الحجاب والنقاب في الإسلام ( رسالة إلى شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي )

[نجد الحسيني]

بـسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.


ثم أما بعد:-


فإن قضية الحجاب والنقاب قضية قديمة متجددة باستمرار.. وقد أخذت حيزا كبيرا من الجدال والخلاف مذ أكثر من قرن من الزمان.. ربّما سلّط الضوء عليها من بعد خروج قاسم أمين على الناس في مصر حول مزاعمه عن تحرير المرأة ثم تبعته هدى شعراوي إلى أن دخلت دائرة الضوء نوال السعداوي ومن تبعها أو تقدم عنها في هذا المجال في زماننا الحاضر.. بل أنه يجوز لنا القول بأن هذه القضية قد ظهرت مذ ظهور الإسلام تقريبا .. وما من إمام وفقيه وعالم إلاّ وقد أدلى بدلوه في دلاءها.. اتفقوا حينا واختلفوا حينا وكانوا بين البينين في أحيان كثيرة.


في هذه الأيام زاد الجدل عن حدّه كثيرا حتى وسع العالم بجهاته الأربعة.. ولم يخرج علينا الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي مؤخرا إلاّ ليزيد الطين بلّة بعد بلّته في فتواه السابقة بجواز ما تقوم به الحكومة الفرنسية حول مسألة الحجاب.


هذا الشيخ الهرم الخرف.. وهذه ليست بشتيمة.. معاذ الله أن أسبّ عالما أو أحطّ من شأنه أو أقع في عرضه، مهما كانت أعماله.. ثم أنّي أقلّ وأصغر من أن أتجرأ على عالم في منزلته.. لم أبلغ مكانته العلمية وربّما لن أدرك بلوغها.. وإنما قصدت بالهرم والخرف مرحلتين من مراحل عمر الإنسان.


بماذا يفسّر لنا الشيخ جداله حول النقاب مع تلك الفتاة البريئة وهي بنظر الكثيرين ما تزال طفلة أو على الأقل قاصرة.؟.
إن هي لم تتم بعد المستوى الإعدادي أو الثانوي في دراستها، ممّا يعني لنا أن عمرها بين 14 و 15 سنة..
فقول الشيخ لها: إنّي أعلم منك ومن أبوك أو ممن خلفوك بحسب ما تناقلته وسائل الأعلام .. كلام كهذا لا ينبغي أن يصدر من شيخ يقدّر علمه وسنّه ومكانته الرفيعة ومركزه المرموق وشهرته العظيمة.
من ذا بربكم ينكر أنّه حقّا أكثر علما من الفتاة وأهلها.؟. هذا أمر مفروغ منه.!.
فهل كان الشيخ بحاجة لتأكيده من فتاة قاصرة بعمر حفيداته.؟
وهل يزيده اعتراف الفتاة أو أهلها بما يريد رفعة على رفعته وعلوا على علوه وكسبا فوق ما اكتسبه.؟
لا أرى إلاّ أن هذا القول والفعل من الشيخ المحترم قد انتقص من ميزان علمه ومعرفته.
ربما غضب الشيخ.. وليس الغضب من شيمة العلماء ، فالعالم حليم.
ربما تسرّع الشيخ بانفعاله.. وكذلك ليس التسرّع والإنفعال من شيم أهل العلم ، فالعالم رصين رزين.
لقد وقع الشيخ في زلّة لسانه .. ووقعة العالم بعشرة.


ثم انظر لتتابع الحوار والشيخ يقول بعد أن فرض نزع نقابها: هذا وأنت بالشكل هذا.. كيف لو كنت جميلة؟
أستغفر الله العظيم .. استغفر ربّك يا شيخنا.. هل بقولك هذا قصدت المخلوق أم الخالق سبحانه وتعالى.. فما ذنب الفتاة إن وجدت نفسها بمسحة من جمال أو تجد نفسها على غاية من الجمال.؟. وهل كان أمر خلقتها بيدها.. أم أن خالقها وخالقك وخالق العالمين الله.. سبحانه علاّم الغيوب.


يا شيخ، إني أستغفر الله لي ولك فاستغفره إنه هو الغفّار الرحيم.


والله لو كانت هذه الفتاة في بلاد من بلاد الغرب لأقامت عليك الدعوى تلو الدعوى بحجة حالة نفسية أو عقدة أو كآبة ربما أطاحت بك وبالمؤسسة التي تمثلها وبالحكومة التي أمرت بتعيينك وأشرفت عليه وعلى دفع مرتبك.


أيها الشيخ العلاّمة، إنه في العام 2005م، كتبت فيك مقالة قصيرة عن تأبينك لبابا الفاتيكان الهالك بولس الثاني وفيما أذرفته، حينها، من دموع عليه وبما وصفته من أوصاف قلّما وصفت بها أحدا من قادة المسلمين على مرّ العصور.. هذا البابا الذي رفض حتى تقديم اعتذار لفظي أو حتى تبليغي بطريقة غير مباشرة لما قامت به الكنيسة من حملات صليبية على المسلمين وسفك دماءهم ونهب خيراتهم واستعمار بلدانهم واستعباد الرجال وذبح الأولاد واغتصاب النساء.. بالرغم أنه قد قدّم كلّ الاعتذار لبني يهود عمّا ساسهم وجاس من محاكم التفتيش في أسبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي وعلى مرّ القرون والعصور.


أيها الشيخ العلاّمة، هل لي أن أذكرك بأنك تدير وترعى أعلى وأعظم وأرفع صرح علمي في البلاد الإسلامية.. الا وهو الأزهر الشريف.. أزهر سلطان العلماء العزّ بن عبد السلام.. أزهر صلاح الدين الأيوبي ونجم الدين بن أيوب والمظفر سيف الإسلام قطز والملك الظاهر بيبرس وغيرهم من عظماء قادة المسلمين.


أليس بالأزهر الذي يدرّس المذاهب السنية الأربعة: المالكية والحنفية والشافعية والحنبلية بأصولها وفروعها بل ويدرس علوم وفقه الأئمة النووي والليث وسفيان الثوري وغيرهم رضوان الله عليهم.؟


لقد أجمع مالك وأبو حنيفة والشافعي رضوان الله عليهم على أن المرأة كلّها عورة إلاّ وجهها وكفيها.. وذهبوا إلى قول أن تغطي سائر البدن دون الوجه والكفين إلاّ في حالة واحدة ظهر منها مفسدة الزمان والمكان وأن تخاف على نفسها من فتنة الرجال.. وهل من فساد مرّ على أمتنا كفساد هذا الزمان؟.
أما الإمام أحمد فقد أوجب النقاب نصا وحكما وشرعا باستناده إلى أحاديث كثيرة ومن رواة ثقاة..
وما ذهب إليه الإمام أحمد لم يكن مخالفا لما ذكره سابقوه مالك وأبو حنيفة والشافعي..


العورة عند المرأة وبلسان ولغة العرب لا يقصد منها العورة بمعناها الحرفي وإنما تحلّ العورة أحيانا محلّ الفتنة كخشية افتتان وليس كشف عورة.. إذ حاشا لله أن يكون وجه المرأة، ذلك المخلوق وذلك الإنسان بعورة.. وحاشا أن يقترن وجه المرأة بالفرج أو القدم، معاذ الله من هكذا لفظ ودوليك خلط.. إنّما وجه المرأة قد أحسن البارئ المعيد المصوّر صورته وخلقه وقد أكمله وأتمه ونعمه بالفتنة والجمال.. وصدق المصطفى صلّ الله عليه وسلّم عندما قال " النساء شقائق الرجال "


اتقي الله يا شيخ محمد..
فإنّي أعيذك بالله أن تستوي أنت العالم النافع مع جاهل اراجوز مثل عادل إمام.. هل بلغك ما قاله عادل إمام ؟ إنّي أرفع إليك كلامه من سماعي له مباشرة في حوار له يحدّث الناس عن نفسه وعن رأيه وقد جعل من نفسه ذلك السياسي المخضرم والفنان العملاق والمصلح الاجتماعي. يقول عادل إمام بأنه حضر في يوم دعوة وجهت إليه وكانت الصالة مكتظة بالبنات.. واندهش عند رؤيته صفّ من هنا فتيات محتشمات محجبات وصفّ من هنا فتيات سافرات.. فأرسله شيطانه بالقول: رأيت كيف عنصر التفرقة يكون وكيف عنصر التمييز.. طبعا عادل إمام لا يقصد بالقول: لماذا لا يكنّ جميعهن محجبات أو كلّهن سافرات.. كلا، ليس هذا ما قصده أبدا.. وإنما قال وجب نزع هذا الحجاب الذي فرّق بين نساء مصر.. يا سبحان الله! وهل إذا ما أسفرن المحجبات ففي ذلك إقامة للعدل والحقّ.. ولماذا لا يتحجبن القسم الآخر؟ سؤال بسؤال.. أفلا يحقّ لنا طرحه؟ لكي يوضع ميزان العدل والحق والحرية.. لماذا المطلوب فقط من المسلمات السفور والتبرج والتعري؟ وليس المطلوب عدلا من الأخريات الاحتشام والاحترام والاحتجاب؟
وديننا لا يفرض على من لا تدين به أفعال أهله.. فقد جعلهن في حلّ من أمرهن.. فمردهنّ إلى الله.


تلك كانت أقوال وأراء عادل إمام من قبل قولك ورأيك أيها الشيخ محمد.


اتقي الله يا شيخ محمد..
ساراكوزي تشجع من بعد فتواك وقال لن تهنأ نفسي ولن يطيب خاطري مع رؤية هذا النقاب على وجوه المسلمات..
وقامت الدنيا ولم تقعد في الغرب، في فرنسا وهولندا وبلجيكا والمانيا وبلغاريا وغيرها من الدول بسبب هذا النقاب.
نقول هم قوم معذورون.. فإن هاجس الأمن والأمان أقضّ مضاجعهم وأصابهم بالهلوسة.. وتلك في الأخير بلدانهم.. هم أحرار بها.
لهم ديارهم ولنا ديار الإسلام.
فهل تريد أن تجردنا من ثوبنا يا شيخ محمد وترحلنا من بلداننا؟


نحن نعترف بأننا لسنا في زمن المعتصم عندما قام بعض من سكارى النصارى ليجروا ثوب عجوز مسلمة فتصيح وامعتصماه من عمورية قرب القسطنطينية فيلبي صوتها المعتصم من بغداد ويغزو بجيشه عمورية ويفتحها..


لقد ولّى ذلك الزمان عنّا.. وغادرنا رجاله.


هل تتحمل يا شيخ في رقبتك دم تلك المرأة المصرية القبطية المسلمة البريئة التي قتلت وقضت نحبها في ألمانيا من بعد أن شاهدت وشاهد زوجها وابنها مصرعها وهي مضرجة بدماءها المسلمة الزكية لا لشيء إلاّ ضحية لأجل حجابها في سبيل أمر ربها وإنا نحسبها عند ربها شهيدة ولا نزكي على الله تعالى من عباده أحدا.؟


هذا مثل سأضربه لك يا شيخ محمد عن برلماني إيطالي مسيحي قاله في البرلمان أمام وسائل الإعلام من بعدّ ما اشتدّت حمى مكافحة الحجاب في الغرب.
اسمع يا شيخ إلى ما يقوله هذا الايطالي المسيحي الصادق بقوله العادل بحكمه:
إنها عبرة وموعظة من رجل نصراني لم يأتي على ذكرها أحد من المسلمين.. لقد توجه إلى قومه بالقول في وسط هذا الحشد المهيب:
لماذا كلّ هذه الحملات في بلداننا على حجاب امرأة؟ هل نسيتم يا معشر المسيحيين بأن البتول مريم العذراء مصورة في كنائسنا وبيوتنا وكتبنا بصورة امرأة محجبة؟ هل شاهد منكم أحدا صورة مريم العذراء البتول من دون حجاب؟ فهل أنتم ستمحون حجاب مريم أيضا؟ هل باستطاعتكم تصويرها من دون حجابها؟ لا أنتظر منكم ذلك الفعل.. راهباتنا في كلّ دير يتشحن بالحجاب.. هل ستنزعونه أيضا؟ هل من قوانين ستسنّ في محاكمكم بخصوص حجاب الراهبات؟ لا أنتظر منكم مثل ذلك العمل؟ إذا، فالأولى لكم أن تكفوا عن إثارة القول في حجاب مسلمة.


هذا، يا شيخ محمد، ما قيل في البرلمان الإيطالي.. فانظر إلى قولك في الحرم الجامعي الأزهري العربي الإسلامي.


اتقي الله يا شيخ محمد واستغفر لذنبك..
ماذا تقول لربّك غدا وأنت من أمر بنزع برقع تلك الفتاة ونقابها وحجابها وكشف وجهها على الملأ.. وما ضرّك يا شيخ في نقابها.. وما نفعك من رؤيتها بغير نقاب؟


ماذا تقول لربّك غدا وماذا تقدم من عذر لوصفك بابا الروم الهالك بما وصفت؟


كيف تقابل وجه ربك الكريم وقد صافحت بيمينك (شمعون بيريز) جزار قانا وحرب 56 و 67 وجزار فلسطين ولبنان ومصر والجولان.. مستبيح الأقصى المبارك..
تعتذر يا شيخ للمسلمين بأنك لم تكن تعرفه.. وهل بالله عليك شيخ دكتور في مثل مقامك لم يلقى لنفسه إلاّ هكذا معاذير .. هل كنت في غفلة عن هذا العالم أم بظنك أننا المغفلون؟
وهل سيكون هذا عذرك أمام الله تعالى علاّم الغيوب.؟.


كيف بك يا شيخ من سؤال : ماذا فعلت لغزّة العرب والمسلمين وهي تحترق إلى جوارك ويسقط الشهداء في أرضها بل يطيرون في سماواتها وتسيل دماء المسلمين وتفجّر النساء والأطفال وتخرب البيوت وأنت ساكت أخرس لا تنطق ببنت شفه حتى ولو من باب المداراة وردّ العتب واللوم.


هاك الأقصى وبيت المقدس.. وأنت تنظر ما يجري ولا كلمة حقّ ولا يحزنون.


لن ينفعك يا شيخ مركزك ولن يغني عنك راتبك ولن يشفع لك رئيس ولا وزير ولا مدير ولن تفيدك حكومة ولا رئاسة ولا إدارة .. فكلّ سوف يتركك لنفسك وسيتبرأ منك بمن فيهم أقرب الناس منك وأعزّ الناس عندك.


اتقي الله يا شيخ محمد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


شيخي وأستاذي ومعلمي، أستغفر الله لي ولك وأسأله أن يهديني وإيّاك الصراط المستقيم والسبيل السواء.


الحمد لله ربّ العالمين.



من الفقير إلى الله: نجد الحسيني

[عفاف]

الله يجعلها في ميزان حسناتك استاذي الفاضل نجد الحسيني ......
لك مني خالص الإحترام والتقدير ......

[عبق الوطن]

شيخي واستاذي الجليل نجد الحسيني العبدلله الفقير ... زادك الكريم من فضله حسنآ وتبيان . احسنت الجواب وفصل الخطاب بالحجة الدامغة والبرهان . فحبك لله وحبيبك خير مدد وشاهد تحمله انوار حروفك وبركة ردك مع حسن ادبك الجم وسمؤ ثقافتك الراقية مستمدة من الاية والحديث . ومن صدق الرواية وثقافة حياة العامة .. فلا يخفى على عاقل او حتى جاهل زعمك وصحة ماتقول فجزاك الله من خير الدنيا والأخرة كل خير ... فياليت شيخناالحبيب الازهري الكريم يجوع ذات يومآ ويجوع ففي الجوع فوائد عظيمة لآيعرفها إلآ من كان يملك الدرهم والدينار كأبن عفان وابن عوف عبدالرحمن ..............!؟!؟

[نجد الحسيني]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف [ مشاهدة المشاركة ]

الله يجعلها في ميزان حسناتك استاذي الفاضل نجد الحسيني ...... لك مني خالص الإحترام والتقدير ......

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبق الوطن [ مشاهدة المشاركة ]

شيخي واستاذي الجليل نجد الحسيني العبدلله الفقير ... زادك الكريم من فضله حسنآ وتبيان . احسنت الجواب وفصل الخطاب بالحجة الدامغة والبرهان . فحبك لله وحبيبك خير مدد وشاهد تحمله انوار حروفك وبركة ردك مع حسن ادبك الجم وسمؤ ثقافتك الراقية مستمدة من الاية والحديث . ومن صدق الرواية وثقافة حياة العامة .. فلا يخفى على عاقل او حتى جاهل زعمك وصحة ماتقول فجزاك الله من خير الدنيا والأخرة كل خير ... فياليت شيخناالحبيب الازهري الكريم يجوع ذات يومآ ويجوع ففي الجوع فوائد عظيمة لآيعرفها إلآ من كان يملك الدرهم والدينار كأبن عفان وابن عوف عبدالرحمن ..............!؟!؟

هلا ومرحبا بالغاليين عبق الوطن و عفاف،

لم يكن تواضعا مني للشخص ولـكنني تواضعت للعلم الذي تعلمه وعلمه هذا الشخص..
وإذا ما تواضعت لإنسان ما ففي ذلك عزّة ورفعة لي من العزيز القدير.
ما زلت أتذكر قالها لي أبي رحمه الله تعالى مذ نشأتي أن، إبني خذ من العالم لك علمه واترك له عمله وما يفعل.
وهذا ما اتبعته بالتحديد.. إذ طالما قرأت لهذا الإنسان في كتبه وكم قد نهلت منها معرفة وكم قد استمعت إلى محاضراته التي أفادتني وألوف التلاميذ وطلاب العلم مثلي.
فإن اختلفت معه في بعض أو كلّ ما ينتهجه من قول وعمل إلاّ أنه سيظلّ نقدي مصوبا نحو الخطأ ممن أخطأ لا نحو من ارتكب الخطأ.

إن كان الشيخ الطنطاوي أراد لنفسه أن يكون واحدا من علماء وفقهاء السلاطين.. فهذا مذهبه.. وكم في التأريخ له من مثيل.. فهو ليس بأولهم ولن يكون بآخرهم.
كذلك إذا أحب العالم أن يكون علمه لله وللدين وللأمة .. فكم وكم أيضا قد عرفت هذه الأمة وكم في كم مرّ عليها من علماء أخيار لم يبيعوا قط دنياهم بآخرتهم.

لقد انزلق الشيخ الطنطاوي في جرف سياسات حمقاء ليرضي هذا أو ذاك ولا أملك له إلا الدعاء بأن يصحح الخطأ ويرجع عنه وسوف يجد ربّا كريما يقبله ولا يرده.. سبحانه الذي لا يصدّ بابه ولا يردّ قاصده على أحد من عباده أتاه نادما تائبا مستغفرا.

ما يزال الغرب يهاب هذا الدين سواء احترمه أو لم يحترمه ولم يزل يخشى أهله وأتباعه سواء حقّق نصرا عليهم أم لا، سيظل ويبقى في خوف وهيبة ورهبة.. ذلك ما ألقاه الله في قلوبهم من الرعب وليس من أفعالنا نحن الضعفاء..
فمنذ 4 سنوات، قبل تجرؤ ساركوزي على فعلته.. وما فعل ما فعل إلا بعد تسلحه بفتوى شيخ الأزهر.
هل تعلموا أن أميركا ترمي منشورات من فتاوي أحد العلماء في فهمه الجهاد وتفسيره له بالهيلكوبترات على المجاهدين في العراق وبلاد الأفغان.
وكذلك فعلت إسرائيل بفتوى أخرى لعالم آخر وألقتها ووزعت نشرتها على أهل فلسطين ولبنان.

إذا، فهؤلاء العلماء يتحملوا قسطا وافرا من الذنب بل موفوره ومذخوره.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

مودتي لأحبتي,,,

[عبق الوطن]

......... لله درك حقآ ..... بربك من تكون ؟ في مشاركاتك نجد الفائدة والمتعة وحتى في الردود !!!!!! هكذا يجب ان نكون وإلأ فلأ . مشاء الله لأقوة إلأبالله .... ياسيدي الحبيب .. اهديك بيتين من سحر البيان تحضرني الأن وياسبحان الله تلك البيتين احفظها منذو ان عرفت سحر الحروف وروعة ناثريها كامثالكم .... فطلبي ورجائي من شخصكم الكريم التعليق عليها اما نقدآ اوشرحآ اوحتى تعليقآ . وان تكون عبارة عن مشاركة منك مستقلة بعنوان انته تختاره لها نستفيد منها ونفيد بحول الله .. فروعة قلمك الفنية والادبية والدينية السمحة والتي تتجمل بها ياستاذي الكريم اطمعتني كثيرآ وكما انها تفيدنا جميعآ حلان السقيفة وتنثر علينا من عبق الوطن عبقآ قل من ينثره اليوم ... إليك الهدية استاذي >> احب الغانيتُ بلآ حرام ... واعشقُ الكاس من غير المدام ... وماحبي لفاحشة" ولآ كن رأيت الحبُ من طبع الكرام )) . فآمل من شخصكم الكريم قبول هديتي ثم طلبي ..... صانكم الله ورعاكم موفقين ومحققين كل خيرآ لكم ولنا حلان السقيفة ...... اللهم أمين

[عاشق الجوهره]

بارك الله فيك ابوصالح
للاسف سرطان السياسه ينهش
عقول بعض العلماء وافكارهم
وباعوا بثمن قليلا والعياذ بالله
وهذه ضريبة المراتب العلا في هذا الزمان
الله المستعان ..

فمان الله

[وصايف]

استغفر الله العلي العظيم

الف شكر للموضوع الرائع

[مسرور]

أخي نجد الحسيني

بعيدا عن الإنفعالات العاطفية كان يفترض فيك الإحاطة بالقضية من كافة جوانبها لا أن تجعل من نفسك مدافعا عن حمى الإسلام وحياضه الذي اختزلته في النقاب وليس الحجاب ( ولاحظ الفروق ) .


تهكم الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي على المدرّسة والفتاة وأهلها مدان ومرفوض جملة وتفصيلا ، وبدلا من دخوله في جدال كلامي عقيم معهن حول النقاب كان بإمكانه الإكتفاء بإصدار قرار رسمي يحظر بموجبه على المنقبات دخول المعهد لمقتضيات المصلحة العليا لمصر .


لا تخلط لنا هداك الله بين بطولات صلاح الدين وتصرفات الرئيس ساركوزي ومصافحة شيخ الأزهر لشيمون بيريز الذي نجزم أن من لم يصافحه من علماء الأمة وقادتها علنا فقد صافحه سرا ...


علمانية الدولة المصرية تفرض عليها محاربة ما يؤدي إلى الغلو والتطرف الديني ، ولا يخفى عليكم أن مصر تضم إلى جانب المسلمين طوائف أخرى ومن أبرزها الطائفة المسيحية القبطية التي كانت هدفا للمتطرفين المسلمين ، ويحق للدولة الوقوف بحزم في وجه ما يؤدي إلى إشاعة الغلو والتطرف الديني في أوساط الجميع دون استثناء كونها قد عانت ولا زالت تعاني من تبعات أفعال المتطرفين الجهاديين الذين يرون في المناقض لهم فكرا ودينا عدوا وجبت محاربته ...


لا يوحد ما يستوجب شن حملة على شيخ الأزهر الذي يسهم في تنفيذ خطة مرسومة للدولة الصرية الهدف منها محاربة كل ما يبعث على الغلو في الدين وفي أوساط النشء على وجه الحصوص وحماية المجتمع المصري من إنعكاساته السلبية ، وسبق وأن أكد فضيلة الشيخ طنطاوي في أكثر من مناسبة وضمن ردوده الصريحة على من استفتوه وبصفته مرجعية دينية يفترض في عامة الناس النزول عند فتاويها أن المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها .

سلام .

[نجد الحسيني]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبق الوطن [ مشاهدة المشاركة ]

......... لله درك حقآ ..... بربك من تكون ؟ في مشاركاتك نجد الفائدة والمتعة وحتى في الردود !!!!!! هكذا يجب ان نكون وإلأ فلأ . مشاء الله لأقوة إلأبالله .... ياسيدي الحبيب .. اهديك بيتين من سحر البيان تحضرني الأن وياسبحان الله تلك البيتين احفظها منذو ان عرفت سحر الحروف وروعة ناثريها كامثالكم .... فطلبي ورجائي من شخصكم الكريم التعليق عليها اما نقدآ اوشرحآ اوحتى تعليقآ . وان تكون عبارة عن مشاركة منك مستقلة بعنوان انته تختاره لها نستفيد منها ونفيد بحول الله .. فروعة قلمك الفنية والادبية والدينية السمحة والتي تتجمل بها ياستاذي الكريم اطمعتني كثيرآ وكما انها تفيدنا جميعآ حلان السقيفة وتنثر علينا من عبق الوطن عبقآ قل من ينثره اليوم ... إليك الهدية استاذي >> احب الغانيتُ بلآ حرام ... واعشقُ الكاس من غير المدام ... وماحبي لفاحشة" ولآ كن رأيت الحبُ من طبع الكرام )) . فآمل من شخصكم الكريم قبول هديتي ثم طلبي ..... صانكم الله ورعاكم موفقين ومحققين كل خيرآ لكم ولنا حلان السقيفة ...... اللهم أمين

عزيزي الغالي عبق الوطن،

ما زلت سابحا في التفكير للبحث عن رد يليق ويناسب ما جاشت به مشاعرك حتى كدت أن أغرق بل غرقت في لجج بحور الفكر والتعبير..
فما وجدت لوحا من جُمَلٍ يحملني أو حتى قشة من كلمة تسعفني وتنقذني..

سامحك الله، أخي .. فقد زدت زودا قلّ من عظمه كثيري..

فلا قاموس عندي نفع .. ولا سيبويه شفع.

لقد زادتني كلماتك الطيبة الرقيقة خجلا على خجلي وتواضعا فوق تواضعي..
حتى أصبحت أمام هذا السيل من الخلق الحسن بلا قول ولا فعل..
أعجزني أن أردّ تحيتك بمثلها فكيف بأحسن منها.
ماذا أقول؟ وبماذا أثني وأطرئ على مثيلك في الناس...
قليل مثلك في الناس إن لم يك معدوما أو مستحيل
ما من سعة عندي إلا تضيق بمعروفك والجميل

هدية رائعة منك.. شعر جميل لا يخلو من التصوف وحسن الأدب والإمتثال.
لا أعرف من شاعر هذه الأبيات.. لـكن العبق الصوفي قد زكى معانيها.
مهما اختلف بعض الناس مع الصوفية وأهل التصوف خاصة منهم المتأخرين
إلاّ أنه يظل للصوفية أدبها وفلسفتها وحضارتها.
بل أنه قد أصبح للشعر الصوفي ركن خاص به في الأدب العربي..
وسلك مختلف الشعراء نهج الصوفية وليسوا بمحسوبين على أهله.

قدمت للصوفية وكتبت عن المتصوفين من أولياء وأئمة وفقهاء وعلماء وأدباء وفلاسفة ومفكرين وقادة عظماء عدّة مقالات لا يسعني الآن إحضارها وإعادة نشرها - وكذلك نقدت في مقالاتي أفعال الصوفية المتأخرة وما حرفوا وبدلوا وغيروا - .. لقد مرّ على ذلك زمن.. ربما عن قريب أعيد صياغة كتابتها من جديد..

أحب الغانياتُ ولا حرام ... واعشقُ الكأس من غير المدام ...
وما حبي لفاحشة ولـكن ... رأيت الحبُ من طبع الكرام

ذكرني البيت الأخير ببيت لمجنون ليلى جاء فيه:
وما حب الديار شغفن قلبي ولـكن حب من سكن الديارا

هاتان البيتان قد عبرا بلسان حال كلّ رجل فينا.
أي رجل لا يحبّ ولا يهوى ولا يعشق ولا يهيم بوجه وشكل غانية حسناء؟

هنا قد سكب الشاعر غزير مداد أبياته على قرطاس الهوى العذري..
ذلك الحب صوفي السمو الذي لا يداخله حراما من فحش وقبح.
وقد أسمى بالحبّ وإن كان لغانية وطبعه بطبع الكرام.

أشتهر عند بعض المتصوفة في القرون الوسطى من تأريخنا الهجري ذكر الخمر والوجد والسكر والغزل.
ودافع البعض عن ذلك بأنّما يعبرون عن الذات الإلـهية.. ولست هنا لمحاكمتهم..
فلكلّ امرئ منهم ما نوى وإنما الأعمال بالنيات.

فهذا شاعر يقول:
ولا تسقني الكأس بلا طرب * فإني رأيت الخيل تشرب بالصفير

وذاك شاعر آخر يقول:
لم يخلق الرحمن أحسن منظـرا * من عاشقين على فراش واحـد
متعانقين عليهما حلل الرضا * متوسدين بمعصم وبساعـد
ثم يختم قصيدته بـ:
يا رب يا رحمن تحسن ختمنا ... قبل الممات ولو بيوم واحـد

وآخر يقول:
يا قلب لا تعشق مليحا واحدا ... تحتار فيه تدللا وتذلـلا
واهوى الملاح جميعهم تلقاهم ... إن صد هذا كان هذا مقبلا

وأما الحلاج فإن له كلام جميل ورائع:

وما شربت لذيذ الماء من عطش * إلا رأيت خيالاً منك في كأسي
وما أشرقت شمس ولا غربت * إلا وأنت في فكري وإحساسي
وما تنفست محزوناً ولا فرحاً * إلا وذكراك مقروناً بأنفاسي
وما جلست إلى ناس أحدثهم * إلا وأنت حديثي بين جلاسي

ويأتي سلطان العاشقين عمر ابن الفارض في رائعته:
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل * فما اختاره مضني به وله عقل
وعش خـاليــاً فالحــب راحتـــه عنـــاء * وأولــه سقـم وآخـــره قـتــــــل
إذا شئت أن تحيـــا سعيداً فمــت بــــه * شهيــداً وإلاّ فالغرام له أهــل

وكذلك لإبن عربي وابن الرومي وأيضا رابعة العدوية وغيرهم أبياتا في الخمر لا أدري نوعه وفي الحب والعشق والغزل لا أعلم عن صاحبه.. لـكنه يظلّ تراثا رائعا في الدواوين على رفوف مكتبات الأدب العربي الإسلامي.

أشكر لك، أخي عبق الوطن، لطف شمائلك والشكر قليل.

[د محمد علي باوزير]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هذا الكلام الزين............كثر الله من امثالك يالحسيني