صنعاء سقطت شرعية النظام. فالشرعية الدستورية و الشعبية لم يعد لهما وجود

[حد من الوادي]

سقطت شرعية النظام

2011/03/13 الساعة 16:24:21 منى صفوان

سقطت شرعية النظام. فالشرعية الدستورية و الشعبية لم يعد لهما وجود، و سقطتا، في خضم الثورة الشعبية. فكون الشعب مصدر السلطات، فانه خروجه لاسترداد سلطته، تعني انه سحب الثقة من النظام، و أن هذا النظام لم يعد يمثل الشعب.

و تزايد عدد المنضمين للثورة كل يوم، يزيد من تأكيد شرعية الشارع، و الثورة ، و الملايين التي تتضاعف يعني أن السقوط يؤكد.

و أما الشرعية الدستورية، فقد سحبت من تحت سلطة النظام، الذي طرح تعديلات دستورية في أخر إصدار للمبادرات الرئاسية، و هذا يعني أن الدستور الحالي لم يعد معترفا به، لا من قبل النظام، ولا من قبل المعارضة الرسمية التي اعترضت عليه، و لا من الشارع الذي خرج عليه، لان الدستور يمثل الحاكم، ولم يعد يمثل الشعب.

إذا. فلا توجد شرعية حقيقة يستند عليها النظام. و يعتبر من في الحكم الآن، مغتصب لشرعية الشعب بالقوة. و الثورة تسير في اتجاه استرداد الشرعية، بعد أن أسقطت شرعية النظام.

و القوة التي يحتمي بها النظام لاغتصاب الشرعية، قوة متآكلة لأنها تتكئ على حزب مات سياسيا، بعد الاستقالات المتتالية للمؤتمرين قياديين و أعضاء، و بعد الارتباك الواضح و التنازع في قدرته على السيطرة.

ولم تعد هناك سطوة و نفوذ المال و رجال الأعمال، لان رأس المال جبان، لذا هو لن يورط نفسه باستمرار علاقته بنظام تنتهي شرعيته، وهذا يفسر لماذا ينظم رجال الأعمال و كبار التجار للثورة ظاهريا و باطنيا و يدعمونها بالمال، لان نجاح الثورة يعني انتهاء السطوة السياسية على استثماراتهم المالية.

و القبيلة، يشتري النظام ولاءها بالمال، أو بعض الأطراف القبيلة، لان معظم القبائل و أكبرها قد أنظمت للشرعية الشعبية التي أعلنتها الثورة، فما تبقى من أطراف قبيلة تستغل النظام المتهاوي لكسب مكاسب مالية، فهي ليست قوة يتكئ عليها لأنه لا مصلحة لها بإعلان حرب قبيلة، و لن تفقد مصالحها من اجل نظام زائل، فهذه القبائل يشترى ولاؤها بالمال بما يعني أنها غير مقتنعة ببقاء هذا النظام, وهي تستغله ماليا فقط.

أما الاعلام الرسمي "صوت النظام" فهو يؤكد عمليا حقيقة سقوط شرعية النظام، من خلال محاولته لاستجداء الشرعية، و الاعتراف به وبمن يتحدث عنه، من خلال استضافه للطرف الأخر المعارض، من ينادون بالرحيل في البرامج المباشرة، و هذا الاستهداف للمناوئين يعني أن الاعلام الذي كان مقفل في وجه كل من يعارض النظام، أدرك انه فقد شرعيته، و يحاول استعادتها، و هي محاولة ساذجة لتحسين سمعته، و استعادة ثقله، أو بالأصح محاولة لاستعادة شرعية النظام.

النظام سقطت شرعيته، و بدء المرحلة الانتقالية يتم بالفعل، و الشارع ينظم صفوفه، و الحديث الجاد يدور حول.... مرحلة ما بعد سقوط النظام.

هناك تحرك جدي للثورة، التي لم تعد مجرد اعتصام مفتوح، إنها الآن حركة سياسية تتشكل بهدوء في الشارع، تجمع كل الأطراف في مؤتمر وطني حقيقي غير معلن، و تسايرها حركة فكرية تنظر لها، و تنظم لها أفكارها و خطواتها.

يبقى فقط الإعلان عن سقوط النظام لتخرج حركة الشارع إلى العلن حركة منظمة، و تشهر عن حركة سياسية قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية، وبدء حوار وطني شامل، يجدد كل مبادئ الوحدة الوطنية، لضمان انتقال سلمي و سلس للسلطة.

و ما يؤخر الإعلان عن سقوط النظام ، عناد "صالح" و مكابرته و محاولته لكسب الوقت، و أما عرض مبادرته، فهي تؤكد انه لم يعد يمتلكك الشرعية، و هو بها يحاول استعادة الشرعية، من خلال مبادرات تجاوزها الشارع فعلا، لأنه أصبح الآن في مرحلة ما بعد سقوط النظام، أو في مرحلة الإعداد لما بعد "الإعلان" عن سقوط النظام.

[email protected]

[حد من الوادي]

كمامات للمعتصمين2011/03/13 الساعة 17:09:09 صباح مالك الأرياني

موتى في قبورهم،

يتذكّرون أعمارهم الضائعة
يتذكّرون أحلامهم التي قُتلت في الشوارع،
وينتفضون،
يمدّون أصابعهم ليتحسّسوا رؤوس أطفالهم
الذين تركوهم متسمّرين أمام الشاشة،
منبهرين بالهتاف:
"يسقط النظام"

لم ابك منذ اندلاع الاحداث كما بكيت وانا اقرأ تلك الكلمات, بالفعل اصبحت احلام الاطفال وامنياتهم اسقاط النظام . دار بذهني حديثي مع ابنة اخي الصغيرة قبل ايام وهي تسألني:
عمة هل قرأتي قصيدتي في الفيسبوك عن الثورة؟ ضحكت وقلت لها هل اصبحت ثائرة!

ردت :

عمتي الثورة الان مش ثورة كبار وبس الثورة ثورة اطفال كمان لأن الكبار ثاروا من اجل الاطفال!
تذكرت ايضا حديث احد الاصدقاء حين اصطحب معه ابنه لصلاة الجمعة فإذا بالأبن يهتف بعد الصلاة

"الشعب يريد اسقاط النظام"

مرت بذهني تلك الخواطر وانا احاول الكتابة علني اضع شيئا من الانفعالات التي تحرقني منذ اندلاع الاحداث, الانفعالات التي يقيدها البعد في ان تتفجر مع المد الشعبي الذي تفجر في عموم اليمن, صدى ثورة مخزونة للأباء الذين ظلوا يتجرعون وعود واماني بحرية وسلام وفراشات ملونة لأطفالهم .

اباء مسالمون ظلو يبتعدون عن منطق الصراع والقوة ويتجرعون وعود وهمية بوطن رخاء و "يسيرون مع الكذاب الى باب الدار"

لكن عتبة الدار اصبحت قصرا يحرسه العتاولة المحلوقة رؤسهم كي لايصغون سوى للأوامر,والطريق الى القصر مفروش بالجياع والمشردين الذين لايراهم المتسلطين الا كديكور للمدينة يشعرهم بالطمأنينة وبدوام الحال لهيمنتهم على جمهورية يغذونها بالجوع

وبمنطق "جوع كلبك يتبعك"

لكن" دوام الحال من المحال " وهؤلاء الأباء افرخوا نسورا تغذت من صلابة الارض التي مشوا عليها حفاة يلسعهم حرها بنداء :
" هذه ارضكم تدعوكم ان تلينو ترابها وتخضروه , هذه ارضكم تدعوكم ان تملأوها بشتلات "الامل والحرية "حلم الانبياء ونصوص الشرائع.

تكاتفت الجموع
رجال ونساء
شيوخ واطفال
شمال وجنوب
الكل ينادي برحيل النظام
حاول النظام المسايسة
اطلق الوعود
لكنها نفسها على مدى عقود , وعود يمحوها النهار
الوعود مساءً والقوة صباحا
اطلق الرصاص على الابناء
مدت الهراوات على الابناء
اطلقت القنابل المسيلة للدموع
واخيرا تطلق بوحشية غازات لم يشاهد لها مثيل
كل هذا في مواجهة اعتصامات سلمية تريد التغيير

الشعب لم يعد يثق بحكومته التي خانته عقود طويلة واذا له الحق ان يغيرها, مطلب شرعي عادل على من هم في السلطة تنفيذه بكل اريحية وهدوء وسيكون قرار عاقل سيمكنهم من الاستمتاع بما نهبوه الى ان تتم المحاكمات السلمية العادلة لكل فرد.

من المؤلم ان تواجه الاعتصامات السلمية بالقوة والتهديدات التي لاتنفع امام اصرار الجماهير . والجماهير لم تعد غافلة

ومن يضربون ابناؤهم اليوم سيفيقون غدا
ليعلموا انهم لايقاومون مجرد شغب
او مراهقة اطفال
او عناصر مدسوسة
او ايد خارجية


من يضربون ابناؤهم اليوم يجب ان يتنبهوا انهم يضربون ابناؤهم واخوانهم واباؤهم واخواتهم وان عليهم التنبه ان الظلم يده قاصرة مهما طال , ليعلموا ان ما يحدث هي ثورة شعب
ثورة سلمية تراق فيها دماء لأبناؤنا الذين يصرون ان تكون دماء من اجل السلام والوحدة

ثورة تردد

" بالروح بالدم نفديك ياعدن"
"بالروح بالدم نفديك ياصنعاء"
"بالروح بالدم نفديك يايمن"
" الشعب يريد اسقاط النظام"