من الضالع إلى عدن: ماهو موقع الجنوب من الإعراب؟

[حد من الوادي]

>>
من الضالع إلى عدن: ماهو موقع الجنوب من الإعراب؟

د.محمد المنصوب الثلاثاء 2009/11/10 الساعة 08:25:10

مايقرب من عشرون عاما من إعادة لم شمل البلاد إلا أنني لم أتمكن من زيارة مدينة عدن والتعرف عليها لأسباب تتعلق بالوقت فأكثر من عشر سنوات قضيتها خارج اليمن وكل مرة أعود فيها للوطن بالكاد يكفي الوقت القصير لزيارة الأهل وقضاء الأعمال الضروريه في العاصمه صنعاء.

هذه المرة وفي ضمن مشاركتنا في المؤتمر العام الثالث للمغتربين اليمنيين أصر وألح الإخوة الزملاء المشاركين على زيارة عدن مقدمين تذاكر طيران صنعاء-عدن كحل بديل لمعذرة السفر اللا آمن بسبب الحراك الجنوبي.

في مدينة قعطبة وحيث يقيم الأهل وفي الليله السابقه لموعد ضرورة وصولي إلى عدن تتشابك الوساوس والأوهام حول ضرورة السفر أم لا ؟ أحدهم يقول الطريق مقطوعة بسبب فعاليات الحراك اليومية! وأحدهم ينصح بعدم المغامرة والمخاطرة وآخر يرى بالسفر فجرًا وعناصر الحراك لم تفق من نومها بعد، وحكيم آخر يتوصل إلى حل مقنع ولكنه متعب فبدلاً من السفر 126 كم تستغرق ساعتين على أقصى تقدير يرى بتغيير خط السفر بدلاً من قعطبة-عدن إلى قعطبة-إب- تعز- الجراحي- الطريق الساحلي وصولا إلى عدن بمسافة تتضاعف إلى اكثر من 500 كم تحتاج إلى 5 ساعات في أحسن الأحوال!

تعددت الخيارات وتشابكت الأفكار ولكن في الأخير تستقر على الطريق الأقرب وما أرادة الله كان.

من على البيجو بدأت رحلتنا نحو عدن،الحراك الجنوبي مشتعل في كل مكان،على البيجو كان في ذروته، الفساد المستشري في الدوله ومؤسساته، البطالة بين أوساط الشباب،غياب شبه كامل لسلطات الدولة في الريف وظهور الأحكام العرفية والقبلية وإنخفاض مستوى هيبة الدولة كلها كانت وقود ساخنة للحراك الجنوبي.

إخترت عدم المشاركه في النقاش الحاد وفضلت الإنصات لما يدور من حولي إلا أن هذا الخيار لم يعجب المسافرين من حولي فوجه لي أحدهم سؤالً- إتضح أن هذا الشخص عقيد في القوات الجوية ومتجه إلى عدن للمشاركة في التحضير لفعالية ينوي الحراك القيام بها صبيحة اليوم التالي الموافق14-أكتوبر 2009م- كان سؤاله:هل أنت منهم أم منا؟ وكان جوابي له إبتسامة خفيفة بدون كلمات تاركاً المجال أمامهم للتخمين فأسكت فضولهم: من قعطبه!

أحدهم يرد: إذا ////////////////////////////// والآخر يقول: لابل نصف ////////////////////////////// والثالث يقول : لا هذا من قعطبة أنسابنا وأقاربنا ونحن وهم واحد.

هكذا تنوعت إجابتهم وإنفعالاتكم كتنوع مكونات الحراك في الشارع الجنوبي .

الحراك من زوبعة إلى معضلة:

في لقاء مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس في برنامج زيارة خاصة على قناة الجزيرة قال بأنه وفي ذات تواصل مع الرئيس علي عبدالله صالح تطرقا إلى مايحدث في الجنوب فكان رد الرئيس بأن الجنوب بخير وما يقال إلا زوبعات!

الشيخ عبدالمجيد الزنداني أيضاً وفي لقاء صحفي موخراً قال بأنه تحدث مع الرئيس قبل حوالي سنتين منبهاً لما يحدث في الجنوب وخطورة تطوره وتعقد حلقاته فما كان من جلساء الرئيس ومنهم جنوبيون إلا الإنكار وتطمين الرئيس بأن الجنوب بخيـــــر!

غادرنا مدينة الضالع نحو عدن الشوارع تعج بالبشرفي هدوء صباحي ولايوجد شيىءما يدل على أن هناك حراك تشكل الضالع الشريان المغذي له.

أول الدهشة كانت في الحبيلين: أعلام الجنوب سابقاً ترفرف في كل مكان،على شرفات المنازل،على واجهات المحلات التجارية، لوحة ضخمة جداً كتبت بخط أنيق لمنادات المواطنين للمشاركة في تظاهرة اليوم التالي، لاحظت أناس معلقةً على صدورهم كروت اللجنة التحضيرية لتجمع اليوم التالي،لاحظت الإقحام السيىء للأطفال دون سن العاشرة وهم يحالون التسلق لعمود كهربائي لرفع أعلام الحراك، أين الأمن؟ أين السلطات المحلية؟

لاحظت ورأيت الأعلام منقوشة بتفنن على أسوار المدارس وعلى سور كلية التربية بردفان. حتى اللوحات الإعلانية على الطريق العام لم تسلم من الحراك وتم التسلق إاليها ورسم أعلامهم وشعاراتهم عليها رأيت الأدهى والأعظم، رأيت ما لم أكن أتوقع ولا واضعاً له في الحسبان، رأيت مبنى أنيق وضخم عرفت فيما بعد أنه المجمع الحكومي لمديرية حالمين وعلى بعد 50 متر فقط وبإرتفاع حوالي 20 متر علم الجنوب الأسبق منقوشاً بالطلاء وبشكل يوحي على قوة ومدى الحراك لأنه وصل إلى أبواب المجمع الحكومي ولم يستطع إيقافه لا الأمن العام ولا المركزي ولا حتى الجيش.

نعود إلى مايدور على السيارة الأجرة- البيجو- والنقاش فيها مايزال مستمرا حول الوضع في الجنوب وجميعهم بشكل عام مجمعون على رأي واحد.

حاولت الدخول في نقاشهم : الفساد المالي والإدراي البطالة-الفقر، إرتفاع سلطة الفرد وإنخفاض سلطة الدولة، وغياب تطبيق الدستور والقانون، عيوب موجودة في البلد بأكمله والكل يعاني منها ويدعو إلى زوالها وليس الجنوب فقط من يعاني من تركم المشاكل بل ليس الجنوب المقصود وبذلك يجب علينا أن تعترف أننا بلد شح الموارد كثير السكان فلا مجال للمقارنه بدول الجوار- إنتهت مداخلتي- رد على الجميع وبصوت واحد: إن أخترتم السكوت فذلك شأنكم أما نحن فلا ولا!.

إخترت عدم المواجهة لأن أي نقاش لن يؤدي إلى نتيجة فلا هم يمثلون الحراك ولا أنا ممثل السلطة لأحقق لهم مايطلبون

وصلنا عدن بسلامة الله وحفظه بعد ساعتين مرت وكأنها يومين وحينما عرف الجميع أنني جديد على عدن وبأنني أطلب إيصالي إلى جولة القاهرة في الشيخ عثملن حيث ينتظرني صديقي، بكل سعة صدور ورحابة قلوب تهافت الجميع إلى مساعدتي ومنهم من رحب بي ضيفا في بيته وإفترقنا وكأننا أصدقاء منذ زمن وليس منذ ساعتين ليدل هذا على أن اليمن واحد بأبنائه قبل ترابه وبأن الوحدة اليمنية متمعقة في القلوب ومن يريد غير ذلك فهو واهم ويحلم في وضح النهار .

الحراك: عظيم النار من مستصغر الشرر!

كانت بدايات الحراك عبارة عن مطالب بإعادة المتقاعدين والمنقطعين بسبب تداعيات حرب صيف 94م وفي هذا الحال أعتقد أن الدولة هي من تقوم بالجري وراءهم لإعادتهم لأعمالهم لخطورة ما يسببه الفراغ لآلاف الشباب والكفاءات المتقاعدة،ولكن وللأسف حصل العكس حيث لم تستجب الدولة لتلك المطالب في حينها وبداياتها بل إستصغرتها وإعتبرتها زوبعات وهراء،وها نحن نرى مستصغر الشرر هذا قد كاد أن يتحول إلى نار ملتهبة يصعب إخمادها!

إضافة إلى نواة الحراك سالفة الذكر فقد إستخدم الحراك نقاط ساخنة يعتبرها المجتمع في الجنوب دخيلة عليه كـ الفساد المالي والتسيب الإدراي وغياب مؤسسات الدولة وإنخفاض هيبة الدولة وسلطاتها مقابل إرتفاع سلطات الفرد، والمحسوبيات والوساطات في مرافق الدولة......إلخ

الحلول الغلط

صحيح أن الدولة حاولت أن تحتوي الموقف وقام الرئيس علي عبدالله صالح بزيارات متكرره لمناطق الحراك المستعرة في الضالع ولحج وأبين لمحاولة تفهم الوضع عن قرب ، ولكن السلطات في بلادنا لا تحاول إستيعاب وفهم المشاكل من منظورها الصحيح وتستمر في طريقتها التقليدية في علاج الأزمات بحلول لحظية مؤقتة،فعلى سبيل المثال وفي بدايات الحراك قامت الدولة بصرف سيارات آخر موديل كهبات وهدايا لنشطاء في الحراك محاولة كسب ولائهم إلى صفها مما زاد الطين بلة في أوساط العامة وشوهدت تلك السيارات تعمل ليل نهار في الإعداد والتنظيم لفعاليات الحراك !

وقامت الدولة بوضع إمكانيات وميزانيات خاصة لإيجاد الحلول إلا أنها وللأسف وكعادتها القديمة تعتمد على أشخاص ولا تعتمد على مؤسسات فوضعتها في أياد قادة عسكريين ليسوا على علم بتركيبة الجنوب وضلوا يتعامولن مع مشاكل الحراك عن طريق كسب ولاءات من مكونات الحراك والجنوب بشكل عام مما زاد في الأمر تعقيداً وفي الموقف صلابةً.

الحراك والسباحة عكس التيار:

على الرغم من أدبيات وخطابات الحراك التي تتبرأ من العداء من الشماليين إلا أن العكس سائد ومنتشر بين قواعدهم السفلى وتختطئ بعض إن لم نقل كل مكونات الحراك في إستعداء كل ما هو قادم من الشمال سواء كان موظف أو عامل أو حتى سيارة تشير لوحتها إلى أنها من المحافظات الشمالية والمطالبة بما يسمونه فك الإرتباط أو طرد الإحتلال وهم يعلمون أن رئيس الوزراء جنوبي ووزير الدفاع والخارجية وغيرها جنوبيون ، فالوحدة يجب أن تكون بعيدة عن أي مهاترات أو صراعات أو مصالح ، الوحدة يجب أن تكون سقف عال لا تصله أي عيوب يصنعها البشر أو تنتجها السياسات الخاطئة ، وبسبب هذا يفقد الحراك تأييد الكثير من الشخصيات الإعتبارية والمؤثرة في الشمال والجنوب لأن الوحدة غاية سامية ومصباح يشع بنوره إلى كل ربوع الوطن إذا ما أصابه عطب عم الظلام على ربوعه وعاد قرون إلى الوراء !

وأخيـــراً: الجنوب إلى أين؟

شكلت السلطة العديد من اللجان المكونة من الشخصيات المعروفة إبتداءاً بـ باصرة&هلال ومروراً بـ سالم صالح محمد وإنتهاءاً بأعضاء المجالس المحلية للنظر فيما يدور في الجنوب ولكن لا نرى إلا الأمور تزداد تعقيداً ولا بوادر لأية حلول جذرية حتى الآن لإفتقار بلادنا إلى الهيئات المؤسسية وإعتمادها على أشخاص ،وإذا لم تقم السلطات بحلول جذرية فإننا لا ندري إلى أي الإتجاهات الجنوب سائر ولا ندري ماهو موقع الجنوب من الإعراب في الجملة اليمنية المستقبلية والإقليمية والدولية........

[قاسم المنصوب]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد من الوادي [ مشاهدة المشاركة ]

>> من الضالع إلى عدن: ماهو موقع الجنوب من الإعراب؟ د.محمد المنصوب الثلاثاء 2009/11/10 الساعة 08:25:10 مايقرب من عشرون عاما من إعادة لم شمل البلاد إلا أنني لم أتمكن من زيارة مدينة عدن والتعرف عليها لأسباب تتعلق بالوقت فأكثر من عشر سنوات قضيتها خارج اليمن وكل مرة أعود فيها للوطن بالكاد يكفي الوقت القصير لزيارة الأهل وقضاء الأعمال الضروريه في العاصمه صنعاء. هذه المرة وفي ضمن مشاركتنا في المؤتمر العام الثالث للمغتربين اليمنيين أصر وألح الإخوة الزملاء المشاركين على زيارة عدن مقدمين تذاكر طيران صنعاء-عدن كحل بديل لمعذرة السفر اللا آمن بسبب الحراك الجنوبي. في مدينة قعطبة وحيث يقيم الأهل وفي الليله السابقه لموعد ضرورة وصولي إلى عدن تتشابك الوساوس والأوهام حول ضرورة السفر أم لا ؟ أحدهم يقول الطريق مقطوعة بسبب فعاليات الحراك اليومية! وأحدهم ينصح بعدم المغامرة والمخاطرة وآخر يرى بالسفر فجرًا وعناصر الحراك لم تفق من نومها بعد، وحكيم آخر يتوصل إلى حل مقنع ولكنه متعب فبدلاً من السفر 126 كم تستغرق ساعتين على أقصى تقدير يرى بتغيير خط السفر بدلاً من قعطبة-عدن إلى قعطبة-إب- تعز- الجراحي- الطريق الساحلي وصولا إلى عدن بمسافة تتضاعف إلى اكثر من 500 كم تحتاج إلى 5 ساعات في أحسن الأحوال! تعددت الخيارات وتشابكت الأفكار ولكن في الأخير تستقر على الطريق الأقرب وما أرادة الله كان. من على البيجو بدأت رحلتنا نحو عدن،الحراك الجنوبي مشتعل في كل مكان،على البيجو كان في ذروته، الفساد المستشري في الدوله ومؤسساته، البطالة بين أوساط الشباب،غياب شبه كامل لسلطات الدولة في الريف وظهور الأحكام العرفية والقبلية وإنخفاض مستوى هيبة الدولة كلها كانت وقود ساخنة للحراك الجنوبي. إخترت عدم المشاركه في النقاش الحاد وفضلت الإنصات لما يدور من حولي إلا أن هذا الخيار لم يعجب المسافرين من حولي فوجه لي أحدهم سؤالً- إتضح أن هذا الشخص عقيد في القوات الجوية ومتجه إلى عدن للمشاركة في التحضير لفعالية ينوي الحراك القيام بها صبيحة اليوم التالي الموافق14-أكتوبر 2009م- كان سؤاله:هل أنت منهم أم منا؟ وكان جوابي له إبتسامة خفيفة بدون كلمات تاركاً المجال أمامهم للتخمين فأسكت فضولهم: من قعطبه! أحدهم يرد: إذا ////////////////////////////// والآخر يقول: لابل نصف ////////////////////////////// والثالث يقول : لا هذا من قعطبة أنسابنا وأقاربنا ونحن وهم واحد. هكذا تنوعت إجابتهم وإنفعالاتكم كتنوع مكونات الحراك في الشارع الجنوبي . الحراك من زوبعة إلى معضلة: في لقاء مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس في برنامج زيارة خاصة على قناة الجزيرة قال بأنه وفي ذات تواصل مع الرئيس علي عبدالله صالح تطرقا إلى مايحدث في الجنوب فكان رد الرئيس بأن الجنوب بخير وما يقال إلا زوبعات! الشيخ عبدالمجيد الزنداني أيضاً وفي لقاء صحفي موخراً قال بأنه تحدث مع الرئيس قبل حوالي سنتين منبهاً لما يحدث في الجنوب وخطورة تطوره وتعقد حلقاته فما كان من جلساء الرئيس ومنهم جنوبيون إلا الإنكار وتطمين الرئيس بأن الجنوب بخيـــــر! غادرنا مدينة الضالع نحو عدن الشوارع تعج بالبشرفي هدوء صباحي ولايوجد شيىءما يدل على أن هناك حراك تشكل الضالع الشريان المغذي له. أول الدهشة كانت في الحبيلين: أعلام الجنوب سابقاً ترفرف في كل مكان،على شرفات المنازل،على واجهات المحلات التجارية، لوحة ضخمة جداً كتبت بخط أنيق لمنادات المواطنين للمشاركة في تظاهرة اليوم التالي، لاحظت أناس معلقةً على صدورهم كروت اللجنة التحضيرية لتجمع اليوم التالي،لاحظت الإقحام السيىء للأطفال دون سن العاشرة وهم يحالون التسلق لعمود كهربائي لرفع أعلام الحراك، أين الأمن؟ أين السلطات المحلية؟ لاحظت ورأيت الأعلام منقوشة بتفنن على أسوار المدارس وعلى سور كلية التربية بردفان. حتى اللوحات الإعلانية على الطريق العام لم تسلم من الحراك وتم التسلق إاليها ورسم أعلامهم وشعاراتهم عليها رأيت الأدهى والأعظم، رأيت ما لم أكن أتوقع ولا واضعاً له في الحسبان، رأيت مبنى أنيق وضخم عرفت فيما بعد أنه المجمع الحكومي لمديرية حالمين وعلى بعد 50 متر فقط وبإرتفاع حوالي 20 متر علم الجنوب الأسبق منقوشاً بالطلاء وبشكل يوحي على قوة ومدى الحراك لأنه وصل إلى أبواب المجمع الحكومي ولم يستطع إيقافه لا الأمن العام ولا المركزي ولا حتى الجيش. نعود إلى مايدور على السيارة الأجرة- البيجو- والنقاش فيها مايزال مستمرا حول الوضع في الجنوب وجميعهم بشكل عام مجمعون على رأي واحد. حاولت الدخول في نقاشهم : الفساد المالي والإدراي البطالة-الفقر، إرتفاع سلطة الفرد وإنخفاض سلطة الدولة، وغياب تطبيق الدستور والقانون، عيوب موجودة في البلد بأكمله والكل يعاني منها ويدعو إلى زوالها وليس الجنوب فقط من يعاني من تركم المشاكل بل ليس الجنوب المقصود وبذلك يجب علينا أن تعترف أننا بلد شح الموارد كثير السكان فلا مجال للمقارنه بدول الجوار- إنتهت مداخلتي- رد على الجميع وبصوت واحد: إن أخترتم السكوت فذلك شأنكم أما نحن فلا ولا!. إخترت عدم المواجهة لأن أي نقاش لن يؤدي إلى نتيجة فلا هم يمثلون الحراك ولا أنا ممثل السلطة لأحقق لهم مايطلبون وصلنا عدن بسلامة الله وحفظه بعد ساعتين مرت وكأنها يومين وحينما عرف الجميع أنني جديد على عدن وبأنني أطلب إيصالي إلى جولة القاهرة في الشيخ عثملن حيث ينتظرني صديقي، بكل سعة صدور ورحابة قلوب تهافت الجميع إلى مساعدتي ومنهم من رحب بي ضيفا في بيته وإفترقنا وكأننا أصدقاء منذ زمن وليس منذ ساعتين ليدل هذا على أن اليمن واحد بأبنائه قبل ترابه وبأن الوحدة اليمنية متمعقة في القلوب ومن يريد غير ذلك فهو واهم ويحلم في وضح النهار . الحراك: عظيم النار من مستصغر الشرر! كانت بدايات الحراك عبارة عن مطالب بإعادة المتقاعدين والمنقطعين بسبب تداعيات حرب صيف 94م وفي هذا الحال أعتقد أن الدولة هي من تقوم بالجري وراءهم لإعادتهم لأعمالهم لخطورة ما يسببه الفراغ لآلاف الشباب والكفاءات المتقاعدة،ولكن وللأسف حصل العكس حيث لم تستجب الدولة لتلك المطالب في حينها وبداياتها بل إستصغرتها وإعتبرتها زوبعات وهراء،وها نحن نرى مستصغر الشرر هذا قد كاد أن يتحول إلى نار ملتهبة يصعب إخمادها! إضافة إلى نواة الحراك سالفة الذكر فقد إستخدم الحراك نقاط ساخنة يعتبرها المجتمع في الجنوب دخيلة عليه كـ الفساد المالي والتسيب الإدراي وغياب مؤسسات الدولة وإنخفاض هيبة الدولة وسلطاتها مقابل إرتفاع سلطات الفرد، والمحسوبيات والوساطات في مرافق الدولة......إلخ الحلول الغلط صحيح أن الدولة حاولت أن تحتوي الموقف وقام الرئيس علي عبدالله صالح بزيارات متكرره لمناطق الحراك المستعرة في الضالع ولحج وأبين لمحاولة تفهم الوضع عن قرب ، ولكن السلطات في بلادنا لا تحاول إستيعاب وفهم المشاكل من منظورها الصحيح وتستمر في طريقتها التقليدية في علاج الأزمات بحلول لحظية مؤقتة،فعلى سبيل المثال وفي بدايات الحراك قامت الدولة بصرف سيارات آخر موديل كهبات وهدايا لنشطاء في الحراك محاولة كسب ولائهم إلى صفها مما زاد الطين بلة في أوساط العامة وشوهدت تلك السيارات تعمل ليل نهار في الإعداد والتنظيم لفعاليات الحراك ! وقامت الدولة بوضع إمكانيات وميزانيات خاصة لإيجاد الحلول إلا أنها وللأسف وكعادتها القديمة تعتمد على أشخاص ولا تعتمد على مؤسسات فوضعتها في أياد قادة عسكريين ليسوا على علم بتركيبة الجنوب وضلوا يتعامولن مع مشاكل الحراك عن طريق كسب ولاءات من مكونات الحراك والجنوب بشكل عام مما زاد في الأمر تعقيداً وفي الموقف صلابةً. الحراك والسباحة عكس التيار: على الرغم من أدبيات وخطابات الحراك التي تتبرأ من العداء من الشماليين إلا أن العكس سائد ومنتشر بين قواعدهم السفلى وتختطئ بعض إن لم نقل كل مكونات الحراك في إستعداء كل ما هو قادم من الشمال سواء كان موظف أو عامل أو حتى سيارة تشير لوحتها إلى أنها من المحافظات الشمالية والمطالبة بما يسمونه فك الإرتباط أو طرد الإحتلال وهم يعلمون أن رئيس الوزراء جنوبي ووزير الدفاع والخارجية وغيرها جنوبيون ، فالوحدة يجب أن تكون بعيدة عن أي مهاترات أو صراعات أو مصالح ، الوحدة يجب أن تكون سقف عال لا تصله أي عيوب يصنعها البشر أو تنتجها السياسات الخاطئة ، وبسبب هذا يفقد الحراك تأييد الكثير من الشخصيات الإعتبارية والمؤثرة في الشمال والجنوب لأن الوحدة غاية سامية ومصباح يشع بنوره إلى كل ربوع الوطن إذا ما أصابه عطب عم الظلام على ربوعه وعاد قرون إلى الوراء ! وأخيـــراً: الجنوب إلى أين؟ شكلت السلطة العديد من اللجان المكونة من الشخصيات المعروفة إبتداءاً بـ باصرة&هلال ومروراً بـ سالم صالح محمد وإنتهاءاً بأعضاء المجالس المحلية للنظر فيما يدور في الجنوب ولكن لا نرى إلا الأمور تزداد تعقيداً ولا بوادر لأية حلول جذرية حتى الآن لإفتقار بلادنا إلى الهيئات المؤسسية وإعتمادها على أشخاص ،وإذا لم تقم السلطات بحلول جذرية فإننا لا ندري إلى أي الإتجاهات الجنوب سائر ولا ندري ماهو موقع الجنوب من الإعراب في الجملة اليمنية المستقبلية والإقليمية والدولية........

الى ابن العم الدكتور محمد المنصوب المحترم
تحية
قد يتسائل البعض هنا كيف قاسم المنصوب يقول الجنوب العربي ولدكتور محمد المنصوب يقول اليمن وصنعاء
احب ان اوضح انه يوجد في اليمن قرئ بكامله مناصيب في مريس وفي تعز وفي الحيمتين ان المنا صيب الي في اليمن هم من الجنوب العربي الاصل ونزحوا الى اليمن قبل مأت السنين واستوطنوا هناك
والبعض يعتقد انه من اصل يمني ان اصل المناصيب من مدينة الثجة المندثرة والتي هجرها المناصيب المنتشرن في بقاع عديدة من العالم العربي التي يوجد بقايا من اسوارها وبراك امياة ومدافن القمح اي مخازن منحوته في
باطن الصخر في مدرية الحصين فوق الجبل المطل على خلةا لمسما الذنيب وتاريخ مدينة الثجة يعود تاريخها الى ما يقارب الف وسبع مأت عام
وهناك مناصيب في قعطبة نزحوا من قرية المدسم مديرية الحصين في اواخر القرن التاسع عشر وتعود اصولهم لمناصيب المدسم في الجنوب العربي
اخي ان الجنوب العربي من الضالع حدود الجنوب العربي شمالاً الى باب المندب وخليج عدن غرباً الى الغيظة حدود ضفار شرقاً
ليس من لضالع الى عدن حسب ماجاء في عنوان مقالتك
ولك خالص الود والاحترام والتقدير
عقيد قاسم صاح قاسم المنصوب
مديرية الحصين حالياً مركز لحصين سابقاً قرية شريم