الملك الحوثي: حديث الرئيس "غير مسئول" واستئصالنا أمرٌ مستحيل

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-20-2009, 01:26 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

اليمن" عبد الملك الحوثي: حديث الرئيس "غير مسئول" واستئصالنا أمرٌ مستحيل


» عبد الملك الحوثي: حديث الرئيس "غير مسئول" واستئصالنا أمرٌ مستحيل
رداً على تعهد الرئيس بالقضاء على الحوثييـن نهائياً ..
عبد الملك الحوثي: حديث الرئيس "غير مسئول" واستئصالنا أمرٌ مستحيل


المصدر أون لاين- خاص
سارع عبدالملك الحوثي إلى الرد على خطاب الرئيس علي عبدالله صالح الذي ألقاه اليوم الأربعاء وتعهد خلاله بالقضاء نهائياً على المتمردين الحوثييـن في محافظة صعدة شمال اليمن.


وتحدى الحوثي الرئيس في بيان أصدره بهذا الخصوص وتلقى المصدر أونلاين نسخة منه، قائلاً "إن استئصال مجتمعاً ضارباً في عمق تاريخ البلد أمرٌ مستحيل". ووصف خطاب الرئيس بـ"الكلام غير المسئول والمتشنج" وقال"إنه خطاب لا يليق أن يوجهه رئيس إلى شعبه مهما بلغ الاختلاف السياسي والفكري، فالرئيس في العادة يمثل الشعب". متهماً الرئيس بارتكاب "جرائم حرب وإبادة" بحقهم.


وأضاف الحوثي "لسنا مستوطنين ولا وافدين بل أننا نمثل جزءاً كبيراً من هوية الوطن التاريخية والثقافية" مشيراً إلى إن استعراض القوات العسكرية على الشعب وعرض عضلاته عليه، مخالفة صريحة للقانون والدستور، حيث إن مهمة الجيش حماية الشعب لا الاستقواء عليه. حسبما قال الحوثي.


وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد تعهد اليوم الأربعاء بمواصلة العمليات العسكرية في صعدة حتى القضاء نهائياً على المتمردين الحوثيين.


وقال صالح في كلمة ألقاها أثناء عرض عسكري أقيم بالأمن المركزي بمناسبة تخرج دفعات عسكرية جديدة:" نحن مصممون على القضاء على هذه الفتنة ونحن مصممون وصادقون فيما نقول أننا سننهي هذا السرطان الموجود في محافظة صعدة أو أينما وجد بإرادة قوية وصلبة".


وأضاف: " لقد أجبرونا على القوة، وسنشتري العتاد لضربهم أينما وجدوا وبكل الوسائل وسنستمر في ضربهم"، متهماً جماعة الحوثي بتخريب ونهب معدات ومباني حكومية بعد أن بنتها الدولة.


وأكد الرئيس في الحفل الذي حضره نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي إن الدولة مصممة على اجتثاث ما وصفها "شرور فتنتهم" من الأرض وضربهم في أوكارهم أينما كانوا، وقال " الآن هم يجبرونا على بناء المتارس و التحصينات بدلا عن المدراس".


وأضاف "نحن نتعامل معهم بمسئولية وطنية وشفقة عالية على أبناء الوطن على الضعفاء والمغرر بهم" ، واصفاً إياهم بـ" المغفلين" الذين لم يتعلموا من دروس الماضي حين تغلب الثوار على دعاة الإمامة ابتداءً من ثورة 26 سبتمبر وانتهاءً بحصار السبعين يوماً.


وحيا القوات المسلحة والقوات الجوية على العمليات النوعية والبطولية التي نفذتها لتلقين المتمردين دروسا لن ينسوها .
واختتم كلمته قائلاً: "تحية لكل المقاتلين ، و أترحم على شهداء الثورة والجمهورية شهداء الواجب وكل عام والجميع بخير.


-----------------------------------------

إنه الشوط الأخير على الأرجح!

محمد العلائي
[email protected]


"الحرب". لا يوجد ما هو أكثر ملاءمة لوصف ما يحصل في صعدة من هذه الكلمة. إن المعارك المحتدمة بين الجيش ومليشيا الحوثي هي التجسد النموذجي الأشد فظاعة لحرب تطرح نفسها على أكثر من شكل. تبدو الصورة من صنعاء مشوشة. لا شيء واضحاً أشد الوضوح سوى أنه لا سبيل لإيقاف النزيف قبل أن يسحق أحد الطرفين الآخر، على طريقة مصارعة الديكة.


يحلو لوسائل الإعلام إضافة الرقم 6 في عبارة واحدة، عند الإشارة إلى الحرب التي تدور رحاها في محافظة صعدة. وبغض النظر عن مدى أهمية الدلالة التي يقدمها الرقم، إلا أن ثمة ما هو أساسي في جولة القتال الأخيرة: إنها تعطي، لأول مرة، إحساساً مبهماً ودقيقاً بأنها الجولة الأخيرة، التي يتعين فيها على أحد الخصمين أن يخر صريعاً. ذلك الإحساس الثقيل بالوجل الذي يعتري المرء لحظة مشاهدة الضربات الحاسمة لمبارزة طال أمدها.


بمعنى آخر: هذه الجولة، وهي الأكثر عنفاً، تقول إن على أحدهم أن يخسر. لقد انتهى الوقت الافتراضي للعبة. والخسارة هنا ستكون حاسمة ونهائية، أي أنها تقتضي مغادرة الفريق الخاسر خشبة المصارعة، أو خشبة التاريخ على وجه الدقة، مطأطئ الرأس وعليه أمارات الخيبة والحزن. ولقائل أن يقول: هذا مجرد تكهن أخرق في المكان والزمان الخطأ، حيث المناخ السياسي في اليمن ملبد وشديد التقلب لدرجة أنه لن يتيح لمتكهن أن يتكهن بما سيكون عليه الطقس السياسي بعد ساعة من الآن.


قد يبدو هذا صحيحاً في أول الأمر. وصحته تكمن في أنه لا ينفي إمكانية حدوث مفاجآت خارج الحسابات والتكهنات، مفاجآت فد تعلق الحرب ولا تنهيها بانتظار جولة حرب جديدة. لكن هذا الطرح لن يصمد كثيراً عند النظر إلى التركة الضخمة من التحديات المفصلية والمتراكمة، التي تهدد بتقويض نظام حكم الرئيس في أية لحظة. ناهيك عن أن المؤسسة العسكرية، وهي الركيزة الأساسية التي يتكئ إليها حكم الرئيس صالح، بدأت تظهر في حالة من الوهن والتضعضع لا مثيل لهما، بعد خسائر تكبدها الجيش وهزائم مني بها في صعدة طيلة السنوات القليلة الماضية، في خضم معارك خالطتها موجة من الشكوك بأنها كانت مدفوعة بالتنافس بين أجيال وفروع النخبة الحاكمة.


من شبه المؤكد أن هذه المعطيات، وغيرها، جعلت الرئيس يكف عن التفكير في صعدة باعتبارها ميدان لعبة لتصفية حسابات شخصية أكثر من اللازم، تذهب عوائدها السياسية والاجتماعية والعسكرية إلى خزينة الحوثي رأساً. وربما أصبح الرئيس يدرك بأن خسارته في هذه الجولة، إن تمت، ستكون بمثابة النهاية الرمزية لحكمه، والبداية الرمزية لتفكك وانهيار الجيش. بالمقابل, فإن كسب الحوثي لهذه الحرب يعطي انطباعاً بأنه قوة خارقة لا تقهر، وهذا هدف استراتيجي مهم بالنسبة لحركة تمرد مسلح تخوض حرب عصابات وحشية مستميتة. وبالنسبة إلى رجل العصابات، فإن مجرد البقاء على قيد الحياة "هو نصر سياسي".


في الحروب غير المتكافئة، تصب زيادة أمد المواجهات دوماً، في خانة الطرف الأقل قوة وعتاداً، والأقل تنظيماً، لاسيما إن ساعدته الظروف لإحراز مكسب عسكري بمستوى معين. ولا بد أن صمود حركة الحوثي سيترك أثراً سياسياً ونفسياً أكبر بكثير من تأثيره العسكري. إنه يخلق مناخاً فيه مزيج من الرهبة والإعجاب(وربما الاستسلام) في محيط صعدة. "فليس هدف حرب العصابات كسب المعارك، بل تجنب الهزيمة، كما أنه لا يتمثل في إنهاء الحرب بل في تمديدها".


بيد أن الحوثي، لحسن الحظ، لا يطرح مشروعاً جماهيرياً من أي نوع. لهذا فإن فرص نجاحه معدومة تماماً. فحتى "يقبل الناس مسؤوليات ومخاطر العنف المنظم، يجب أن يؤمنوا بعدم وجود خيار آخر، وأن تكون القضية ملزمة، وفرص نجاحها معقولة، وربما كان الدافع الأخير هو الأكثر قوة"، كما يقول الأمريكي روبرت تابر، وهو مؤلف كتاب عن حرب العصابات.


لم يستنفد الحوثي الجهود السلمية كي يغدو لجوؤه للسلاح أمراً مبرراً ومفهوماً. وإذا كانت حرب العصابات امتداداً للسياسة بوسائل نزاع مسلح، فإنه "لا يمكن لهذا الامتداد أن يحدث بغتة، إلا عندما تنكشف وتصبح بلا قيمة كل الحلول السلمية المقبولة، القضاء وصناديق الاقتراع مثلاً، وفيما عدا هذه الحالة، لا يوجد أي أمل بالحصول على الدعم الشعبي اللازم للنشاط الثوري"، بتعبير تابر. عل سبيل المثال، لو لم تفشل الحكومة في إدارة الصراع في صعدة منذ البدء، لما تقدم الحوثي قيد أنملة. فـ"مآل حرب العصابات إلى الفشل، إن لم يكن لها هدف سياسي، أو كان هذا الهدف لا يتطابق مع تطلعات الشعب، أو لا يستطيع اكتساب تعاطفه وتعاونه ومشاركته". هكذا قال روبرت تابر، الذي يصف أيضاً حرب العصابات بـ"حرب البرغوث"، المرتكزة على منهجية "عض واهرب".


والسؤال هو: ما هي أقصر الطرق لكسب هذا النمط الصعب من الحروب بالنسبة للجيش؟ سأفترض أن القارئ يستطيع التمييز بين الحرب والقتال، وكيف أن الحرب أصبحت كلمة تشير إلى مجهود شامل يتخطى ميدان القتال إلى ما هو أبعد، مجهود يضم "التخطيط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي، أهم بكثير من حشد الجيوش، ومن دبابات تتصادم مع دبابات، ومن مدافع ترد على مدافع"، على حد تعبير محمد حسنين هيكل. الحرب تلخصها عبارة شهيرة صكها كلاوزفيتز تقول "إن الحرب صراع بين إرادات، طرف يريد فرض إرادته على طرف". وينقل هيكل عبارة شهيرة أخرى منسوبة لرئيس وزراء فرنسا في الحرب العالمية الأولى قال فيها: "إن الحرب مسألة أخطر من أن تترك للجنرالات".


قبل سنة، في رمضان بالتحديد، تساءلت في مقال نشرته صحيفة "المصدر"، عما إذا كنا بصدد شوط جديد، أم مجرد ركلات ترجيح؟ حينها كانت قد مضت 5 أشهر فقط على إعلان الرئيس وقف الحرب، وكانت الأجواء تشهد تصعيداً إعلامياً عكس نفسه على مناطق التوتر. سأسمح لنفسي الآن بنقل فقرات من ذلك المقال: لم ينته الشوط رقم 5، بصورة واضحة، إلى ثنائية غالب ومغلوب. يصعب الآن تحديد أي الطرفين خرج خاسرا. ولست هنا لتعبئة خانات التحكيم الفارغة لصالح هذا الطرف أو ذاك.


في الحروب هناك دائماً مهزوم. سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو الاثنين معاً، بصرف النظر عن مقولات التلطيف والمواساة التي تتحايل، لأغراض نبيلة عادة، على هذه المعادلة، ومفادها أنه لا يوجد أحد مهزوم في الحروب الداخلية. (طبعاً، مفهوماً النصر والهزيمة، في الحروب اللامتكافئة، يحملان مدلولين مختلفين. فإلى المدلولين السياسي والعسكري، ثمة المدلول الأخلاقي والنفسي والزمني).


وكلما أسفرت المجابهة، أياً تكن، عن منتصر ومهزوم، يكون المعنى هكذا: انتهى الصراع عملياً والباقي تفاصيل. هذه قوانين القوة، ومنطق الصراع. خذوا مثلاً قوانين الرياضة. وبالتحديد كرة القدم. فعندما تتكافأ قوة ومهارة فريقا المباراة، وتنتهي المواجهة إلى التعادل، لن ينفخ الحكم صفارة النهاية. إذ لا بد من مخرجٍ ملائم ينهي المباراة إلى غالب ومغلوب. ساعتها يلجأ إلى تدابير متفق عليها: إما أشواط إضافية، أو ضربات ترجيح... وهكذا.


تصبح الحروب لا منتهية عندما تضع أوزارها على نحو لا يرجح كفة على أخرى. لكن هل تصلح قوانين الرياضة وسيلة مثلى لتوضيح كيف أن استئناف الحرب ضروري لحسم صراع ما؟ في الحقيقة أنا لم أفقد صوابي لأجازف بمقاربة على درجة من الجنون والسفه. كما أنني لم أشعر يوماً أنني عديم إحساس ولا مغفل بما يكفي لحديث من هذا القبيل.

علينا أن ننظر إلى قانون الرياضة ذاك، الصارم أشد الصرامة، كأداة لتقريب الصورة، ليس إلا.


إننا في الحروب نتعامل مع دماء تسيل، وأرواح تزهق. لهذا يجب أن تتوقف النيران أولاً وقبل أي شيء آخر. بعد ذلك يفترض أن ينخرط الخصمان في مباراة من نوع مختلف: تفاوض مساومة تنازل، مقايضة. مع الأخذ في الحسبان أن الرابح في جولات القتال سيكون مركزه التفاوضي مرتفعاً بحكم طبيعة الأشياء، خصوصاً في المجتمعات التي تسودها قيم الغلبة والقوة.


هي ضربات ترجيح سياسي إذاً. مع ذلك فهي تنطوي على شيء من المناورة والتكتيك وتسديد النقاط. والأدوات المستخدمة هي من نوع: الدهاء، الكياسة، القدرة على استعمال أوراق الضغط والابتزاز. غير أن الربح، في هذه الحالة، لا يتأتى من إحصاء عدد القتلى وحجم الدمار الذي يلحق بالخصم، بل يتأتى من مستوى براعة المفاوض في إحراز مكاسبه نقطة نقطة، وبأعصاب باردة، وخسائر أقل.
يمكن أن تنطبق هذه المقاربة على كل الصراعات تقريباً.


مبدئيا في حرب صعدة الأخيرة هناك تكافؤ نسبي. والحديث عن فشل عسكري لا يعني أن جماعة الحوثي لم تتلقَّ ضربات موجعة وفي الصميم. والتعادل الشكلي هذا جيد من نواح عدة، فهو سيسهم في تذليل الصعاب أمام الجهد السياسي. لكن المشكلة الحقيقية في أزمة صعدة، أن النوايا لا تزال مبهمة، والمطالب والتطلعات الواقعية لم يتم التعبير عنها بشكل جلي ومفهوم. هناك إيماءات مواربة ورموز مغلقة وتكهنات وتضليل كثيفان. هذا كل ما أدركناه حتى الآن، وما أقله. بوسعنا أن نتظاهر بعدم الملاحظة، مثلما بوسع الخصوم التصرف وكأننا عالم من المغفلين والبلهاء عديمي الذكاء، أو التصرف وكأننا نفهم كل شيء. في الواقع لسنا عديمي ذكاء ولسنا نفهم كل شيء في الوقت نفسه.


لا تنص وثيقة الدوحة على منح الحوثي وضعاً خاصاً في صعدة. ثم إنها تبدو الآن منتهية الصلاحية، بعد نشوب الحرب الخامسة التي أضافت تعقيدات بنيوية جديدة إلى سياق الصراع اللامتناهي، وبالتالي أضحت بنودها قاصرة عن الإحاطة بالتفاصيل الطارئة، وما أكثرها. ثمة شيء آخر: النقاط الـ10 التي أعلنها الإعلام الحكومي منسوبة للرئيس، أين مصيرها، وهل يعترف بها الحوثي أصلاً؟ (قلصتها اللجنة الأمنية قبل أسبوع إلى 6 نقاط).


أيضاً هناك أسئلة ضرورية وصعبة قد تساعد في حلحلة الوضع: هل للحوثي تطلع سياسي محدد؟ وهل يتصور لجماعته شكلاً يحمل طابعاً ثقافياً دينياً مثلاً، أم سياسياً أم اجتماعياً، أم يتطلع إلى الاشتغال في كل هذه المجالات دفعة واحدة؟ ثم هل ستعتنق جماعته في اشتغالاتها تلك، الصيغة المدنية السلمية؟ فإن كانت الإجابة "نعم"، فما الذي يحول دون وضع هذه النقاط صراحة على مائدة المباحثات من قبل؟


يجب على عبد الملك الحوثي أن يفصح عما يريد دونما خجل. ربما نتفهم رغبته، وربما نرفض، المهم ألا يتصرف وكأننا ندرك ما يرغب في أن يكونه. إن خطاب المظلومية غير مجدٍ لشرح الجماعات. والملفت في خطاب الحوثي أنه يأخذ صورة مزدوجة: فمن جهة هو حزين ومأساوي، ومن جهة يتظاهر بالقوة والتحدي. على أنني لست واثقاً من أن الشاب، الذي في الـ28 من عمرة، يريد الإمامة بمعناها السياسي. هذه ترهات، وهو أذكى من أن يعتنق فكرة بالية يتعذر تحققها بل يستحيل عملياً. وإن راودته الرغبة في ذلك، فما الذي يؤخره عن إعلانها؟ (ربما تغير تقديري الآن لشخصية الرجل وتطلعاته).


إذاً، لا يطمح الحوثي إلى أن يكون إماماً، كما نفترض. وهذه هي النقطة المثيرة للقلق، بالنسبة إلى السلطة. وحينما نتفق على ذلك، لا بد أنه سيطرح مسألة المذهب الزيدي. وهذا مهم لكنه غير حساس، فالبلد يغص بشتى الجماعات الدينية من مختلف الجذور والمذاهب، وهي لا تضطر إلى حمل السلاح للتعريف عن نفسها، والتعبير عن ماهيتها. منها السياسي الاجتماعي (الإخوان المسلمين)، ومنها الثقافي الوعظي الصرف (السلفيين والصوفية)، ومنها المحظورة قانونياً (حزب التحرير).


كل هذه الأمور ينبغي أن يطاولها البحث والنقاش في شوط الحسم السياسي، إذا ما أردنا الخروج من الأزمة. عوضاً عن ذلك، راح الكل يمعن في إخفاء رغباته الحقيقية الكامنة. ولعل هذا هو سر إخفاق كل جهود التصالح. بقي شيء آخر: الحديث الذي دار عقب انتهاء الحرب (الخامسة طبعاً)، عن نشوء تحالف سياسي بين الرئيس وجماعة الحوثي، كان مجرد لغو سخيف. فبإمعان النظر في شخصية الرئيس، وأسلوب حكمه وتعامله مع خصومه، يمكن العودة بنتيجة مؤداها: لن يتحالف صالح مع شخص يرفض الإذعان له، فكيف، والحال هذه، بزعيم جماعه أوصل النيران إلى محيط القصر.
باختصار: الحرب أخطر من أن تترك للجنرالات.


المصدر أونلاين
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صالح ل أم بي سي؟ قال أن الحراك ليس بخطورة القاعدة والحوثيين حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 10-19-2009 03:53 PM
عبد الملك الحوثي:الحرب الخامسة توقفت بعد تفاهم شفهي مع علي صالح حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 09-21-2009 03:30 AM
الرئيس صالح : نحن نتخاطب مع الشارع في الجنوب وحضرموت حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 09-12-2009 01:55 AM
برلماني مؤتمري: طريقة تسيير الرئيس للأمور هي وراء ما يجري في البلاد حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 08-19-2009 12:19 AM
السباق على القصر بدأ بين الخلفاء الثلاثة المحتملين لصالح: وخفايا إعلان مرض الرئيس حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 07-25-2009 08:53 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas